Day: December 18, 2025

سهل الطيب وحسام عبد السلام…جداريات وموسيقى تفتح أفقاً للحياة في آزمنةٍ حالكة

يتلمس الملايين في العاصمة الخرطوم، منذ اندلاع الحرب،  طرق وسبلُ للحياة عبر مبادراتٍ تدبير معاشهم اليومي، في سعيً حثيث لتوفير احتياجاتهم من الغذاء والماء والرعاية الصحية، والدعم النفسي، وذلك عبر أجسامٍ قاعدية ومبادرات متعددة؛ غرف الطوارئ والمطابخ والتكايا المركزية، وغرف الطوارئ النسوية ومبادرات الأحياء المختلفة.

واليوم، بعد استعادة الجيش السوداني العاصمة، يواصل ساكنوها في تشييد الحياة العامة كهمٍ مشترك وفعلٍ من مواقع مختلفة، والتي من ضمنها ما يقوم به الفنانون بأشكالٍ مغايرة، يأتي ذلك والمدينة مثقلة ومنهكة بشواهد القتل والدمار التي تدلل عليها المقابر في الأحياء والساحات العامة، وآثار القذائف والحرائق في الجدران، وانتشار الوبائيات من كوليرا وحمى الضنك، المشهدُ الذي يشمل كل المدن السودانية التي وصلت إليها الحرب، ولكن حظ الخرطوم، كان كبيراً بما تمثله من رمزية للسلطة وصراعاً عليها.

فمن وسط جامعة الخرطوم، يظهر الموسيقي حسام عبد السلام، وهو مؤلف موسيقي وعازف كمان، ومحاضر بجامعة الأحفاد للبنات وأستاذ للنظريات الموسيقية ببيت العود العربي فرع الخرطوم، متوسداً كمنجته بحنوٍ، يعزفُ لحن الجنزير التقيل الكردفاني، الذي يرتبطُ بأوقات الشدة والتكاتف والتعاضد “يوم الحارة الزول بلقا أخو” ومن بعدها يناشد الناس للتبرع في سبيل التخفيف وسد رمق إخوانهم وأخواتهم في الفاشر وجنوب كردفان. 

ومجدداً يظهر حسام في فيديو آخر يعزف لحناً وبعد انتهاء العزف، يناشد الناس للتبرع مالياً لإصلاح محطة توليد مياه امتداد ناصر بحي بري شرق الخرطوم.

من جهةٍ أخرى، وانتقالاً من الصوت والموسيقى إلى اللون والرسم، ينطلق الفنان والخطاط سهل الطيب، عبر جهودٍ فردية في توفير موادٍ التلوين، والانتقال من مرفقٍ عام إلى آخر للرسم على جدرانه باستخدام فن الخط العربي ومهاراته في الفن التشكيلي، يفتح سهل الطيب أفقاً مغايراً في مسألة عودة المواطنين إلى مدينة الخرطوم، وذلك بعد ما يقارب عامين ونصف، عملت فيهما الآلة العسكرية للحرب في تفتيت بنية تحتية كانت في الأصل متهالكة قبلها.

جدارية للفنان سهل الطيب

فنانون بالتزاماتٍ اجتماعية

ينطلق سهل الطيب في ممارساته الفنية وانشغالاته من تعريف نفسه كـ “مواطن” معتبراً المواطنة – حسب قوله –  “دافعاً أساسياً وشرفاً عظيماً في عمل المبادرات خاصة في هذه المرحلة من عمر السودان”.

وبهذا المعنى، يشير سهل إلى أن المبادرة ليس لها علاقة بالتحشيد السياسي، ولا تنتمي لجهةٍ ماعدا توجهها في نشر روح التفاؤل ونبذ الكراهية والعنصرية، والبعد من فضاءات الصراع السياسي “والتراشق الحزبي” على حد تعبيره، وهو توجه يرى أن كل السودانيون يحبون بلدهم، ولكنهم يختلفون  في الرؤى والأساليب، وأن الفن يمتلك إمكاناً ليصبح أرضية مشتركة، خاصةً مع التضاريس الصعبة والعميقة التي يمر بها السودان ومواطنيه، والذي “لا أمتلك فيه سوى الريشة واللون، والرغبة والقدرة في التغيير من خلال استخدام ألواناً زاهية ومفرحة، لأننا لن نقيم في هذا  الواقع البائس للأبد”.

عبارة من إحدى جداريات سهل التي استخدم فيها فن الخط

يقول حسام تمهيداً لموقفه وانشغالاته الفنية والاجتماعية “إن هناك رؤيتان للفن، ترى الأولى أن الفن قيمة مستقلة بذاته، لا يجب أن يُستخدم لأغراض تعليمية أو سياسية أو اجتماعية، بينما الثانية تعتبر أن للفن دورًا في التوعية، النقد، والتغيير الاجتماعي وتربط بين الإبداع الفني والرسالة الأخلاقية أو الاجتماعية”. 

ويضيف أنه يؤمن بالرؤيتين، وقد يتأرجح بينهما. لكن بطبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد الآن وسابقاً، فإن الرؤية الثانية تجد كل القبول من المجتمع لذلك يعتقد عبد السلام “أن هناك حاجة في نفس الجميع لوسيلةٍ تعبيرية عن الشعور الجمعي للناس، خاصةً في الأزمات التي تجعل الفن قادراً على توحيد الوجدان والتأثير في عقول وقلوب قاعدة عريضة من الناس”.

يعضد سهل ما ذهب إليه حسام، مستبصراً أفقاً نحو الانفراج والانعتاق من آثار الحرب ومحاولة تجنبها في المستقبل، والذي يحتاج أن نتزود بالأمل والغد المشرق، إذ “هناك كوة ضوء ونافذة أمل لا يمكن أن نتجاهلها” لأن السودان يمتلك الامكانيات لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، والتي يكون فيها للفنانين والمثقفين “دوراً كبيراً، وكل ما نعيشه الآن هو نتيجة لغياب الفنون والثقافة” واللذين بإمكانهما معالجة الجهوية والعنصرية والتحشيد الأعمى بحسب تعبيره.

معاناة ممتدة

برغم هذه المهمة التي يضطلع بها الفنانون والفاعلون الثقافيون في مختلف الحقول الإبداعية، إلا أنهم كانوا الأكثر معاناةٍ خلال الحرب الجارية، وذلك بطبيعة البنية التحتية المختلة من قبل الحرب في الأصل، وهشاشة المؤسسات الثقافية في البلاد، نسبة لغياب الدعم المادي والأمان الاجتماعي لها وغيباها من مخيال الدولة كذلك. 

وفي هذا السياق، يشير حسام إلى أن الفنانين هم من أكثر الفئات تضررًا من حالة الحرب وعدم السلام، لأن في ظل الحرب تتغير أولويات الناس وحاجاتهم بشكل يتوافق مع المرحلة، حيث تتحول أولوياتهم إلى الأمن والغذاء ، ما يجعل الفن في ذيل قائمة الاحتياجات.

يقول حسام “إن الوضع الحرج الذي عايشناه كفنانين خلال الحرب جعل الكثير منهم يضطر إلى العمل في مهن أخرى، ربما تكون هامشية فقط من أجل أن نبقى على قيد الحياة، ونؤمن لأسرنا سبل العيش”. لكن رغم هذه المعاناة، فإن حسام كان ينظر وينخرط، منذ اليوم الأول للحرب، في تيسير الحياة بالنسبة لآلاف المواطنين في أماكن مختلفة، فعبر مشروع مبادرة توفير الطعام “پروماتيك” والتي انطلقت في فبراير 2024 وحتى الآن، بهدف توفير وجبات غذائية متكاملة وتوزيعها على آلاف المحتاجين في بورتسودان وأم درمان والخرطوم، وذلك “من خلال فاعلين الخير من بنات وأبناء الشعب السوداني الذين ما بخلوا على المجتمع بأي شيء” على حد وصفه.

تكامل الفردي والجماعي

بدأت المبادرات التي أطلقها كلٍ من سهل وحسام، كشراراتٍ فردية لمشاريع تحاول خدمة المواطنين بطرقٍ مختلفة، ولكنها سرعان ما تحولت إلى فضاء مملوك للجميع. يؤكد حسام على الوضع الشائك الذي أفرزته الحرب في جميع الأصعدة، إلا أنه يقول “بالرغم من ذلك فقد لاحظت في كل مكانٍ من فضاءات النزوح، في أمدرمان والخرطوم وبورتسودان، أن الفنانين في كل مجالات الفن لديهم القدرة على تلطيف حياة المجتمع الجديد الذي يعيشون فيه، علاوةً على القدرة على نشر قيم الخير والمحبة وقبول الآخر بأبسط الإمكانيات المتاحة”. ويضيف  “وهذا يعكس فعليا أثر الفن وقيمة الفنان في المجتمع”.

هذه الإمكانيات البسيطة هي التي كانت باباً لمشروع الجداريات الذي بدأه سهل بإمكانياتٍ بسيطة للغاية؛ عبر عبوتي طلاء “بوماستك” والقليل من الغِراء والألوان، انطلاقاً من شارع النيل أمدرمان – جنوب كبري الحلفايا “هناك، وتصادف مرور شباب من المؤسسة التعاونية الوطنية – وهي كيان اقتصادي يتبع للقوات المسلحة – أعجبوا بالجداريات ووعدوا بالمساعدة. أنزلوا المواد دون أن يطلبوا توقيع اسم المؤسسة. لقد كانوا شباباً، الأمر الذي أقوله للتأكيد على العنفوان والإقدام والحماس.

الفن والسلطة…علاقة ملتبسة

لطالما لعبت الفنون والثقافة دوراً طليعياً في السودان، منذ الجمعيات الأدبية التي تشكلت ما قبل الاستقلال، وكانت ملاذاً ومساحة مقاومة للفنانين من أمثال خليل فرح، علاوةً على أدوار الفنون في مختلف التغيرات الاجتماعية التي شهدتها البلاد، وآخرها ثورة ديسمبر.

في المقابل فإن السلطات الرسمية تنظر إلى الفنون بعين الريبة والتشكك إذا كانت تهدد سلطتها وخطابها، وهو ما شاهدناه إبان مجزرة القيادة العامة، في 3 يونيو 2019، إذ أول ما فعلته السلطة العسكرية أن أزالت جداريات الشهداء من المساحات العامة؛ خاصة محيط القيادة العامة الذي شهد اعتصاماً امتد لعدة أشهر، وهو ما يمكن قراءته كفعلٍ يهدف إلى محو الذاكرة الجمعية.

أما اليوم، ومع حالة الاستقطاب التي أنتجتها الحرب، فنجد أن نفس الفنون التي كانت مبعدة، يجري تسيسها لتحقيق أهدافٍ مختلفة، وهو ما ظهر جلياً في الزيارات التي قام لها كلٍ من نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، ورئيس الوزراء المعين، كامل إدريس، إلى معرض سهل الطيب بمركز أمدرمان الثقافي على سبيل المثال. وفي حين أن هذا لا يقدح في العمل الجليل الذي تؤديه هذه الأعمال الفنية، إلا أنه يطرح تساءلاً حول الأفق الذي يمكن أن يوجد للفن والثقافة، خاصةً إذا كانت نقدية للسلطة ولا تدعم سردياتها، في فضاء السودان حالياً ومستقبلاً.

القاهرة ترسم «خطوطًا حمراء» بشأن أزمة السودان تزامنًا مع زيارة البرهان.. وقتلى في هجوم على نهر النيل بـ«40» مسيّرة

مباحثات بين البرهان والسيسي بالقاهرة.. والرئاسة المصرية ترسم «خطوطًا حمراء» للأزمة

عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الحاكم في السودان، عبد الفتاح البرهان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات بالقاهرة، اليوم الخميس، تناولت الملفات الأمنية والسياسية والمائية ومستجدات الأوضاع الميدانية في السودان وسبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في قضايا الأمن الإقليمي، وذلك خلال زيارة يجريها البرهان إلى القاهرة اليوم.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، أن المباحثات تطرقت إلى مستجدات الأوضاع الميدانية، وأن الرئيس السيسي جدد موقف مصر «الثابت والداعم لوحدة السودان وسيادته»، ورفض أيّ محاولات لتقسيمه أو المساس بمؤسساته الوطنية. وأكد الجانبان ضرورة وقف الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوداني ومحاسبة المسؤولين عنها، وتكثيف المساعي الرامية إلى تقديم الدعم والمساندة للشعب السوداني.

وفي الملف الإقليمي، شدد البيان على تطابق رؤى البلدين بشأن حوض النيل ومنطقة القرن الإفريقي، معربًا عن الرفض القاطع للإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق وضرورة احترام القانون الدولي لحماية الأمن المائي للبلدين.

وأصدرت الرئاسة المصرية بيانًا صحفيًا، تزامنًا مع زيارة البرهان إلى القاهرة، أوضحت فيه موقف مصر من تطورات الأوضاع في السودان.

وأكد المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية دعم بلاده الكامل لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق الأمن والاستقرار في السودان، ضمن توجهه لإحلال السلام وتسوية النزاعات عالميًا. 

وأعربت الرئاسة المصرية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الحالي وما وصفته بـ«المذابح المروعة» و«الانتهاكات السافرة» بحق المدنيين، لا سيما في مدينة الفاشر.

وشدد البيان المصري على وجود «خطوط حمراء» لا يمكن تجاوزها، في مقدمتها الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، ورفض انفصال أيّ جزء منه، أو الاعتراف بأيّ كيانات موازية. كما وصف الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بها بأنه «خط أحمر» آخر، مؤكدًا حق مصر في اتخاذ جميع التدابير التي يكفلها القانون الدولي واتفاقية الدفاع المشترك لضمان عدم تجاوز هذه الخطوط.

وأشار المتحدث إلى حرص مصر على الاستمرار في إطار «الرباعية الدولية» للتوصل إلى هدنة إنسانية تضمن إنشاء ملاذات وممرات آمنة لحماية المدنيين، بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية.

————————————————————————————

ناشطة حقوقية: توجيه البرهان بشأن تسهيل الجوازات غير مفاجئ وتحيط الشكوك بإمكانية تنفيذه

قالت المحامية والناشطة الحقوقية نون كشكوش، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، الخميس، إن توجيه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الأخير المتعلق بتسهيل إجراءات إصدار جوازات السفر «غير مفاجئ»، مشيرةً إلى صدور قرار مماثل في وقت سابق عقب مؤتمر القوى السياسية في بورتسودان، إلى جانب تصريحات سابقة لوزير الداخلية أكدت أن الحصول على الجواز غير مرتبط بمنع السفر.

ولفتت كشكوش إلى أن القرار السابق واجه عراقيل في التنفيذ، ورأت أن تكرار مثل هذه القرارات دون تطبيق فعلي يدفع المتضررين إلى التشكيك في إمكانية تنفيذ القرار الحالي، معربةً عن أملها في أن يُطبق هذه المرة.

وكان البرهان قد أدلى بتصريحات، أمس الأربعاء، خلال افتتاحه مركز «الفريق أول شرطة حقوقي خالد حسان محيي الدين» لاستخراج الأوراق الثبوتية، بمدينة بورتسودان، بحضور وزراء الداخلية والمالية والعدل. ووجّه بتسهيل الإجراءات، مشددًا على ضرورة عدم حرمان أيّ مواطن سوداني من استخراج أوراقه الثبوتية «حتى وإن كانت لديه بلاغات جنائية»، وعدّ ذلك من الحقوق المشروعة.

وعدّت كشكوش حق الحصول على جواز السفر والتنقل بحرية حقًا دستوريًا ومشروعًا، لا يجوز سلبه من أيّ مواطن، مشددةً على أن ضمان حرية التنقل يمثل ركنًا أساسيًا من حقوق الإنسان في السودان.

وأضافت كشكوش أن هذه التصريحات تسلط الضوء على التحديات الإنسانية والقانونية القائمة، في ظل صعوبة الوصول إلى بيانات دقيقة نتيجة السياسات الحكومية، داعيةً إلى ضمان التنفيذ الفعلي للقرارات الصادرة وعدم الاكتفاء بإعلانها.

وأفادت كشكوش بأنّ عدد الأشخاص الممنوعين من السفر أو من استخراج الأوراق الثبوتية في السودان يُقدَّر بنحو 100 اسم معروف، معظمهم من السياسيين والناشطين، إلى جانب آخرين لأسباب تتعلق بالانتماء القبلي أو بالنشاط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.

وأشارت الناشطة الحقوقية إلى أن الحصر الدقيق للأعداد غير ممكن، لافتةً إلى وجود مناطق وقبائل كاملة محرومة من الحصول على جوازات السفر أو مغادرة البلاد، ما يقيد حرية التنقل لآلاف المواطنين، لا سيما في مناطق النزاع.

————————————————————————————

والي نهر النيل: مقتل «3» أفراد بينهم طفلة في هجوم بـ«40» طائرة مسيّرة على الولاية

صرح والي نهر النيل، محمد البدوي عبد الماجد، لموقع إخباري محلي، بأن الولاية تمكنت من التصدي لهجوم جوي واسع شنّته «الدعم السريع»، فجر اليوم، باستخدام 40 طائرة مسيّرة، استهدفت مدينتي عطبرة والدامر، موضحًا أن 22 طائرة مسيّرة منها استهدفت مطار عطبرة، فيما استهدفت سبع طائرات مسيّرة المحطة التحويلية للكهرباء بمنطقة «المقرن» في عطبرة.

وذكر الوالي أن الهجوم على الولاية أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفلة من منطقة «عقيدة الدوم»، وإصابة آخرين.

في السياق، أعلن الدفاع المدني عن مقتل عنصرين من قوات الدفاع المدني، فجر اليوم الخميس، جراء هجوم بطائرات مسيّرة استهدف المحطة التحويلية للكهرباء بمنطقة «المقرن» في مدينة عطبرة، ما أدى إلى أضرار مباشرة في محولات تغذية التيار، وانقطاع الإمداد الكهربائي عن عدد من الولايات.

وقال مجلس التنسيق الإعلامي بشركة كهرباء السودان، في بيان، إن المحطة التحويلية بالمقرن تعرضت لإصابات مباشرة في محوّلات تغذية التيار، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، مشيرًا إلى أن قوات الدفاع المدني باشرت إخماد الحريق والسيطرة على آثاره، ولافتًا إلى أن الشركة ستُجري لاحقًا تقييمًا فنيًا شاملًا لتحديد حجم الأضرار والمعالجات اللازمة.

————————————————————————————

«أوتشا»: تصاعد الاحتياجات الإنسانية تزامنًا مع موجات نزوحٍ متسعة من كردفان ودارفور

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من التصاعد الكبير للاحتياجات الإنسانية، في ظل استمرار نزوح آلاف المدنيين من المعارك التي يشهدها إقليم كردفان.

ونزح مؤخرًا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، أكثر من 1,000 شخص من مدن كادُقلي والدلنج والكويك بولاية جنوب كردفان، متجهين إلى ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، بالإضافة إلى الخرطوم والنيل الأبيض.

وكانت السلطات في ولاية النيل الأبيض، قد أفادت بوصول نحو 1,600 نازح إلى مدينة كوستي، أغلبهم من النساء والأطفال، فرّوا من مناطق في غرب كردفان، من بينها بابنوسة وهجليج، شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأسابيع الماضية. وأشارت تقارير إلى أن النازحين قطعوا مسافاتٍ طويلة استغرقت أكثر من أسبوع.

وفي السياق نفسه، أفادت تقارير أممية عبور أكثر من 3,000 شخص مناطق في كردفان إلى منطقة «ييدا» في جنوب السودان خلال الأيام الماضية، مع توقعات بتزايد موجات النزوح في الفترة المقبلة.

وأشار المكتب الأممي إلى وصول نازحين من إقليمي كردفان ودارفور إلى ولاية القضارف شرقي السودان، حيث أفادت السلطات المحلية بوصول نحو 2,500 شخص إلى محلية الفاو، مع توقعاتٍ بارتفاع الأعداد خلال الأيام القادمة.

وفي الولاية الشمالية، تواصل أعداد النازحين الارتفاع في مدينة الدبّة، حيث يأوي معسكر «العفاض» أكثر من 15 ألف شخص من كردفان ودارفور، وسط نقص حاد في تمويل برامج الأمن الغذائي وسبل العيش والمساعدات النقدية، رغم توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية.

————————————————————————————

شبكة نقابية: مقتل «234» عاملًا صحيًا وفقدان العشرات منذ اندلاع الحرب

وثقت شبكة أطباء السودان، في أحدث تقاريرها، اليوم، مقتل 234 من الطواقم الطبية وإصابة 507 آخرين، جراء العمليات العسكرية والانتهاكات المستمرة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. 

وأشارت الشبكة إلى أنّ مصير أكثر من 59 عاملًا صحيًا «ما يزال مجهولًا»، في وقت سجلت فيه احتجاز 73 آخرين في مدينة نيالا في ظروف وصفتها بـ«بالغة السوء».

وعدّت الشبكة هذه الأرقام مؤشرًا على «استهداف ممنهج» للقطاع الصحي، في مخالفة صريحة للقوانين الدولية والاتفاقيات التي تكفل حماية المنشآت والطواقم الطبية في أثناء النزاعات المسلحة. 

وشدد التقرير على أن استمرار هذه الانتهاكات يعيق على نحو مباشر وصول الخدمات الطبية إلى المدنيين في مناطق النزاع.

وطالبت الشبكة أطراف النزاع بالوقف الفوري للانتهاكات، وضمان سلامة العاملين في الحقل الصحي، والكشف عن مصير المفقودين والمحتجزين. كما ناشدت المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل للضغط من أجل توفير حماية فعلية للطواقم الطبية، وضمان ممرات آمنة تمكنهم من أداء واجبهم الإنساني.

 

الصحة العالمية: «65» هجومًا على المرافق الصحية في السودان منذ يناير

طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر حسابه على منصة «إكس»، بحماية مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، وذلك على إثر استمرار الهجمات على المرافق الصحية، والتي كان آخرها مستشفى السلاح الطبي في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان.

وشارك غيبريسوس إحصاءات وثقتها منظمة الصحة العالمية تفيد بتعرض 65 مرفقًا صحيًا للهجمات منذ يناير من العام الجاري، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1,600 شخص وإصابة 276 آخرين.

وأضاف غيبريسوس أنّ كل هجوم جديد يتسبب في حرمان مزيدٍ من السكان من الخدمات الصحية والأدوية، لافتًا إلى أنها احتياجات لا تحتمل التأجيل أو انتظار إعادة بناء المرافق في سبيل استعادة الخدمات، ومشددًا على ضرورة أن تتمتع مرافق الرعاية الصحية والعاملون فيها بالحماية في جميع الأوقات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعربت، الثلاثاء الماضي، عن قلقها البالغ إزاء تقارير تفيد باحتجاز أكثر من 70 عاملًا صحيًا ونحو خمسة آلاف مدني قسرًا في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غربي السودان.

————————————————————————————

السلطة المدنية بـ«طويلة»: حريق «تجمعات النازحين» قضى على «80» منزلًا

أعلنت السلطة المدنية التابعة لحركة جيش تحرير السودان بمنطقة «طويلة» أن الحريق الهائل الذي اندلع أمس الأربعاء وسط تجمعات النازحين، أسفر عن تدمير 80 منزلًا بالكامل، مخلفًا أضرارًا واسعة طالت نحو «400» أسرة.

وعزا مسؤول الثقافة والإعلام بالسلطة المدنية، محمد يعقوب حسين، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، سبب الحريق إلى لعب أطفال بنار كانت موقدة لأغراض الطهي داخل إحدى الخيام، مما ساعد في سرعة انتشار النيران وانتقالها إلى بقية مساكن النازحين.

وكانت غرفة طوارئ «طويلة» قد وصفت، في تعميم صحفي، أمس، حجم الكارثة بـ«الهائل»، لافتةً إلى أن النيران لم تكتفِ بتدمير المساكن والممتلكات، بل أدت أيضًا إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية (الأغنام) المملوكة للنازحين، مما يضاعف معاناة الأسر التي تعتمد عليها في سبل عيشها.