27 يونيو 2025 – قال إعلام مجلس السيادة السوداني ووكالة الأنباء السودانية (سونا)، الجمعة، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا، خلال اتصال هاتفي أجراه مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إلى إعلان هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور المحاصرة منذ أكثر من عام – قبل أن يشيرا إلى موافقة البرهان على الطلب.
وفي السياق نفسه، رحّب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في منشور على صفحته الرسمية على موقع «إكس»، رحّب بشدة بالاتصال الذي جري بين المسؤول الأممي والبرهان وتوافقهما على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر بغرض إدخال المساعدات الإنسانية.
وأكد مناوي التزام الحكومة السودانية «التزامًا قاطعًا ودون شرط» بهذه الهدنة الإنسانية، داعيًا الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى الإيفاء بواجباتهم الإنسانية، ومطالبًا «الدعم السريع» بتجنب «أسلوب الغدر» مثل ما حدث في «زمزم» ونهب قافلة أممية في «الكومة» وانتهاك القرار الأممي الداعي إلى إنهاء الحصار المضروب على الفاشر – بحسب قوله.
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر العاصمة الأخيرة للجيش في إقليم دارفور، منذ أبريل من العام الماضي، في محاولة لإسقاطها، مما خلّف أوضاعًا إنسانية ومعيشية صعبة، وسط مناشدات أممية بوقف القتال.
ويأتي هذا التحرك الأممي في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في ولاية شمال دارفور، ولا سيما الفاشر، حيث تُشير تقارير ميدانية إلى أوضاع حرجة يعانيها آلاف المدنيين بسبب استمرار المعارك وانقطاع سبل الإمداد والمساعدات.
وقالت وكالة «سونا» إن البرهان وافق على المقترح الأممي، مشددًا على أهمية تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما يساهم في تخفيف المعاناة وتثبيت الاستقرار.
وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة توم فليتشر، قد أعلن، في أبريل الماضي، أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، التزما –كلٌ على حدة– بمنح الأمم المتحدة إمكانية الوصول الكامل إلى الفاشر، بهدف إيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين، مؤكدًا أن الجانبين أبديا موافقة مبدئية على تسهيل مرور القوافل الإنسانية وتجنب العوائق الميدانية، غير أن الأوضاع على الأرض ظلت تشهد تدهورًا مستمرًا.
تجديد ترحيب
من جانبه، ذكر مجلس السيادة السوداني أن غوتيريش عبّر، خلال الاتصال، عن ترحيبه بتعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء، مؤكدًا دعم الأمم المتحدة للخطوة التي قال إنها تمثل «تقدمًا نحو استكمال عملية الانتقال المدني الديمقراطي في السودان» – بحسب إعلام المجلس.
وفي 21 مايو الماضي، رحبتْ كلٌّ من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والهيئة الحكومية المعنية بالتنمية (إيقاد)، عبر بيانات منفصلة، بتعيين رئيس وزراء جديد في السودان، واصفين إياها بالخطوة المهمة في سبيل إحياء عملية سياسية تؤدي إلى إسكات السلاح. فيما نددت كيانات وأحزاب مناهضة للحكومة التي يقودها الجيش في مناطق سيطرته بتعيين إدريس، وعدته تعيينًا يفتقر إلى الشرعية.
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقتها، عن أمله، في أن يشكل تعيين رئيس وزراء جديد في السودان، خطوة أولى نحو مشاورات شاملة تهدف إلى تشكيل حكومة تكنوقراط موسعة وتحقيق السلام في البلاد.