في التاسع عشر من أكتوبر 2025، نشرت صحيفة «تشاد إنفو» خبرًا عن حادثة احتيال، جاء نص التعليق المرفق معه بصفحتها على «فيسبوك» باللغة الفرنسية على النحو الآتي:
«#طريف: عملية احتيال هزّت مسجدًا في حي أنجاري. فقد صلّى بعض المصلّين وتبرّعوا بأكثر من أربعة ملايين فرنك سيفا من أجل “ميت”… ليتبيّن في النهاية أنه جثمان مزيّف مصنوع من الخشب تحت الكفن. #تشاد 🇹🇩»
ولقيَ هذا الخبر انتشارًا واسعًا، نظرًا إلى أنّ «تشاد إنفو» إحدى كبريات الصحف الإلكترونية الناطقة بالفرنسية في تشاد، بعدد متابعين يفوق المليون على «فيسبوك». قبل أن تسارع الصحيفة إلى حذفه في وقت لاحق. في حين نقلت الخبر مواقع وصفحات إعلامية تشادية أخرى ناطقة بالعربية، مثل «رفيق إنفو».
ولمزيدٍ من المعلومات، تواصل فريق المرصد مع إدارة تحرير «تشاد إنفو» لسؤالها عن مصدر الخبر وأسباب حذفه من الموقع، وما إن كان السبب اكتشاف أنه مفبرك، لكن لم يحصل فريق المرصد على رد. في حين توصل الفريق إلى أنّ الصورة الوحيدة المرفقة مع الخبر في صفحة «تشاد إنفو» مولّدة بالذكاء الاصطناعي.
كما تواصل فريق المرصد مع مدير صحيفة «رفيق إنفو» الصحفي طاهر زين عن مصدر الخبر، فأفاد بأنهم نقلوا الخبر عن صحيفة «تشاد إنفو» التي وصفها بـ«القوية وذات المصداقية»، وبناءً على ذلك اعتمدوا الخبر، وأعادوا صياغته بأسلوب قصصي، وأكد زين أنه لا دليل لديهم على وقوع الحادثة.


من جانبه، قال الصحفي في جريدة «أنجام بوست» خالد علي لـ«مرصد تشاد» معلقاً إن «قصة الجنازة المزيفة قصة خيالية، فقد ورد حدوثها في عدد من الدول وفي أزمنة مختلفة»، لافتًا إلى صعوبة جمع أربعة ملايين فرنك سيفا –ما يعادل نحو 6,500 دولار أمريكي– من مسجد على نحو مفاجئ.
يُذكر أن نشر أخبار مفبركة عن هذا النوع من حوادث الاحتيال لم يكن الأول من نوعه، فقد سبق أن أورد موقع «مصراوي» المصري تقريرًا، بتاريخ 30 نوفمبر 2018، فنّد فيه زيف قصة احتيال مشابهة زُعم أنها وقعت في مسجد «النور» بحي «العباسية» في القاهرة، ورد فيه: «كان ما سبق هو قصة –غير مؤكدة– انتشرت قبل يومين عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وتداولها الآلاف بين تعليقات غاضبة»، وخلص التقرير إلى أنّ «القصة مجرد شائعة» وفقًا لإمام المسجد المشار إليه في الخبر.
 
 

