«تقدم» تنتقد انسحاب «سلطة بورتسودان» من التصنيف المتكامل لمراحل انعدام الأمن الغذائي

24 ديسمبر 2024 – انتقدت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، الثلاثاء، انسحاب ما أسمتها سلطة بورتسودان من التصنيف المتكامل لمراحل انعدام الأمن الغذائي، واصفة الخطوة بأنها غير مسؤولة ومتكررة.

و الاثنين، علّقت الحكومة السودانية، مشاركتها في النظام العالمي لرصد الجوع، قبيل صدور تقرير يتحدث عن انتشار المجاعة في أنحاء البلاد، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وقالت تقدم في بيان إن هذا القرار يجئ في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي خلفتها حرب 15 أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي أثرت بشدة على قدرة الدولة على معالجة القضايا الإنسانية الملحة.

وشدد البيان على أن هذا النهج الذي يفتقر للأخلاق ويقدم منهج (سياسة الإنكار) على حياة الناس ومساندتهم في محنتهم، يعزز من حقيقة عدم شفافية سلطة بورتسودان في حديثها عن الأوضاع الإنسانية.

وأضافت أنه يثير تساؤلات حول دقة المعلومات المقدمة منها عن أوضاع الأمن الغذائي، وسيؤدي حتمًا إلى تراجع المنظمات الدولية التي تعتمد في تقديمها للمساعدات على التصنيف المتكامل لتحديد المناطق الأكثر احتياجاً للمساعدات.

وأوضح البيان أن هذا الانسحاب قد يؤدي إلى تقليل الدعم الموجه للسودان بسبب غياب بيانات دقيقة ومعتمدة دوليًا، مما سيؤدي بصورة مباشرة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وتابع في ظل غياب هذا التصنيف، ستتأثر خطط مواجهة انعدام الأمن الغذائي وتوزيع المساعدات، ويزيد ذلك من صعوبات التنسيق بين الجهات الإنسانية المحلية والدولية.

وكانت الحكومة قد اتهمت «التصنيفَ المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» بإصدار تقارير «غير موثوقة»، قالت إنها «تقوض سيادة السودان وكرامته».

وأعلنت رويترز أنها اطلعت على رسالة بتاريخ 23 ديسمبر الحالي صرح فيها وزير الزراعة في السودان بأن حكومته أوقفت مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

واتهمت الرسالة الموجهة إلى لجنة الأمن الغذائي العالمي ولجنة مراجعة المجاعة التابعة لها، «التصنيفَ المرحلي المتكامل» بإصدار «تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان وكرامته» – بحسب رويترز.

ومطلع أغسطس الماضي، أعلنت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، عن تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دارفور، لا سيما مخيم زمزم للنازحين.

وذكرت لجنة مراجعة المجاعة (تضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليمين ومنظمات إغاثة)، وقتها، أنّ الصراع المتصاعد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع «أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية»، مما دفع بمخيم زمزم إلى «براثن المجاعة».

ويعد التقرير إعلانًا للمجاعة لأول مرة في العالم منذ سبع سنوات بمعسكر زمزم في شمال دارفور، وللمرة الثالثة في العالم خلال العشرين عامًا الماضية.

دبلوماسي سوداني يرفض التعليق

ولم يستجب دبلوماسي في بعثة السودان لدى الأمم المتحدة في نيويورك على الفور لطلب التعليق على هذه الخطوة لقطع المساعدات عن المركز الدولي للأمن الغذائي– وفق رويترز.

وجاء في الوثيقة الصادرة عن حكومة السودان أن تقرير لجنة الأمن الغذائي العالمي المتوقع صدوره يفتقر إلى بيانات سوء التغذية المحدثة وتقييمات إنتاجية المحاصيل خلال الموسم الصيفي الأخير.

وأضافت الرسالة أنّ الموسم الزراعي «كان ناجحًا»، كما أشارت إلى «مخاوف جدية» بشأن قدرة لجنة الأمن الغذائي العالمي على جمع البيانات من الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع – طبقًا لرويترز.

وقالت رويترز إن رئيس منظمة غير حكومية تعمل في السودان، لفت إلى أن انسحاب الحكومة من نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد يقوض الجهود الإنسانية لمساعدة ملايين السودانيين الذين يعانون من الجوع الشديد.

وأشار إلى أن «الانسحاب من نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لن يغير من واقع الجوع على الأرض، لكنه يحرم المجتمع الدولي من بوصلته في التعامل مع أزمة الجوع في السودان».

وأضاف قائلًا: «دون تحليل مستقل، فإننا نتحرك عميانًا في هذه العاصفة من انعدام الأمن الغذائي» – وفقًا لما نقلت عنه الوكالة.

وزير الزراعة السوداني ينفي وجود مؤشرات مجاعة

وفي سبتمبر الماضي نفى وزير الزراعة السوداني أبو بكر البشرى، في تصريحات صحفية، وجود مؤشرات مجاعة بالسودان.

وقال إن الغرض من كل ما يثار عن وجود مجاعة في السودان هو «فتح الحدود السودانية واستغلال ذلك لإدخال الأسلحة والعتاد لقوات التمرد، والتمهيد لدخول قوات أجنبية»، لافتًا إلى أن هذا «يضر بسيادة السودان».

وشكّك البشرى في صحة التقارير الأممية التي تحدثت عن تعرض ثلث سكان السودان للجوع الحاد، متسائلًا: كيف استطاعوا أن يجمعوا هذه البيانات والأرقام على الأرض؟ وكيف استطاعت فرقهم دخول الأراضي التي يحتلها الدعم السريع؟.

وتوصلت لجنة الأمم المتحدة للأمن الغذائي، بحسب ما ذكرت رويترز، إلى أن الحكومة السودانية عرقلت عمل لجنة الأمن الغذائي العالمي في وقت سابق من هذا العام، مما أدى إلى «تأخير تحديد المجاعة في مخيم زمزم مترامي الأطراف للنازحين داخليًا حيث لجأ البعض إلى أكل أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة».

أليكس دي وال: وقف السودان التعاون مع لجنة التصنيف الدولي للأمن الغذائي «مثير للشفقة ومأساوي»

ونقلت رويترز تعليقًا من المتخصص البارز في المجاعة والمدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي في كلية فليتشر بجامعة تافتس – أليكس دي وال، مفاده أنّ تحرك السودان لوقف التعاون مع لجنة التصنيف الدولي للأمن الغذائي «مثير للشفقة ومأساوي».

وأضاف دو وال: «إنه جزء من تاريخ طويل من إنكار حكومة السودان للمجاعة يعود إلى أكثر من 40 عامًا»، مشيرًا إلى أنه «كلما حدثت مجاعة في السودان، فإنهم يعتبرونها إهانة لسيادتهم، وهم أكثر قلقًا بشأن كبريائهم وسيطرتهم من اهتمامهم بحياة مواطنيهم» – طبقًا لرويترز.

والمركز الدولي للأمن الغذائي هو هيئة مستقلة تمولها دول غربية، وتشرف عليها 19 منظمة إنسانية كبيرة ومؤسسة حكومية دولية؛ ويعد محورًا رئيسًا في النظام العالمي الواسع لمراقبة الجوع وتخفيفه، وهو مصمم لدق ناقوس الخطر بشأن تطور الأزمات الغذائية حتى تتمكن المنظمات من الاستجابة ومنع المجاعة والمجاعة الجماعية.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع