Category: مرصد بيم

ما حقيقة الخبر المتداول بشعار «الجزيرة – السودان» بشأن تعيين محمد طاهر أيلا رئيسًا للوزراء؟

ما حقيقة الخبر المتداول بشعار «الجزيرة – السودان» بشأن تعيين محمد طاهر أيلا رئيسًا للوزراء؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» صورة تحمل شعار صفحة «الجزيرة ــ السودان»، وتتضمن خبرًا بشأن تعيين محمد طاهر أيلا (آخر رئيس وزراء في عهد المخلوع عمر البشير) رئيسًا للوزراء في السودان من قبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«عاجل:  رئيس مجلس السياده يقوم بتعيين محمد طاهر إيلا رئيس للوزراء».

بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» عن الادعاء في صفحة «الجزيرة – السودان» وفي حساب مجلس السيادة الانتقالي في السودان على «فيسبوك»، وكذلك في حساب وكالة السودان للأنباء، ولم يجد فيها جميعًا ما يؤيد صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يعثر على أيّ بيان رسمي عن مجلس السيادة الانتقالي أو أيّ معلومات موثوقة تشير إلى تعيين محمد طاهر أيلا رئيسًا للوزراء.

الخلاصة

الادعاء مفبرك؛ إذ لم يرِد في صفحة «الجزيرة – السودان» ولا في حسابات مجلس السيادة أو وكالة السودان للأنباء. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما صحة تصريح وزير المالية المتداول بشعار «الجزيرة – السودان» بشأن رسوم ترخيص المركبات الشخصية؟

ما صحة تصريح وزير المالية المتداول بشعار «الجزيرة – السودان» بشأن رسوم ترخيص المركبات الشخصية؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» صورة تحمل شعار صفحة «الجزيرة – السودان» وتتضمن تصريحًا منسوبًا إلى وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم يقول فيه إنه أصدر توجيهات بزيادة رسوم ترخيص المركبات الشخصية «الملاكي» إلى 620 ألف جنيه سوداني. 

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«وزير المالية: وجهنا بزيادة رسوم ترخيص المركبات الملاكي إلى 620 ألف  بغرض سد العجز المالي».

بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» عن التصريح في صفحة «الجزيرة – السودان» وفي حساب وزير المالية جبريل إبراهيم وحساب وزارة المالية على منصة «إكس»، وكذلك في حساب وكالة السودان للأنباء على «فيسبوك»، ولم يجد فيها جميعًا ما يؤيد صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يعثر على أيّ بيان رسمي عن وزير المالية السوداني أو أيّ معلومات موثوقة تشير إلى زيادة رسوم ترخيص المركبات الشخصية «الملاكي» أو أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

الخلاصة

التصريح مفبرك؛ إذ لم يجد «مرصد بيم» في صفحة «الجزيرة – السودان» ولا في حسابات وزارة المالية أو الوزير أو وكالة السودان للأنباء أثرًا للتصريح.  كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحته.

ما حقيقة الصورة المتداولة لتحطم طائرة لـ«الدعم السريع» في مطار «أم جرس» التشادي؟

ما حقيقة الصورة المتداولة لتحطم طائرة لـ«الدعم السريع» في مطار «أم جرس» التشادي؟

تداولت حسابات على منصتي «فيسبوك» و«إكس» صورة طائرة مشتعلة في مدرج ترابيّ، مدعيةً أنها توثق تحطم طائرة تتبع لقوات الدعم السريع، صباح اليوم، خلال إقلاعها من مطار «أم جرس» شمالي تشاد بالقرب من الحدود السودانية، قبل تحليقها إلى مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور غربي السودان – بحسب الادعاء.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«تحطمت صباح اليوم طائرة تتبع لمليشيا الدعم السريع أثناء إقلاعها من مطار أم جرس في تشاد، وكانت في طريقها إلى مدينة نيالا».

الحسابات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن الصورة المرفقة مع الادعاء، وتبيّن أنها توثق تحطم طائرة شحن تابعة للأمم المتحدة من طراز «Dash–8»، في مدينة «بلدوين» في وسط الصومال، في يوليو 2020، جراء انحرافها عن المدرج في أثناء الهبوط؛ ولا صلة لها بالسودان أو بـ«الدعم السريع».

كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية ذات الصلة، ولم يعثر على أيّ بيان صادر عن جهات رسمية سودانية أو تشادية يؤيد صحة الادعاء. كما لم تشِر أيّ تقارير موثوقة إلى تحطم طائرة في مطار «أم جرس» التشادي مؤخرًا.

وتتهم الحكومة السودانية دولةَ الإمارات بإرسال أسلحة إلى قوات الدعم السريع –التي تقاتل الجيش السوداني منذ أبريل 2023– عبر مطار «أم جرس» التشادي. وفي مارس الماضي، رفعت الخرطوم دعوى ضد أبو ظبي إلى محكمة العدل الدولية بشأن انتهاك التزاماتها بموجب اتفاق منع الإبادة الجماعية فيما يتصل بهجمات «الدعم السريع» على «المساليت» في غرب دارفور. وقد بدأت المحكمة أولى جلساتها في أبريل الجاري.

الخلاصة:

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ الصورة قديمة، وتوثّق حادثة تحطم طائرة شحن أممية في الصومال في يوليو 2020، ولا صلة لها بـ«الدعم السريع». كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ تقارير رسمية أو موثوقة تفيد بصحة الادعاء.

ما حقيقة التصريح المنسوب إلى كباشي بشأن عدم رغبة الجيش في التحرك نحو الفاشر؟

ما حقيقة التصريح المنسوب إلى كباشي بشأن عدم رغبة الجيش في التحرك نحو الفاشر؟

 

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» تصريحًا منسوبًا إلى نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية شمس الدين كباشي، يقول فيه لمَن يريد الذهاب إلى الفاشر: «اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون»، في إشارة إلى أنّ الجيش لا يرغب في التحرك لفك الحصار عن مدينة الفاشر التي تشهد هجمات مكثفة من «الدعم السريع» بهدف السيطرة عليها – بحسب الادعاء.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«من يريد الذهاب إلى الفاشر نقول له: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون.»

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في صفحتي القوات المسلحة السودانية على منصتي «فيسبوك» و«إكس»، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة الادعاء.

كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية المرتبطة بالادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤكد صحة التصريح المنسوب إلى كباشي في أيّ مصدر رسمي أو موثوق.

ويأتي تداول الادعاء في أعقاب اجتياح قوات الدعم السريع «معسكر زمزم» للنازحين، بعد هجمات عديدة شنتها على المعسكر ومدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور التي تشهد، منذ أسابيع، تصعيدًا عسكريًا من قبل «الدعم السريع».

الخلاصة:

الادعاء مفبرك؛ إذ لم يرِد في صفحات الجيش السوداني على مواقع التواصل الاجتماعي أو في أيّ منصة رسمية، كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة فيديو ضبط الجيش قاربًا يحمل أسلحة إلى «الدعم السريع»؟

ما حقيقة فيديو ضبط الجيش قاربًا يحمل أسلحة إلى «الدعم السريع»؟

تداولت العديد من الحسابات على منصّتي «فيسبوك» و«إكس» مقطع فيديو، مدعيةً أنه يوثق ضبط القوات البحرية السودانية لقارب محمّل بأسلحة وذخائر في طريقها إلى «مليشيات آل دقلو وحلفائها».

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«القوات البحرية السودانية: قبض قارب محمل بالأسلحة والذخائر والصواريخ والمسيرات متجه لمليشيات ال دقلو وحلفاء ال دقلو».

بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن مقطع الفيديو، وتبيّن أنه قديم، نُشر في العام 2022، وهو يوثق اعتراض القوات البحرية السودانية قاربًا بالقرب من جزيرة «السبعات» في المياه الإقليمية، كان يحمل أربعة يمنيين بحوزتهم أسلحة وذخائر، ولا صلة للمقطع بأحداث الحرب الجارية في السودان.

كما بحث فريق المرصد في حساب القوات المسلحة السودانية على «فيسبوك» وفي موقع وكالة السودان للأنباء، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة الادعاء. 

ولمزيدٍ من التحقق أجرى المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

الخلاصة

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ مقطع الفيديو قديم، ولا صلة له بأحداث الحرب الجارية في السودان، كما لم يرِد في أيّ منصة رسمية ما يؤيد الادعاء، ولم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحته.

من ديسمبر إلى فبراير: أبرز أشكال التضليل وأهم الفاعلين وأثرها في المستهدَفين

تقترب الحرب في السودان من إكمال عامها الثاني في الوقت الذي تواصل فيه حملات التضليل والدعاية الحربية نشاطها الرامي إلى خلق حالة من الضبابية في الأفق العام، ونشر محتوى يتوافق مع أهدافها في جو ملغم بالمعلومات المضللة، مما يوسع نطاق انتشاره ويعزز قابلية تصديقه. ومنذ ديسمبر 2024، شهد السودان العديد من الأحداث السياسية والعسكرية المهمة والمؤثرة، فيما نشط فاعلون في حملات لنشر الشائعات والمعلومات المضللة، بما يخدم أهدافهم السياسية، مستغلين التطورات السياسية والميدانية في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع». 

يستعرض «مرصد بيم» في هذا التقرير أبرز أشكال التضليل خلال الأشهر الثلاثة الماضية –من ديسمبر 2024 حتى فبراير 2025– ويبيّن كلَّ شكلٍ على حدة، مع ذكر أمثلة على تلك الأشكال من التحقيقات التي أجراها المرصد، كما يشرح التقرير شبكات السلوك الزائف المنسق التي نشطت خلال الفترة الماضية.

الفاعلون في حملات التضليل:

أشارت الدراسات والتقارير التي عمل عليها «مرصد بيم» إلى ضلوع جهات داخلية وخارجية، بفعالية، في عمليات التضليل في الفضاء الرقمي السوداني. وحددت الدراسات الفاعلين الداخليين في أربع فئات، وهي: «جهات داعمة للدعم السريع، وجهات داعمة للجيش وجهاز المخابرات العامة، وجهات ذات توجه إسلامي، وجهات تناهض الحكم العسكري». فيما أشارت الدراسة إلى أنّ الفاعلين الأجانب في الفضاء الرقمي السوداني، هم: «روسيا والإمارات ومصر وإثيوبيا». وتعمل جميع هذه القوى على نشر معلومات زائفة ومضللة بشأن الأوضاع في السودان.

1. نشر معلومات مضللة بشأن الجيش ووضعه الميداني:

اندلع الصراع المسلح في السودان وانطلقت معه حملات التضليل الداعمة أو المستهدفة لأحد طرفي النزاع. وظهرت حملات تضليل ممنهجة تستهدف الجيش السوداني بوصفه أحد طرفي النزاع وأحد الفاعلين الرئيسيين في الساحة السودانية، إذ تصاغ المعلومات المضللة وتُنسب إلى الجيش لأهداف عديدة، منها خلق حالة من التشويش ونشر الذعر بين المواطنين. وفي هذا السياق، تُداول في ديسمبر 2024، تصريح مضلل منسوب إلى المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، يوصي فيه المواطنين بالابتعاد عن مواقع تجمعات عناصر «الدعم السريع» لتفادي ضربات الجيش الجوية. وأثار هذا التصريح الكثير من الرعب والفوضى وسط المتلقين، قبل أن يتبيّن أنه مضلل؛ إذ نُشر للمرة الأولى في مارس 2024، ولكن أعيد نشره من جديد في سياق حديث لإثارة الذعر بين المواطنين.

ونشرت بعض الحملات المناهضة للجيش معلومات مضللة بشأن تقهقره في مواقع معينة، إذ تداولت العديد من الحسابات، خلال يناير 2025، صورةً تتضمن شعار قناة «الجزيرة»، مع خبر عن مقتل العشرات من جنود القوات المسلحة السودانية وأفراد كتيبة «البراء بن مالك» في مدينة بحري شمالي الخرطوم. وتبيّن أنّ الخبر مفبرك ولا أساس له من الصحة، بيد أن انتشاره أحدث حالة من القلق بشأن وضع الجيش الميداني وأثار الشكوك بشأن تقدمه في بحري. 

2. معلومات مضللة استهدفت قوات الدعم السريع:

على ذات النسق الذي تعمل به حملات التضليل في استهداف الجيش، تعمل حملات مشابهة على استهداف «الدعم السريع» بوصفه أحد طرفي النزاع وفاعلًا عسكريًا وسياسيًا رئيسًا. وتصاغ العديد من المعلومات المضللة والمفبركة وتنسب إلى فاعلين في «الدعم السريع»، لتحقيق أهداف معينة. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، نُشرت العديد من المعلومات المضللة بشأن تقهقر «الدعم السريع» في مناطق عديدة داخل الخرطوم وخارجها، بالتزامن مع التقدمات التي أحرزها الجيش في بعض المواقع في مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، مما سهّل تصديق هذه الشائعات. وقد تداولت العديد من الحسابات، خلال يناير 2025، تصريحًا منسوبًا إلى الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي، يعلن فيه عن انسحاب قواتهم من مدينة الخرطوم نحو غربي البلاد، متهمًا بعض قادتهم في الخرطوم بـ«الخيانة العظمى». وتبيّن أن التصريح مفبرك، ومع ذلك لقي رواجًا واسعًا. ومشكلة مثل هذا المحتوى المضلل أن بعض المواطنين قد يتعاملون معه على أنه صحيح، ويتخذون بناءً على ذلك قرارات بالتحرك نحو مناطق ما تزال تحت سيطرة «الدعم السريع»، مما قد يشكّل خطرًا مباشرًا على حياتهم.

وتركز حملات التضليل في نشاطها على تناول موضوع الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع عبر منافذ في حدود السودان الغربية. ويصاغ هذا النوع من المعلومات المضللة بهدف جذب الانتباه إلى الدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع من جهات خارجية، وكذلك بهدف إظهار تفوق الجيش ميدانيًا وقدرته على رصد إمدادات السلاح والذخيرة والوقود، والقضاء عليها قبل وصولها إلى أيدي قوات الدعم السريع. وفي هذا السياق، تداولت العديد من الحسابات على منصتي «فيسبوك» و«إكس» مقطع فيديو تظهر فيه شاحنات محترقة في منطقة صحراوية، على أنها شاحنات كانت في طريقها إلى «الدعم السريع» قبل أن يقصفها سلاح الجو التابع للجيش السوداني. ولكن تبيّن أن الفيديو قديم، ولا صلة له بالسودان، بيد أنه انتشر انتشارًا واسعًا، حسب ما يوضح الرسم البياني أدناه المأخوذ من أداة   Meltwater وهي أداة لرصد وتحليل المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي.

3. معلومات مضللة استهدفت قوى خارجية فاعلة في الشأن السوداني:

هناك الكثير من القوى الفاعلة في الشأن السوداني، لا سيما عقب اندلاع الحرب في السودان، إذ تبادر الكثير من القوى الدولية والإقليمية بطرح حلول للصراع الدائر في السودان منذ 2023. ويلاحظ في هذا السياق أن كثيرًا من حملات التضليل استغل تلك المبادرات في تحقيق أهدافها التضليلية، إذ تصاغ الكثير من المعلومات المضللة وتُنسب إلى جهات خارجية فاعلة، مما يجعل تصديق هذه الشائعات يسيرًا وانتشارها واسعًا. وعلى سبيل المثال، بدأت العديد من المعلومات المضللة في الانتشار، عقب تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، إذ استخدمت حملات التضليل تغير الإدارة الأمريكية، لمصلحتها، عبر صياغة العديد من المعلومات المضللة، وكان من ضمنها تصريح منسوب إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يشير إلى أنّ «البرهان هو الرئيس الشرعي ويحق له تمثيل السودان في الأمم المتحدة». وكان التصريح مفبركًا، بيد أنه لقي انتشارًا واسعًا لأنه تزامن مع إصدار إدارة ترامب الكثير من القرارات الجديدة، مما ساعد في انتشاره وعزز قابلية الجمهور لتصديق التصريح. ولاحظ المرصد أن أغلب جهود التضليل بشأن القوى الخارجية كانت داعمة للجيش السوداني. ومثال ذلك التصريح الذي تداولته العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» على لسان المتحدث باسم الجيش الأمريكي، بأن «الدعم السريع» تمتلك «أكبر ترسانة حربية في تاريخ التمرد»؛ مشيرًا إلى حجم العتاد الحربي الذي تمتلكه، بالإضافة إلى الأموال والموارد العينية والشركات. وأضاف –بحسب الادعاء– أنّ «الجيش السوداني خاض معارك تاريخية يجب أن تُدرّس في الكليات الحربية». وهو تصريح مفبرك، لكنه متوافق مع تحركات الجيش في مواقع عديدة في الخرطوم وتحقيقه انتصارات، مما زاد من حجم تداوله.

وتلاقي بعض المبادرات الخارجية الرامية إلى إيقاف الحرب في السودان رفضًا من بعض القوى، مما يعزز من نشاط حملات التضليل في نشر معلومات مضللة بشأنها وتشكك في جدواها ومدى قبولها من قبل المواطنين. ويذكر أنه بعد عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ديسمبر 2024، التوسط بين السودان والإمارات لإنهاء الحرب في السودان، وبالتزامن مع زيارة نائب وزير الخارجية التركي إلى السودان، في مطلع يناير 2025، وسط ترحيب سوداني رسمي بالمبادرة التركية، انتشر نصّ تصريح منسوبٍ إلى أردوغان، يقول فيه إن «المبادرة التركية لا تلقى قبولًا في أوساط السودانيين، مع أن الإدارة السودانية وافقت عليها مبدئيًا من قبل»، ويشير فيه إلى أنه لا يضمن نجاح هذه المبادرة. وتبيّن أن التصريح مفبرك، ولكنه لقي انتشارًا واسعًا.

4. معلومات مضللة استهدفت قوى سياسية:

القوى السياسية من أبرز الفاعلين في الشأن السوداني داخليًا، لذا نجد أن حملات التضليل تستهدفهم على نحو مباشر وواضح، لا سيما وأن أهداف تلك القوى السياسية لا تتوافق، في كثير من الأحيان، مع أهداف حملات التضليل؛ لذا تعمل الحملات على استهدافهم من خلال المعلومات المضللة. وعلى سبيل المثال، انتشر، خلال الفترة الماضية، تصريح منسوب إلى نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف، يقول فيه إنهم يشهدون «برهانًا جديدًا يختلف تمامًا عن السابق» –في إشارة إلى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان– لافتًا إلى أنه لا يطمع من وراء هذا التصريح في أيّ منصب. واتضح أن التصريح مفبرك، ومع ذلك لقي التصريح انتشارًا واسعًا، ويبدو أنه نُشر بغرض التضليل ليظن المتلقي أن بعض القوى السياسية تغير موقفها حيال الجيش، وتقف إلى جانب قادته.

وفي السياق نفسه، تداولت العديد من الحسابات تصريحًا منسوبًا إلى وزير المالية جبريل إبراهيم، يقول فيه إن جميع معسكرات «الدعم السريع» في الخرطوم ستُوزع، بعد الحرب، على «القوات المشتركة» للحركات المسلحة بالتساوي. وتبيّن أن التصريح مفبرك، ولكنه لقي انتشارًا واسعًا، كما أظهر التصريح المفبرك أن الحركات المسلحة ربما يكون لها مطالب في حال انتهاء الحرب بانتصار الجيش.

5. معلومات مضللة بشأن الانتهاكات ضد المدنيين:

منذ اندلاع الصراع في السودان في أبريل 2023، وُثقت العديد من الانتهاكات ضد المدنيين. ولكن تضمنت مسألة الانتهاكات وتوثيقها فيما بعد العديد من أشكال التضليل، إذ تصاغ معلومات مضللة بشأن وقوع انتهاكات في منطقة محددة في السودان، وتُنسب إلى أحد طرفي النزاع من أجل تجريمه. ويجدر لفت الانتباه  إلى أن المعلومات المضللة بشأن الانتهاكات والأوضاع الإنسانية شديدة الخطورة، لأنها تصرف –إلى حد ما– الانتباه عن الانتهاكات الحقيقية التي تقع على المدنيين. ورصد فريق المرصد، خلال فبراير 2025، انتشار صورة امرأة معلقة على شجرة مع طفلين في منطقة ما، على أساس أنّها توثق إعدام امرأة تنتمي إلى قبيلة «الزغاوة» مع طفليها على يد عناصر من «الدعم السريع» في منطقة «حجر أبيض» بولاية غرب دارفور. وتبيّن أن الصورة مضللة وليست من السودان، ولكنها لقيت انتشارًا واسعا، نظرًا إلى ارتباطها بالانتهاكات ضد المدنيين.

6. معلومات مضللة بشأن كوارث طبيعية:

تعد المعلومات المتداولة بشأن الكوارث الطبيعية من أكثر أنواع المعلومات المضللة إثارةً للقلق، لا سيما في سياق السودان، حيث ما تزال الحرب محتدمة بين طرفي النزاع، ويعاني الناس أوضاعًا إنسانية وصحية كارثية؛ لذا تلقى الشائعات بشأن الكوارث الطبيعية انتشارًا واسعًا نظرًا إلى مخاطبتها مخاوف الناس وهواجسهم. وفي هذا السياق، انتشر، خلال فبراير 2025، ادعاء يفيد بأن وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» حددت السودان ضمن تسع دول معرضة للاصطدام بالكويكب «2024 YR4» خلال العام 2032، مما أثار القلق وسط السودانيين، لا سيما مع تداوله من حسابات تحظى بقبول ومصداقية لدى السودانيين، مثل حساب العربية السودان. وتبيّن أنّ الخبر مضلل، إذ لم تذكر «ناسا» اسم السودان ضمن الدول المهددة بالاصطدام، إلا أن الخبر لقي انتشارًا واسعًا وتصديقًا من قبل المتلقين.

شبكات سلوك زائف منسق:

كشف فريق المرصد، في فترة الأشهر الثلاثة الماضية أيضًا، عن شبكة تضليل معقدة تتكون من خمس صفحات رئيسة، على رأسها صفحة باسم «سما السودان»، وتدار معظمها من تركيا وسوريا. وتنشط هذه الصفحات في تقديم معلومات مضللة لمصلحة الجيش السوداني بالإضافة إلى مهاجمة «الدعم السريع» وقوى سياسية مدنية، فيما تعمل مجموعة كبيرة من الحسابات على تضخيم محتوى الصفحة وتوسيع نطاق انتشاره؛ إذ لقيت انتشارًا واسعا في الفضاء الرقمي السوداني. وعملت الشبكة على نشر معلومات مضللة تتماشى مع أهدافها، وكان «مرصد بيم» قد تحقق من جزء كبير منها قبل أن يشرع في كتابة تقرير مفصل عن نشاطها التضليلي.

ما حقيقة تصريح العطا بشأن الجهة التي ترسل الإحداثيات لمسيّرات «الدعم السريع»؟

ما حقيقة تصريح العطا بشأن الجهة التي ترسل الإحداثيات لمسيّرات «الدعم السريع»؟

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» تصريحًا منسوبًا إلى مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية ياسر العطا، يزعم فيه أنّ جهة عسكرية انضمت مؤخرًا إلى الجيش تمرّر الإحداثيات إلى الطائرات المسيّرة التي تستهدف مواقع الجيش السوداني، مما يشير –بحسب سياق الادعاء– إلى أنّ الجيش مخترق من الداخل.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:
«الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة إحداثيات المسيرات ترسلها جهة عسكرية انضمت للجيش مؤخرًا، حسب قناة العنوان 24.»

الصفحات التي تداولت الادعاء :

1

Sudan¦¦🇸🇩¦¦السودان

(163.9) ألف عضو

2

بشائر النيلين

(133) ألف متابع

3

عناوين الصحف السودانية

(70.9) ألف عضو

4

حرية نيوز

(21) ألف متابع

للتحقق من الادعاء، راجَع «مرصد بيم» التصريحات العلنية والموثقة الصادرة عن الفريق أول ياسر العطا، بما في ذلك المقابلات التلفزيونية والخُطب الجماهيرية والتصريحات الصحفية والبيانات الرسمية المنشورة على الصفحات الرسمية للجيش السوداني على منصتي «فيسبوك» و«إكس»، بيد أن البحث لم يُسفر عن أيّ نتائج تؤيد صحة التصريح المتداول.

ولمزيدٍ من التحقق أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية، ولم يعثر على أيّ نتائج تثبت أن العطا أدلى بهذا التصريح، سواء في وسائل الإعلام الرسمية أو أيّ منصات موثوقة.

الخلاصة:

الادعاء مفبرك؛ إذ لم يرِد في صفحات الجيش السوداني على منصات التواصل الاجتماعي، كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ دليل موثوق على صحة الادعاء.

هل بحَث تحالف «صمود» مع واشنطن خطة توطين الفلسطينيين في السودان؟

هل بحَث تحالف «صمود» مع واشنطن خطة توطين الفلسطينيين في السودان؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» نص ادعاء يفيد بأنّ التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» بحَثَ مع الولايات المتحدة الأمريكية خطة توطين الفلسطينيين في السودان.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«مصادر..

تحالف “صمود” يبحث مع أمريكا خطط توطين الفل-سطينيين في السودان».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

1

قناة الحاكم 

(185) ألف متابع 

2

بوابة الأخبار 

(181) ألف متابع 

3

مركز المسار نيوز للخدمات الإعلامية 

(98) ألف متابع 

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في الحساب الرسمي لتحالف «صمود» على منصة «فيسبوك»، وتبيّن أن التحالف نفى صحة الادعاء المتداول، موضحًا أنّ «هذا الخبر، كغيره من الأخبار المضللة، عار من الصحة»، ولافتًا إلى أن «الهدف من مثل هذه الأخبار هو التضليل وتشويه صورة القوى المدنية».

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تُثبت صحة الادعاء.

ويُذكر أن وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية كشفت، في تقرير في مارس الماضي، عن  تواصل أمريكي إسرائيلي مع ثلاث دول في شرق إفريقيا، من بينها السودان، لمناقشة خطة لتوطين سكان قطاع غزة الفلسطيني في الدول الثلاث، لكن مسؤولين من السودان رفضوا المقترح الأمريكي – بحسب تقرير الوكالة.

الخلاصة:

الادعاء مفبرك؛ إذ نفى الحساب الرسمي لتحالف «صمود» صحته، كما أنّ البحث بالكلمات المفتاحية لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة توعّد وزير الدفاع المصري بالتدخل في حال هجوم «الدعم السريع» على شمالي السودان؟

ما حقيقة توعّد وزير الدفاع المصري بالتدخل في حال هجوم «الدعم السريع» على شمالي السودان؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» نص تصريحٍ منسوب إلى وزير الدفاع المصري، يقول فيه إن بلاده هي المقصودة بأيّ تحرك من «الدعم السريع» نحو شمالي السودان، ويتوعّد بالقضاء عليه «لحظة تحركه».

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«الآن علي التلفزيون المصري ، وزير الدفاع المصري يقول اي تحرك للدعم السريع نحو شمال السودان مقصود به مصر ، وسنقوم بالقضاء عليه  لحظه تحركه وعلي الوكيل عريف مراجعة تحركاته من الآن في كل أنحاء السودان».

بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:

 للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في الحساب الرسمي للمتحدث العسكريّ المصريّ على منصة «فيسبوك»، وفي موقع وزارة الدفاع المصرية، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد عن آخر اللقاءات والمقابلات التي أجراها وزير الدفاع المصري، ولم يجد أيّ تصريحات تتعلق بالادعاء.

كما أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تُثبت صحة الادعاء.

ويأتي تداول الادعاء في أعقاب توعّد القائد الثاني لـ«الدعم السريع» عبد الرحيم دقلو، خلال خطاب أمام حشد من قواته، الأربعاء الماضي، بمهاجمة الولاية الشمالية ونهر النيل بألفي عربة قتالية، مشيرًا إلى أنهم عرفوا أخيرًا أرض المعركة.

الخلاصة

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في الحساب الرسمي للمتحدث العسكري المصري ولا في موقع وزارة الدفاع المصرية. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تثبت صحة الادعاء.

ما حقيقة توعّد رئيس أركان الجيش السوداني بـ«مسح دارفور» في حال التعدي على الشمالية؟

ما حقيقة توعّد رئيس أركان الجيش السوداني بـ«مسح دارفور» في حال التعدي على الشمالية؟

تداولت العديد من الحسابات على منصتي «فيسبوك» و«إكس» تصريحًا منسوبًا إلى رئيس هيئة الأركان بالجيش السوداني الفريق أول محمد عثمان الحسين، يتوعّد فيه بـ«مسح دارفور من خريطة السودان» في حال تعدت قوات الدعم السريع على شبر من الولاية الشمالية.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«رئـيـس هيئـة أركـان الجيـش السـودانـي: إذا تعـدت مليشيا الدعم السريع على شبر من الولاية الشمالية، سوف نمسح دارفور من خريطة السودان.»

الصفحات التي تداولت الادعاء :

1

قوى إعلان الحرية والتغيير

(148.5) ألف عضو

2

#سيصرخون

(86.2) ألف عضو

3

الانصرافي

(77.4) ألف عضو

4

مركز رؤى الإعلامي (رؤى نيوزRMC)

(6.053) آلاف متابع

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في صفحتي القوات المسلحة السودانية على منصتي «فيسبوك» و«إكس»، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة التصريح المنسوب إلى رئيس هيئة الأركان.

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق المرصد بحثًا عبر الكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ دليل موثوق يثبت أنّ رئيس هيئة الأركان أدلى بهذا التصريح، سواء عبر المنصات الإعلامية الرسمية أو في أيّ ظهور علني موثّق.

ويأتي تداول الادعاء في أعقاب انتشار مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وهو يخاطب قواته، ويقول لهم إن معركتهم القادمة ستكون في الولاية الشمالية.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في صفحات الجيش السوداني على مواقع التواصل الاجتماعي، كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.