Tag: اعتصام القيادة العامة

ما حقيقة التصريح المنسوب إلى نبيل أديب بشأن فضّ «الدعم السريع» لـ«اعتصام القيادة»؟

ما حقيقة التصريح المنسوب إلى نبيل أديب بشأن فضّ «الدعم السريع» لـ«اعتصام القيادة»؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» صورة تحمل شعار قناة «الجزيرة»، تتضمن تصريحًا منسوبًا إلى رئيس لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة للجيش –المجمدة أعمالها– المحامي نبيل أديب، يقول فيه إنه يستطيع الآن أن يقول «بلا خوف» إن قوات الدعم السريع هي التي فضّت اعتصام القيادة العامة للجيش بالخرطوم.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«نبيل أديب الآن أقولها بلا أي خوف الدعم السريع هو من فض الاعتصام».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في الموقع الإلكتروني لقناة «الجزيرة» وفي حسابها على منصة «فيسبوك»، ولم يجد ما يدعم صحة الادعاء. 

ولمزيدٍ من التحقق، تواصل فريق المرصد مع المحامي نبيل أديب، ونفى للمرصد صحة الادعاء؛ وأضاف قائلًا: «هذا التصريح لا علاقة لي به، ولم أدلِ به تصريحًا أو تلميحًا». كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

وأنشئت لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة في أكتوبر 2019، برئاسة المحامي نبيل عبد الله أديب، للتحقيق في الانتهاكات والأحداث التي صاحبت فض اعتصام القيادة العامة في يونيو 2019. وكانت اللجنة قد أعلنت، في مارس 2022، عن تعليق عملها بسبب «استيلاء جهة أمنية عسكرية على مقرها بالخرطوم».

الخلاصة:

الادعاء مفبرك؛ إذ أنه لم يرِد في موقع قناة «الجزيرة» ولا في صفحتها على «فيسبوك»، كما نفى نبيل أديب لـ«مرصد بيم» صحة الادعاء؛ بالإضافة إلى أنّ البحث بالكلمات المفتاحية لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

شق طريقه نحو الخلود في ذاكرة السودانيين.. «بيم ريبورتس» تتحقق من «فيديو تصفية» الضابط محمد صديق

 

20 مايو 2024 – قُتل الضابط السابق بالجيش السوداني، وأحد رموز ثورة ديسمبر، الملازم أول محمد صديق، بأيدي جنود من قوات الدعم السريع بعد أسره وهو يبدو أعزلًا، بحسب ما أكده الجنود في مقطع فيديو نشروه يوم السبت على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وتحققت «بيم ريبورتس» من أن الشخص الذي ظهر في مقطع الفيديو وسط جنود الدعم السريع هو الضابط السابق بالجيش السوداني، الملازم أول محمد صديق. 

 

وأظهر مقطع الفيديو الذي بثه جنود الدعم السريع، صديق الذي تم أسره في تخوم منطقة الجيلي، شمالي العاصمة الخرطوم حيث تدور فيها معارك طاحنة منذ عدة أسابيع، واقفًا، وهو يبدو مكبل اليدين قبل أن يصفعه أحدهم على وجهه، ومن ثم ظهرت صور أخرى له وجسده ملقي على الأرض ميتًا.  

 

وبالعودة إلى مقاطع الفيديو التي بثها جنود من قوات الدعم السريع وتداولها رواد مواقع التواصل، تظهر هذه المقاطع تطابقًا في هيئة الضابط والملابس التي كان يرتديها مع صور ومشاهد نشرت قبل أسره.

 كما يظهر مقطع فيديو آخر الضابط محمد صديق وهو ملقي على الأرض وبجواره بقعة من الدماء، وذكر عدد من جنود الدعم السريع خلال تصويرهم للفيديو أنهم قاموا بتصفيته.

 

في وقت سادت حالة من الحداد في وسائل التواصل الاجتماعي، على تصفيته بعد أسره على يد قوات الدعم السريع، تسابق الكثيرون في تعداد بطولاته وتضحياته ومآثره باعتباره أحد رموز ثورة ديسمبر البارزين.

 

وبدأت قصة صديق الذي كان يعيش في ضاحية الحاج يوسف شرقي الخرطوم، مع السودانيين، بعد أيام فقط من بدء اعتصام القيادة العامة بوسط العاصمة الخرطوم في 6 أبريل 2019، عندما أعلن أمام آلاف المعتصمين أنه خالف التعليمات، وأنه سيكون موجودًا، في ساحة الاعتصام حتى سقوط نظام الرئيس المخلوع، عمر البشير.

تقاعد مُبكر

 

لكن، سرعان ما تغيرت حياة الضابط الشاب، بعدما تمت إحالته للتقاعد في عام 2020، وقال الجيش وقتها في بيان، إن قرار «إحالة الضابط محمد صديق إلى التقاعد، يأتي نسبة لمخالفات ما جعل أمر إحالته للتقاعد للمعاش أمرًا حتميًا للحفاظ عليه وعلى سمعة القوات المسلحة»، موضحًا أنها ليست كيدية.  

 

أثارت إحالة الصديق للتقاعد وقتها الغضب في أوساط الشارع السوداني، ليخرج عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق، محمد الفكي سليمان، مؤكدًا عودته للجيش مرة أخرى. 

 

وقال سليمان: «الملازم أول محمد صديق سيظل في صفوف قواتكم المسلحة، حارسًا لتراب بلاده، ولقيم الحرية والسلام والعدالة».

 

لم يعد الصديق للجيش مرةً أخرى، بعدها انزوى عن الحياة العامة ليمارس حياته بعيدًا عن ضوضائها.

من ضابط إلى مستنفر

ومع ذلك لم تنته قصته، عاد مرةً أخرى في نهاية العام الماضي إلى الحياة العامة بعدما استنفر مع الجيش طواعيًة في ولاية نهر النيل شمالي الخرطوم، لقتال قوات الدعم السريع، وأعلن في عدة مقاطع فيديو رغبته في تحرير منطقة الجيلي، منتقدًا قيادة الجيش بعدم السماح لهم بالتقدم نحو المنطقة.  


وهكذا انخرط صاحب مقولة «الرهيفة تنقد» أمام المعتصمين بالقيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم، في القتال، إلى أن عاد لترابه محاطًا بقداسة الشهيد، بينما كان نهر دمائه يشق لنفسه طريقًا في الخلود وسط السودانيين.

في الذكرى الثالثة لفض اعتصام القيادة العامة .. متى يُنصَف شهداء المجزرة؟

“نحن نتمسك بحقنا في عدم الإفلات من العقاب، ومحاسبة كل المتورطين، ابتداءً بمن أصدر الأوامر إلى منفذي المجزرة. وستظل الذاكرة السودانية متقدة وتُورث هذه المعلومات جيلاً بعد جيل، حتى لا يتكرر الحدث”، يقول فرح عباس والد الشهيد عباس، الذي كان أحد ضحايا فض اعتصام القيادة العامة بالخرطوم في 3 يونيو 2019م.

ويرأس فرح، منظمة أسر الشهداء، التي تضم في عضويتها عدداً من ذوي عائلات الضحايا، حيث تسعى إلى تحقيق العدالة لجميع أولئك الذين قتلوا بأيدي قوات الأمن إبان فض اعتصام القيادة العامة، وجميع أولئك الذين قتلوا منذ ثورة ديسمبر في عام 2018م.   

وتمر يوم الجمعة 3 يونيو، الذكرى الثالثة لفض اعتصام القيادة بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن ولائية أخرى، في 3 يونيو 2019م، في خضم مأساة مستمرة يزيد من حدتها الإفلات من العقاب وغياب العدالة، قبل أن تصل ذروتها بانقلاب الجيش في 25 أكتوبر الماضي، الذي قضى حتى على تلك الآمال البسيطة بتحقيق العدالة.

يقول فرح عباس لـ(بيم ريبورتس): “مورست في مجزرة الاعتصام كل الشنائع في انتهاك حرمة الدم السوداني من حرق الناس في الخيام، ورمي الجثث في النيل، والاغتصابات، بلغ عدد الشهداء في ليلة المجزرة 203، وزادت الأعداد ، عقب اكتشاف المقابر الجماعية و تكدس الجثث في المشارح، إلى 2500 شهيد”. 

تدعم إفادة فرح حول أعداد ضحايا مجزرة فض اعتصام القيادة العامة عدد من الشواهد حول المفقودين والمختفين قسرياً، وفي هذا السياق، تقول المحامية رنا عبد الغفار، في إفادتها لـ(بيم ريبورتس) أنه من الصعب تحديد عدد المفقودين، وذلك لأن الأعداد المحصورة هي للمفقودين الذين تم الإبلاغ عنهم من قبل ذويهم.

وتضيف: “هناك الكثير من الأشخاص الذين كانوا في الاعتصام من المشردين أو أولئك القادمين من مناطق وقرى بعيدة، لم تصل أي معلومات من ذويهم”. 

وتسرد رنا، قصة أحد حالات المفقودين، حينما كانت موكلة عن بعض الأشخاص الذين تم اعتقالهم وايداعهم السجون بعد المجزرة، وكان من بينهم طفل في الخامسة عشرة من العمر، قدم إلى الاعتصام من قرية بقرب منطقة بارا، وكان متهماً برفقة آخرين بقتل عسكري. 

وتروي رنا، انه “بعد المرافعة عنه وخروجه من السجن عانيت كثيراً حتى أصل إلى ذويه في تلك القرية الواقعة بولاية شمال كردفان”.

المئات من الضحايا خلفتهم الحادثة الأكثر مأساوية في خضم ثورة ديسمبر المجيدة، ما بين قتيل وجريح ومفقود، ما زالت العديد من الجهات تعمل على حصرهم أملاً في تحقيق العدالة والإنصاف لهم ولعائلاتهم وذويهم.

انفوجرافيك