في الثاني من أغسطس الجاري نشرت العديد من الحسابات على الفيسبوك صورة «فلوبير موانوجي» مدير مكتب حاكم ولاية «إقليم إينيدي الشرقية» وهو جثة متفحمة.
كان «موانوجي» يشغل منصبه في مدينة أم جرس لسنوات، قبل أن يصدر قرار رئاسي بتعيينه في المنصب نفسه بولاية سيلا. وقبيل انتقاله، كتب في رسالة لأحد أصدقائه عبر «ماسنجر» أنه يشعر بأنه مُطارد من قبل المخابرات، وذلك عقب انتقادات وجّهها للحكومة.
وجاء في الرسالة التي نشرها أحد أصدقائه: «أنا في الباص إلى حيث عملي الجديد، أشعر بأنني مطارد».
وبحسب المعلومات المتداولة، وصل الباص التابع لشركة «حمامة» إلى مدينة أبشي للتبديل إلى سيارة أخرى لمواصلة الرحلة نحو قوز بيضة، عاصمة ولاية سيلا حيث مقر عمله الجديد. هناك، نزل «موانوجي» من السيارة، وفي أبشي انتهت حياته مأساويًا.
روايتان لموت «فولبير موانوجي»
أثارت وفاة «فولبير موانوجي»، مدير مكتب حاكم إقليم شرق إنيدي السابق، جدلاً واسعًا في تشاد، بعدما عُثر عليه ميتًا حرقًا في مدينة أبشي بتاريخ 2 أغسطس 2025. وتضاربت الروايات حول ملابسات الحادثة بين ما أعلنته الحكومة وما تتداوله بعض الأحزاب المعارضة.
الرواية الحكومية: انتحار بحرق النفس
تستند الحكومة التشادية في روايتها إلى أن «موانوجي» أقدم على إحراق نفسه. فقد توصل فريق «مرصد تشاد» عبر البحث بالكلمات المفتاحية الواردة في الخبر إلى تصريح صحفي لمدعي الجمهورية بمدينة بيشة، صالح علي عبدالرحمن، نشر على صفحة التلفزيون الوطني «Onama Tchad» في «فيسبوك»، حيث قال:
«الرجل أحرق نفسه.. هذا ما أدركته فور وصولي إلى الميدان لوجود الولاعة وعلبة البنزين.. شهود العيان قالوا أنه سكب البنزين على نفسه وأوقد الولاعة. والنقطة الأساسي الـ نحن نعرف دا نادم دا هو انتحر، شغل آخر نزيدو كدا ما عندنا وشغل هسي قاعدين يحجو في ميديا دا ما عنده اساس».
كما عثر الفريق على إفادتين في صفحة «Le NDjam Post» لكل من شقيقته «سيلفي» وممثل قبيلته في أبشي، أحمد يوسف، أكدا فيهما أن «موانوجي» قام بحرق نفسه.
رواية المعارضة: اغتيال على يد المخابرات
في المقابل، نشرت العديد من الحسابات على «فيسبوك» رواية مختلفة، تقول إن عناصر من جهاز الأمن الوطني اختطفوا «موانوجي» وأحرقوه حيًا في أبشي. واستندت هذه المنشورات إلى تحذير كان قد نشره الضحية قبل يومين على صفحته في «فيسبوك» باللغة الفرنسية، قال فيه: «أنا في حالة خطر».
وجاء في نص خبر متداول:
«#تشاد | تم تعقب فولبير موانوجي، مدير مكتب حاكم إقليم شرق إنيدي، والمقيم في أمجراس، واختطفه عناصر من جهاز الأمن الوطني في أبشي، وأحرقوه حيًا. قبل يومين، كان قد حذر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أنه في خطر».

مطالبات المعارضة بالتحقيق والرد الحكومي
طالبت أحزاب معارضة، بينها التجمع الوطني من أجل الديمقراطية والمحولون، بإجراء تحقيق مستقل لتحديد المسؤوليات وكشف ملابسات الحادثة، معتبرة أن ما حدث مساس بحرمة الحياة ودليل على عجز الحكومة عن توفير الأمن، ورافضة الرواية الرسمية الصادرة عن مدعي الجمهورية وشهود العيان.
قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة و وزير الاعلام قاسم شريف في اتصال مع راديو فرنسا الدولية RFI: «نقدم تعازينا إلى أسرة الضحية ونؤكد أن السلطات القضائية ما زالت تحقق في سبب وفاة موانوجي وهو موظف كبير يعمل لصالح الحكومة، وهي مسألة وقت و سنكتشف ما حدث، ومن حق الناس أن تعرف كيف مات ومن قتله وسترد السلطات، ولا ننجرف خلف ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي».
توفي «فولبير موانوجي» وسط تضارب في الروايات حول ملابسات وفاته؛ إذ تشير الرواية الرسمية إلى أنه أقدم على الانتحار، في حين تتداول أطراف أخرى أنه قُتل أو دُفع إلى ذلك. وبين ما يرد في الشارع ووسائل التواصل الاجتماعي من جهة، والتصريحات الحكومية من جهة أخرى، ما زالت القضية غير محسومة وتخضع لجدل واسع.
 
 

