ما صحة ادعاء «الدعم السريع» الإفراج عن شاحنات تتبع لـ«أطباء بلا حدود» كانت في طريقها إلى معسكر «زمزم» للنازحين؟
- مضلل
قالت قوات «الدعم السريع» في منشور على حسابها الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء الماضي، إن وفدها المفاوض في «جنيف» ناقش في اجتماع مع ممثلين لمنظمة «أطباء بلا حدود» – ناقشوا «تعزيز التعاون لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين السودانيين المتضررين من الصراع المستمر والكوارث الطبيعية». ونقل المنشور عن مدير عمليات الطوارئ في «أطباء بلا حدود» ترحيبه بالإفراج مؤخرًا عن شاحنتين تحملان مساعدات من منطقة «كبكابية» إلى معسكر «زمزم» في شمال دارفور. وأشار المنشور إلى أنّ الحادث نتج عن «عدم التنسيق والدخول غير المصرح به دون إخطار مناسب لوكالة السودان للإغاثة والعمليات الإنسانية». كما ذكر المنشور أن مبعوثة منظمة «أطباء بلا حدود» إلى الأمم المتحدة أعلنت عن «خطط لزيادة التمويل لتوسيع عمليات المنظمة في جميع المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع».
للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم» بحثًا في الحساب الرسمي لمنظمة «أطباء بلا حدود» على منصة «إكس»، وتبين أنّ المنظمة نشرت توضيحًا، الخميس الماضي، بشأن الاجتماع الذي عقدته مع وفد قوات «الدعم السريع» في جنيف، قالت المنظمة فيه إن فِرَقها على الأرض لم تتمكن بعد من استعادة شاحنتيها المتجهتين إلى معسكر «زمزم» اللتين تحتجزهما قوات «الدعم السريع» في «كبكابية»، خلافًا لـ«التزام الدعم السريع بتسهيل المساعدات الإنسانية خلال الاجتماع وفي بيان لاحق» طبقًا لتعبير «أطباء بلا حدود».
وللتحقق مما ذكره منشور قوات «الدعم السريع» نقلًا عن مدير عمليات الطوارئ في «أطباء بلا حدود» ميشيل لاشاريت بشأن ترحيبه بالإفراج عن شاحنتين تحملان مساعدات من منطقة «كبكابية» إلى معسكر «زمزم»، أجرى «فريق بيم» بحثًا في حساب «لاشاريت» الرسمي على منصة «إكس»، وبحثًا بالكلمات المفتاحية، لكن عمليات البحث لم تُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.
ولمزيدٍ من التحقق تواصل فريق «مرصد بيم» مع مدير الاتصالات في منظمة «أطباء بلا حدود» الحارث محمد لسؤاله عن مشاركة «ميشيل لاشاريت» في الاجتماع، وعن حقيقة ترحيبه بالإفراج عن الشاحنتين. وأوضح «الحارث» أن «ميشيل لاشاريت» و«ماري إليزابيث» شاركا في الاجتماع مع قوات «الدعم السريع» في جنيف، ولكنهما لم يرحبا بالإفراج عن الشاحنتين، لأن «الشاحنتين ما تزالان محتجزتين لدى قوات الدعم السريع» وفقًا لتصريح الحارث لـ«بيم ريبورتس».
وفي حين قال منشور قوات «الدعم السريع» إن الاجتماع «أكد على أهمية التعاون بين قوات الدعم السريع ومنظمة أطباء بلا حدود لمعالجة الاحتياجات الإنسانية الماسة في السودان»، نوهت المنظمة في توضيحها بأنها تتواصل مع «جميع الأطراف المتحاربة» لضمان سلامة فرقها ومرافقيهم وقدرتهم على الوصول إلى «المجتمعات المتضررة»، بما فيها «المناطق الخاضعة لسيطرة طرفي النزاع».
الخلاصة:
الادعاء مضلل؛ إذ نفت منظمة «أطباء بلا حدود»، في توضيح على صفحتها على منصة «إكس»، إفراج «الدعم السريع» عن شاحنتين قالت المنظمة إن «الدعم السريع» احتجزتهما في «كبكابية» وهما في طريقهما إلى معسكر «زمزم» في شمال دارفور ولم تفرج بعد عنهما، على عكس ما زعم بيان قوات «الدعم السريع».