26 أغسطس 2025 – خطف الجوع أرواح عائلة مكونة من ستة أفراد بينهم أطفال ونساء مسنات في معسكر نيفاشا للنازحين بالفاشر بشمال دارفور حيث يكافح مئات الآلاف الجوع للبقاء على قيد الحياة وسط حصار مميت تفرضه قوات الدعم السريع.
وأعلنت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر، الثلاثاء وفاة ستة أفراد من عائلة واحدة، بينهم ثلاثة أطفال في معسكر نيفاشا للنازحين شمالي المدينة، جراء الجوع وتسمم غذائي بعد تناولهم «الأمباز» – وهو بقايا طحن الحبوب ومخلفات صناعة الزيوت – حيث يُستخدم عادةً كعلف للحيوانات.
وتتكون العائلة التي قضت بالجوع والتسمم الغذائي في معسكر أبوشوك من جدتين وثلاثة أبناء أطفال ووالدتهم، حيث توفوا دون أن يعلم بهم أحد في الوقت المناسب بعد تناولهم الأمباز مساء أمس.
وقدرت المنظمة الدولية للهجرة أن انعدام الأمن أجبر في يومي 19 و20 أغسطس حوالي 1000 شخص على الفرار من مخيم أبو شوك للنازحين المنكوب بالمجاعة، والواقع على مشارف الفاشر، عاصمة شمال دارفور.
وأصبحت مدينة الفاشر مركزًا للكارثة الإنسانية التي تضرب السودان بسبب حصار مميت تفرضه قوات الدعم السريع على عاصمة دارفور التاريخية حيث حرم مئات الآلاف من الحصول على الغذاء والدواء.
وأكدت التنسيقية أن الأسرة لم يُعثر عليها إلا بعد فوات الأوان، وقالت «ستة أرواح بريئة ارتقت في صمت وسط ظروف قاسية وإهمال مؤلم».
وتأتي هذه الحادثة في ظل تحذيرات متكررة من منظمات إنسانية من تفاقم المجاعة في شمال دارفور. فقد أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن مخيمات النازحين مثل نيفاشا وأبوشوك تعيش على «حافة المجاعة»، مشيرًا إلى هجمات مميتة استهدفت مدنيين داخل المخيمات خلال الأسابيع الماضية.
وتوقفت معظم المطابخ الشعبية عن العمل في الفاشر ، حتى أن «الأمباز» الذي مثل الحد الأدنى من الغذاء لم يعد متوفرًا.
وكانت الولايات المتحدة قد أدانت الأسبوع الماضي هجومًا استهدف قافلة لبرنامج الأغذية العالمي كانت تحمل مواد غذائية منقذة للحياة إلى شمال دارفور، ما أسفر عن تدمير ثلاث شاحنات واحترقت شحناتها.
وقال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لإفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، إن الهجوم «حرم آلاف المحتاجين من الغذاء»، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين عن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
ويُشتهر معسكرا نيفاشا وأبوشوك في تخوم الفاشر بكونهما من أكبر تجمعات النازحين في شمال دارفور، ويؤويان عشرات الآلاف ممن فروا من القتال، لكنهما يعيشان اليوم ظروفًا وُصفت بأنها «حافة المجاعة»، مع تقارير عن وفيات متكررة بسبب الجوع أو الاعتماد على مواد غير صالحة للاستهلاك الآدمي أو الأوضاع الأمنية.
وتشهد مدينة الفاشر، حصارًا خانقًا تفرضه قوات الدعم السريع منذ أشهر،
حيث حذرت منظمات الإغاثة من أن استمرار تعطيل الإمدادات الغذائية واستخدام التجويع كسلاح يهددان مئات الآلاف بالموت جوعًا في الأسابيع المقبلة.
 
 

