بالرصاص والاعتقال والتشريد.. الحرب تدفع الصحافة السودانية إلى حافة الانهيار

3 مايو 2025 – كشف تقرير أصدرته نقابة الصحفيين السودانيين، السبت، بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، عن وضع مزرٍ للصحافة السودانية، بعد عامين من الحرب، بما في ذلك مقتل 31 صحفيًا وتوثيق «556» انتهاك ضد صحفيين آخرين، بجانب فقدان «1000» وظائفهم.

ويأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة، والصحفيون السودانيون، يختبرون أشد الظروف قسوة عليهم في المهنة المزاولة في البلاد لأكثر من قرن والتي لعبت دورًا بارزًا في الاستقلال ومواجهة الحكومات المتعاقبة لتأكيد حق الشعب في الحياة الكريمة والحرية والسلام.

ومنذ اندلاع الحرب توقفت جميع الصحف الورقية عن الصدور بالإضافة إلى عشرات المحطات الإذاعية.

وقالت سكرتارية الحريات في نقابة الصحفيين السودانيين، في (تقرير الحريات لعامي الحرب في السودان)، إن عامين من الحرب في السودان، عكست تأثيرًا عميقًا على الصحفيين والحريات الصحفية في البلاد.

وأكدت أن الحقيقة المستهدف الأول والأكبر في الحرب، لافتة إلى أنها فرضت واقعًا كارثيًا على الصحفيين والصحفيات والحريات الصحفية، بما في ذلك تقييد الحريات وتدهور حاد في بيئة العمل الإعلامي وحرمان الجمهور من الحصول على المعلومات الصحيحة والموثوقة.

وقالت النقابة في بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة «يحل علينا هذا اليوم وبلادنا تدخل عامها الثالث من الحرب، وصحافتنا تنزف من جسدها ضحايا، وتُدفَع إلى المنافي، وتُحاصَر بالكراهية والتضليل».

فيما وثّق التقرير خلال العامين الماضيين، مقتل 31 صحفيًا وعاملًا في المجال الإعلامي، في حوادث اغتيال وقصف مباشر، فضلًا عن اعتقال واحتجاز ما لا يقل عن (239) صحفيًا وصحفية، وتعرض عشرات آخرين للضرب والتنكيل والملاحقة والتهديد.

وأوضح التقرير أن العدد الكلي للانتهاكات ضد الصحفيين بلغ منذ اندلاع الحرب (556) حالة موثقة.

كما أدت الحرب، بحسب التقرير، إلى انهيار بيئة العمل الصحفي، حيث يوجد أكثر من 1000 صحفي وصحفية خارج دائرة العمل، معظمهم في مؤسسات الإعلام الرسمي، يتقاضون ثلث رواتبهم، أو أُحيلوا إلى التقاعد دون تسوية.

فيما يواجه أكثر من 500 صحفي وصحفية في المنفى، قيودا قانونية وضغوطا متعددة، ووفقًا للتقرير، ومع ذلك لا يزال كثيرون منهم يواصلون نقل الحقيقة وكشف الانتهاكات بحق المدنيين في السودان وسط غياب التغطية الدولية الكافية.

ودعت النقابة إلى وقف فوري لاستهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وضمان محاسبة كل من تورط في انتهاك حقوق الإعلاميين، بالإضافة إلى مطالبتها المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتحرك الفوري لضمان سلامة الصحفيين.

كذلك دعت إلى إعادة هيكلة البيئة الإعلامية في السودان بما يضمن استقلالها وتعددها، بعيدًاعن أدوات الاستقطاب والتجييش، بالإضافة إلى تسوية الأوضاع القانونية والمهنية للصحفيين المتأثرين بالحرب، خاصة المفصولين تعسفيا والمحالين إلى المعاش.

النقابة دعت أيضًا إلى تحرك عاجل من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والدول المضيفة لتوفير الحماية والدعم للصحفيين السودانيين في المنافي وتمكينهم من مواصلة أعمالهم بحرية وأمان.

وحثت النقابة على تعزيز ممارسات الصحافة المهنية في مواجهة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، دفاعا عن التماسك الاجتماعي والنسيج الوطني.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع