20 يوليو 2025 – توفي ثمانية أشخاص متأثرين بإصابتهم بالكوليرا في محلية «طويلة» في ولاية شمال دارفور، في وقتٍ ارتفعت فيه الإصابات المؤكدة إلى 685 حالة، بحسب ما أفاد به مسؤول الثقافة والإعلام بالمحلية محمد يعقوب لـ«بيم ريبورتس»، السبت، وسط تحذيرات من منظمات إنسانية من توسع نطاق تفشي المرض في ظل أوضاع معيشية وصحية وُصفت بـ«المروعة».
وقال يعقوب إن «من بين إجمالي الحالات، ما تزال 185 حالة تتلقى العلاج بمراكز العزل الثلاثة بالمحلية، وهي موزعة بين مركز بطويلة العمدة، واثنين في منطقة دب نايرا، فيما تماثل الباقون للشفاء». وأضاف أن المحلية سجلت، خلال يفوم امس السبت، 30 إصابة جديدة، معظمها من معسكري «دب نايرا» و«طويلة العمدة».
وحذّر المسؤول المحلي من تسارع وتيرة انتشار العدوى نتيجة انعدام شبكات الصرف الصحي والمراحيض، وضعف التوعية وسط النازحين، مما يعقّد جهود احتواء المرض.
وكانت منسقية النازحين واللاجئين قد ذكرت، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، الجمعة، أن محلية «طويلة» تُعد من بين أكثر المناطق تضررًا من تفشي الكوليرا في دارفور، إلى جانب معسكر «كلمة» للنازحين في نيالا عاصمة جنوب دارفور، لافتةً إلى أن أكثر من 350 مريضًا أدخلوا إلى مراكز عزل أنشأتها منظمة «أطباء بلا حدود» في «طويلة» خلال الأسابيع الماضية.
وتستضيف محلية «طويلة»، منذ أشهر، مئات الآلاف من النازحين الفارين من الفاشر ومخيمات «زمزم» و«أبو شوك»، في حين تعيش المجتمعات المحلية ظروفًا قاسية مع وصول محدود للغاية إلى المياه الصالحة للشرب وغياب شبه كامل لخدمات الصرف الصحي، وفق ما أفادت به منظمة «أطباء بلا حدود» في بيان صدر قبل يومين.
وأكدت المنظمة أن الكوليرا بصدد الانتشار على نطاق أوسع في دارفور بعد عامين من اندلاع النزاع، لافتةً إلى زيادة كبيرة في حالات الدخول إلى مراكز العزل خلال الأيام العشرة الماضية، ومرجحةً تدفق مزيدٍ من النازحين إلى «طويلة» مع استمرار القتال في الفاشر.
وكان تقرير وزارة الصحة الاتحادية الصادر في يوم الثلاثاء قبل الماضي قد أشار إلى تسجيل 603 إصابات بالكوليرا ووفاة ثمانية أشخاص خلال أسبوع واحد فقط في أنحاء السودان، محذرًا من توسع رقعة الإصابات في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأبيض.
ثم عاد مركز عمليات الطوارئ الاتحادي ليعلن، في اجتماعه الأسبوعي الذي عُقد الثلاثاء الماضي، عن تسجيل 674 إصابة جديدة بالكوليرا، بينها 13 حالة وفاة خلال الأسبوع الممتد من 5 إلى 11 يوليو، ليرتفع بذلك العدد التراكمي للإصابات إلى 87,762 حالة، بينها 2,264 وفاة، موزعة على 111 محلية في 17 ولاية سودانية.
ومن جهتها، دعت منظمات طبية ونسوية، بينها «أطباء بلا حدود» ومنظمة الصحة العالمية ومبادرة «صحفيات من أجل الصحة»، إلى توفير نقاط لتطهير المياه، وأدوية طارئة، مع توسيع نطاق حملات التوعية الصحية، لا سيما في مناطق النزوح المغلقة أو التي يصعب الوصول إليها بسبب تعطل الطرق وانعدام الأمن.