18 أكتوبر 2025 – قال القيادي في التجمع الاتحادي الديمقراطي وفي تحالف «صمود»، بابكر فيصل، إن الطرفين المتحاربين في السودان «منحا الضوء الأخضر» للمضي قدمًا في تنفيذ خارطة الطريق التي أعلنت عنها دول «الرباعية» في 12 سبتمبر الماضي، متوقعًا أن يصدر عن اجتماع المجموعة، المرتقب في نهاية الشهر الجاري، «مواقيت زمنية واضحة وآليات محددة لتنفيذ الهدنة الإنسانية».
وأضاف فيصل، في منشور على حسابه على «فيسبوك»، اليوم، أنّ هذه الخطوة تُعد «تطورًا إيجابيًا نحو وقف الحرب وتهيئة المناخ للعملية السياسية»، مرجحًا أن يكون اجتماع «الرباعية» المقبل «حاسمًا في تحويل الالتزامات إلى إجراءات عملية على الأرض».
وخلال الأيام الماضية، تصاعدت وتيرة التحركات الإقليمية والدولية والداخلية الساعية إلى إنهاء الصراع في السودان. وأعلنت قوى مدنية، من بينها التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، دعمها لخارطة الطريق التي تبنتها «الرباعية»، ووصفتها بأنها «ملبية لتطلعات قطاعات واسعة من الشعب السوداني»، داعيةً إلى البناء عليها وإنشاء آلية تنسيق واسعة لتوحيد الجهود الدولية والإقليمية لإحلال السلام في البلاد.
وكانت دول «الرباعية»، التي تضم الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، قد أعلنت، في 12 سبتمبر الماضي، عن خارطة طريق تتضمن مجموعة من المبادئ والخطوات العملية لإنهاء الصراع في السودان، من بينها الدعوة إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تمهيدًا لوقف دائم لإطلاق النار.
وتنص خارطة «الرباعية» على ثلاثة مسارات متكاملة، تشمل الشأن الإنساني، ووقف إطلاق النار، والحوار السياسي لمعالجة جذور الأزمة، على أن تكون العملية ملكًا للسودانيين وتحت قيادتهم، وبمشاركة الاتحاد الإفريقي و«إيقاد» والجامعة العربية والأمم المتحدة.
ومن جانبه، حذّر فيصل من أنّ أيّ محاولة لعقد «صفقة ثنائية لتقاسم السلطة بين الأطراف المتحاربة» لن تُنهي الحرب ولن تحقق سلامًا مستدامًا في البلاد، لافتًا إلى أنّ التجارب السابقة، وعلى رأسها اتفاق «نيفاشا»، «أثبتت أن الحلول الثنائية لا تُنهي الأزمات بل تعيد إنتاجها بأشكال جديدة».
ورهَنَ القيادي في «صمود» نجاح خارطة الطريق التي تقودها «الرباعية» بـ«العملية السياسية التي تعالج جذور الأزمة السودانية»، مشددًا على أنه «لا مجال لمشاركة الحركة الفاشستية في أي حوار قادم في ظل استمرار سيطرتها على الأجهزة الأمنية والعسكرية وبيروقراطية الدولة».
وأشار فيصل إلى أن مرور ثلاثين شهرًا على الحرب «كشف بوضوح استحالة الحسم العسكري»، محذرًا من أن «استمرار القتال يمثل خطرًا وجوديًا على وحدة البلاد»، ومشيرًا إلى أن الرأي العام يشهد «تحولًا متزايدًا» لمصلحة ما وصفه بـ«معسكر وقف الحرب وإنهاء الدمار والنزوح».
ونبّه فيصل إلى أن أبرز التحديات التي ستواجه السودان، بعد الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، تتمثل في «انتشار السلاح وتعدد المليشيات والانقسام الاجتماعي الحاد»، مؤكدًا أن «توحيد الجيش القومي المهني وإرساء نظام حكم فيدرالي حقيقي يجب أن يكونا على رأس أولويات المرحلة المقبلة».
وأمس الجمعة، دعا القيادي في «صمود»، محمد الفكي سليمان، السلطات في بورتسودان إلى إتاحة مساحة للتحرك السياسي السلمي، مقترحًا أن يكون يوم 21 أكتوبر، الذي يصادف ذكرى ثورة أكتوبر 1964، بدايةً لإطلاق حراك داعم لـ«الرباعية» وللعملية السياسية، ومشيرًا إلى أن وحدة السودان تواجه «محكًا حقيقيًا» وأن ما أسماه «خطاب السلام» هو الخيار الوحيد لإنقاذ البلاد.
وكان وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم قد قال، في تصريحات صحفية، يوم الأربعاء، إن المباحثات الثنائية بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، تناولت «تنسيق الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإحلال السلام في السودان»، مشيرًا إلى أن الجانبين اتفقا على أن الأجواء الإيجابية بعد وقف حرب غزة يمكن أن تهيئ مناخًا للحوار بشأن إنهاء الصراع في السودان.
والثلاثاء، قال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا مسعد بولس إن الرئيس دونالد ترامب ناقش مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي قضية السودان، خلال قمة «شرم الشيخ»، لافتًا إلى أن واشنطن «تواصلت مع عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين بشأن الجانب الإنساني في السودان على هامش القمة»، وقائلًا إن بلاده تسعى إلى «تنسيق الجهود الدولية لتخفيف معاناة المدنيين وتهيئة بيئة مواتية لإحلال السلام».