6 أغسطس 2025 – أعلن مسؤول أممي رفيع المستوى عن مساعٍ من أجل هدنة إنسانية تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع وعودة الوجود الكامل للأمم المتحدة في المنطقة، محذرًا من أن الوقت ينفد لإنقاذ الفاشر من المجاعة.
وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، يوم الثلاثاء، وفق ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، من أن خطر المجاعة يتزايد في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في السودان، وأن «الوقت ينفد».
وأكد فليتشر أن مكتب الأمم المتحدة يواصل الدفع من أجل هدنة إنسانية تسمح بإدخال المساعدات على نطاق واسع، بالإضافة إلى عودة الوجود الكامل للأمم المتحدة في المنطقة.
وأشار المكتب إلى أن الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة في السودان تغذيها عوامل متعددة، من بينها انعدام الأمن، وتفشي الأمراض، والجوع، والفيضانات، وحالات النزوح.
وفي مدينة الفاشر، تفيد التقارير، وفقًا لأوتشا، بأن القصف العشوائي لا يزال مستمرًا بشكل متقطع، فيما تبقى الأوضاع غير مستقرة بشكل كبير، مع استمرار المدنيين في دفع الثمن الأكبر نتيجة الاشتباكات بين الجماعات المسلحة، وسط حصار خانق يطال واحدة من أكثر المدن تضررًا في البلاد.
تفشي الكوليرا وارتفاع معدلات سوء التغذية في دارفور
فيما لا تزال الكوليرا تتفشى في أنحاء دارفور. ففي شمال دارفور وحدها، سجل الشركاء الإنسانيون أكثر من 3,600 حالة منذ أواخر يونيو، في حين شهدت جنوب دارفور أكثر من 1,200 حالة مشتبه بها و69 وفاة.
وأكد الشركاء أن الأرقام المُعلن عنها قد لا تعكس الحجم الحقيقي لتفشي الوباء، في ظل محدودية التبليغ.
كما تتصاعد الحاجة إلى التغذية بشكل سريع، حيث أظهرت استطلاعات حديثة أن معدلات سوء التغذية الحاد العالمي تجاوزت عتبة الطوارئ في جميع المناطق التي شملتها الدراسة في شمال دارفور.
وبلغت معدلات سوء التغذية في محلية مليط 34% ونحو 30% في الطويشة، وتكشف هذه الأرقام عن تدهور مقلق، ليس فقط في المناطق المهددة بالمجاعة، بل في عموم المناطق المتأثرة بالنزاع.
وتعمل الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون على توسيع خدمات العلاج الخارجي لحالات سوء التغذية الحاد، وتخطط لإنشاء مراكز تثبيت جديدة في المناطق الأكثر تضررًا.
وجدد المكتب دعوته إلى جميع الأطراف في السودان للسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء البلاد.