Tag: تكنولوجيا

ما حقيقة حجب بعض مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان؟

ما حقيقة حجب بعض مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان؟

صباح اليوم عجت مواقع التواصل الاجتماعي بتساؤلات من قبل مستخدمين حول حقيقة حجب بعض التطبيقات، وذلك بسبب عدم قدرتهم على الوصول لآخر الأخبار وواجهات المستخدم في تلك التطبيقات، فيما نصح آخرون  باستخدام الشبكة الافتراضية الخاصة “VPN”، بغية الوصول إلى المواقع وتطبيقات التراسل الفوري.

فريق “بيم ريبورتس” تحقق حول هذه الإدعاءات عبر استبيان سريع، بالإضافة إلى إختبارات عبر تطبيق المصدر المفتوح لتداخل الشبكة “OONI” عن طريق فحص اتصال الويب للمواقع وفحص تطبيقات المراسلة الفورية، ووجدنا بالفعل أن الوصول لهذه المنصات غير ممكن عبر شبكتي (زين) و(كنار) للإتصالات.

وأفاد أحد المستجيبين للإستبيان أنه كان يتصفح فيسبوك عبر التطبيق مستخدما شبكة (زين)، ولكن عند الساعة الثانية صباحا أصبح غير قادر على تحديث المحتوى المعروض، إلا عندما قام بالإتصال بالـ VPN.

وأكدت إفادات أخرى بذلها مستخدمون عن عدم قدرتهم على استخدام التطبيقات عن طريق شبكة (كنار).

أما فيما يخص نتائج التحقق عن طريق OONI، بالنسبة لشبكة “زين” فقد وجدنا أن المنصات المحجوبة من الوصول إليها هي فيسبوك وفيسبوك مسنجر، وسيغنال وتيليغرام، و كان أول إختبار لتوفر تطبيق واتساب عبر OONI عند الساعة الثانية وأربعين دقيقة صباحا، و قد وجد أن التطبيق محجوباً، و هو ما تعضده الإفادة السابقة لأحد المستجيبين للإستبيان.

أما بالنسبة لشبكة كنار فقد وجدنا أن المنصات المحجوبة من قبل شركة زين نفسها محجوبة من قبل شركة كنار بالإضافة إلى بعض خدمات قوقل مثل بريد قوقل الإلكتروني (جيميل).

وبالنسبة لتطبيق واتساب فقد ظل متاحاً للوصول عبر الجوال، أما نسخة (واتساب ويب) فقد كانت محجوبة عن الوصول.

أما فيما يخص شبكتي سوداني و MTN  فقد وجدنا أن الوصول متاح للمنصات المذكورة مسبقا.

الخلاصة:

ما حقيقة حجب بعض مواقع التواصل الإجتماعي بالسودان اليوم؟

صحيح

ما حقيقة تعطل خدمات فيسبوك بسبب اختراق المراهق الصيني “صن جو سي”؟

إذا لم يكن لديك الوقت الكافي للاطلاع على قصتنا في «مرصد بيم» اليوم، إليك الخلاصة:

ما حقيقة تعطل خدمات فيسبوك بسبب اختراق المراهق الصيني “صن جو سي”؟

أعقاب توقف خدمات تطبيقات فيسبوك وإنستغرام وواتساب على نطاق عالمي، لحوالي 7 ساعات مساء أمس الإثنين وحتى فجر اليوم الثلاثاء، تداول مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن مراهقاً، صيني الجنسية، في الثالثة عشر من عمره يدعى (صن جي سو) هو من قام بإختراق مراكز بيانات شركة فيسبوك وتعطيلها، ناحلين الادعاء إلى وكالة أنباء رويترز، ومرفقين مع الخبر صورة المراهق المزعوم.

وراجت أنباء الهاكر الصيني في العديد من الصفحات والمجموعات المحلية مثل “سودانيز” التي يتابعها ما يزيد عن 104 ألف متابع، وصفحة “بلادي حقول” التي يبلغ عدد متابعيها أكثر من 90 ألف متابع، بالاضافة لعشرات الصفحات الأخرى.

في الأثناء تداول الكثيرون عبر واتساب الصورة المقتطعة للمزاعم، المنسوبة لرويترز، كما تلقفتها الكثير من المجموعات مثل مجموعة “المصممين والمبرمجين السودانيين“، التي تمت مشاركة الخبر بها عدة مرات من قبل أعضاء المجموعة.

وطبقاً لاستقصاء بيم ريبورتس فإنّ الخبر غير موجود بوكالة رويترز، كما أنّ البحث العكسي للصورة المصاحبة للخبر يبيّن أنّ صاحب الصورة فعلاً من المتخصصين في اختراق الشبكات والمخدمات التقنية، لكنه يدعى (وانق زهنق يانق)، وليس (صن جي سو)، فيما يشير تاريخ الصورة المتداولة اليوم إلى أنّها ملتقطة منذ سبع سنوات، ويومها كان عمره ثلاث عشرة عاماً بالفعل، بيد أنّ عمره الآن يناهز 20 عاماً.

وفي أول تعليق منه قال رئيس شركة فيسبوك، الملياردير الأمريكي، مارك زوكربيرغ، في منشور بثه عبر فيسبوك: “خدمات فيسبوك وإنستغرام وواتس آب وماسينجر تعود الآن للعمل في الإنترنت.. أعتذر للاضطراب الذي حدث، أعرف مدى اعتماديتكم على خدماتنا للبقاء على اتصال بمن تحبون”

إلى ذلك قال بيان صادر عن نائب رئيس قسم البنية التحتية بفيسبوك إنّ سبب تعطل الخدمة هو تغيير خاطئ في إعدادات الشبكة.

وفي يوليو الماضي اتهمت الولايات المتحدة الصين بشن هجمات إلكترونية شديدة العدوانية، وكشفت أن الصين قد تحولت إلى خصم رقمي أكثر تعقيدا ونضجا من ذلك الذي أذهل المسؤولين الأمريكيين قبل عقد من الزمن.

 

الخلاصة:

 ما حقيقة تعطل خدمات فيسبوك بسبب إختراق المراهق الصيني “سن جو سي”؟

مفبرك

 

 

 

كيف سيطرت خوارزميات مارك ورفاقه على حياتنا؟

ربّما لاحظت أن معظم المحتوى الذي تراه على فيسبوك أو تويتر يشبه ما يراه أصدقائك أو عائلتك أو حتى زملائك في العمل. لكن هل تساءلت يوماً؛ لماذا لا يعرف شخص ما على الجانب الآخر من الكوكب شيئاً عن مقاطع الفيديو والأخبار الرائجة لدينا؟ لنعد صياغة الاستفهام؛ من يغذّي تايم لاين فيسبوك والاختيارات التي تظهر على واجهة صفحاتنا الشخصية؟ كيف غدت مواقع التواصل أقرب إلى اهتماماتنا الشخصية؟ من يهديها أسرارنا الشخصية وميولنا واتجاهاتنا لتتعرف بصورة مخيفة على ما نريده؟ لماذا باتت النسخة التي نراها للكون كما لو أنها منسّقة بشكل غير مرئي لتعزيز المفاهيم والتصورات التي نحملها حول قضايا العالم المختلفة؟

لماذا نرى ما نراه على مواقع التواصل؟

في المبتدأ يجدر التذكير أن تكلفة تشغيل منصة مثل فيسبوك ليست رخيصة بالتأكيد، ومع ذلك فهي مجانية لجميع المستخدمين. إذن، هل تساءلت يوماً كيف يكون ذلك ممكناً؟ الجواب هو أننا لا ندفع مبلغ مقابل استخدامها لأن المعلنين من مختلف أنواع الشركات يدفعون مقابل نشر إعلاناتهم على هذه المنصات، التي أصبحت مجدية أكثر من وسائل الإعلام الأخرى، وتوفّر مرونة عالية في تكلفة الإعلان حسب احتياجات وميزانية المُعلن؛ إذ يمكنك دفع 5 دولارات أو 50.000 دولار في الأسبوع مقابل الإعلان على فيسبوك. في المقابل تضمن المنصة للمُعلن ان الإعلان سوف يُنشر لمن يهمهم الأمر.

"إذا كنت لا تدفع مقابل السلعة، فإذاً أنت السلعة"

دانيال هوفرمان Tweet

حسناً؛ ما الذي ينبغي أن ننتبه إليه أيضاً؟ إليكم الإجابة: في العصر الرقمي انفتحت الأبواب أمام كمية هائلة من البيانات الموجودة على الإنترنت، والتي يشار إليها باسم “البيانات الضخمة” Big Data. ووفقاً لإحصاءات عام 2019 يتم إرسال 294 مليار بريد إلكتروني في اليوم الواحد، وزهاء 500 مليون تغريدة، 65 مليار رسالة على واتساب، وحوالي 4 بيتابايت (4 مليار غيغابايت) من البيانات على فيسبوك. ومع وضع كل ذلك في الاعتبار؛ لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تريد منك قضاء أكبر قدر ممكن من الوقت على منصاتها. لذا من الضروري بالنسبة لهم ضمان فاعلية الطرق التي يصنف بها هذا الكم الهائل من المحتوى ليتناسب خصيصاً مع اهتمامات المستخدم. أفضل طريقة للقيام بذلك هي تدريب مواقعهم على فهم كل مستخدم على  ، ليس فقط اهتماماته وما يعجبه، ولكن أيضاً ما يحفزه بما يكفي للتفاعل والمشاركة مع المنشورات؛ بما في ذلك ما يعتبر مستفزاً أو مثيراً للجدل بالنسبة له. ويتم ذلك عن طريق استخدام خوارزميات التعلم الآلي (Machine Learning Algorithms).

مؤشر تفاعلي يوضح الوقت الذي يقضيه الفرد على شبكات التواصل في جميع أنحاء العالم

كيف تعمل الخوارزميات؟

هي برامج تعتمد على قواعد معيّنة في الرياضيات والمنطق لتتمكن من التنبؤ بنوع من المخرجات باستخدام مدخلات معيّنة. كلّما زادت هذه المدخلات (البيانات) زادت دقة تنبؤ الخوارزمية.

على سبيل المثال، عندما تقوم بالتسجيل لأول مرة في يوتيوب، قد تلاحظ أن مقاطع الفيديو الموصى بها للمشاهدة ليست مثيرة للاهتمام حقاً بالنسبة لك، ولكن بمجرّد أن تبدأ بالنقر فوق مقاطع الفيديو، فإنها تُعدّل على الفور؛ بناءً على ما تقوم بالتفاعل معه أو البحث به. بالتالي يتم تحسين البيانات المُدخلة للخوارزميّة شيئا فشيئاً، ليتم تغطية مختلف المواضيع ذات الأهمية بالنسبة لك.

وماذا عن زيادة أرباح الشركات؟ هنا ربما تتجلّى أهمية هذه الخوارزميات، إذ تحكي الإعلانات التي تظهر لكل مستخدم الكثير. مثلا إذا كنت مهتماً بمعرفة نوع المعلومات التي يتم جمعها عنك لهذا الغرض، يمكنك زيارة إعدادات فيسبوك من حسابك الشخصي والتحقق من فئات الإعلانات كما موضع في الصورة أدناه:

وبالعموم تعتمد معظم المنصات على بعض العوامل المشتركة في التنبؤ باهتماماتك المحددة، مثل الموقع الجغرافي، سجل البحث، والحسابات التي تتفاعل معها أو تراسلها. ومع ذلك، لا يزال لكل منصة طريقتها الخاصة في تحديد ما يناسب جمهورها. إليكم جانباً من شفرات كل تطبيق.

فيسبوك

خلال فترة الحجر الصحي، أعقاب اندلاع جائحة كورونا العام الماضي؛ صُنفت المنصة الزرقاء على أنها الموقع الأكثر ادماناً بعد تيكتوك ويوتيوب. ومع وجود أكثر من 2.8 مليار مستخدم في جميع أنحاء العالم، واجه التطبيق انتقادات ومخاوف واسعة النطاق بشأن خصوصية البيانات. عليه وجّهت الشركة اهتمامها بصورة مكثّفة تلقاء محاربة الأخبار الزائفة والمحتوى المسيّس والمضلل، ابتغاء الحد من التأثيرات السلبية المحتملة على المستخدمين. في الداخل على سبيل المثال كانت بيم ريبورتس قد أعدّت تقريراً ضافياً حول تأثير هذه المواقع على الرأي العام في السودان.

بشكل عام يمكن القول إنّ فيسبوك يعطي الأولوية للمشاركات الواردة من الأصدقاء والعائلة، ولكنه يحتوي أيضاً على أكثر الخوارزميات تعقيداً مع استخدام عوامل متعددة في تحليل تفاعلات المستخدم:

  • يتم تقييم المنشورات تقييم مبدئي بناء على إشارات الترتيب المحددة مسبقاً من مهندسي فيسبوك. 
  • بعد ذلك، يتجاهل المنشورات التي من غير المحتمل أن يتفاعل معها المستخدم، بناءً على سلوكه السابق. كما أنه يقلل من ترتيب المحتوى الذي لا يرغب المستخدمون في مشاهدته (مثل الروابط المضللة “click bait”، أو المعلومات المغلوطة، أو المحتوى الذي أشاروا إلى أنهم لا يحبونه).
  • لاحقاً تُعطى الأولوية للمحتوى من الحسابات والصفحات التي عادة ما تتفاعل معها أو تعلق عليها أو تراسلها.
  • يأخذ في الاعتبار ايضاً وقت الشاشة (مقدار الوقت الذي تقضيه في قراءة منشور أو مشاهدة مقطع فيديو).
  • يتم ترتيب أنواع الوسائط ومصادرها (صور، فيديوهات، منشورات مكتوبة…) بحيث يكون لدى المستخدم مجموعة متنوعة من المنشورات للمرور خلالها.
  • يأخذ في الاعتبار عدد وطول التعليقات على المنشور.
  • لا يهتم كثيراً بالترتيب الزمني للمنشورات.

مؤشر تفاعلي يوضح عدد المستخدمين النشطين (بالملايين) لمنصات التواصل الاجتماعي

تويتر

على الرغم من أن عدد المستخدمين النشطين شهرياً يبدو ضئيلاً مقارنةً بفيسبوك –330 مليون– إلا أن تويتر ربما كان مُستخدماً من قبل العديد من الشخصيات العامة المؤثرة والصحفيين والسياسيين. تكمن أكبر قيمة لتويتر في طبيعة “الأخبار الحيّة” التي تسمح بتحديثات سريعة حول “ما يحدث الآن” كما يوحي شعارهم. 

  • تويتر يعطي خيارين لعرض التغريدات: اما بالترتيب الزمني، أو أعلى التغريدات.
  • خوارزمية تويتر تعطي الأولوية بصورة عامة للتغريدات التي نُشرت مؤخراً (خلال الـ24 ساعة الماضية).
  • يتم عرض التغريدات الحائزة على أكبر قدر من التفاعل من المستخدمين الذين تتابعهم.
  • يفضّل المحتوى الحاصل على اعادة تغريدات وتعليقات بدلاً من الإعجابات.

إنستغرام

هذه المنصة هي المفضلة لدى المصممين والمصورين بسبب طابعها البصري، أي أنّها تعتمد على الصور والفيديوهات، وتعطي مساحة وخيارات للتصميم والإبداع البصري. إنستغرام أيضا يُستخدم كأداة تسويق من قبل المسوّقين وأصحاب الأعمال، وعادة ما يتم التسويق عبر المؤثرين ومدوّنين الفيديو Vloggers.

إنستغرام يُعطي الأولوية لــ:

  • المشاركات التي حصلت على أكبر عدد من الإعجابات.
  • المنشورات الحديثة جداً (التي تم إنشاؤها في غضون دقائق من تسجيل دخول المستخدم).
  • المنشورات من علامات التصنيف “الهاشتاقات” التي يتابعها المستخدم.
  • يُعتقد أنه يعامل محتوى العلامات التجارية ومحتوى المستهلكين على قدم المساواة.

 

لماذا تعتبر الخوارزميات مثيرة للجدل؟

يُحذر الكثير من المختصين أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تقوم بتصفية الأخبار التي لا نحبها. ومن هذا المنطلق نشأ مصطلح “فقاعات التصفية” Filter Bubbles من الكاتب والناشط الأمريكي إلاي باريزر، وهو يعرف كحالة من العزلة الفكرية أو الأيديولوجية التي قد تنجم عن الخوارزميات التي تغذينا بالمعلومات التي نتفق معها، بناءً على سلوكنا السابق وسجل البحث الخاص بنا.

المصدر: nbcnews

هذا المصطلح عادة ما يقارن بمصطلح آخر يعرف بــ”غرف الصدى” Echo Chambers، وهذا يحدث عندما نتعرض بشكل مفرط لأخبار معينة، مما قد يؤدي إلى تشويه تصورنا للواقع لأنّنا نرى الكثير من جانب واحد، ولا نرى ما يكفي من الجانب الآخر ومن ثم نبدأ في التفكير أن الواقع على هذا النحو.

هذه الفُقّاعات تمنع الكثير من الأشخاص من عرض الآراء على الجانب الآخر، وقد تتفاقم هذه المشكلة عندما نفترض أن كل شخص آخر في مجتمعنا يرى نفس المحتوى ولديه نفس المعتقدات، مما قد يؤدي بدوره إلى زيادة الاستقطاب والتحيز والتأثير على الديمقراطية وتقبل الآخر. تم التعبير عن هذه الظاهرة في الفيلم الوثائقي الشهير لعام 2020 “The Social Dilemma” والذي شارك فيه العديد من خبراء التكنولوجيا الذين أعربوا عن قلقهم بشأن الشبكات الاجتماعية وتأثيرها على تركيبة المجتمعات والأنظمة الديمقراطية.

هل بالإمكان تدارك العطب؟

طبقاً لتوصيات مختصين فإنه ينبغي تنظيم هذه المواقع، وفقاً للوائح ومعايير تضمن خصوصيّة البيانات وتنوع المحتوى السياسي والإخباري، لكن قبل ذلك؛ علينا كمستخدمين الاضطلاع بواجبات التوعية ومحاربة الشائعات وخطاب الكراهية، مع بسط الوعي الرقمي -ما أمكن- وسط مجتمعاتنا المحلية، ففي العصر الرقمي الذي نعيشه أضحى نشر المعلومات الخاطئة ومشاركتها أسهل من أي وقت مضى، أسرع من أي حقبة مضت.