10 يونيو 2025 – أعلن برنامج الأغذية العالمي، الثلاثاء، أنه بدأ في توسيع نطاق عمله في ولاية الخرطوم مع بدء العائلات في العودة إلى العاصمة المدمرة، محذرًا من نقص في التمويل يتجاوز 500 مليون دولار لتغطية المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة فقط خلال الأشهر الستة المقبلة.
وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي ومدير البرنامج في السودان، لوران بوكيرا، عبر تطبيق زووم من بورتسودان، خلال إحاطة صحفية عُقدت في قصر الأمم بجنيف، إن افتتاح برنامج الأغذية العالمي مكتبًا جديدًا في أم درمان بولاية الخرطوم «يُعدّ خطوة محورية في إعادة ترسيخ وجودنا بالقرب من المجتمعات التي نخدمها».
وأضاف «لقد عدتُ للتو من ولاية الخرطوم. الاحتياجات هائلة. شهدنا دمارًا واسعًا، وصعوبات كبيرة في الوصول إلى المياه والرعاية الصحية والكهرباء، إضافة إلى تفشي الكوليرا».
وتابع «في بعض أجزاء المدينة، بدأت مظاهر الحياة في العودة، لكن العديد من الأحياء لا تزال مهجورة، وكأنها مدينة أشباح».
وأشار إلى أن عدة مناطق في جنوب مدينة الخرطوم معرضة بشدة لخطر المجاعة، مضيفًا «مع توقع عودة السكان إلى مناطق متضررة بشدة مثل الخرطوم، سيزداد الضغط على الموارد المحدودة أصلًا».
وأوضح أن برنامج الأغذية العالمي بحاجة إلى تحرك عاجل لاستعادة الخدمات الأساسية وتسريع وتيرة التعافي من خلال جهود منسقة مع السلطات المحلية والمنظمات الوطنية ووكالات الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين.
وأكد أن الفجوات في التمويل بدأت تؤثر بالفعل على المساعدات في الخرطوم والنيل الأزرق والجزيرة وسنار، موضحًا أنه قد تم حذف الزيت والبقوليات من السلة الغذائية بسبب نقص الموارد.
ونوه إلى أنه إذا لم يتم توفير تمويل جديد خلال الأشهر المقبلة، فسيتعين تنفيذ مزيد من التخفيضات في المساعدات.
وذكر أن المكملات الغذائية المنقذة لحياة الأطفال الصغار والحوامل والمرضعات غير متوفرة في الخرطوم ليس بسبب صعوبات الوصول، بل نتيجة نقص الموارد.
وتابع «نعمل أيضًا على تمهيد الطريق للتعافي على المدى الطويل من خلال توسيع المساعدات النقدية لتنشيط الأسواق المحلية، ودعم المخابز والمشاريع الصغيرة لإعادة فتحها».
ولفت إلى أن موسم الأمطار يفاقم الوضع السيئ أصلًا بالتزامن مع تزايد الهجمات العشوائية وغير المقبولة على العاملين في المجال الإنساني وعمليات الإغاثة.
وأكمل «نعاني من نقص يتجاوز 500 مليون دولار لتغطية المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة فقط خلال الأشهر الستة المقبلة»، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك من خلال زيادة التمويل لوقف المجاعة في المناطق الأكثر تضررًا، والاستثمار في تعافي السودان.
ورأى أن هذه لحظة حاسمة للوقوف مع الشعب السوداني في سعيه لإعادة بناء حياته، ومجتمعه، وأمله، بعد عامين من صراع مدمر، موضحًا أن الحل الوحيد هو السلام.