ما حقيقة خطاب وزارة الدفاع السودانية المُسرب من «الموساد»؟.

ما حقيقة خطاب وزارة الدفاع السودانية المُسرب من «الموساد»؟.

 

تداول عدد من الصفحات على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك خطابًا منسوبًا لوزارة الدفاع السودانية تخاطب فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عارضة فيه التعاون بين الدولتين، باعتبار أن «إسرائيل في حرب مع حماس، والسودان في حرب مع الدعم السريع» على حد ما جاء في الخطاب. كما أشار الخطاب إلى أن وزارة الدفاع السودانية «تمتلك ذخيرة معلوماتية بشأن حماس يمكن أن تمد بها إسرائيل»

بالإضافة إلى ذلك فقد تطرق، الخطاب المفبرك، إلى موافقة القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على إنشاء ملحقيات بين الدولتين للتطور لاحقًا. 

 

 وجاء نص الخطاب على النحو التالي: 

جمهورية السودان

وزارة الدفاع إدارة العلاقات الدولية

التاريخ : 2024/04/07 م

السيد / وزير الدفاع الإسرائيلي

العناية الجنرال يوآف غالانت (المحترم)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع / التعاون الدفاعي والأمني بين جمهورية السودان ودولة إسرائيل

في البدء تقبلوا خالص تعازي وزارة الدفاع بجمهورية السودان للضحايا من جيش الدفاع الإسرائيلي و من المدنيين الإسرائيليين الذين استشهدوا بسبب الحرب التي شنتها حركة حماس الإرهابية ضد دولة إسرائيل.

  1. بالإشارة للموضوع أعلاه تود وزارة الدفاع بجمهورية السودان بإعادة التعاون الدفاعي والأمني بين جمهورية السودان ودولة إسرائيل وذلك لتبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الأمني خاصة إن

السودان يتعرض لنفس الإرهاب التي تمارسه ميليشيا الدعم السريع. . كما إن السودان يمتلك ذخيرة من المعلومات الأمنية عن حركة حماس الإرهابية و جمهورية إيران الإسلامية وأذرعها في الشرق الأوسط.

 

و أيضا نزف إليكم موافقة السيد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية عن البدء بإنشاء ملحقيات عسكرية بين الدولتين لتتطور لاحقاً إلى بعثات دبلوماسية.

و تفضلوا بقبول وافر الشكر والتقدير،،

الصفحات التي تداولت الادعاء:

للتحقق من صحة الخطاب، فحص فريق «مرصد بيم»، مستوى الخطأ في صورة الخطاب المتداول، وتوصلنا إلى أن الختم والترويسة أعلى الخطاب تم صناعتها إلكترونيًا، كما تم اقتصاص التوقيع وإضافته للخطاب.

 لمزيد من التقصي، أجرى فريقنا، بحثًا عبر استخدام الكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم نجد أيّ شواهد تدعم صحته.

ويشير مرصد بيم إلى أن الخطاب تم تداوله في سياق أن (إسرائيل) عزمت على استهداف الجيش السوداني بعد توصلها إلى معلومات حول وجود جماعات إرهابية فيه، الأمر الذي جعل وزارة الدفاع السودانية، تستبق الهجوم، بحسب الخطاب المفبرك، وترسله بحسب سردية مروجي الادعاء.

 كما يشير مرصد بيم إلى أن هذا الخطاب تمت مشاركته في أغلب مجموعات فيسبوك عبر حساب مصطفي سيد أحمد ود سلفاب وهو حساب درج على نشر المعلومات المضللة وكان فريقنا قد عمل على تحقيق في وقت سابق كشف فيه أن الحساب المعني قام بتزوير عشرات الوثائق المنسوبة إلى الجيش أو الجهات المؤيدة له، وأنه يستخدم أسلوبًا يربط عبره بين المعلومات المفبركة التي يقوم بصناعتها وأحداث على أرض الواقع.

الخلاصة:

الخطاب مفبرك. ومن خلال فحص مستوى الخطأ في الصورة تبين لنا أن الترويسة أعلى الخطاب والختم تم صناعتها إلكترونًا، وأن التوقيع تم قصه وإضافته للخطاب. 

كما أن البحث بالكلمات المفتاحية لم يثمر بشواهد تدعم صحة الادعاء أضف إلى ذلك  أن أول من نشر الخطاب المفبرك هو حساب قام بتزوير عشرات الوثائق والخطابات التي تحقق منها فريقنا في وقت سابق.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp