Category: مرصد بيم

«مرصد بيم» يكشف عن منصة باسم «ملفات عربية» تمارس التضليل ضد الجيش السوداني

مع تزايد الاعتماد على وسائل الإعلام الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي، كمصدر أساسي للمعلومات، تتفاقم مشكلة الانتشار السريع للمعلومات غير الدقيقة أو المضللة، مما يساهم في تشويه الحقائق وإرباك الجمهور، ويؤدي -في المحصلة- إلى تأثيرات سلبية في عملية صنع القرار وإدراك الجمهور للقضايا المهمة.

تعد الحروب والنزاعات المسلحة بيئة خصبة لانتشار الشائعات والمعلومات المضللة التي تهدف إلى التأثير في الرأي العام، أو ما يعرف بـ«التضليل الحربي» أو «الدعاية الحربية». ومنذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، نشطت حملات تضليل تعمل على نشر المحتوى المضلل وتداوله، للتشويش على الجمهور وخداعه. وعمل فريق «مرصد بيم»، عبر مجموعة من التقارير، على رصد هذه الحملات الممنهجة وكشفها للجمهور.

في هذا السياق، لاحظ فريق «مرصد بيم» نشاطًا مريبًا لمنصة إخبارية إلكترونية تنشط في نشر معلومات غير دقيقة ومضللة أحيانًا عن الأوضاع في السودان، مستندةً إلى مصادر غير موثوقة، مما خلق حالةً من الضبابية حول ما تقدمه من محتوى. ويعرض هذا التقرير تحليلًا معمقًا لهذه المنصة وأهدافها والمصادر التي استعانت بها، بالإضافة إلى مدى توافق منهجها مع الدعاية الحربية لأحد طرفي  النزاع.

تبرز منصة «ملفات عربية» التي تملك حسابات على منصتي «إكس» و«فيسبوك» كمصدر لافت للانتباه بما تنشره من محتوى يتعلق بالدول العربية. ومنذ إنشائها في مايو 2020، اتخذت منصة «ملفات عربية»، عبر حسابها على «إكس» تحديدًا، منحًى تضليليًا في تناول الأحداث الجارية في السودان، إذ سلطت الضوء على الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» مع التركيز على مهاجمة أحد طرفي النزاع دون الآخر.

تحليل الحسابات:

لاحظ «مرصد بيم» تعدد حسابات منصة «ملفات عربية» على شبكة الإنترنت، مما يُظهر إستراتيجية متنوعة الأساليب للوصول إلى الجمهور، بدءًا من موقعها الإلكتروني الذي يقدم محتوًى مركزيًا بشأن أنشطة المنصة، ويمكِن للجمهور العثور على مقالات عن مواضيع مختلفة تتعلق بالعالم العربي على الموقع.

أما على منصة «إكس» (المعروفة سابقًا باسم «تويتر»)، فنجد أن  حساب «ملفات عربية» ظل نشطًا مع متابعين يبلغ عددهم نحو (33.5) ألف متابع. ونشر الحساب نحو (14.4) ألف تغريدة، بمعدل نشر يومي، منذ انضمامه إلى المنصة في مايو 2020. وصاحبَ هذا النشاط المكثف تفاعل مع الأحداث الجارية في السودان بطريقة مضللة، وهو ما يسعى هذا التقرير إلى كشفه. 

أما في منصة «فيسبوك» فيتابع حساب «ملفات عربية» متابعون أقلّ مقارنةً بمنصة «إكس»، إذ يبلغ عددهم (8.5) ألف متابع. وانضم الحساب إلى «فيسبوك» في يونيو 2020. والمثير للاهتمام هو أنّ اسم الحساب تغيّر مرتين في العام نفسه، مع العلم بأن الحساب غير نشط منذ 2020.

وفي منصة «يوتيوب»، يركز حساب «ملفات عربية» على إنتاج مقاطع فيديو لنشرها على المنصات الأخرى. ويحظى الحساب بـ(2.92) ألف مشترك مع (4.9) ألف فيديو، فيما بلغ عدد مشاهداته أكثر من (933) ألف مشاهدة.

ومن تحليل «مرصد بيم» لطبيعة حسابات منصة «ملفات عربية» ومدى انتشارها، يتضح أنّ المنصة تحاول الاستفادة من تنوع الوسائط الاجتماعية للوصول إلى جمهور واسع مع التركيز على التفاعل السريع والمحتوى المتنوع.

تحليل الخطاب:

من خلال متابعة دقيقة لنشاط حسابات «ملفات عربية» منذ أبريل المنصرم وحتى أواخر مايو 2024، لا سيما حسابها على «إكس»، اتضح لفريق بيم أن منصة «ملفات عربية» تركز، بدرجة كبيرة، على نشر محتوى يهاجم الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه. ويعتمد حساب المنصة، اعتمادًا ملحوظًا، على نشر تقارير مصوّرة معدّة بعناية لتأليب الرأي العام على الجيش السوداني وتقويض الثقة فيه، إذ تحاول هذه التقارير أن تصوّر الجيش السوداني كقوة تأتمر بأوامر الحركة الإسلامية السودانية ورئيسها «علي كرتي»، مما يساهم في تشكيل صورة سلبية عن الجيش لدى الرأي العام، تتوافق مع ادعاءات الطرف الآخر «قوات الدعم السريع»، وتعزز الاتهامات الموجهة إلى الجيش من خصومه بـ«التحيز إلى الإسلاميين والتطرف الديني».

ويكشف تحليل محتوى الحساب عن نمط معين في سرد الأحداث، إذ تحاول أن تعرض صورة سلبية عن الجيش السوداني، مع التركيز على إبراز دوره المزعوم في زعزعة الاستقرار وتبعيته لقادة الحركة الإسلامية. ويكشف هذا التوجه الإعلامي عن تحيزات معينة أو ارتباطات محتملة بجهات معادية للجيش السوداني. ويصيغ الحساب المعلومات التي يريد إيصالها إلى الجمهور، عبر مقاطع فيديو، مما يزيد من جاذبيتها للمتلقي ويعزز فرص انتشارها. كما لاحظ «فريق بيم» أن حساب «ملفات عربية» ينشر تلك السرديات دون ذكر أي أدلة واضحة تؤكد صحة الادعاءات التي ينشرها.

حركة الشباب الصومالية و جماعات أرهابية :

عمد حساب «ملفات عربية» على منصة «إكس» إلى نشر مقاطع فيديو تسرد، بطريقة شيقة، معلومات غير دقيقة وبلا أيّ دليل؛ ما يثير الريبة إزاء المحتوى. ووجد «فريق بيم» أن الحساب نشر مقطع فيديو زعم فيه أن الجيش، وباتفاق مسبق مع «علي كرتي»، استجلب مرتزقة صوماليين من «حركة الشباب الصومالية» للقتال في صفوفه في الحرب المشتعلة بينه وبين قوات «الدعم السريع». وسرد مقطع الفيديو مزاعم معلقة بلا دليل عن وجود مجموعات من «حركة الشباب الصومالية» المصنفة «جماعةً إرهابية» من دون ذكر أيّ أسانيد تعضد تلك السردية، وهو ما يقدح في صحة الادعاء.

وفي سياق متصل، واصل حساب «ملفات عربية» نشر محتوى غير دقيق ينسبه إلى مصادر يصفها بـ«المطلعة» من دون ذكر هذه المصادر أو تعريفها. ونشر الحساب في مايو الماضي مقطع فيديو زعم فيه وجود مخطط لتدمير البنى التحتية ممن أسماهم «جماعات إرهابية» قال إنها داخل الجيش السوداني. ويتضمن مقطع الفيديو بعض المنشورات في محاولة لتعضيد المزاعم الواردة فيه، إلا أن تلك المنشورات مأخوذة من حسابات معروفة بالتضليل لمصلحة قوات «الدعم السريع»، وعمل «مرصد بيم» على تفنيد بعض المعلومات المضللة التي استندت إليها المنصة في تقريرها، من قبل.

 

واصل حساب «ملفات عربية» في نشر معلومات متداولة عن وجود «جماعات إرهابية وتكفيرية» داخل الجيش السوداني، من دون تقديم أي دليل واضح يؤكد صحة هذا الادعاء، ما خلق حالةّ من الضبابية حول صحة هذه المعلومات أو دقتها. ونجد كذلك أنّ الحساب تناول، ضمنيًا، سردية تفوّق قوات «الدعم السريع» على الجيش، في ما تداوله عن استجلاب الجيش «مرتزقة أجانب» لسد تلك الفجوة وتحقيق التوازن.

وتجدر الإشارة في هذا السياق أيضًا إلى أن الحساب يستخدم مفردة «كيزان» لوصف المنتمين إلى الحركة الإسلامية، وهو لفظ يستخدم في السودان لتوصيف أفراد الحركة الإسلامية وعناصر نظام الرئيس المخلوع «عمر البشير» الذي أطاحت به ثورة شعبية اندلعت في أواخر العام 2018؛ وهو ما يبدو غريبًا بعض الشيء، فمن غير المعتاد أن تتناول منصات غير سودانية موضوعًا عن أعضاء الحركة الإسلامية بوصفهم «كيزان».

انقسامات داخل الجيش :

وفي سياق متصل أيضًا، واصل حساب «ملفات عربية» نشر مقاطع فيديو أخرى، من بينها مقطع فيديو حوى مزاعم بشأن انقسامات داخل الجيش وتسريبات عن احتمالية سقوط كلٍّ من الفاشر «عاصمة شمال دارفور» والأبيض «عاصمة شمال كردفان» في قبضة قوات «الدعم السريع»، من دون أن تسند هذه المزاعم بأيّ دليل أو تنسب تسريباتها المزعومة إلى أيّ مصدر موثوق، فقط مجرد سرد لما تداولته بعض الحسابات على منصة «إكس». ويُذكر أن مقطع الفيديو المذكور شاركته حسابات موالية لقوات «الدعم السريع».

ولاحظ فريق «مرصد بيم» أيضًا تشابهًا بين محتوى حساب «ملفات عربية» ومحتوى «شبكة مكونة من حسابات إماراتية إسرائيلية» كان المرصد قد نشر تقريرًا بشأنها في يونيو الماضي. ويتجلى أحد أوجه الشبه في الادعاءات المتعلقة بسيطرة من يصفهم الحساب بـ«الجماعات الإرهابية والتكفيرية»، مثل «الأخوان المسلمين» أو «القاعدة» و«داعش»، على الجيش السوداني دون ذكر أدلة واضحة تؤكد صحة هذا الادعاء.

أجندة أخرى :

 يعمل حساب «ملفات عربية» على نشر العديد من مقاطع الفيديو والتقارير حول جماعة «الإخوان المسلمين» وعرض سرديات على نوايا الجماعة فرض هيمنتها وسيطرتها على بعض البلدان كما يغطي الحساب بشكل مستمر مجريات الأحداث في إيران خصوصًا عقب التطورات الأخيرة واغتيال رئيس المكتب  السياسي « لحماس » «إسماعيل هنية »   كما يعمل الحساب على النشر بشكل مكثف عن جماعة « الحوثي»  وعن ما تفعله داخل اليمن بحق المواطنين وعلاقتها بإيران

حسابات داعمة:

لاحظ فريق «مرصد بيم» أيضًا أن حساب «ملفات عربية» على «إكس» مدعوم من مجموعة من الحسابات والصفحات المحسوبة على الآلة الدعائية لقوات «الدعم السريع»، ويتعامل حساب «ملفات عربية» مع بعض تلك الحسابات على أنها «مصادر موثوقة للمعلومات»، مثل حساب «الجنا الفقر» الذي يعد أحد أبرز الحسابات التي تعمل على التضليل الحربي لمصلحة قوات «الدعم السريع» على منصة «إكس». وهذا التشابه الملحوظ في المحتوى دفع بعض الحسابات الداعمة لقوات «الدعم السريع» إلى نشر المحتوى الذي تقدمه منصة «ملفات عربية» ومشاركته. ومن ضمن تلك الحسابات أيضًا  حساب «بشر تكيزو» الذي ينشط في الدعاية الحربية لـ«الدعم السريع»، وكذلك حسابات مثل «سيد السنوسي» و«على أحمد» و«Adil» وغيرها من الحسابات التي تشارك ما ينشره حساب «ملفات عربية». وليس واضحًا ما إن كان هناك تنسيق مسبق بين تلك الحسابات لنشر محتوى المنصة أم لا، ولكن من الواضح أن تلك الحسابات رأت في ما تنشره المنصة ما يدعم توجهها، لذا تعمل على إعادة نشره.

الخلاصة: 

بناءً على جهود «مرصد بيم» في متابعة منصة «ملفات عربية» وتحليل محتوى حساباتها، اتضح للمرصد أن المنصة تعمل على نشر معلومات مضللة بشأن وجود «جماعات إرهابية» داخل الجيش السوداني، من دون ذكر أسانيد واضحة وموثوقة تعضد ما تنشره من ادعاءات. كما تستمد المنصة معلوماتها، فيما يخص النزاع في السودان، من حسابات على منصة «إكس» عُرفت بنشر محتوى غير دقيق مع الدعاية والتضليل لمصلحة قوات «الدعم السريع». وتساهم المنصة، بما تقدمه من محتوى، في نشر المعلومات المضللة بشأن النزاع الذي يشهده السودان منذ أبريل من العام الماضي.

ما حقيقة تصريح «المبعوث الأمريكي» عن عزم تحالف «متحدون» على حظر الطيران الحربي في دارفور؟

ما حقيقة تصريح «المبعوث الأمريكي» عن عزم تحالف «متحدون» على حظر الطيران الحربي في دارفور؟

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» تصريحًا منسوبًا إلى المبعوث الأمريكي إلى السودان «توم بيرييلو» يقول فيه إن «تحالف متحدون» -وهو تحالف تشكل في أعقاب «محادثات جنيف» لإنهاء الحرب في السودان، ويضم الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا والسعودية والإمارات ومصر، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة «إيقاد»- قرر فرض حظر للطيران الحربي في مناطق دارفور، لإيصال المساعدات الإنسانية عبر مطارات «زالنجي» و«نيالا» و«الجنينة».

 

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«عااااااااااجل

المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو.

تحالف متحدون الدولي سوف نعمل منطقة حظر للطيران الحربي في مناطق دارفور لتشغيل المطارات هناك لإيصال المساعدات الإنسانية عبر مطارات زالنجي نيالا الجنينة» .

الصفحات التي تداولت الادعاء :

 

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم» بحثًا في الحسابين الرسميين لـ«بيرييلو» على كلٍّ «فيسبوك» و«إكس»، ولم يجد ما يدعم صحة الادعاء.

 

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى «مرصد بيم» بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، للتحقق مما إن كان «بيرييلو» قد أدلى بالتصريح في أيّ مقابلة إعلامية، لكن البحث لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء موضع التحقق.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ أنه لم يرِد في الحسابات الرسمية للمبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان «توم بيرييلو»، على منصتي «فيسبوك» و«إكس»، كما أنّ البحث بالكلمات المفتاحية لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما صحة الخبر المنسوب إلى «الشرق الأوسط» بشأن ظهور «جدري القردة» في السودان؟

ما صحة الخبر المنسوب إلى «الشرق الأوسط» بشأن ظهور «جدري القردة» في السودان؟

 

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» صورةً مأخوذةً من الموقع الإلكتروني لصحيفة «الشرق الأوسط» بها خبر عن تسجيل أول إصابة بمرض «جدري القردة» في السودان، مدعيةً أنه خبر حديث.

 

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«جدري القرود وصل السودان.. بدون تهويل .. اتمني نوقف اى رحلات نزوح أو هجرة إلى مصر لحد ما نفهم اللعبة الجديدة دي رايحة بالعالم ع فين».

الحسابات التي تداولت الادعاء :

1

امن قومى

(238) ألف متابع 

2

Ihab Omar

(50) ألف متابع 

3

الصفحه الرسميه عمر سليمان

(10) آلاف متابع 

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن الصورة، وتبين أنها مأخوذة من خبر بصحيفة «الشرق الأوسط» نُشر في أغسطس من العام 2022.

 

ونفت وزارة الصحة السودانية، في تنوير، الثلاثاء الماضي، تسجيل أيّ حالات إصابة بـ«جدري القردة» في البلاد، في موجته الحالية.


ووفقًا لـ«منظمة الصحة العالمية»، فإن «جدري القردة» مرضٌ فيروسي يمكن أن يتسبب في طفح جلدي مؤلم مع حمى وتضخم في الغدد الليمفاوية، وقد تستمر هذه الأعراض من أسبوعين إلى أربعة أسابيع. وفيما ينتقل المرض إلى البشر من خلال المخالطة الجسدية أو الملامسة البدنية لمواد ملوثة أو حيوانات مصابة، يتعافى معظم الناس من المرض تمامًا بالرعاية الطبية اللازمة -طبقًا للمنظمة- كما يمكن استخدام اللقاحات والعلاجات المُطوّرة المعتمدة في بعض البلدان.

الخلاصة:

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ الخبر قديم ونُشر في «الشرق الأوسط» في أغسطس 2022، وليس له أيّ صلة بموجة «جدري القردة» الحالية في بعض أنحاء العالم خلال العام الجاري، بالإضافة إلى أن وزارة الصحة السودانية نفت، الثلاثاء الماضي، تسجيل أيّ حالات إصابة بـ«جدري القردة» في البلاد، في موجته الحالية.

ما حقيقة الصورة المتداولة على أنها لـ«مرتزقة روس وإيرانيين وأوكرانيين» يقاتلون مع الجيش السوداني؟

ما حقيقة الصورة المتداولة على أنها لـ«مرتزقة روس وإيرانيين وأوكرانيين» يقاتلون مع الجيش السوداني؟

 

تداولت حسابات على منصتي «فيسبوك» و«إكس» صورةً لجنود تبدو ملامحهم غير سودانية، مدعيةً أنها صورة لـ«مرتزقة روس وإيرانيين وأوكرانيين» يتجولون في شارع «الوادي» بمدينة أم درمان، ويقاتلون إلى جانب الجيش.

 

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«المرتزقة الروس يتجولون في شارع الوادي في أم درمان .

نقاتل حاليا جيش من المرتزقة الروس والإيرانيين والاوكران».

الحسابات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم» بحثًا عسكيًا عن الصورة، وتبين أنّها قديمة ونُشرت من قبل على الإنترنت في العام 2022، ضمن تحقيق عن وجود فاغنر في السودان، وليس لها صلة بالأحداث الجارية في البلاد.

 

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، غير أنّ البحث لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

الخلاصة:

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ الصورة قديمة ونُشرت من قبل على الإنترنت في العام 2022، وليس لها صلة بالأحداث الجارية في السودان، بالإضافة إلى أنّ البحث بالكلمات المفتاحية لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

 

ما حقيقة تصريح الخبير العسكري «فايز الدويري» بشأن «تعنت الجيش السوداني ورفضه السلام»؟

ما حقيقة تصريح الخبير العسكري «فايز الدويري» بشأن «تعنت الجيش السوداني ورفضه السلام»؟

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» تصريحًا منسوبًا إلى الخبير العسكري الأردني اللواء المتقاعد «فايز الدويري»، حذّر فيه قادة الجيش السوداني من مصير «القذافي» و«علي عبد الله» في حال استمروا في «تعنتهم ورفضهم السلام»، مشيرًا -وفق التصريح المنسوب إليه- إلى «ضعف الجيش وعدم قدرته على تحرير أيّ مدينة أو مقر»، ومستنكرًا على قادة الجيش أن يطالبوا قوات «الدعم السريع» التي وصَفها بـ«المنتصرة» بأن تخرج من المناطق التي تسيطر عليها بـ«عملية سلام جنيف» وتسلم «الأسلحة والمقار»، بعد أن «فرطوا [يعني قادة جيش] في 80% من أراضٍ ومدن وولايات ومقار عسكرية لها وزنها».

 

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«عااااااااااااااجل

اللواء المتقاعد والخبير العسكري

فايز الدويري

إذا إستمر تعنت قيادة الجيش على ما هو عليه

رفضا للسلام من أجل فئة لاتمثل 2% من الشعب السوداني

مع ضعف و هوان الجيش  والحالة النفسية السيئه وعدم قدرته على تحرير اي مدينة او مقر للجيش بعد عام ونصف فالحالة التي  يعيشها الجيش السوداني حقيقة عكس ما يصرح به قادة الجيش كيف لقادة جيش فرطوا في 80% من أراضي و مدن و ولايات ومقار عسكرية لها وزنها كيف لهم ان يطالبوا المنتصر بأن يخرج منها بعملية  سلام جنيف ويسلمهم الاسلحة و المقار  فهذا منطق مقلوب فإني أرى مصير القذافي وعلي عبدالله أو هروب بن علي هو مصير قادة جيش السودان وللأسف إذا إستمر العناد كما هو الحال  ستشهد الأيام القلية ا القادمة أشرس واسوأ موجبة حرب علي مستوي العالم ويجتاح الدعامه الولايات الشمالية والشرقية بلا شك عندها سيعلم القائمين علي أمر الجيش أنهم تركوا وطنهم و شعبهم فريسه من أجل فئة ضالة مضلة

لطفك يا الله بشعب السودان».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم» بحثًا في الحساب الرسمي لـ«فايز الدويري» على منصة «إكس» ولم يجد ما يدعم صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، لكن البحث لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة هذا الادعاء.

ويأتي تداول الادعاء، بالتزامن مع «محادثات جنيف» التي انطلقت منذ 14 أغسطس الجاري، برعاية أمريكية سعودية، في غياب الجيش السوداني الذي رهن حضوره بتنفيذ «إعلان جدة» الموقع عليه في مايو 2023، قبل أن يوافق على إرسال وفد حكومي إلى القاهرة لمناقشة تنفيذ «إعلان جدة» مع المسهلين.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ أنّه لم يرِد في الحساب الرسمي لـ«فايز الدويري»، كما أنّ البحث بالكلمات المفتاحية لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة تصريح المبعوث الأمريكي بموافقة «الدعم السريع» على الخروج من المدن والأحياء؟

ما حقيقة تصريح المبعوث الأمريكي بموافقة «الدعم السريع» على الخروج من المدن والأحياء؟

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» نص تصريح منسوب إلى المبعوث الأمريكي إلى السودان «توم بيرييلو» يقول فيه إن قوات «الدعم السريع» وافقت على الخروج من المدن والأحياء، تحت المراقبة الدولية، وأن البرهان طالب بفترة زمنية محددة للتنفيذ.

 

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«توم بيرييلو .. وافقت قوات الدعم السريع على الخروج من المدن والأحياء تحت آلية مراقبة دولية وقائد الجيش يطلب فترة زمنية محددة للتنفيذ».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

 

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم» بحثًا في الحسابين الرسميين لبيرييلو على كلٍّ «فيسبوك» و«إكس»، ولم يجد ما يدعم صحة الادعاء.

 

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى «مرصد بيم» بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، للتحقق مما إن كان بيرييلو قد أدلى بالتصريح في مقابلة إعلامية أو لأيّ منصة أخرى، لكن البحث لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء موضع التحقق.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ أنه لم يرِد في الحسابات الرسمية للمبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان «توم بيرييلو»، على منصتي «فيسبوك» و«إكس»، كما أنّ البحث بالكلمات المفتاحية لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

«مرصد بيم» يكشف عن تزايد أساليب التضليل  وتنوعها في الأشهر الثلاثة الماضية

شهدت الفترة من مايو وحتى يوليو 2024 أحداثًا سياسيةً وعسكريةً عديدة أدت إلى كثيرٍ من التغيرات في السودان. وصاحب تلك الأحداث حملات تضليل ممنهجة، استغلت تلك الأحداث في التلاعب بالرأي العام السوداني وتوجيهه نحو أهداف معينة. في هذا التقرير نرصد أهم حملات التضليل التي شهدتها الأشهر الثلاثة الماضية، بأشكالها المختلفة، وكيف أثرت في المتلقي وكيف تفاعل معها. 

الفاعلون في حملات التضليل:

أشارت الدراسات والتقارير التي عمل عليها «مرصد بيم» إلى ضلوع جهات داخلية وخارجية، بفعالية، في عمليات التضليل في الفضاء الرقمي السوداني. وحددت الدراسات الفاعلين الداخليين في أربع فئات، وهي: «جهات داعمة للدعم السريع، وجهات داعمة للجيش وجهاز المخابرات العامة، وجهات ذات توجه إسلامي، وجهات تناهض الحكم العسكري». فيما أشارت الدراسة إلى أنّ الفاعلين الأجانب في الفضاء الرقمي السوداني، هم: «روسيا والإمارات ومصر وإثيوبيا». وتعمل جميع هذه القوى على نشر معلومات زائفة ومضللة بشأن الأوضاع في السودان.

أبرز أشكال التضليل التي مارستها الحملات:

تعددت الأساليب التي انتهجتها الحملات المضللة في نشر المعلومات المفبركة والزائفة، ورصدنا منها، على سبيل المثال، الآتي:

 

  1. فبركة البيانات ونسبتها إلى فاعلين في الشأن السوداني سواء كانوا في الجانب العسكري أو المدني.
  2. نشر معلومات مفبركة تتعلق بقوى خارجية فاعلة في الشأن السوداني.
  3. نشر صور قديمة أو غير ذات صلة بالسودان واستخدامها من أجل التضليل.
  4. إعادة نشر مقاطع فيديو قديمة في سياق منفصل عن تاريخها القديم.
  5. الاجتزاء من المقابلات المرئية والنصية لقادة سياسيين وعسكريين وعرضها مبتورةً من السياق.
  6. استخدام وثائق مفبركة. 
  7. فبركة قرارات ونسبتها إلى جهات رسمية.

 

وفي ما يلي نشرح كل شكل من أشكال التضليل سابقة الذكر، مع نماذج من أعمال مرصد بيم للتوضيح:

1. فبركة البيانات ونسبتها إلى فاعلين في الشأن السوداني سواء كانوا في الجانب العسكري أو المدني:

 

منذ بدء الحرب في 15 أبريل 2023 نشطت حركات التضليل والدعاية الحربية والتي يهدف بها كل طرف في النزاع إلى التفوق على الآخر أو اغتياله إعلاميًا وسياسيًا في حرب ظل الخاسر الأكبر فيها هو المتلقي السوداني، عبر  تلك الأنشطة التضليلية التي تساهم في خلق حالة من الضبابية والتشويش على حقيقة ما يجري على أرض الواقع. ولتحقيق تلك الأهداف عملت الحملات على فبركة البيانات ونسبتها إلى قادة سياسيين وعسكريين، مما أثار كثيرًا من اللغط، لا سيما التصريحات والخطابات المفبركة التي تُنشر في سياق متزامن مع الأحداث الجارية. وتنتشر تلك المواد المفبركة، على سبيل المثال، عقب أيّ حدث سياسي أو عسكري أو تقدم ميداني لأحد طرفي النزاع، وهو ما يجعل تداولها وانتشارها سريعًا وسهلًا.

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية نُشرت العديد من الأخبار المزيفة، منسوبةً إلى القوى السياسية، نذكر منها تعليق تداولته الوسائط الاجتماعية على لسان القيادي في حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف بشأن غارة جوية من الجيش السوداني على «قندهار» جنوبي أم درمان، وصف فيه الغارة بأنها «جريمة أخرى تضاف للطيران الحربي التابع للجيش». ومع أن التصريح مفبرك، وفق تحقيقات مرصد بيم، إلا أنه لقي انتشارًا واسع النطاق.

كما استغلت حملات التضليل قرار إقالة المستشار السابق لقائد الدعم السريع يوسف عزت، في نشر شائعات وتصريحات مفبركة منسوبة إلى يوسف عزت، كان أبرزها التصريح المنسوب إليه عن عدم اعترافه بقرار إعفائه من منصبه، معللًا ذلك بأن «القرار جاء من شخص غير موجود بالحياة». ومع أن التصريح مفبرك، إلا أنه انتشر على نطاق واسع، لا سيما وأنه يوافق شائعة وفاة «حميدتي» التي انتشرت في بداية الحرب.

بالمنهجية نفسها، عملت حملات التضليل على فبركة التصريحات ونسبتها  إلى مسؤولين في الحكومة الحالية وقادة حركات مسلحة تدعم الجيش، مثل ما تداولته الوسائط الاجتماعية على أنه تصريح من وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم عن «بيع أصول الدولة من أراضٍ زراعية لدول الجوار«، وهو تصريح مفبرك ليس له أي أساس من الصحة، لكن محتواه الصادم ساهم في انتشاره على نطاق واسع بين رواد منصات التواصل الاجتماعي في السودان.

ونال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي نصيبه من الفبركة، إذ نُسب إليه تصريح يقول فيه: «فلول النظام البائد زجت بنا في حرب خاسرة، ونسعى إلى معالجة موقفنا». ومع أن التصريح مفبرك، لكنه لقي انتشارًا واسعًا بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية.

2. نشر معلومات تتعلق بقوى خارجية فاعلة في الشأن السوداني:

فرضت الأوضاع في السودان عقب الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 حالة من النشاط الدبلوماسي لكثيرٍ من القوى الإقليمية والدولية، وباتت جزءًا من حلقات التضليل التي تقودها هذه الحملات لتحقيق أهداف مختلفة، بما يتوافق مع سياستها التضليلية. ونُشرت في الأشهر الثلاثة الماضية العديد من المواد المضللة التي استغلت فيها قوى خارجية، ولقيت تلك الشائعات انتشارًا واسع النطاق.

منها، على سبيل المثال، ما تداولته الوسائط على لسان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي نُسب إليه أنه خيّر القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بين المفاوضات ونشر قوات متعددة الجنسيات لحماية المواطنين السودانيين. وانتشر التصريح بسرعة على الإنترنت مع أنه مفبرك وليس له أساس من الصحة. وكذلك ما نشرته بعض الصفحات الفاعلة في التضليل على منصة «فيسبوك» على أنه تصريح من الخبير العسكري فايز الدويري بشأن «عدم قدرة الجيش السوداني على التقدم الميداني». وظل هذا الادعاء متداولًا لعدة أيام مع أنه مفبرك.

3. نشر صور قديمة أو غير ذات صلة بالأحداث في السودان:

خلال الأشهر الثلاثة الماضية نُشرت العديد من الصور المضللة التي لا صلة لها بالسودان، ولكنها استخدمت في سياقات سهّلت ربطها بالشأن السوداني. على سبيل المثال، تداولت الوسائط الاجتماعية صورة سيارة قتالية ومسيّرة على أنها «معدات عسكرية جديدة للدعم السريع». ومع أن الصورة قديمة وليست ذات صلة بالسودان إلا أنها لقيت تداولًا كثيفًا لارتباطها بفكرة التقدم العسكري لأحد أطراف النزاع.

 

وفي يونيو الماضي تداولت منصات التواصل الاجتماعي أنباء عن هجوم قوة من الدعم السريع على مقر سلاح الإشارة التابع للجيش السوداني، فيما تداولت صفحات فاعلة في عمليات التضليل صورة على أنها استهداف من الجيش لعناصر من «الدعم السريع» في «سلاح الإشارة». وكان فريق مرصد بيم تحقق من الصورة وتبيّن أن الصورة مجتزأة من فيديو قديم نُشر على الإنترنت في نوفمبر 2023 وليس له صلة بالسودان، ولكن السياق العام الذي نشرت فيه الصورة سهّل تصديقها وتداولها بين المتلقين. وهنا يشير المرصد إلى أن معظم حملات التضليل، خلال هذه الفترة، تعمل وفق منهجية مبنية على تتبع التطورات السياسية والعسكرية وصياغة مواد مضللة تتوافق مع أهواء الجماهير المستهدَفة.

 

4. إعادة نشر مقاطع فيديو قديمة في سياق منفصل:

من أبرز أشكال التضليل المستخدمة نشر المواد المرئية ومقاطع فيديو للترويج لأفكار معينة. وفي الفترة من مايو إلى يوليو 2024 نشرت العديد من مقاطع الفيديو المضللة التي شغلت الرأي العام، كان أغلبها يروج لتقدم طرف عسكريًا  على الآخر. وعقب تصريحات مساعد القائد العام للجيش السوداني ياسر العطا التي قال فيها إن «روسيا اقترحت التعاون العسكري من خلال مركز دعم لوجستي، وليس قاعدة عسكرية كاملة، مقابل إمدادات عاجلة من الأسلحة والذخائر» – انتشر مقطع فيديو قيل إنه عن تصنيع «روسيا» طائرات مسيّرة لمصلحة الجيش السوداني. وتبين، من خلال البحث، أن مقطع الفيديو قديم وليس له صلة بالسودان، ولكن مشاركته عقب تصريحات العطا ساهمت في انتشاره على نطاق واسع.

 

وفي يوليو الماضي انتشر مقطع فيديو يظهر فيه قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي»، على أنه مقطع جديد من أحد شوارع الخرطوم. واتضح، من خلال عمليات البحث والتحقيق، أن مقطع الفيديو قديم، ولكنه مأخوذ من زاوية مختلفة، مما جعل من الصعب العثور على نسخة مطابقة تمامًا للمقطع، وهو ما ساهم في انتشاره سريعًا وصعّب عملية اكتشاف التلاعب.

 

5. اجتزاء مقابلات أجراها قادة سياسيون وعسكريون:

لاحظ فريق مرصد بيم، خلال الفترة الماضية، نشاطًا لأسلوب تضليل يعتمد على اجتزاء مقابلات مع القادة السياسيين والعسكريين، ونشرِها مبتورةً من سياقها الأصلي، مما يثير الريبة بين المتلقين، لا سيما وأنها تُخرج الحديث من سياقه الصحيح وتضعه في قالب تضليلي لتحقيق أهداف محددة. ومن الأمثلة على ذلك، تداول تسجيل صوتي من مقابلة سابقة مع مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا على أنه تصريح يتهم فيه العطا، البرهانَ بالخيانة، إلا أن التسجيل مبتور من سياقه، وكان العطا في هذا الجزء يحاول أن يوضح بعض الأقاويل التي أطلقت عن قادة الجيش، وفق ما ذكر في مقطع الفيديو الكامل للمقابلة.

6. استخدام الوثائق المفبركة:

تعد الوثائق المفبركة أيضًا من أبرز أشكال التضليل المرصودة في الفترة الماضية، إذ تبدو حقيقية في أغلب الأحيان، لذا يصعب على المتلقي التعرف إليها، خاصةً إن كانت وثائق من دولة أجنبية، لا سيما إن كانت منسوبةً إلى هيئة لا تصدر عنها في العادة بيانات أو وثائق للجمهور، ما يجعل من نموذج الوثيقة أمرًا غير مألوف للمتلقي، فيسهل بذلك نشر المحتوى المضلل من خلالها.

وعلى سبيل المثال، نشرت في مايو الماضي وثيقة على أنها صادرة عن الإدارة العامة للشؤون العقابية والإصلاحية التابعة لشرطة دبي (الإمارات)، بشأن برنامج ترفيهي لنزلاء السجن المركزي من السودانيين. وبالبحث في أمر الوثيقة تبين أن الخطاب أنشئ إلكترونيًّا، بالإضافة إلى أن الاسم الوارد في الوثيقة هو اسم المدير العام للمؤسسات الإصلاحية بدولة الكويت «ناصر العازمي».

7. فبركة قرارات ونسبتها إلى جهات رسمية:

لاحظ فريق مرصد بيم، في الآونة الأخيرة، انتشار شائعات بشأن قرارات حكومية. وتُنشر تلك الشائعات على هيئة وثائق صادرة عن هيئات رسمية، ولكن التحقق من هذه القرارات كشف أنها مفبركة. وعادةً ما تخلق تلك المعلومات حالةً من الارتباك بين المتلقين، لأنها تتعلق في الغالب بظروف الحرب التي يعيشونها يوميًا. ومن بين تلك الشائعات: فرض الخدمة العسكرية الإلزامية من قبل مجلس السيادة الانتقالي لضم الشبان إلى الجيش. واتضح أن هذا الخبر مفبرك، إلا أنه لقي انتشارًا واسعًا وخلق حالة من القلق والارتباك.

وعملت الحملة نفسها على نشر خبر مفبرك بشأن قرار من السفارة السودانية بالقاهرة يقضي بإرجاع الشبان تحت سن الخامسة والعشرين إلى السودان للمشاركة في الحرب الدائرة إلى جانب الجيش.

أبرز شبكات التضليل خلال الأشهر الثلاثة الماضية وأجندتها:

في الوقت الذي عملت فيه حملات التضليل، بطريقة ممنهجة، على نشر أخبار زائفة ومضللة، عملت بعض الشبكات على منصة «إكس» على نشر محتوى مضلل، بطريقة منسقة، عبر مجموعة من الحسابات التي تعمل معًا لنشر الخطاب المضلل. ومن بين أبرز تلك الشبكات: شبكة تضليل «إسرائيلية إماراتية» كانت نشطة على منصة «إكس»، ودرجت على مهاجمة الجيش السوداني ومحاولة ربطه بجماعة الإخوان المسلمين، كما روجت الشبكة لوجود جماعات إرهابية متطرفة تابعة لـ«داعش» تشارك في الحرب الدائرة حاليًا في السودان إلى جانب الجيش، وهو الادعاء الذي لم نجد أيّ أدلة تدعمه. 

كما نشرت الشبكة كثيرًا من المعلومات المضللة وغير الدقيقة دون أيّ أدلة تؤكد صحة روايتها التي تطابقت مع ما جاء في تقرير «سكاي نيوز» الذي تحدث عن وجود جماعات إرهابية في السودان، وهو التقرير الذي كشف المرصد عن عدم صحته وضعف مصداقيته.

مدى تفاعل المتلقي مع المحتوى المضلل:

يكمن خطر المعلومة المضللة في سرعة انتشارها وكثافة تداولها بين الجمهور، ما يوسع مدى انتشارها، ويؤدي إلى أضرار جسيمة في بعض الأحيان. على سبيل المثال مقطع الفيديو المتداول على أنه ظهور جديد لقائد «الدعم السريع» (حميدتي)، المشار إليه سابقًا، إذ لقي المقطع تداولًا كثيفًا على منصات مثل «فيسبوك» و«إكس» و«يوتيوب»، مع أنه قديم.

وكذلك شائعة اكتمال إضاءة مدرج «مطار كنانة» واستخدامه مطارًا بديلًا. واتضح، من خلال البحث والتحقيق، أن الخبر غير صحيح وأن الصورة مضللة، لكنها حظيت بانتشار واسع وتفاعل كبير.

وهنا رسم توضيحي لاستخدام كل شكل من أشكال التضليل خلال الثلاثة أشهر الماضية (من مايو إلى يوليو 2024):

الخلاصة:

شهدت الفترة من مايو إلى يوليو 2024 جهودًا كثيفةً لنشر مواد مضللة وزائفة، مما ساهم في إغراق الفضاء الرقمي السوداني بالعديد من المعلومات المضللة، وخلق حالة من الضبابية والتشويش. ويوضح هذا التقرير جهود بيم في رصد الشبكات التي ساهمت في نشر هذه المعلومات المضللة وتحليل أساليبها في التضليل. ويؤكد تعدد هذه الشبكات وتنوع أساليبها في التضليل أهمية تعزيز الجهود لمحاربة هذه الظاهرة والحد من انتشارها.

ما حقيقة مقطع الفيديو المتداول على أنه مظاهرة لسودانيين أمام مقر «مفاوضات جنيف»؟

ما حقيقة مقطع الفيديو المتداول على أنه مظاهرة لسودانيين أمام مقر «مفاوضات جنيف»؟

 

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» مقطع فيديو لأشخاص يحملون أعلامًا سودانية، مع نص مرفق يقول: «مظاهرات أمام قاعة مؤتمر جنيف»، ويظهر فيه أشخاص يحملون لافتات كتب عليها: «شعب واحد، جيش واحد» و«الدعم السريع جهة إرهابية» و«يجب إيقاف دعم الإمارات لمليشيات الدعم السريع»، على أنه مقطع فيديو من العاصمة السويسرية جنيف، عقب انطلاق المفاوضات بشأن الأزمة السودانية، أمس الأربعاء.

 

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«مظاهرات امام قاعة مؤتمر جنيف

رافعين شعار

شعب واحد جيش واحد

الدعم السريع جهة إرهابية

الإمارات يجب أن تتوقف عن الدعم للجنجويد»

الحسابات التي تداولت الادعاء :

1

السودان مقبرة الجنجويد 

(840) ألف متابع 

2

Nadir Mohamed Elbadawi 

(611) ألف متابع 

3

Basher Yagoub 

(76) ألف متابع 

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم» بحثًا عسكيًا عن مقطع الفيديو، وتبين أنه جزء من مقطع قديم نُشر على الإنترنت في يونيو الماضي مع النص الآتي: «تظاهر المتظاهرون ضد الأعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع وأدانوا دعم الإمارات العربية المتحدة لهذه الفظائع. مشاهد قوية وأصوات تطالب بالعدل».

 

لمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق «مرصد بيم» بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، غير أنّ البحث لم يُسفر عن أيّ نتائج عن تظاهرات لمواطنين سودانيين في مدينة  «جنيف». 

 

ويتزامن الادعاء مع انطلاق «مفاوضات جنيف» بشأن الأزمة السودانية، برعاية أمريكية سعودية، أمس الأربعاء، دون مشاركة الجيش السوداني.

الخلاصة:

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ مقطع الفيديو قديم، ونُشر في يونيو الماضي وليس له صلة بـ«مفاوضات جنيف» الحالية، كما أن البحث بالكلمات المفتاحية لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة تصريح البرهان بأن «بعض المجموعات الإسلامية» يحق لها المشاركة في المفاوضات؟

ما حقيقة تصريح البرهان بأن «بعض المجموعات الإسلامية» يحق لها المشاركة في المفاوضات؟

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» صورةً إطاريةً لقناة «الجزيرة – السودان» تضمّ تصريحًا منسوبًا إلى القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يقول فيه إنه من حق بعض الجماعات الإسلامية المشاركة في أيّ مفاوضات تخص البلاد. 

 

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«البرهان بعض المجموعات الإسلامية لها حق المشاركة في إي مفاوضات تخص مستقبل البلاد».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم» بحثًا في الموقع الرسمي لقناة الجزيرة وفي حساب «الجزيرة – السودان» على منصة «فيسبوك»، ولم يجد ما يدعم صحة الادعاء موضع التحقق.


ولمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق «مرصد بيم» بحثًا في الحساب الرسمي للقائد العام للجيش السوداني على منصة «إكس»، كما أجرى فريقنا بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، لكن عمليات البحث لم تُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ أنّه لم يرِد في موقع «قناة الجزيرة» ولا حسابها الرسمي على «فيسبوك»، كما أن البحث في الحساب الرسمي للبرهان على منصة «إكس»، وكذلك البحث بالكلمات المفتاحية على شبكة الإنترنت، لم يسفرا عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة الصور المتداولة للقبض على مصري بحوزته عملات مزيفة تقدّر بتريليوني جنيه  سوداني؟

ما حقيقة الصور المتداولة للقبض على مصري بحوزته عملات مزيفة تقدّر بتريليوني جنيه  سوداني؟

الادعاء مضلل؛ إذ نُشر من قبل في أبريل 2023، وتحقق فريقنا منه، إلا أنّ الادعاء تُداول مجددًا، بوصفه خبرًا جديدًا، مع ذكر اسم شخص على أنه منفذ عملية تهريب العملات.

 

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

“تم القبض على المصري الجنسيه /جمعه حسين وهو محمل شاحنته بعملات مزيفة أكثر من اثنين تريليون سوداني وكان يهدف لشراء عجول وابقار”

يمكنكم قراءة التقرير كاملًا:  

https://bit.ly/3YLOM7s