25 مايو 2025 – أعلن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» عن اعتزامه إطلاق نداء إلى القوى المدنية الديمقراطية للدخول في حوار مشترك يفضي إلى تكوين جبهة مدنية أو مركز تنسيق، إضافة إلى إطلاق عملية سياسية عبر «مائدة مستديرة» تهدف إلى توحيد المواقف وطرح بديل سياسي شامل يُخاطب جذور الأزمة.
واختتم التحالف الذي يقوده رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، السبت، أول اجتماع حضوري للأمانة العامة والآلية السياسية والذي انعقد في العاصمة الأوغندية كمبالا بين يومي 22 -24 مايو الحالي.
وقال التحالف في بيان إن السودان يواجه «الظرف الأحلك في تاريخه»، نتيجة الحرب التي تسببت في مآسٍ إنسانية غير مسبوقة.
وناقشت الاجتماعات ثلاثة ملفات رئيسية شملت السياق السياسي الراهن، الكارثة الإنسانية المتفاقمة، والشكل التنظيمي للتحالف، وأكدت على أولوية إيقاف الحرب، واستعادة المسار المدني الديمقراطي، وبناء دولة قائمة على أسس المواطنة المتساوية والعدالة.
وكان الناطق الرسمي باسم تحالف «صمود» بكري الجاك قد قال لـ«بيم ريبورتس» الجمعة إن اليوم الأول شهد نقاشًا عامًا لتقويم التجربة الماضية واستخلاص العِبر للمرحلة القادمة، مشيرًا إلى أن هذا التقويم «داخلي وليس للنشر».
بينما قال الناطق الرسمي باسم التحالف جعفر حسن في تصريح صحفي إن المجتمعين في اليوم الأول خلصوا إلى ضرورة تطوير مواقف القوى المدنية ورؤاها لوقف الحرب عبر ابتدار «طريق ثالث» يضع حدًا لمعاناة السودانيين وينهي الحروب ويضع اللبنات الأولى لبناء سودان ما بعد الحرب.
مائدة مستديرة
وطبقًا للبيان الختامي فقد أقرّ الاجتماع رؤية سياسية جديدة للتحالف تستجيب للمتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية، مؤكدًا أن تشكيل حكومات متنازعة في بورتسودان أو من الدعم السريع لا يعالج الأزمة، داعيًا إلى بناء كتلة مدنية مستقلة رافضة للحرب.
وقرر الاجتماع قيام قيادة التحالف بجولة إقليمية لحشد الدعم لإحياء منبر تفاوضي يُفضي إلى وقف إطلاق النار، باعتبار أن إنهاء الحرب ـ لم يعد مطلبًا سياسيًا بل نداءً شعبيًا حارًا من وجدان السودانيين ـ على حد وصف البيان.
وأدان التحالف بشدة الانتهاكات التي ارتكبتها كافة أطراف النزاع، مشيرًا إلى الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على البنى التحتية، والانتهاكات التي ارتكبها الجيش والقوات المتحالفة معه بحق المدنيين في مناطق النزاع.
وجدد التحالف اتهامه لحزب المؤتمر الوطني المحلول بمحاولة استغلال الحرب للعودة إلى السلطة، محذرًا من عودة الممارسات القمعية مثل الاعتقالات، القتل خارج القانون، وتسييس القضاء.
ووصف التحالف الأزمة الإنسانية في السودان بأنها «الأسوأ في تاريخه الحديث»، مشيدًا بجهود المبادرات المحلية كالتكايا وغرف الطوارئ.