13 أغسطس 2025 – أعرب منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية بالإنابة في السودان، شيلدون يت، عن فزعه إزاء تقارير تفيد بهجوم واسع النطاق على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة، شمل مخيم أبو شوك للنازحين يوم الإثنين، وقال إن المدنيين «يدفعون مرة أخرى أعلى ثمن في هذا الصراع».
ونسب يت الهجوم إلى مقاتلين من قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن مصادر محلية أفادت بمقتل ما لا يقل عن 40 مدنياً داخل مخيم أبو شوك وإصابة 19 آخرين، مؤكداً إدانته «الواضحة وغير الملتبسة»، لجميع الهجمات المتعمدة والعشوائية على المدنيين، ومذكرًا بالتزامات أطراف النزاع بموجب القانون الإنساني الدولي بحمايتهم، وأن «استهداف مخيمات النزوح وأماكن لجوء المدنيين محظور تمامًا».
وأضاف أن مخيم أبو شوك يعد من بين المناطق المنكوبة بالمجاعة في شمال دارفور، محذراً من أن تصاعد الأعمال العدائية في الفاشر ومحيطها ترافق مع إغلاق طرق الخروج من المدينة، مما أدى إلى محاصرة المدنيين فعلياً.
وأشار يت الثلاثاء، بحسب موقع الأمم المتحدة على الإنترنت، إلى تقارير «مقلقة للغاية» تفيد بوفاة أكثر من 60 شخصًا، معظمهم نساء وأطفال، خلال أسبوع واحد فقط بسبب سوء التغذية.
وجدد يت دعوة المجتمع الإنساني إلى حماية المدنيين، وإنهاء الحصار، وضمان وصول غير مقيّد للمساعدات، وتوفير مرور آمن وفوري ودون عوائق للمدنيين الراغبين في مغادرة الفاشر ومناطق الأعمال العدائية النشطة. كما كرر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف إنساني في الفاشر ومحيطها، للسماح بتسليم الإمدادات المنقذة للحياة إلى المحاصَرين الذين يواجهون الجوع الشديد والمجاعة.
وفي السياق، أدان مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإفريقيا، الأربعاء، عمليات قتل للمدنيين يُزعم أن قوات الدعم السريع ارتكبتها في مخيم أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر، وذلك عقب مناقشته، يوم الإثنين في سويسرا، خطة سلام أمريكية مع رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، بهدف إنهاء الصراع الدامي في السودان.
والإثنين أعلنت غرفة طوارئ أبوشوك في الفاشر مقتل 40 مدنياً وإصابة أكثر من 19 آخرين برصاص قوات الدعم السريع بعد توغلها داخل المخيم. وأوضحت أن الضحايا سقطوا في عمليات تصفيات مباشرة وإطلاق نار عشوائي داخل بعض الأجزاء الشمالية للمعسكر.
وقالت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر إن الهجوم «الهمجي» الذي تعرض له مخيم أبو شوك أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً وإصابة 19 آخرين، مضيفة أن بعض القتلى تمت تصفيتهم داخل منازلهم في معسكر نيفاشا.
من جانبها، ذكرت القوة المشتركة المساندة للجيش أن الدعم السريع هاجمت الفاشر من ثلاثة محاور مستخدمة نحو 543 سيارة قتالية جُهزت قبل أسابيع في معسكر زمزم للنازحين جنوبي المدينة. كما بثت منصات موالية للدعم السريع مقاطع مصورة لآليات وجنود قالت إنهم داخل الفاشر.
وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ 10 مايو 2024 في محاولة لإسقاطها، ما تسبب في أزمة إنسانية تفاقمت في أبريل الماضي عقب اقتحام معسكر زمزم، الذي أسفر عن نحو 400 قتيل وموجات نزوح واسعة نحو محليات أخرى وإلى داخل الفاشر.
ورغم الإدانات الأممية والدولية والإقليمية والتحذيرات المتكررة من استمرار القتال والحصار، لم يتوقف التصعيد، فيما توقفت المساعدات الإنسانية إلى المدينة بسبب تدهور الوضع الأمني