«نيويورك تايمز»: نائب رئيس الإمارات أشرف على تسليح «الدعم السريع» عبر عمليات سرية

29 يونيو 2025 – قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الأحد، إن العائلة الحاكمة في أبوظبي، لعبت دورًا مركزيًا في تسليح قوات الدعم السريع السودانية بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، عبر عمليات سرية أشرف عليها نائب رئيس دولة الإمارات، منصور بن زايد آل نهيان، وفقًا لمسؤولين في الاستخبارات الأمريكية.

وأوردت الصحيفة أن الاستخبارات الأمريكية اعترضت اتصالات هاتفية متكررة بين مسؤولين إماراتيين بمن في ذلك نائب رئيس الدولة منصور بن زايد وقادة في الدعم السريع بمن في ذلك «حميدتي» خلال الشهور الأولى من الحرب.

وأشارت إلى أن منصور بن زايد يعتبر أحد أقوى ثلاثة إخوة داخل العائلة الحاكمة والذين يديرون مفاصل الحكم في الإمارات منذ استقلالها عام 1971.

وفيما يقود شقيقه الأكبر، محمد بن زايد (64 عامًا)، دفة الحكم فعليًا منذ عقدين، ويهيمن طحنون بن زايد (56 عامًا) على جهاز الأمن القومي، فإن منصور بن زايد،(54 عامًا)، يفضل العمل خلف الكواليس، لكنه يحتفظ بسلطات استراتيجية هائلة بحسب التقرير.

ويأتي هذا التقرير في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على أبوظبي بسبب دورها في الحرب السودانية، إذ دعا مشرعون أمريكيون إلى فرض قيود على مبيعات السلاح للإمارات، فيما اتهمها نشطاء ومنظمات حقوقية بتمويل الإبادة الجماعية في دارفور وأعمال العنف واسعة النطاق في الخرطوم.

كما أشار التقرير إلى أن منصور بن زايد، المالك لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، أدى دورًا فاعلًا في إدارة تدخلات أبوظبي الخارجية، لا سيما في السودان وليبيا، ضمن استراتيجية تهدف إلى توسيع النفوذ الإقليمي للإمارات والسيطرة على موانئ ومعادن استراتيجية في أفريقيا.

وذكرت نيويورك تايمز أن منصور بن زايد استضاف «حميدتي» في قصره الفخم بالخليج العربي في فبراير 2023، قبل أسابيع من اندلاع القتال في الخرطوم، في لقاء لم يكن الأول من نوعه؛ إذ سبق أن التقى الرجلان في معرض للأسلحة في أبوظبي عام 2021، حيث ظهرا يتجولان بين معارض الصواريخ والطائرات بدون طيار.

أيضًا كشف التقرير أن المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان السابق، توم بيريلو، واجه منصور ين زايد في عام 2024 خلال اجتماع بالإمارات بشأن دعمه المزعوم للجنرال حميدتي. ووفقًا لمسؤول أميركي تحدث للصحيفة، فإن منصور بن زايد تهرب من الإجابة المباشرة، قائلاً إن «مسؤولية إحلال السلام تقع على أعدائه».

كما نقلت عن المبعوث الأميركي السابق للقرن الإفريقي (2021–2022)، جيفري فيلتمان قوله للصحيفة قوله: «كنا ندرك دائمًا أن من يقف وراء الكواليس في الملف السوداني هو منصور».

وقالت الصحيفة إن منصور بن زايد لعب طيلة السنوات الماضية دورًا غير معلن في دعم سياسات أبوظبي الخارجية في مناطق النزاع، بينما كان يبتعد عن الأضواء العامة ويعزز صورته الدولية عبر الاستثمار في الرياضة، خاصة بعد تحوله إلى مالك أحد أشهر أندية كرة القدم في العالم.

وامتنع كل من منصور بن زايد، ووزارة الخارجية الإماراتية، وقائد الدعم السريع عن الرد على استفسارات الصحيفة، ورغم نفي الإمارات الرسمي لتقديم أي دعم عسكري لأطراف النزاع في السودان، فإن التقرير يشير إلى أن الولايات المتحدة كانت ترصد بشكل مستمر اتصالات مباشرة بين حميدتي ومسؤولين إماراتيين، بينهم منصور بن زايد نفسه.

اعتراف ضمني من محمد بن زايد بدعم قوات الدعم السريع

وفي سبتمبر العام الماضي، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، قدم ما اعتبره بعض مسؤولين أمريكيين، اطلعوا على رسائل له مع نائبة الرئيس السابق، كاملا هاريس، اعترافًا ضمنيًا بدعمه قوات الدعم السريع، بعدما أثارت المسؤولة اعتراضات أمريكية على تهريب الأسلحة لقوات الدعم السريع في السودان خلال محادثات معه جرت في ديسمبر 2024.

وأشار التقرير إلى أنه، وفي وقت لم يعترف الرئيس الإماراتي بدعمه المباشر لقوات الدعم السريع، لكنه قال إنه مدين لقائد المجموعة شبه العسكرية، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، لإرساله قوات للقتال إلى جانب الإمارات في الحرب في اليمن، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على المحادثات.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع