إدانات لاغتيال طبيب في الفاشر بواسطة قوات الدعم السريع
أدانت وزارة الصحة السودانية وشبكة أطباء السودان وتنسيقية لجان المقاومة الفاشر، كل على حدة، اغتيال الطبيب آدم إبراهيم إسماعيل بواسطة قوات الدعم السريع بعد استيلائها على المدينة في 26 أكتوبر الماضي.
وقالت وزارة الصحة في بيان إن اغتيال إسماعيل يأتي في سياقٍ ممنهج لاستهداف الكوادر الطبية والعاملين في الحقل الإنساني ووصفته بأنه انتهاك صارخ لكل القيم والأعراف الإنسانية والدولية.
وأوضحت أنه بحسب المعلومات المؤكدة، فقد قامت «الدعم السريع» باعتقال الطبيب عقب اجتياحها مدينة الفاشر، ثم أقدمت على تصفيته ميدانيًا بدمٍ بارد.
وهي الرواية نفسها التي أكدتها شبكة أطباء السودان، والتي قالت إنه بحسب معلوماتها فقد أقدمت قوة تتبع «الدعم السريع» على اعتقال إسماعيل بمدينة الفاشر عقب اجتياحها قبل أن تقوم بتصفيته ميدانيًا. ووصفت ذلك بأنه يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ولكل القيم والأعراف التي تجرّم الاعتداء على الكوادر الطبية.
ومضت تنسيقية لجان المقاومة في الاتجاه نفسه باتهام «الدعم السريع» باغتيال إسماعيل وقالت إنه أفنى حياته في خدمة أبناء مدينته خلال فترة الحصار مقدما الرعاية والعون لكل محتاج، إلى أن طالته رصاصات الغدر في مدينة الفاشر على يد «الدعم السريع».
وأضافت أنه جسّد أسمى معاني الإنسانية والتفاني في أداء واجبه المهني والوطني، وظل مثالًا للطبيب النبيل الذي لم يعرف في حياته إلا الخير والعطاء.
فقدان الاتصال بـ«7» صحفيين في الفاشر منذ اجتياحها من «الدعم السريع»
أعلنت نقابة الصحفيين السودانيين، وفق تقرير أولي، حول أوضاع الصحفيين في مدينة الفاشر أثناء وبعد اندلاع المواجهات الأخيرة، أنها فقدت الاتصال بـ7 صحفيين، لافتة إلى أن أوضاعهم مجهولة حتى الآن.
وأكدت النقابة أن عدد الصحفيين داخل مدينة الفاشر ومعسكر أبو شوك، قبيل اندلاع المواجهات الأخيرة، كانوا أكثر من 20 صحفيًا وصحفية.
وأوضحت أن 12 صحفيًا تمكنوا من النجاة والوصول إلى مدينة طويلة سالمين، بينما لا يزال إثنان قيد الاعتقال والأسر، وهما المراسل الصحفي معمر إبراهيم، والمصور الصحفي إبراهيم جبريل بابو. وأشارت إلى أن بابو ظهر في مقطع فيديو متداول ضمن عددٍ من الأسرى لدى قوات «الدعم السريع».
كما أكدت النقابة وجود 4 صحفيين معتقلين لدى «الدعم السريع» تم اخفاؤهم قسريًا في وقت سابق قبل اجتياحها للفاشر والسيطرة عليها.
مكتب المدعي العام لـ«الجنائية» يعلن اتخاذ إجراءات فورية إزاء الجرائم في الفاشر
أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في 3 نوفمبر الحالي اتخاذه إجراءات فورية إزاء الجرائم المرتكبة في الفاشر مع هجوم «الدعم السريع» على المدينة بموجب ولاية المحكمة الجنائية في إقليم دارفور وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 1593 (2005).
وأكد المكتب أنه في إطار التحقيق الجاري سيتخذ خطوات فورية بشأن الجرائم المزعومة في مدينة الفاشر، بهدف الحفاظ على الأدلة ذات الصلة وجمعها لاستخدامها في الملاحقات القضائية المستقبلية.
ويجري المكتب تحقيقات بشأن الجرائم التي يُزعم ارتكابها في دارفور منذ اندلاع الأعمال العدائية في أبريل 2023.
وأعرب المكتب عن بالغ قلقه وانزعاجه الشديد إزاء التقارير الأخيرة الواردة من مدينة الفاشر بشأن عمليات القتل الجماعي، والاغتصاب، وغيرها من الجرائم التي يُزعم ارتكابها أثناء هجمات قوات الدعم السريع.وأوضح أن هذه الفظائع تُعد جزءًا من نمط أوسع من أعمال العنف التي شهدها إقليم دارفور بأكمله منذ شهر أبريل 2023، مشيرًا إلى أنه إذا ما تم التحقق من هذه الأفعال، فقد تُشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي.
وشدد المكتب على أن الإدانة الأخيرة التي أصدرتها المحكمة بحق زعيم ميليشيا الجنجويد علي محمد علي عبد الرحمن (المعروف باسم علي كوشيب) على جرائم مماثلة ارتُكبت في دارفور عام 2004 تشكل تحذيرًا لجميع أطراف النزاع في دارفور بأن العدالة ستطال مرتكبي هذه الجرائم البشعة.
تقرير جديد يوثق موقعين لمقابر جماعية واحتجاز نازحين على طريق طويلة - الفاشر
حدد مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية، وجود نمط ممنهج لعمليات قتل جماعي في مدينة الفاشر الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، مع توثيق موقعين يُشتبه بأنهما مقابر جماعية، إلى جانب وجود مؤشرات على استمرار عمليات التصفية وإخفاء الجثث.
وأشار التقرير إلى أن هذه العمليات تترافق مع نقل جثامين أو أشخاص أحياء باستخدام مركبات نقل كبيرة داخل المدينة إلى جانب نقل ممتلكات منهوبة.
وأظهر تحليل صور الأقمار الاصطناعية خلال الفترة بين 27 أكتوبر و4 نوفمبر الجاري بعد سقوط مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع، وجود موقعين لمقابر جماعية في الفاشر، تُشير إلى عمليات تخلص من جثث يُرجح أنها ناتجة عن عمليات قتل جماعي.
ووفق التقرير، فإن الموقع الأول يقع قرب مستشفى الأطفال السابق، حيث رُصدت ندبة حرارية في صور بتاريخ 1 نوفمبر، إلى جانب مجموعة من الأجسام ذات اللون الفاتح ظهرت في صور 28 أكتوبر الماضي مما يتوافق مع تكدس جثث تُدفن فوق بعضها.
أما الموقع الثاني؛ فتم تحديده داخل مقبرة مسجد في حي درجة أولى بالفاشر، حيث ظهرت حزم بيضاء على الأرض بين 30 أكتوبر والأول من نوفمبر الجاري قرب قبر جماعي لا يشير إلى دفن فردي، ويقع المكان على بعد نحو 200 متر من المستشفى السعودي، الذي أُفيد بوقوع مجزرة داخله طالت مرضى ومرافقين.
كما وثق المختبر منطقة ثالثة شمال ساتر ترابي تابع لقوات الدعم السريع ظهرت فيها مجموعة متطابقة من الأجسام في صور أواخر أكتوبر، وهو الموقع الذي سبق أن حددته منظمة بيلينغ كات عبر مقاطع فيديو نُسبت إلى قائد محلي من قوات الدعم الدعم السريع وهو أبو لولو الذي أُشتهر بتنفيذ عمليات قتل جماعي وتصفيات واسعة في الفاشر ومناطق مختلفة في السودان.
أيضاً رصد التقرير نقطة تفتيش تتبع لقوات الدعم السريع على طريق طويلة ـ الفاشر، حيث أظهرت صور الأقمار الاصطناعية تجمع مجموعات من الأشخاص في محيط النقطة يرجح أنهم نازحون محتجزون. ونقل التقرير شهادات تفيد بأن قوات الدعم السريع تقوم بالاحتجاز والفصل والابتزاز المالي لبعض الناجين أثناء عبور الطريق.
البرهان: الشعب السوداني سينتصر على «الدعم السريع» وداعميها من دول الاستعمار.. و«الدعم السريع» تعلن الموافقة على «هدنة الرباعية»
أعلنت قوات الدعم السريع، الخميس، موافقتها على الدخول في الهدنة الإنسانية المطروحة من دول الرباعية (السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة) وذلك بعد يوم من تشديد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان في خطاب على أن بلاده وشعبها، سينتصرون على قوات الدعم السريع وداعميها من دول الاستعمار على حد قوله.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان أن الخطوة تهدف لمعالجة الآثار الإنسانية للحرب، وضمان وصول المساعدات العاجلة إلى المدنيين.
ووفقاً لبيانها، تتطلع القوات – التي تقاتل الجيش السوداني منذ أبريل 2023 – إلى تطبيق الاتفاق، والشروع مباشرةً في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات، والمبادئ الأساسية الحاكمة للمسار السياسي في السودان، «بما يفضي إلى معالجة الأسباب الجذرية للحروب وإنهاء معاناة الشعوب السودانية وتهيئة البيئة الملائمة لسلامٍ عادلٍ وشاملٍ ودائم من خلال التزام الأطراف به».
وأكدت «الدعم السريع» رغبتها في بحث ترتيبات وقف العدائيات والمسار السياسي، بما يعالج أسباب النزاع ويهيئ لسلام شامل في السودان، وفق ما ذكره البيان.
وفي يونيو الماضي وافق البرهان خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر.
وكان البرهان قد قال أمس إن «هذا الشعب لن يهزم وقريبًا سينتصر على هذه المليشيا وعلى داعميها من دول الاستعمار».
يأتي ذلك بعد أيام من فشل محادثات للتوصل لاتفاق هدنة بين الحكومة السودانية بقيادة الجيش مع الولايات المتحدة جرت في العاصمة المصرية القاهرة.
وخلال اجتماع أعقب محادثات القاهرة، عبر مجلس الدفاع والأمن السوداني عن شكره لحكومة الولايات المتحدة، ومستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس، على جهوده المقدرة حيال الأزمة.
وقال وزير الدفاع السوداني حسن داؤود كبرون، خلال تلاوته بيان مجلس الأمن والدفاع الذي انعقد بالعاصمة السودانية الخرطوم يوم الثلاثاء، أن المجلس ناقش الموقف السياسي والعسكري الأمني بجميع أنحاء البلاد.
وأضاف أن المجلس ناقش كذلك الاستعداد للعمليات العسكرية، مع دعوته إلى متابعة جهود الاستنفار والتعبئة للقضاء على «الدعم السريع»، بالإضافة إلى رؤية حكومة السودان حول تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ودعم العمل الإنساني وتعزيز الأمن والاستقرار بكل بقاع السودان.
«الدعم السريع»: مسيرات نفذت هجمات على منطقتين في دارفور انطلاقًا من قاعدة خارجية
قالت قوات الدعم السريع، يوم الأربعاء، إن طائرات مسيرة انطلقت من قاعدة خارجية – لم تسمها – نفذت ضربات جوية استهدفت مناطق مأهولة في مدينتي زالنجي وكبكابية بإقليم دارفور غربي السودان.
وبحسب بيان أصدره الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي، فإن هذه الهجمات أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا بينهم نساء وأطفال.
وأكد البيان أن قوات الدعم السريع قادرة على الرد في الزمان والمكان المناسبين لحماية المدنيين وصون الأمن.
منظمة: صلات تجارية بين مسؤول إماراتي وشركة توريد مرتزقة لقوات «الدعم السريع»
قالت منظمة «ذا سنتري» الاستقصائية في تحقيق جديد عن وجود صلات تجارية تربط بين مسؤول حكومي إماراتي رفيع المستوى ورجل أعمال إماراتي متهم بتوريد مرتزقة كولمبيين لصالح قوات الدعم السريع، خلال حصار مدينة الفاشر غربي البلاد.
وأوضحت المنظمة أن رجل الأعمال، محمد حمدان الزعابي، الذي تدير شركته مجموعة الخدمات الأمنية العالمية «GSSG» عمليات تجنيد مقاتلين سابقين من أمريكا اللاتينية، ويرتبط بشراكات تجارية مع أحمد محمد الحميري، الأمين العام السابق للمحكمة الرئاسية في الإمارات.
وذكر التحقيق أن المرتزقة الذين يطلقون على أنفسهم اسم «ذئاب الصحراء» انضموا إلى العمليات القتالية والدعم اللوجستي خلال حصار الفاشر، الذي انتهى بسيطرة «الدعم السريع» عليها بعد نحو 18 شهرًا من المعارك، وسط تقارير عن عمليات قتل جماعي.
وتظهر وثائق مسربة داخل التحقيق أن شركة GSSG تعاقدت مع وكالة الخدمات الدولية «A4SI» في كولومبيا لتوريد مئات الجنود السابقين، بينما تتم معالجة رواتبهم عبر شركة مسجلة في بنما.
وقال المحقق في «ذا سنتري» نيك دونوفان، إن صلات الزعابي التجارية مع الحميري قد تشير إلى مستوى دعم أعلى داخل الحكومة الإماراتية لقوات الدعم السريع، متسائلاً عن الجهة التي تمول عمليات توظيف المرتزقة.
ودعا المؤسس المشارك لـ«ذا سنتري» جون بريندرغاست، إلى فتح تحقيقات دولية وفرض عقوبات على الشركات والأفراد المتورطين في توريد المرتزقة للمجموعة المسلحة.
أبوظبي تدعو لـ«فرض» هدنة إنسانية في السودان
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى فرض هدنة إنسانية فورية ووقف شامل لإطلاق النار في السودان، بما يتيح وصول المساعدات إلى المتضررين، ويضع حدًّا لمعاناة المدنيين المستمرة منذ اندلاع ما وصفتها بالحرب الأهلية.
وأدانت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان، الانتهاكات الإنسانية والجرائم المروّعة التي ارتكبت بحق المدنيين في مختلف أنحاء السودان المتضررة من الحرب، بما فيها مدينة الفاشر.
ورأت وزارة الخارجية الإماراتية أن البيان المشترك للرباعية حول السودان، والذي أصدرته في سبتمبر الماضي، يشكل خطوة تاريخية في مسار الجهود الرامية لإنهاء الأزمة.
وأضافت أنه «يقدم تشخيصاً دقيقًا لطبيعتها ويرسم خريطة طريق واضحة لمعالجتها، من خلال هدنة إنسانية تعقبها عملية انتقال مدني للسلطة، مجددةً التأكيد على أن لا حل عسكرياً للأزمة السودانية، وأن التوافق الإقليمي والدولي الذي عكسه البيان يمثل دعماً مهماً لمسار السلام ووحدة السودان».
وتأتي دعوة أبوظبي لوقف إنساني لإطلاق النار في السودان وتأكيدها على دعم الحلول الدبلوماسية فقط، وسط اتهامات متكررة لها من قبل الحكومة السودانية بالتورط في النزاع عبر دعم قوات الدعم السريع بالسلاح والتمويل والمرتزقة، وهي اتهامات تنفيها الإمارات بشكل مستمر. في وقت خرجت فيه تقارير دولية عديدة وتحقيقات من منظمات حقوقية، تشير إلى شبكات توريد عابرة للحدود ساهمت في تعزيز قدرات «الدعم السريع» خلال الحرب.