مصدر أممي يؤكد استهداف «15» شاحنة مساعدات بـ«الكومة» وسط تبادل للاتهامات

3 يونيو 2025 – قال مصدر في وكالة تابعة للأمم المتحدة لـ«بيم ريبورتس»، إن قصفًا وقع عند الساعة الثانية عشرة و40 دقيقة صباح اليوم، استهدف 15 شاحنة كانت متوقفة في الكومة بشمال دارفور، وسط تبادل للاتهامات بين الأطراف السودانية بشأن المسؤولية.

وأمس قال مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، في تصريح صحفي لـ«بيم ريبورتس» إن الدعم السريع تحتجز قافلة إنسانية مكونة من 20 شاحنة محملة بالأدوية والغذاء، في الكومة، بينما كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر.

وكان برنامج الأغذية العالمي في السودان، قد أعلن في 14 مايو الماضي، عن تحرك قافلة إنسانية من مدينة الدبة بالولاية الشمالية نحو الفاشر، محملة بإمدادات غذائية وتغذوية عاجلة.

وتسيطر قوات الدعم السريع على منطقة الكومة بولاية شمال دارفور.

وأضاف المصدر الأممي أن القصف أسفر عن تدمير أربع شاحنات بشكل كامل، وتضرر خمس أخرى جزئيًا، مؤكدًا وفاة خمسة سائقين وإصابة أربعة آخرين، إلى جانب عشرة جرحى من المتطوعين المدنيين المرافقين للقافلة.

وشدد البرنامج حينها على ضرورة ضمان مرور القافلة بأمان، معتبرًا أنها تحمل مساعدات حيوية لأشخاص يواجهون خطر المجاعة في شمال دارفور.

تأكيد أممي على الاستهداف

في الأثناء، قال متحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للأطفال لرويترز اليوم إن قافلة تابعة للأمم المتحدة تقوم بتوصيل الطعام إلى الفاشر في شمال دارفور تعرضت للهجوم بين عشية وضحاها، مضيفا أن التقارير الأولية أشارت إلى «إصابات متعددة».

وقال المتحدث باسم اليونيسف «لقد تلقينا معلومات عن هجوم قافلة مع شاحنات برنامج الأغذية العالمي واليونيسيف الليلة الماضية أثناء تمركزها في الكومة، شمال دارفور، في انتظار الموافقة على المضي قدما إلى الفاشر».

تبادل اتهامات

أدانت الحكومة السودانية التي يقودها الجيش في بيان اليوم بشدة الهجوم الذي استهدف القافلة ووصفت الحادثة بأنها جريمة متعمدة نفذتها قوات الدعم السريع باستخدام طائرات مسيرة، بهدف منع وصول الإغاثة إلى الفاشر ومعسكرات النازحين.

وقالت إن الهجوم يقوّض الجهود المشتركة مع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات، مجددًةً التزامها بالتعاون مع المنظمات الدولية في هذا الشأن.

لكن الدعم السريع بدورها اتهمت في بيان اليوم الجيش السوداني بشن غارة جوية متعمدة على القافلة.

وقالت إن القافلة كانت تحمل مساعدات غذائية وطبية، وكانت محتجزة منذ أكثر من 15 يومًا في مدينة الدبة بالولاية الشمالية، قبل أن يُسمح لها بالتحرك نحو الفاشر. فيما لم يعلق الجيش على ذلك حتى لحظة كتابة الخبر.

غرفة طوارئ الكومة انضمت إلى الدعم السريع في اتهام الجيش حيث نشرت اليوم مقطع فيديو من المنطقة يظهر الحريق وقالت إنه بسبب قصف الطيران المسير التابع للجيش السوداني للمنطقة.

غير أن تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر اعتبرت أن الدعم السريع تحاول تزوير الحقيقة وادعاء أن الجيش هو من قصف القافلة عبر طائرات مسيّرة في محاولة مفضوحة لتضليل الرأي العام والتملص من المسؤولية.

واتهمت الدعم السريع باحتجاز القافلة قبل ثلاثة أيام في مدينة الكومة وإحراقها بالكامل أمس.

وأضافت «ملامح الحريق وشهادات من المنطقة تؤكد أن الحادثة كانت بفعل مباشر على الأرض».

وشددت على أن نمط الحريق لا يشبه آثار ضرب الطائرات المسيّرة أو الراجمات الجوية بل يحمل بصمات التخريب المتعمد بواسطة النيران والعبث الأرضي، واصفةً المشهد بالسقوط الأخلاقي.

المطالبة بتحقيق شفاف

تعليقًا على قصف القافلة اتهم مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر الدعم السريع بقصف القافلة، واصفًا الحادثة بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأضاف أن كل المؤشرات تقول إن الدعم السريع هي من ارتكبت هذا الجُرم، مشددًا في الوقت نفسه على الحاجة لتحقيق مستقل وشفاف في الحادث.

تأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه مدينة الفاشر من حصار خانق منذ أسابيع، وسط تدهور مريع في الخدمات الصحية ونقص حاد في الإمدادات الغذائية والدوائية، ما دفع مسؤولين محليين إلى توجيه نداءات عاجلة لفتح ممرات آمنة وتسيير جسر جوي إنساني.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
مرصد بيم

ما صحة تصريح مصدر عسكري: الحرب ستتوقف برجوع حمدوك رئيسًا للوزراء وعبد الرحيم دقلو نائبًا لرئيس السيادي؟

ما صحة تصريح مصدر عسكري: الحرب ستتوقف برجوع حمدوك رئيسًا للوزراء وعبد الرحيم دقلو نائبًا لرئيس السيادي؟ مفبرك تداول عدد من رواد موقعي التواصل الاجتماعي

المزيد