«أطباء بلا حدود» تحذر من تكرار سيناريو الإبادة الجماعية في غرب دارفور بالفاشر

4 يوليو 2025– حذرت منظمة أطباء بلا حدود، في تقرير جديد، من خطر تكرار مشهد الإبادة الجماعية في مدينة الفاشر بشمال دارفور، على غرار الفظائع المرتكبة بحق المساليت في غرب دارفور عام 2023، والمجازر التي شهدها مخيم زمزم خلال العام الحالي.

وأشارت أطباء بلاحدود في التقرير إلى أن شهودًا أفادوا بأن جنودًا من قوات الدعم السريع تحدثوا صراحة عن نيتهم «تطهير الفاشر» من سكانها غير العرب.

وقالت مستشارة الشؤون الإنسانية في المنظمة ماتيلد سيمون إنه «في ضوء الفظائع الجماعية ذات الدوافع العرقية التي ارتُكبت بحق قبيلة المساليت بغرب دارفور في يونيو 2023، والمجازر التي شهدها مخيم زمزم نخشى تكرار هذا السيناريو في مدينة الفاشر. لا بد من وضع حدّ لهذا العنف الضاري».

وأضافت «بينما يروي لنا المرضى والمجتمعات قصصهم ويطلبون منا أن نتحدث علانية في ظل تغييب معاناتهم عن الأجندة الدولية، شعرنا بأن من واجبنا توثيق هذا النمط المتواصل من العنف الذي يُشن بلا هوادة، مدمرًا في حياة عدد لا يُحصى من الناس وسط لامبالاة وتقاعس استمرّا طوال العام الماضي».

وأوضحت أن التقرير استند إلى أكثر من 80 مقابلة أجريت بين مايو 2024 ومايو 2025 مع نازحين ومرضى وناجين من الفاشر ومخيم زمزم، إلى جانب شهادات مباشرة من فرق المنظمة وبياناتها الميدانية.

وكشف التقرير عن أنماط ممنهجة من أعمال العنف، شملت القتل الجماعي والعنف الجنسي والاختطاف والتجويع، إلى جانب النهب واستهداف الأسواق والمرافق الصحية والبنية التحتية المدنية.

بينما قال مدير شؤون الطوارئ في المنظمة ميشيل أوليفييه لاشاريتيه «لا يُحتجز الناس وسط اشتباكات عنيفة وعشوائية بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني وحلفائهما فقط، بل يتعرضون لإستهداف مباشر من قوات الدعم السريع وحلفائها، لا سيما على خلفية انتمائهم العرقي».

ويوثق التقرير الهجوم البري واسع النطاق الذي شنته قوات الدعم السريع وحلفاؤها في أبريل 2025 على مخيم زمزم الواقع خارج مدينة الفاشر، مما أدى إلى فرار نحو 400 ألف شخص خلال أقل من ثلاثة أسابيع.

ويضيف «لجأ جزء كبير منهم إلى داخل مدينة الفاشر، ليجدوا أنفسهم محاصرين من دون إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية ومعرضين لهجمات جديدة، بينما تمكن عشرات الآلاف من الفرار إلى منطقة طويلة على بُعد 60 كيلومترًا أو عبور الحدود إلى تشاد، حيث قدمت فرق أطباء بلا حدود الرعاية لمئات الناجين».

اغتصاب وتجويع واختطاف

واستعرض التقرير شهادات ميدانية وصفها بالمروعة من ناجين ونازحين، إذ قالت امرأة إنها رأت رجال الدعم السريع يبحثون عن الفتيان والرجال في المخيم ويختطفونهم، وأضافت «من سمحوا لهن بالعبور هن الأمهات مع أطفال دون سن الخامسة، أما الأخريات فتعرضن للاغتصاب، والرجال قُتلوا أو اختفوا».

فيما نقلت امرأة أخرى أنها لجأت إلى منزل مهجور بعد أن تعرض حيها للقصف، مضيفة: «كان علينا أن نأكل الأمباز (علف الحيوانات) لننجو، كنا ننتزع جذور الأشجار”.

وروت امرأة خمسينية : «قصفت القوات المسلحة السودانية حينت عن طريق الخطأ، ثم جاؤوا ليعتذروا. أحيانًا كانت طائراتهم تقصف مناطق مدنية دون وجود الدعم السريع، رأيت ذلك بأم عيني».

ومنذ مايو العام الماضي فرضت قوات الدعم السريع وحلفاؤها حصارًا على مدينة الفاشر ومخيم زمزم والمناطق المحيطة، مما أدى إلى انقطاع الغذاء والمياه والرعاية الطبية عن السكان وأسهم في تفاقم المجاعة وشل الاستجابة الإنسانية.

وأُجبرت المنظمة على تعليق أنشطتها الطبية في مدينة الفاشر في أغسطس 2024، وفي مخيم زمزم في فبراير 2025، نتيجة الهجمات المتكررة على المرافق الصحية.

وخلال شهر مايو فقط، تعرضت المرافق التي كانت تدعمها المنظمة في الفاشر إلى سبعة حوادث قصف أو تفجير أو إطلاق نيران.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العنف واسع النطاق، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.

وأكدت المنظمة في ختام تقريرها أن الصمت الدولي حيال ما يحدث في شمال دارفور لم يعد مجرد تقاعس، بل تواطؤ في استمرار العنف والإبادة.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع