ما حقيقة الصور المتداولة على أنها عقد بين وزارة الإعلام والصحفي اليمني أنيس منصور؟
- مفبرك
تداولت العديد من الصفحات على «فيسبوك» صور وثيقة تحمل ترويسة وزارة الثقافة والإعلام، على أنها عقد سريّ مسرّب بين وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر والصحفي اليمني أنيس منصور، يتضمن –بحسب ما ورد في الادعاء– راتبًا شهريًا قدره 10 آلاف دولار بالإضافة إلى نثريات سنوية تقدر بـ200 ألف دولار، مقابل خدمات إعلامية.
وذكر الادعاء نقلًا عن مصادر بالوزارة –لم يسمّها– أنّ العقد المزعوم «لم يمر بالإجراءات الرسمية المعتادة»، ما أثار استياءً داخل الوزارة وفتح الباب لاتهامات بإدارة مالية غير شفافة وصراعات داخلية.
وجاء نص الادعاء في بعض المنشورات على النحو الآتي:
«فضيحة جديدة مدوّية تهز وزارة الإعلام: تسريب عقد بـ 10 آلاف دولار للصحفي اليمني الاخواني المرتزق انيس منصور و200 ألف نثريات!
تسربت وثيقة خطيرة تكشف عقداً سرياً بين وزير الثقافة والإعلام خالد الأعيسر والصحفي اليمني أنيس منصور، أحد أبرز وجوه حزب الإصلاح في اليمن، المصنّف كأحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين.
الوثيقة تُظهر اتفاقاً مفاجئاً يقضي بدفع 10,000 دولار راتباً شهرياً للصحفي المذكور، إضافة إلى 200,000 دولار نثريات سنوية مقابل خدمات إعلامية، في وقت لا يتجاوز فيه مرتب مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون 300 دولار فقط!……..الخ».
بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:
1 | (217) ألف متابع | |
2 | (90) ألف متابع | |
3 | (33) ألف متابع |
للتحقق من صحة الادعاء، فحص «مرصد بيم» الوثيقة المتداولة، عبر أدوات التحقق الرقمي المحسنة. واستخدم المرصد تحليل مستوى الخطأ في الصورة، وهي تقنية للكشف عن احتمال التلاعب أو التعديل في الصور الرقمية، تقارن مستويات التجانس في أجزاء الصورة عند ضغطها، إذ تظهر الأجزاء المعدلة أو المتلاعب بها بدرجة سطوع أو تباين أعلى؛ وتوصّل عبرها إلى أنّ الصور منشأة إلكترونيًّا.
ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد في الحساب الرسمي لوزير الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر، وتبيّن أنه نفى صحة الوثيقة، مبينًا أن «هذه المزاعم لا وجود لها إلا في خيالٍ واهمٍ لمن صنعوها يأساً منهم، بعد أن بلغوا مرحلة متأخرة من الانهزام أمام ما تحققه الوزارة من إنجازات متواصلة تؤرّق بالهم وأربكت خططهم ومشروعاتهم وبرامج غرفهم الإلكترونية المدفوعة».
كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.
ويُذكر أنّ هذا الادعاء وادعاءات مشابهة نُشرت من قِبل حساب باسم «مصطفى ود سلفاب» على مجموعات على «فيسبوك». ولاحظ فريق المرصد أنّ الحساب ينشر بانتظام معلومات مضللة على هيئة خطابات ووثائق مفبركة.
ويأتي الادعاء بعد زيارة الصحفي اليمني أنيس منصور إلى السودان، حيث استقبله الإعيسر في مكتبه في أكتوبر الماضي. وكان فريق المرصد قد رصد أنشطة مضللة على حسابات الصحفي أنيس منصور، إذ ينشر معلومات مضللة ومحتوى موجّه بشأن الحرب في السودان، بهدف تلميع صورة الجيش السوداني ومهاجمة «الدعم السريع» ودولة الإمارات، مستندًا إلى مجموعة من الحسابات المساندة التي تعمل على إعادة نشر المحتوى وتضخيمه على نحو ممنهج.
الخلاصة:
الادعاء مفبرك؛ إذ نفته وزارة الثقافة والإعلام والسياحة، بينما توصّل المرصد إلى أنّ الوثيقة المتداولة منشأة إلكترونيًّا. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.