Tag: البرهان

ما حقيقة تصريح (إبراهيم جابر) بقرب انتهاء الحرب وعدم حصول البرهان وحميدتي على مناصب بعدها؟

ما حقيقة تصريح (إبراهيم جابر) بقرب انتهاء الحرب وعدم حصول البرهان وحميدتي على مناصب بعدها؟

تداول عدد من الحسابات على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك صورة إطارية لقناة «الجزيرة السودان» تتضمن تصريحا منسوبا لعضو مجلس السيادة الانتقالي إبراهيم جابر يقول فيه إن الحرب التي شنتها قوات الدعم السريع تقترب من نهايتها.

وأضاف، بحسب التصريح المفبرك، أنه قد تم الاتفاق، على ألا يتقلد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أي منصب عسكري أو سياسي بعد الحرب.

 

وجاء نص الادعاء على النحو التالي : 

عاجل:

إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة السوداني قبل قليل للجزيرة:

إن الحرب التي شنتها قوات الدعم السريع تقترب من نهايتها ، وقد اتفقنا على ألا يكون لرئيس مجلس السيادة الفريق البرهان وقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو أي منصب عسكري أو سياسي بعد الحرب.

الصفحات التي تداولت الادعاء :

 للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق«مرصد بيم»،  بحثًا في الموقع الرسمي لقناة الجزيرة وكذلك حسابها الرسمي على منصة فيسبوك ولم يجد ما يدعم صحة الادعاء موقع التحقق.

لمزيد من التحقق، أجرى فريق «مرصد بيم»، بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء إلا أن البحث لم يُسفر عن أي نتائج تدعم صحة الادعاء.

الخلاصة:

الادعاء مفبرك. إذ أنه لم يرد في الموقع الرسمي لقناة الجزيرة ولا حسابها الرسمي على منصة فيسبوك، بالإضافة إلى ذلك فإن البحث بالكلمات المفتاحية لم يُسفرعن أي نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة مقطع الفيديو المتداول لزيارة «البرهان» إلى مدينة «الدندر»؟

ما حقيقة مقطع الفيديو المتداول لزيارة «البرهان» إلى مدينة «الدندر»؟

تداول عدد من الصفحات على منصة التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لاستقبال قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، من قبل المواطنين على أنه مقطع فيديو يوثق استقبال البرهان في مدينة «الدندر» الواقعة في ولاية سنار شرقي السودان يوم أمس الأربعاء.

 

وجاء نص الادعاء على النحو التالي: 

القائد العام رئيس مجلس السيادة يصل مدينة الدندر المحررة الله اكبر.

الحسابات التي تداولت الادعاء :

1

قوات العمل الخاص 

605 ألف متابع 

2

القوات المسلحة 

559 ألف متابع 

3

الخرطوم الآن 

461 ألف متابع 

4

ملتقى أبناء وبنات تندلتي 

29 ألف متابع 

 

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم»، بحثًا بالكلمات المفتاحية لمقطع الفيديو وتبين وجود مقطع فيديو آخر تم نشره قبل عدة أيام على صفحة مجلس السيادة لزيارة البرهان لمدينة سنار وليس مدينة الدندر، وتتطابق مشاهد هذا الفيديو مع مشاهد الفيديو محل الادعاء.

يأتي تداول الادعاء عقب وقوع العديد من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في ولاية سنار وتضارب الأخبار حول السيطرة الميدانية.

الخلاصة:

الادعاء مضلل. إذ أنه من خلال البحث بالكلمات المفتاحية، تبين أن مقطع الفيديو  الذي تم نشره قبل عدة أيام في صفحة مجلس السيادة لزيارة البرهان إلى مدينة سنار يتطابق مع الفيديو محل الادعاء، وليس له أي علاقة بمدينة الدندر.

ما حقيقة التسجيل الصوتي المنسوب لـ«ياسر العطا» الذي يتهم فيه «البرهان بالخيانة؟

ما حقيقة التسجيل الصوتي المنسوب لـ«ياسر العطا» الذي يتهم فيه «البرهان بالخيانة؟

تداول عدد من الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس تسجيلًا صويتًا منسوب لمساعد قائد الجيش السوداني، ياسر العطا، ادعى متداولوه أنه وصف فيه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بـ«الخائن»، وأن الجيش وقيادته، «قد قبضوا الثمن وأنه سلم مقاليد الأمور لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو « حميدتي».

وجاء نص الادعاء على النحو التالي:

عاجل

تسريبات

الفريق كوز ياسر العطا يصف البرهان بالخائن والعميل.

الحسابات التي تداولت الادعاء :

1

تجمع لجان العصيان المدني 

27 ألف متابع 

2

أبو محمد الجنيدي 

16 ألف متابع 

3

Adil

9 ألف متابع 

4

على دخرو 

3 ألف متابع 

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم»، بحثًا حول مدى صحة التسجيل، وتبين أن التسجيل الصوتي مقتطع من مقابلة سابقة أجراها العطا مع قناة الحدث في مايو الماضي إذ تم اقتطاع هذا الجزئية من المقابلة ونشرها بعيدًا عن سياقهت الأصلي. إذ كان العطا يتحدث في «التسجيل الأصلي» عن بعض الاتهامات التي تُكال للجيش وقيادته، ولم يشر إلى أي نقطة تتعلق بـ«خيانة البرهان، أو قيادة الجيش»، بأي شكل من الأشكال.

يُذكر أن تداول الادعاء، يأتي في أعقاب اندلاع المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة محاور بينها سنار وسنجة ، حيث رافقها تداول ادعاءات حول اعتقال البرهان من قبل قيادة الجيش الأمر الذي أثار جدلًا على منصات التواصل الاجتماعي.

الخلاصة

الادعاء مضلل. إذ أن التسجيل جزء من مقابلة صحفية سابقة أجراها ياسر العطا وكان يتحدث في تلك الجزئية عن بعض الاتهامات التي تطلق على الجيش وقيادته، ولم يصرح بـ«خيانة البرهان أو قيادة الجيش».

ما حقيقة تصريحات البرهان لـ«سكاي نيوز» بأن «سنجة» إحدى حواضن الدعم السريع؟

ما حقيقة تصريحات البرهان لـ«سكاي نيوز» بأن «سنجة» إحدى حواضن الدعم السريع؟

تداول عدد من الحسابات على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك نص تصريح منسوب لقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، يقول فيه لقناة سكاي نيوز إن مدينة سنجة غير مهمة لأنها تعتبر من حواضن الدعم السريع وأن الجيش لن يدافع عن أي منطقة تعتبر حاضنة للدعم السريع.

 

وجاء نص الادعاء على النحو التالي: 

البرهان في تصريح لقناة سكاي نيوز وقال  : –

مدينة سنجة غير مهمة لأنها تعتبر حواضن للدعم السريع و كلهم أهل البيشي و الجيش لن يدافع عن مناطق وقرى حواضن الدعم السريع.

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم»، بحثًا في الموقع الرسمي لقناة سكاي نيوز وحسابها الرسمي على منصة فيسبوك ولم نجد ما يدعم صحة الادعاء موضع التحقق.

كما أجرى «مرصد بيم»، بحثًا في الحساب الرسمي لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان على منصة إكس ولم نجد ما يؤكد ما جاء به الادعاء. بالإضافة إلى ذلك، أجرى فريقنا بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء ولم يُسفر البحث عن أي نتائج تدعم صحة الادعاء.

يذكر أن تداول الادعاء يأتي على خلفية الاشتباكات الأخيرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار.

الخلاصة:

الادعاء مفبرك. إذ أنه لم يرد في الموقع الرسمي لقناة سكاي نيوز ولا في الحساب الرسمي لقائد الجيش، بالإضافة إلى أن البحث بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء لم يُسفر عن أي نتائج تدعم صحته.

«بيم ريبورتس» تحلل تطور الصراع بـ«الفاشر» وأهميتها الاستراتيجية بالنسبة لأطراف الصراع

12 يونيو 2024 – «قتلت عائلة كاملة نتيجة لقصف قوات الدعم السريع لمنازل المواطنين في معسكر أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر خلال شهر مايو الماضي»، هكذا يضع أحد سكان المدينة صورة مكبرة للمآساة التي تضرب العاصمة التاريخية لإقليم دارفور منذ أبريل الماضي. 

هؤلاء النازحون الذين يعيشون بمعسكر أبوشوك ودمرت حياتهم بسبب القصف، يعيشون في المعسكرات  منذ العام 2003  في الحدود الدنيا للخدمات، ثم دُفع بهم في أتون الدمار مرةً أخرى، وكأن الحرب تلاحقهم، من مكان إلى مكان.

وكانت موجة المعارك الحالية الدائرة في الفاشر العاصمة التاريخية لإقليم دارفور غربي البلاد قد بدأت منذ منتصف أبريل 2024، بالتزامن مع إكمال الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع عامها الأول.

تقع الفاشر في شمال دارفور، وهي المدينة الرئيسية التي ما تزال تسيطر عليها السلطة المركزية في البلاد في كامل الإقليم الذي تعادل مساحته الجمهورية الفرنسية و تسيطر الدعم السريع على أربع من عواصمه من أصل خمس.

وتكتسب الفاشر أهمية استراتيجية وعسكرية نظرًا لموقعها الجغرافي المحوري الذي يربط السودان بثلاث دول مجاورة، وهي تشاد وليبيا ومصر. كما تعتبر الفاشر مركزًا رئيسيًا لتوزيع المساعدات الإنسانية القادمة من ميناء بورتسودان، شرقي البلاد مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا لكافة الأطراف المتصارعة.

منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه ضد قوات الدعم السريع، شهدت الفاشر سلسلة من الهجمات المكثفة التي أدت إلى تدمير واسع ونزوح كبير للسكان. ومع تصاعد حدة الاشتباكات، تزايدت التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة، خاصة مع تفاقم أزمة النزوح ونقص الموارد الأساسية.

يهدف هذا التقرير إلى تحليل تطور الصراع في الفاشر واستعراض أبرز الهجمات التي تعرضت لها المدينة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأهمية الاستراتيجية للفاشر بالنسبة لأطراف الصراع. بالإضافة إلى استعراض الأضرار التي تعرضت لها أحياء المدينة وبنيتها التحتية، مع تحليل مختصر لأبرز الإشاعات التي رصدها فريق «بيم ريبورتس» المرتبطة بالهجمات الأخيرة.

1. كيف تطور الصراع في الفاشر؟

لم تلبث الفاشر طويلاً حتى وصلتها نيران الصراع بعد اندلاعه في 15 أبريل 2023 في ولاية الخرطوم، حيث بدأت محاولات الدعم السريع للهجوم على المدينة منذ شهر مايو 2023، تستعرض هذه الجزئية أبرز الهجمات التي تعرضت لها المدينة قبل اجتياح الدعم السريع الأخير:  

  • تم رصد أول هجوم على الفاشر في نهاية مايو 2023، حيث أعلن الجيش عن صد هجوم لقوات الدعم السريع على المدينة أثناء محاولة الأخير التوسع في ولايات غرب وسط وشمال دارفور. 
  • تلا هذا الهجوم العديد من الهجمات الأخرى، ففي منتصف سبتمبر شنت قوات الدعم السريع هجومًا آخر أعلن الجيش تصديه له وقتل 30 من أفراد القوة المهاجمة.
  • شهدت الهجمات تغيرًا في استراتيجية الدعم السريع، ففي نهاية أكتوبر شنت القوات هجومًا على قيادة الجيش في الفاشر باستخدام الطائرات المسيرة، مصحوبًا باشتباكات بالأسلحة الثقيلة في عدد من الأحياء شمال شرقي المدينة. أدى هذا الهجوم إلى موجة نزوح نحو المناطق الآمنة في وسط المدينة وخارجها. 
  • تفاقمت أزمة النزوح في الفاشر بعد إعلان الدعم السريع سيطرته على حاميات الجيش في نيالا وزالنجي والجنينة، حيث أصبحت الفاشر تؤوي عشرات الآلاف من المواطنين الذين فروا إليها من ولايات دارفور المختلفة.
  • في بداية نوفمبر، حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من وجود مؤشرات على هجوم وشيك واسع النطاق لقوات الدعم السريع على المدينة، وسط تحذيرات من حدوث أزمة إنسانية ضخمة نظرًا للعدد الكبير من المدنيين المحتمين في المدينة. 
  • في 8 نوفمبر، وبعد أيام من التحذيرات الأمريكية، هاجمت قوات الدعم السريع منطقة أم كدادة بولاية شمال دارفور وسيطرت على خزان قولو، أحد أهم مصادر المياه الرئيسية في مدينة الفاشر، مما فاقم الأزمة الإنسانية في المدينة. خلال الشهور اللاحقة، شهدت الفاشر فترة من التوترات والتخوف من تنفيذ الدعم السريع هجومًا جديدًا على المدينة. أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على الخزان مرة ثانية في 26 مايو الماضي، حيث اطلعت «بيم ريبورتس» على فديو لقائد ميدان للقوات يأمرهم بإغلاق الخزان. لم تدم سيطرة الدعم السريع طويلا حيث أعلن حاكم اقليم دارفور، مني أركو مناوي، في يوم 27 مايو أن القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة استعادت الخزان.

في أبريل الماضي، نفذت قوات الدعم السريع هجمات متتابعة على عدد من القرى غرب الفاشر  تمهيدًا للهجوم الأخير على العاصمة، لتبدأ ضربتها المباشرة مطلع مايو وتدخل في مواجهة مع الجيش والحركات المسلحة المنضوية تحت لواء القوة المشتركة  التي شُكِلت لتأمين المرافق في الولاية وإيصال المساعدات الإنسانية، قبل أن يعلن اثنين من قادة الحركات في نوفمبر الماضي انحيازهم للجيش في معركته ضد الدعم السريع، وهي قوات حركة جيش تحرير السودان، بقيادة، مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة التي بقيادة وزير المالية، جبريل إبراهيم، بالإضافة إلى رئيس حركة تحرير السودان، مصطفى تمبور.  

بدأت الإشتباكات في الأسبوع الأول من مايو وازدادت بشكل يومي حتى بلغت أقصى مستوياتها بعد تاريخ العاشر من الشهر مما تسبب في دمار عدد من المرافق الحكومية والخاصة كما حٌرِقت أحياء ومنازل ومعسكرات نزوح.

ودفعت الهجمات الشديدة على الفاشر حاكم إقليم دارفور لإعلان الاستنفار العام في المدينة. واستمرت الاشتباكات بين الأطراف حتى 27 مايو، ومن ثم قلت حدتها بتمكن الجيش والقوة المشتركة من دحر الدعم السريع التي تراجعت إلى خارج المدينة، بينما توزعت بعضها في أحياء قليلة شرق الفاشر وأصبحت تنتهج سياسة القصف العشوائي بالمدفعية الثقيلة والصواريخ قصيرة المدة على أحياء المدينة.

2. أهمية الفاشر لأطراف النزاع

الجيش السوداني: يعتبر الفاشر المعقل الأخير له في إقليم دارفور، حيث تتمركز الفرقة السادسة مشاة التابعة له بعد سيطرة الدعم السريع على أربع من أصل خمس ولايات في دارفور. 

تحتضن مدينة الفاشر، البالغ مساحتها 802 كيلومترات مربع، ربع سكان إقليم دارفور البالغ عددهم نحو 6 ملايين نسمة، بحسب آخر إحصاء سكاني. وتعتبر الفاشر موقعًا استراتيجيًا عسكريًا للجهة التي تسيطر عليها، حيث تقع جغرافيًا في ملتقى طرق ثلاث دول مجاورة للسودان: تشاد، ليبيا، ومصر. كما يمكن الوصول للمدينة بسهولة من مدن شمال السودان مثل الدبة بالولاية الشمالية، نظرًا لقربها الجغرافي من تلك المناطق. وبالتالي، فهي تعتبر المدخل الوحيد لقوافل المساعدات الإنسانية القادمة من ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، ومن ثم تُنْقَل المساعدات منها إلى بقية أرجاء الإقليم، بالإضافة إلى احتوائها على مطار دولي.

 

قوات الدعم السريع: تركز الدعم السريع على الفاشر في محاولة لتأمين خطوط إمداد للأسلحة عبر الحدود الغربية، مع إنشاء مركز قيادة يُسهل شن هجمات على ولايات كردفان، وتعزيز دفاعاتهم في ولاية الجزيرة، وتهديد ولايات الشرق حتى الحدود الإثيوبية.

و في حالة سيطرة الدعم السريع على المدينة، فإن أحد السيناريوهات المحتملة هو إعلان حكومة في إقليم دارفور ومناطق سيطرتهم في ولاية الجزيرة وولاية الخرطوم، مما يثير قلق الجيش. في حالة تحقق هذا السيناريو، سوف تُقسَّم البلاد بين حكومة الدعم السريع وحكومة يسيّرها قادة الجيش من مدينة بورتسودان في شرق البلاد، بالإضافة إلى السلطة المدنية للحركة الشعبية في منطقة جبال النوبة في جنوب كردفان. وقد بدأت الدعم السريع خطوات نحو هذا الاتجاه، كان آخرها افتتاح نقطة جمارك مليط بشمال دارفور وتشكيل إدارة جديدة للمنطقة.


الحركات المسلحة: تتمثل أهمية الفاشر للحركات المسلحة في جوانب أخرى، ويظهر هذا الأمر في تصريح حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بأن دوافع الدعم السريع لدخول المدينة هي دوافع “إثنية” وليست سياسية. في هذا السياق، يمكن استرجاع تحليل وزير الإعلام السابق، فيصل محمد صالح، لصحيفة «الشرق الأوسط» في نوفمبر 2023، حيث ذكر أن اقتراب دخول الدعم السريع لولاية شمال دارفور يمكن أن يؤدي إلى استهدافهم لإثنية الزغاوة التي ينتمي إليها مناوي وجبريل إبراهيم. أضاف صالح أن انحياز حركات مناوي وجبريل قد يكون مدفوعًا جزئيًا بهذه المخاوف، مما دفعهم للخروج من حالة الحياد التي أعلنوها في بداية الحرب.

3. الانتهاكات ضد المدنيين

ازدادت حدة تدهور الوضع الإنساني المصاحب لاندلاع أحداث العنف في الفاشر منذ منتصف مايو، حيث امتدت المعارك الى المناطق التي كانت آمنة نسبيًا، ونزح ما يقارب 1,500 شخص حتى 20 مايو 2024، من أحياء القشلاق، والقاضي، والعظمة بسبب القتال بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه وقوات الدعم السريع في الأحياء الشمالية والشرقية والغربية من المدينة نحو جنوب المدينة.

وكانت معسكرات النازحين في الفاشر تعاني من ظروف سيئة من قبل الأحداث الأخيرة، بما في ذلك نقص المأوى وتدهور البنية التحتية والإمدادات الطبية.

وأفادت منظمة أطباء بلا حدود في 29 مايو أن المستشفيات الثلاثة الرئيسية في الفاشر تعرضت لأضرار بالغة. وتعرضت مستشفى الجنوب، المدعومة من منظمة أطباء بلا حدود، للقصف مرتين في الأيام الأخيرة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المرضى وأفراد الطاقم الطبي.

وأضافت أطباء بلا حدود أنه مع تزايد القصف العشوائي في أحياء المدينة، تزايد استخدام البنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية من قبل أطراف الحرب  ووجود عناصر مسلحين في جميع أنحاء المدينة، ما يزيد من مخاطر الحماية التي يواجهها المدنيون. وتلقت الجهات الإنسانية تقارير تشير إلى أن الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك المياه، أصبحت بعيدة المنال لجزء متزايد من السكان المدنيين بسبب القتال المستمر

القيود على الحركة

في تقريره عن الأوضاع في الفاشر في 23 مايو، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أغلب الطرق الرئيسية للخروج من الفاشر إما مغلقة أو تتعرض لحواجز كبيرة للحركة أو غير آمنة بسبب وجود الأنشطة العسكرية والجماعات المسلحة. وأضاف أنه في حين أن بعض التحركات خارج الفاشر باتجاه الجنوب نحو زمزم، أبو زريقة، دار السلام ونيالا ما زالت مستمرة، إلا أن التقارير تشير إلى أن المسافرين يتعرضون للتفتيش في نقاط التفتيش، علاوة على تقارير عن فرض رسوم على المدنيين الذين يحاولون مغادرة المدينة.

وتسهم المعارك وانعدام الأمن في وضع قيود طويلة الأمد على وصول المعونات الانسانية عبر الخطوط الحدودية.  وذكرت الأمم المتحدة في 23 مايو أنه منذ بداية العام 2024 وحتى الآن وصلت فقط 39 شاحنة إلى الفاشر عبر الخطوط الحدودية تنقل إمدادات الصحة والتغذية لما يقدر بـ 186,000 شخص. بالإضافة إلى ذلك، هناك 1,500 طن متري من المعونات تنتظر الموافقة على التحرك منذ ثلاثة أسابيع، ما يحرم أكثر من 94,000 شخص من المساعدة. بالإضافة إلى ذلك، توجد 13 شاحنة محملة بالمعونات الإنسانية لأكثر من 121,000 شخص تم إرسالها من بورتسودان في 3 أبريل لم تصل إلى الفاشر حتى الآن بسبب التأخير في الحصول على التصاريح عند نقاط التفتيش، وانعدام الأمن.

4. نظرة على الأحداث في الفاشر

المناطق والمعسكرات التي تعرضت للقصف:

توضح الخريطة رقم «1» واحد 36 منطقة وحي تم قصفهم خلال شهر مايو في مدينة الفاشر. اعتمد الفريق في عملية الحصر على عدد من المصادر المفتوحة منها: صفحات لجان المقاومة ومجموعات خاصة بأهالي الفاشر في موقع فيسبوك، وفي بعض الحالات تم العمل مع فريق “Bellingcat” للتحقق من عدد من الفيديوهات التي تم نشرها لأحداث الفاشر باستخدام صور الأقمار الصناعية. 

للتأكد من المعلومات التي تم جمعها من المصادر المفتوحة تواصل فريق «بيم ريبورتس» مع عدد من الناشطين والمتطوعين وسكان الفاشر للتأكد من صحة المواقع المذكورة.

خريطة رقم «1»

توضح الخريطة أيضًا معسكرات النزوح في الفاشر والتي تعرض أكبرها وأبرزها وهو معسكر أبو شوك الذي يضم قرابة 17 مركز مليئة بالفارين من نيران الحرب للقصف والنهب من قبل قوات الدعم السريع خلال فترة البحث، وبشكل عام تضم  الفاشر ثلاث معسكرات كبيرة هي:

  1. معسكر أبو شوك غرب معسكر السلام:  يقع شمال الفاشر بالقرب من حي النصر من ناحية الشمال. (كانت تدور فيه المعارك بشكل مستمر، ولكن تحولت إلى جنوب شرقي المدينة).
  2. معسكر زمزم: يقع جنوب غرب الفاشر وبعيد من منطقة الاشتباكات.
  3. معسكر أبوجا ” السلام” : متاخم لحي الشهداء بالاتجاه الشمالي الشرقي للمدينة (يعتبر طريق مفتوح لتحرك الدعم السريع إلى الولايات الأخرى). 

توضح الصورة رقم «1» تحليل مؤسسة «Bellingcat» لبيانات “NASA FIRMS” التي تظهر إشارات حرارية شرقي الفاشر في الفترة ما بين 10 إلى 13 مايو الماضي، والتي من المحتمل أن تكون ناتجة عن القتال الدائر في تلك المنطقة. تشير هذه البيانات إلى وجود نشاط حراري غير طبيعي. يمكن أن تكون هذه الإشارات نتيجة لنيران الأسلحة الثقيلة أو القصف، مما يساهم في رسم صورة أوضح عن حجم ونطاق العمليات العسكرية وتأثيرها على المناطق المدنية في الفاشر.

Img1 - Credit: NASA FIRMS annotation Bellingcat

توضح الصور رقم «2» المأخوذة بتاريخ 26 مايو الماضي إلى وجود إشارات حرارية في جنوب شرقي مدينة الفاشر.

Img2 - Credit: NASA FIRMS annotation Bellingcat

الأضرار في البنية التحتية:

توضح الخريطة رقم «2» عدد من المنشآت والمؤسسات التي تعرضت للقصف والضرر خلال شهر مايو الماضي، والتي بلغ عددها 12 منشأة، وهي: 

  • كهرباء الفاشر
  • مستشفى الفاشر التخصصي للأطفال
  •  مركز صحي بابكر نهار
  • مخازن الإمدادات الطبية لولاية شمال دارفور
  • المخازن الرئيسية لـ UNHCR
  • المستشفى السعودي للولادة (أقصى غرب المدينة).
  • سوق الفاشر
  • مستشفى نبض الحياة الخاص
  • المستشفى التعليمي
  • إذاعة الفاشر
  • بعض المكاتب الإدارية بوزارة الصحة
  • مقر حكومة إقليم دارفور

بالإضافة للمنشآت تم رصد عدد من المدارس التي تضررت خلال الاشتباك، وهي:

  •  مدرسة الاتحاد الثانوية بنات.
  • مدرسة الرباط الثانوية بنات.
  • مدرسة الإسراء الأساسية بنين.
  • مدرسة الجنوبية الثانوية بنين

كما توضح الخريطة أيضًا بعض المنشآت المهددة بالقصف خلال الفترة القادمة نتيجة لارتكاز قوات الدعم السريع فيها.

خريطة رقم «2»

صورة رقم «3» - على اليسار: صورة توضح تأثير قصف قوات الدعم السريع على الألواح الشمسية وخزان المياه في المستشفى السعودي للولادة (credit: Facebook annotation Bellingcat)، على اليمين: تعليق توضيحي مطابق للمعالم الموضحة في الصورة (credit: Google Maps 13.629360, 25.329815 annotation Bellingcat)

5. توزيع القوات داخل الفاشر

  1. مناطق توزع قوات الدعم السريع: 
    • الأحياء التي تتمركز فيها الدعم السريع شرق المدينة :
      • حي الشاكرين.
      • حي الوفاق.
      • حي الكهرباء.
      • حي الشهداء.
      • حي النخيل (سم الجراد).
      • حي المعهد.
      • حي مثاني.
      • حي الصفاء.
      • حي القاضي.
  • أحياء تمددت فيها الدعم السريع جنوب المدينة وجنوب شرق بشكل كبير:
    • الوحدة.
    • السلام.
    • البشارية.
    • التيمانات 
  1. مناطق توزع القوة المشتركة: 
    • مناطق تمركز الحركات المسلحة (القوة المشتركة):
      • مقر اليوناميد “قيادة الحركات المسلحة”،  شمال غرب المدينة 
      • حي ابشوك الحلة وليس المعسكر.
  • منطقة تقع بين تمركز الدعم السريع والحركات:
    • حي التجانية.

6. التضليل المرتبط بالأحداث في الفاشر

منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، تم استخدام المعلومات المضللة بشكل كبير من قبل طرفي النزاع وحلفائهم. حيث يخوض الطرفان حرب معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي بضراوة لا تقل عن ضراوة المعارك على أرض الواقع. تم استخدام التضليل لنشر معلومات عن انقسامات داخل القوات، تضخيم حجم العمليات العسكرية والخسائر بين الطرفين، أو لتقديم روايات بديلة لبعض الأحداث وتبادل الاتهامات.

لم تكن الهجمات على الفاشر استثناءً من هذا النهج. فقد رصد فريق «بيم ريبورتس» خمسة أخبار مضللة خلال شهر مايو مرتبطة بالأحداث في الفاشر، والتي استُخدمت للتأثير على الرأي العام. 

  1. انقسامات بين الجيش السوداني وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي

رصدت فريق «بيم ريبورتس» تداول تصريح منسوب لحاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، قائد جيش حركة تحرير السودان، حول زج «النظام البائد» لهم في هذه الحرب وسعيهم للعودة إلى الحياد. يأتي هذا الادعاء في سياق احتدام المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في دارفور، حيث أعلن مناوي الاستنفار ضد قوات الدعم السريع.

نُشر هذا التصريح على صفحات عديدة في وسائل التواصل الاجتماعي بتاريخ 16 مايو، بعضها يضم أكثر من 500 ألف متابع. كما نُسب التصريح إلى مقابلة قام بها مناوي مع قناة «الحدث». إلا أن فريق «بيم ريبورتس» تحقق من أن هذا الخبر مفبرك.

في نفس سياق الإدعاء السابق، رصد الفريق تداول صورة أخرى منسوبة لقناة «الحدث» تفيد بنقل خبر عن تفاقم الخلافات بين مناوي والجيش السوداني. من الواضح أن نشر هذه الأخبار يهدف إلى زرع الشكوك حول وجود انقسامات بين صفوف الجيش السوداني وحلفائهم في حركة مناوي، التي تعتبر أحد أكبر القوى المقاتلة في الفاشر، وهو جزء من حرب المعلومات المستمرة التي تخوضها الأطراف المتنازعة.

2. العمليات العسكرية في الفاشر

رصد فريق «بيم ريبورتس» تداول صورة لعربة محترقة تابعة لقوات الدعم السريع، مصحوبة بإدعاء بأن الحدث مرتبط بالأحداث الأخيرة في الفاشر. يدعي المنشور بأن الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة دمروا 34 عربة دفع رباعي مقاتلة (تاتشر) وقتلوا 19 من قوات الدعم السريع. بعد التحقق، أكد الفريق أن الصورة ليس لها علاقة بأحداث الفاشر، بل هي صورة قديمة نشرت أول مرة في أبريل الماضي في سياق مختلف. ورغم ارتباط الصورة بالصراع بشكل عام، إلا أن إعادة توظيفها لتصوير تقدم في العمليات العسكرية في الفاشر يعد تضليلاً.

كما رصد الفريق فيديو آخر يزعم توثيق استهداف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني لقاعدة الزرق العسكرية التابعة للدعم السريع بولاية شمال دارفور. بعد تحليل الفيديو، تبين أن الفيديو تم نشره لأول مرة في أبريل الماضي وليس له ارتباط بالأحداث الأخيرة في الفاشر. كما حلل الفريق لهجة الأشخاص المتحدثين في الفيديو، واتضح أنها ليست لهجة سودانية بل من شمال مالي. وعليه، فإن التحليل يوضح أن الفيديو ليس لديه ارتباط بالصراع في السودان بشكل كامل، ناهيك عن أحداث الفاشر. توضح هذه الحوادث نهج التضليل الذي يعتمد على إعادة توظيف صور وفيديوهات من دول أخرى لدعم ادعاء التقدم العسكري لأحد الأطراف. 

وأخيراً، رصد الفريق تداول صورة لقوات عسكرية على متن عربات قتالية في منطقة شبه صحراوية، ادعى مروجوها أنها لقوات تابعة لقوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، متجهة إلى مدينة الفاشر لدعم الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة. بعد تحليل الصورة للتحقق من صحة الادعاء. توصل الفريق إلى أن الصورة قديمة، حيث تم نشرها لأول مرة في عام 2021 في سياق مختلف تماماً. كانت الصورة الأصلية مصحوبة بإدعاء مختلف وهو وصول القائد العام لجيش تجمع قوى تحرير السودان إلى الفاشر في طريقه إلى الخرطوم لتنفيذ بند الترتيبات الأمنية. وبذلك، يتضح أن الصورة لا علاقة لها بالصراع الحالي في الفاشر.

تشير هذه الأمثلة إلى استخدام واسع النطاق للمعلومات المضللة في النزاع الحالي في الفاشر، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز موقفه وتشويه صورة الآخر باستخدام صور وفيديوهات قديمة أو من سياقات مختلفة تماماً. من المهم ملاحظة أن هذه الصور والفيديوهات دائماً ما تُنشر على منصات وصفحات تتبنى الدعاية الحربية لصالح أحد طرفي النزاع، مستخدمة في ذلك معلومات مضللة وزائفة. تحوز هذه الصفحات على عدد كبير من المتابعين، يتراوح بين 10 آلاف ويصل إلى ما يزيد عن 800 ألف متابع، مما يساعد في انتشار هذه الأخبار بشكل كبير بين المواطنين.

خاتمة

في ختام هذا التقرير، يتبادر إلى الذهن صورة مؤلمة لمدينة الفاشر وسكانها الذين يتعرضون لمختلف أشكال العنف والتهجير. رغم الأحداث الصادمة التي شهدتها المدينة، فإن روحها الصلبة وإرادتها القوية تبقى قائمة، حيث يستمر أهلها في التصدي للتحديات بشجاعة وإصرار.

 ما حقيقة تخيير «بلينكن» لـ«البرهان» بين المفاوضات أو نشر قوات متعددة الجنسيات لحماية المواطنين؟

 ما حقيقة تخيير «بلينكن» لـ«البرهان» بين المفاوضات أو نشر قوات متعددة الجنسيات لحماية المواطنين؟

 تداول عدد من الحسابات على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك خبرًا ينص على أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد طرح على قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، نشر قوات متعددة الجنسيات لحماية المواطنين، في حال رفض العودة للمفاوضات، وذلك في المكالمة الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي مع قائد الجيش السوداني، الثلاثاء، بحسب ما ذكر الادعاء.

 

وجاء نص الادعاء على النحو التالي: 

مصادر

بلينكن خير البرهان بين المفاوضات أو نشر قوات متعددة الجنسيات.

الصفحات التي تداولت الادعاء :

1

أخبار اليوم عن الحرب السودانية 

849 ألف متابع 

2

قوات العمل الخاص 

577 ألف متابع 

3

القوات المسلحة 

559 ألف متابع 

4

شبكة سودان ناو 

299 ألف متابع 

5

البلد نيوز 

133 ألف متابع 

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق«مرصد بيم»، بحثًا في موقع وزارة الخارجية الأمريكية، وتبين أن الوزارة كانت قد نشرت بيانًا حول اتصال هاتفي تم بين وزير الخارجية الأمريكي «بلينكن» وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ناقش الوزير بلينكن والجنرال البرهان الحاجة إلى إنهاء الصراع في السودان بشكل عاجل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. 

كما ناقش الوزير الأمريكي استئناف المفاوضات في جدة والحاجة إلى حماية المدنيين وتهدئة الأعمال العدائية في الفاشر بولاية شمال دارفور، ولم يتطرق البيان لما أورده الادعاء حول نشر قوات متعددة الجنسيات في حال عدم قبول المفاوضات.

 

لمزيد من التحقق، أجرى فريق «مرصد بيم»، بحثًا في الحساب الرسمي لوزير الخارجية الأمريكي بلينكن ولم نجد ما يدعم صحة الادعاء. كما بحث فريقنا في موقع وكالة السودان للأنباء التي أوردت خبرًا عن المكالمة الهاتفية غير أن الخبر لم يرد فيه ما يدعم صحة الادعاء.

 

يذكر أن نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، كان قد صرح في حديث سابق له بأن مجلس السيادة غير راغب في مفاوضات جدة تعليقًا على طلب بلينكن من البرهان العودة إلى المفاوضات، لكنه لم يذكر أي معلومة حول نشر قوات متعددة الجنسيات.

كما أكد مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا على حديث عقار حول المفاوضات ولم يذكر أي شيء عن طرح بلينكن نشر قوات متعددة الجنسيات .

 

كذلك أجرى فريقنا بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء لم يُسفر البحث عن نتائج تدعم صحة الادعاء .

الخلاصة:

الادعاء مفبرك … إذ أنه لم يرد في بيان الخارجية الأمريكية ولا حساب وزير  الخارجية ، بالإضافة إلى ذلك فإن نص الخبر الذي أوردته وكالة السودان للأنباء حول المكالمة الهاتفية بين البرهان و بلينكن لم يرد فيه ما يدعم صحة الادعاء ، كما أن كلا من تصريحات عقار والعطا لم تتطرق لمسألة القوات المتعددة الجنسيات .

ما حقيقة صور متداولة حول إرسال روسيا (دعما عسكريا) للجيش السوداني ؟

ما حقيقة صور متداولة حول إرسال روسيا (دعما عسكريا) للجيش السوداني ؟

تداولت عدد من الحسابات على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك صورا (ادعت أنها) لمعدات عسكرية يجري شحنها من روسيا للجيش السوداني لدعمه في حربه ضد قوات الدعم السريع .

 

وجاء نص الادعاء على النحو التالي : 

من داخل روسيا تم شحن العدة الجديدة والله دي مش تطلع الجنجا من الجزيرة دي  تطلع حميدتي من القبر زاتو فتك متك بل بس.

الصفحات التي تداولت الادعاء :

1

قوات العمل الخاص 

562 ألف متابع 

2

تريند 

62 ألف متابع 

3

كلنا الجيش 

60 ألف متابع 

4

أمجد عثمان 

57 ألف متابع 

5

فتك متك بل بس 

17 ألف متابع 

6

مجمع الأحلام 

2.4 ألف متابع 

للتحقق من صحة الادعاء أجرى فريق مرصد بيم بحثًا عسكيًا للصور وتبين أن الصورة الأولى تم  نشرها من قبل على الإنترنت عام 2021 مرفق معها النص التالي ( أردوغان: سنشتري أنظمة دفاعية صاروخية جديدة من روسيا) .

أما الصورة الثانية فهي أيضًا تم نشرها من قبل على الإنترنت عام 2023 مع النص التالي (من برلين لكييف.. دعم عسكري طويل الأمد بقيمة 17 مليار يورو ).

ويأتي تداول الادعاء على خلفية زيارة نائب وزير الخارجية الروسي لبورتسودان ولقائه بقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، مع استمرار الاشتباكات الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محاولات لفرض السيطرة أو الاحتفاظ بها في مناطق من  أمدرمان و الجزيرة، و وغالبًا ما يتم نشر هذا النوع من المعلومات المضللة  كنوع من الحرب الإعلامية.

الخلاصة

الادعاء مضلل …هاتان الصورتان قديمتان تم نشرهما من قبل على الإنترنت وليس لهما أي علاقة بالسودان.

ما حقيقة تصريح «البرهان»: نرحب بأي مفاوضات تفضي للسلام؟

ما حقيقة تصريح «البرهان»: نرحب بأي مفاوضات تفضي للسلام؟

 

تداول عدد من الحسابات على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك خبرًا منسوبًا لقناة الحدث تقول فيه إن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان قد صرح بأنه يرحب بأي مفاوضات قد تفضي إلى سلام.

 

وجاء نص الادعاء على النحو التالي: 

البرهان للحدث : نرحب بأي مفاوضات تودي للسلام.

الصفحات التي تداولت الادعاء :

1

شندي شندينا 

229.4 ألف متابع 

2

محمدعصام حسين 

198 ألف متابع 

3

الكراش 

52 ألف متابع 

4

من ارتكاز الدعامة 

1.4 ألف متابع 

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق مرصد بيم بحثًا في الموقع الرسمي لقناة الحدث وتبين أن البرهان كان قد أدلى بهذا التصريح في مقابلة في سبتمبر من العام الماضي أجراها مع قناة الحدث.

 وكان تصريح البرهان قد جاء ردًا على سؤال القناة ما إذا ما كان يرى المفاوضات حلًا بعد عدم قدرة الطرفين على تحقيق الحسم العسكري  ليجيب الأخير بأن الحسم العسكري ممكن  لكن حل المفاوضات إن وجد سيكون أفضل للتخفيف على الشعب.

 

لمزيد من التحقق، أجرى فريق مرصد بيم، بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء لكنها لم تثمر عن نتائج تدعم صحة الادعاء.

الخلاصة:

الادعاء مضلل. إذ أن التصريح صدر في العام الماضي في شهر سبتمبر وليس له علاقة بالأحداث الحالية، بالإضافة الى ذلك فإن البحث بالكلمات المفتاحية لم يفضِ لنتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة نص الاتفاقية التي وقعها وزير الدفاع مع «موسى هلال» للانضمام للقوات المسلحة؟

ما حقيقة نص الاتفاقية التي وقعها وزير الدفاع مع «موسى هلال» للانضمام للقوات المسلحة؟

تداول عدد من الحسابات على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك نص اتفاقية على أنه نص مسرب للاتفاقية التي أبرمها وزير الدفاع السوداني، يس إبراهيم يس مع مجلس الصحوة السوداني بقيادة موسى هلال.

 

 وتضمن الاتفاق، بحسب الوثيقة، تكوين قوة عسكرية تتكون من خمسين ألف مقاتل وذلك لهزيمة قوات الدعم السريع و تضمن الاتفاق كذلك صرف مبلغ عشرين مليون دولار لموسى هلال  ومرتبات شهرية 20 مليار جنيه شهريا لقوات موسى هلال وهي تعادل 20 تريليون جنيه بالقديم، ومنح مجلس الصحوة الثوري السوداني  منصب عضو واحد في مجلس السيادة و وزيرين اتحاديين و حكم إقليم دارفور كاملاً في حال تشكيل الحكومة القادمة.

 

كما يتضمن الاتفاق  منح  موسى هلال رتبة فريق في القوات المسلحة السودانية، ومنح 10 ضباط من مجلس الصحوة رتبة اللواء و 100 ضابط رتبة العميد  و500 ضابط رتب أخرى.

وجاء نص الادعاء على النحو التالي: 

عــاجــل جــدا

تسرب الاتفاقية التي وقعها وزير الدفاع مع موسى هلال للانضمام للقوات المسلحة

بعد أن فشلت حركة العدل والمساواة  بقيادة د. جبريل ابراهيم و حركة تحرير السودان بقيادة تمبور و حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، تم الاتفاق بين وزارة الدفاع ومجلس الصحوة الثوري السوداني الذي يقوده موسى هلال لتكوين قوة عسكرية تتكون من خمسين ألف مقاتل وذلك لهزيمة قوات الدعم السريع و تضمن الاتفاق صرف مبلغ عشرين مليون دولار لموسى هلال  و مرتبات شهرية 20 مليار جنيه شهريا لقوات موسى هلال و هي تعادل 20 تريليون جنيه بالقديم، و منح مجلس الصحوة الثوري السوداني  منصب عضو واحد في مجلس السيادة و وزيرين اتحاديين و حكم إقليم دارفور كاملاً في حال تشكيل الحكومة القادمة.كما يتضمن الاتفاق  منح  موسى هلال  رتبة فريق في القوات المسلحة السودانية، بمنح 10 ضباط من مجلس الصحوة رتبة اللواء 100 ضابط رتبة العميد  و 500 ضابط رتب أخرى من رتبة (عقيد ، مقدم ، رائد، نقيب ،  ملازم اول و ملازم).

و بهذا تم تكوين مولود جديد آخر من رحم القوات المسلحة التي ما زالت تحبل رغم بلوغها من الكبر عتيا.

الصفحات التي تداولت الخبر :

للتحقُّق من صحة الادعاء، فحص فريق «مرصد بيم»  مستوى الخطأ في صور الاتفاق، وذلك عبر استخدام أدوات التحقُّق الرقمي المحسنة. وتبيّن لنا أن «التوقيع والختم والترويسة» في نص الاتفاق موضع التحقق تم إنشاؤهم إلكترونيًّا.

ولمزيد من التقصي، أجرى فريقنا بحثًا عبر استخدام الكلمات المفتاحية الواردة ضمن نص الادعاء، ولم نجد أيّ شواهد تدعم صحته.

يتم تداول هذا الادعاء وادعاءات مشابهة تأخذ شكل الخطابات والوثائق من حساب على منصة فيسبوك باسم مصطفى سيد أحمد ود سلفاب يعمل على التضليل من خلال نشر المعلومات المضللة في شكل وثائق رسمية مفبركة.


يذكر أن تداول هذا الادعاء يتم عقب تداول مقطع فيديو أعلن فيه رئيس مجلس الصحوة الثوري موسى هلال دعمه للقوات المسلحة وكل مؤسسات الدولة الأمر الذي نتج عنه الكثير من المعلومات الزائفة والمضللة حول مدى صحته وسبب إعلانه لذلك الدعم.

الخلاصة:

الخطاب مفبرك. إذ أنه ومن خلال تحليل مستوى الخطأ الذي أجراه الفريق لصورة الخطاب، اتضح أنه غير صحيح حيث جرى إنشاء «التوقيع والختم والترويسة» إلكترونيًّا. كما أن البحث بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء لم يثمر عنه ما يدعم صحة الادعاء، بالإضافة إلى ذلك أن الادعاء صدر من جهة تعمل على نشر المعلومات المضللة بشكل منتظم.

عام كامل من حرب المعلومات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع

  

 

على مدى عام كامل من الحرب الميدانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تدور في المقابل حرب إعلامية ليست أقل شراسة مما يدور على الأرض، على جميع وسائل الإعلام، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، تتولى فيها جيوش إلكترونية موالية للطرفين، الدعاية الحربية. 

 

وفي أعقاب اندلاع الصراع في السودان قبل عام بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ الطرفان في إغراق وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بسيل من المعلومات الكاذبة والمضللة، حيث يعملان على تعزيز خطابهم الإعلامي المتعلق بالدعاية الحربية أو الدعاية السياسية المصاحبة لها، أو لصناعة معلومات مضللة للتهرب من انتهاكات حقوق الإنسان التي نتجت عن الحرب المستعرة بينهما.

 

بعد عام من اندلاع الحرب في السودان، نستعرض في هذا التقرير محاولات الطرفين وداعميهم الخارجيين والداخليين لتوجيه الرأي العام السوداني، ومدى تأثير حملات المعلومات المضللة الممنهجة التي أنتجها الطرفان على الرأي العام السوداني والدولي.

 

بدأت محاولات التأثير على الرأي العام السوداني منذ لحظة إطلاق الرصاصة الأولى حيث تبادل الطرفان الاتهامات بشأن مسؤولية بدء القتال، وامتد تبادل الاتهامات من مسؤولية بدء المعارك إلى السيطرة على الأرض. فنشرت المنصات الرسمية لطرفي الحرب معلومات كاذبة ومضللة تعود إلى موقفها الميداني، لتتطور في هذا العام إلى جيوش إلكترونية تتولى الدعاية الحربية عنهما. 

هذا التضارب، مثل قاعدة صلبة لعمليات التضليل اللاحقة التي شهدها الفضاء الرقمي السوداني على مدى عام من الحرب في ميادين الحرب الإعلامية، منتجًا معه خطاب الطرفين الإعلامي والدعائي.

الدعاية الحربية

لكل حرب خطابها الإعلامي الذي يهدف عادةً إلى رفع الروح المعنوية للجنود ومخاطبة مخاوف المناصرين، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية يمتلك طرفي الحرب جيوشًا إلكترونية تتولى الدعاية الحربية عنهما. ولتعزيز موقفهما يصنع الطرفان معلومات مزيفة ومضللة لا تعكس حقيقة ما يجري على الأرض. 

 

على سبيل المثال، في اليوم الأول من القتال في 15 أبريل العام الماضي، نشرت المنصات الرسمية للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، روايات متضاربة ومعلومات مضللة عن حقيقة السيطرة على الأرض، حيث مثلت تلك البداية، المناخ الأكثر خصوبة لنشاط شبكات التضليل المناصرة لهما لاحقاً.

في اليوم نفسه، تداولت مجموعة حسابات مناصرة للجيش السوداني على منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تشيد بالجيش “لشنّه ضربات جوية على مقرات لقوات الدعم السريع، والاستيلاء على كميات ضخمة من النقود من منزل دقلو، وشنّ غارات جوية في شمال البلاد”. لكن اتضح أن اللقطات قديمة وتعود الى اليمن وليبيا، كما أن بعضها كان ألعاب الفيديو.

وبالمثل، تداولت حسابات مناصرة للدعم السريع مقاطع فيديو لإسقاط طائرات حربية مقاتلة مدعية أنها تتبع للجيش السوداني تم إسقاطها من قبل الدعم السريع في المعارك، وبعد التحقق منها اتضح أنها قديمة حيث تعود إلى عمليات القتال في سوريا.

لاحظ فريق مرصد بيم أن نشاط المعلومات المضللة المتعلق بالسيطرة والتقدم على الميدان، يتزامن في التوقيت مع المعارك التي تدور بين الطرفين، وبالتزامن مع ذلك تتولى مجموعة من الحسابات المناصرة للطرفين مسؤولية نشر هذه المعلومات على أوسع نطاق. 

على سبيل المثال، شهدت مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور معارك دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع استمرت لأشهر انتهت بسيطرة الدعم السريع على المدينة في أكتوبر الماضي.

بالتزامن مع تلك المعارك، نشرت مجموعة من الحسابات المناصرة للجيش السوداني، صورة مضللة مدعية أنها لجنود من الدعم السريع يهربون من نيالا. كما نشرت الحسابات الموالية للجيش في اليوم نفسه قبل سيطرة الدعم السريع على مقر (الفرقة 16) التابعة للجيش السوداني بمدينة نيالا، محتوى مفبركًا يتعلق بمحادثات جدة التي تدور بين الطرفين يفيد بأن الجيش انسحب من المفاوضات نتيجة لهجوم الدعم السريع على نيالا. 

وبالتحقق من تلك الادعاءات، توصلنا إلى أن الصورة قديمة وهي لم تكن في السودان ولا علاقة لها بالأحداث الجارية فيه. 

بالبحث في الادعاء القائل بأن الجيش ينسحب من مفاوضات (جدة)، وجدنا أن المفاوضات كانت ما تزال جارية في ذلك الوقت ولم ينسحب الجيش منها.

حملة المعلومات المضللة التي صاحبت المعارك في نيالا، تنطبق كذلك على معارك ولاية الجزيرة ود مدني، حيث بالتزامن مع القتال نشطت مجموعة كبيرة من الحسابات والصفحات المناصرة للطرفين في بث دعاية حربية، ومعلومات مزيفة ومضللة، جميعها تتعلق بالمعارك في ولاية الجزيرة.

الرواية السياسية للحرب

مثلما سرد الطرفين روايتهما عن الحرب، أدلت القوى السياسية بدلوها، حيث اتهمت قوى الحرية والتغيير حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية بإشعال الحرب، بينما نفت الحركة الإسلامية السودانية في بيانها المعنون بـ(ادعاءات الفتنة) تورطها في إشعال الحرب وحملت مسؤولية قيامها لقوى الاتفاق الإطاري، وأعلنت أنها تقف مساندة للجيش وأنها لن تتوانى في تلبية نداء القتال بجانب الجيش متى ما طلب منها ذلك. 

ومثّل تباين روايات القوى السياسية حول حقيقة الحرب لاحقاً مناخًا خصبًا للتضليل السياسي، نشطت فيه كل الأطراف السياسية والعسكرية عبر صناعة معلومات مضللة تعزز من سردياتهم وتهاجم خصومهم السياسيين. 

 

عمل فريق مرصد بيم منذ اندلاع القتال قبل عام على عدد من التقارير التي صنفناها بين (مفبرك ومضلل) استهدفت القادة السياسيين والعسكريين على حدٍ سواء. 

على سبيل المثال، رصد فريق مرصد بيم محاولة تلاعب بالرأي العام عبر صناعة معلومات مفبركة تستهدف القوات المسلحة وداعميها السياسيين وتستثني قوات الدعم السريع. كما رصد فريقنا عددًا من المعلومات المضللة والمفبركة التي تقوم بنشرها منصات تناصر الدعم السريع وتهاجم القوات المسلحة وداعميها.

في المقابل، رصد فريقنا منذ اندلاع القتال عشرات الحسابات والصفحات بعضها تقول إنها مؤسسات إعلامية. جميع هذه المنصات تناصر الجيش السوداني وتعمل على صناعة معلومات مضللة تستهدف قادة من الدعم السريع وقادة القوى المدنية الديمقراطية (تقدم).

التضليل وسيلة للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان

لم تقتصر عمليات التضليل على الوضع الميداني أو الجانب السياسي للحرب فحسب، بل عمل طرفي الحرب على بث معلومات مضللة بالتزامن مع أحداث على الأرض تمثل إنتهاكات لحقوق الإنسان في مسعى منها للتهرب من المسؤولية عن تلك الانتهاكات عبر إغراق الفضاء الرقمي بمعلومات مضللة.

 

على سبيل المثال قصف الجيش السوداني في يناير الماضي مدينة نيالا، وقالت وسائل إعلام إن القصف طال أحياء مدنية حيث تركز على «حي المطار، وحي تكساس»، كما شمل مركز المناعة ومستشفى شفاكير وميز الأطباء الواقع في منطقة السوق الكبير في المدينة، وقد أسفر القصف عن سقوط عدد من الضحايا وسط المدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. 

بالتزامن مع عملية القصف نشرت مجموعة من المواقع الإلكترونية والحسابات والصفحات على منصات التواصل الاجتماعي المناصرة للجيش السوداني ادعاء قالت فيه إن الجيش قام بتدمير طائرة شحن إماراتية كانت تحمل إمدادًا للدعم السريع بالقرب من نيالا. 

تحقق فريقنا من صحة الادعاء وتوصلنا إلى أنه مضلل، حيث أن الجيش قام بقصف المدينة في صباح ذات اليوم ولكنه لم يقصف طائرة شحن إماراتية بل قصف مرافق صحية وأحياء سكنية راح ضحية ذلك مدنيين وأصيب أخرين بجروح.

 يبدو أن الحسابات التي قامت بنشر الادعاء ربما تٌريد التغطية على هذه الانتهاكات، حيث تمت عملية النشر على نطاق واسع بالتزامن مع حدوث تلك الانتهاكات. 

بالمقابل، تتخذ الدعم السريع ذات الأساليب لتحميل مسؤولية قصف المرافق المدنية للجيش السوداني. 

على سبيل المثال، سيطرت الدعم السريع على ولاية الجزيرة وسط السودان في ديسمبر الماضي، وفي الأشهر التالية تحرك الجيش السوداني لاستعادة المدينة حيث جرت معارك بينه وبين الدعم السريع في تخوم الجزيرة وفي بعض قراها، ولا تزال مستمرة. وقالت لجان مقاومة مدني ومنظمات حقوقية أخرى إن الدعم السريع ارتكبت انتهاكات ضد المدنيين.

وفي هذا السياق، نشرت مجموعة من الحسابات والمنصات المناصرة للدعم السريع في السادس من أبريل الجاري صورة تظهر مبنى محترق ادعت بأنه يتبع لجامعة الجزيرة وأن طيران الجيش هو من قام بتدميره. 

تحقق فريقنا من صحة الصورة تبين لنا أنها مفبركة حيث تم تخليقها عبر الذكاء الاصطناعي، بيد أن هذه المعلومة جاءت بالتزامن مع استمرار المواجهات في ولاية الجزيرة التي يتهم الدعم السريع بارتكاب مجموعة من الانتهاكات فيها بحق السكان المدنيين.

ويبدو أن مجموعة الحسابات التي تداولت الادعاء المفبرك تعمل بصورة منظمة لإدانة الجيش السوداني بقصف مرافق مدنية، أو للتهرب من الانتهاكات التي ارتكبتها ومحاولة تحميل الجرم إلى الخصم.

أساليب قديمة متجددة لصناعة المعلومات المضللة

 

عرف الفضاء الرقمي السوداني عمليات التضليل منذ وقت مبكر في عهد حكم الرئيس المخلوع، عمر البشير حيث أسس جهاز المخابرات العامة (جهاز الأمن والمخابرات الوطني) سابقًا، ما يعرف بـ(وحدة الجهاد الإلكتروني) كانت مهمتها جمع المعلومات عن الناشطين السياسيين المعارضين للنظام واستهداف الرأي العام السوداني. 

ومع تطور الأحداث السياسية والتغيرات التي جرت على البلاد، تشير قاعدة بيانات تقارير مرصد بيم إلى أن جهات داخلية من بينها الجيش السوداني والدعم السريع وجهاز المخابرات العامة وجهات ذات توجه إسلامي وجهات مناهضة للحكم العسكري تنشط في الفضاء الرقمي السوداني وتنشر معلومات كاذبة ومضللة. 

 

تتبع الجهات المشار إليها في سابق الأمر أساليب تقليدة وتكتيكات قديمة، منها فبركة تصريحات وإعادة تصميمها في صور إطارية لقنوات عالمية مثل الجزيرة والعربية وغيرها ثم نسبها إلى قادة سياسيين ومدنيين، أيضًا من تلك الأساليب هو إعادة نشر مقاطع فيديو قديمة على إنها بتاريخ حديث، كذلك نشر صور ومقاطع فيديو جرت أحداثها في دول أخرى مع الادعاء بأنها من السودان. 

 

ومع تطور التكنولوجيا ودخول حقبة الذكاء الاصطناعي، لجأ طرفي الصراع إلى أساليب جديدة عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستنساخ أصوات بشرية حقيقة لقادة عسكريين وسياسيين وفبركة محتوى يخدم رواية الأطراف المتحاربة. 

حيث أشار تقرير أعده مرصد بيم أن مجموعة من الحسابات المناصرة للدعم السريع على منصة إكس نشرت محتوى صوتيًا مزيفًا تم تخليقه عبر الذكاء الاصطناعي يستهدف قائد الجيش السوداني. الملاحظ في الأمر أن هذه المحتوى أول من قام بنشره حسابات لصحفيين بريطانيين على منصة إكس تدعم إسرائيل والتطبيع بين إسرائيل والإمارات. كما أن المحتوى  تناقله سياسيون سودانيون ومنصات موالية للدعم السريع.

 

وفي السياق نفسه، نشر حساب في تويتر محتوى أكد بأنه مفبرك، وبعد عملية الفحص تبين لنا أنه تم تخليقه عبر الذكاء الاصطناعي بنسبة أكثر من 97%. يفيد محتوى المقطع الصوتي بأنه مكالمة تجمع قادة من (تقدم) مع قائد الدعم السريع، نشر المحتوى المزيف تلفزيون السودان القومي ومجموعة أخرى من المواقع والصفحات والحسابات المناصرة للجيش السوداني مدعين أنه مكالمة تجمع (حميدتي) ووزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف ورئيس الحركة الشعبية التيار الديمقراطي ياسر عرمان وهم يخططون للاستيلاء على السلطة بالقوة في 15 أبريل من العام الماضي.

بناء على ما سبق ذكره يتضح أن طرفي الحرب في السودان، بالتوازي مع معاركهما في الميدان، يخوضان حربًا أخرى على منصات التواصل الاجتماعي، تستخدم فيها مختلف أسلحة التضليل لتعزيز دعايتهم الحربية، أو لمهاجمة خصومهم السياسيين والعسكرين، متبعين أساليب أكثر تطورًا مما سبق، في مسعى لكسب التأييد الداخلي والخارجي أو للتأثير على الرأي العام المحلي والدولي أو للتهرب من مسؤوليتهما في انتهاكات حقوق الإنسان الناتجة عن الحرب المستمرة بينهما. 

ومع بلوغ الصراع عامه الأول ما تزال تلك الجهات تنشط بصورة عالية داخل الفضاء الرقمي السوداني، في محاولة لتوجيه الرأي العام والتأثير على المعلومات الحقيقية المتعلقة باستمرار الحرب أو سبل إيقافها.