Tag: شبكات التضليل

  حرب الروايات على «إكس»: كيف تعزز شبكة زائفة سردية «الدعم السريع» وتشوّه الجيش السوداني؟

مع تطور النزاع المندلع في السودان منذ أبريل 2023 واشتداد حدته، تطورت أشكال التضليل وتنوعت لتشكّل بعدًا آخر لحرب المعلومات، نشطت فيها شبكات السلوك الزائف المنسق في نشر الشائعات والمعلومات المضللة لدعم طرفي النزاع. وكان «مرصد بيم» قد رصَد العديد من شبكات التضليل التي تعمل على دعم الجيش والدعم السريع من خلال المعلومات المضللة، وكشفها في تقارير مفصلة. وفي هذا التقرير يكشف المرصد عن شبكة سلوك منسق تعمل لمصلحة «الدعم السريع» على منصة «إكس»، وتنشر محتوى مؤيد لها، مستغلةً في ذلك معلومات مضللة لتحقيق أهدافها.

أهداف الشبكة:

  1. دعم قوات الدعم السريع من خلال نشر معلومات مضللة لمصلحتها.
  2. إظهار وجود دعم قبلي لـ«الدعم السريع» من خلال نشر معلومات مضللة.
  3. مهاجمة حزب المؤتمر الوطني والقوى السياسية المحسوبة على الحركة الإسلامية.
  4. مهاجمة الجيش ومحاولة إظهاره متقهقرًا عسكريًا أمام «الدعم السريع».
  5. نشر معلومات عن انتهاكات لحقوق الإنسان حدثت بالفعل في السودان، ونسبتها إلى الجيش.
  6. دعم رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.
  7. مهاجمة جمهورية مصر ونشر معلومات عن دعمها للجيش السوداني.

تكوين الشبكة:

لاحظ «مرصد بيم»، في يناير 2025، مجموعة من الحسابات على منصة «إكس»، أغلبها حسابات أُنشئت في مايو 2024، بأسماء إناث، وتضع صورة موحدة لامرأة ترتدي ملابس محتشمة. وتعمل جميع هذه الحسابات على دعم قوات الدعم السريع، من خلال نشر معلومات بشأن تحركاتها على الصعيدين السياسي والعسكري. ولاحظ فريق المرصد أن معظم الحسابات يعيد مشاركة محتوى بعضها البعض، ويضاف إلى هذه الحسابات حسابات أخرى، مثل حساب «قنقر نيوز» الذي يعمل، على نحوٍ منسق، في نشر معلومات مضللة لمصلحة «الدعم السريع».

وتتكون الشبكة مما يتجاوز 50 حسابًا، وتنشر كل الحسابات المحتوى نفسه، ولا تنشر أيّ محتوى آخر. كما لاحظ الفريق أن أغلب الحسابات تعيد مشاركة محتوى حسابين، أحدهما حساب «Bandar»، وهو حساب أنشئ في يوليو 2021 على أساس أنه حساب سعودي ينشر ويشارك محتوى داعم لقوات الدعم السريع ويهاجم، من وقتٍ إلى آخر، جمهورية مصر، كما يهاجم، على نحو صريح ومباشر، الجيش السوداني وأنصاره إلى جانب أنصار النظام السابق الذين يعرفون محليًا باسم «الكيزان».

إلى جانب الدعم الصريح لقوات الدعم السريع ومهاجمة الجيش السوداني، يروّج حساب «Bandar» محتوى يعزز العلاقات السودانية الخليجية، لا سيما العلاقات السودانية السعودية. وفيما يقدم الحساب نفسه على أنه سعودي، يستعمل في محتواه العامية السودانية.

وتعيد حسابات الشبكة، مثل حساب «زينب الميرغني» و«Fatma Albakri»، نشر محتوى حساب «Bandar»، مع الإشارة إليه في المنشورات التي تنشرها لمصلحة «الدعم السريع» أو تلك التي تهاجم الجيش السوداني.

إلى جانب حساب «Bandar»، ينشط حساب آخر باسم «Abdulaziz Aljabrah» –أُنشئ في فبراير 2023– في تقديم محتوى بشأن ما يجري في المنطقة العربية و«إسرائيل»، بالإضافة إلى  نشر محتوى عن مجريات الأحداث في السودان، مع التركيز على نشر محتوى داعم لقوات الدعم السريع، ورسم صورة لـ«السودان الجديد» المنتظَر تشكله تحت إدارة «الدعم السريع» وقائدها «حميدتي»، بدعم وتأييد من رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك؛ إذ يروّج الحساب فكرة وجود تعاون بين «الدعم السريع» والقوى السياسية المنضوية في تحالف «صمود».

ولاحظ فريق المرصد أن حساب «Abdulaziz Aljabrah» يهاجم الجيش السوداني والجماعات المحسوبة عليه هجومًا مباشرًا، كما ينشر صورًا ومقاطع فيديو على أنها انتهاكات ارتكبها الجيش السوداني ضد مدنيين، ويستفيض في نشر معلومات عن سيطرة أعضاء من حزب المؤتمر الوطني –ويشير إليهم الحساب باسم «الكيزان»– على الجيش السوداني، ويزعم أن هذه السيطرة تواجه حالة من الرفض وسط أفراد الجيش، جعلت كثيرين منهم ينضمون إلى «الدعم السريع».

ويروج الحساب أن ثمة انشقاقًا داخليًا في الجيش، وينشر هذه المزاعم من دون دليل واضح يؤكد صحتها، إذ لم ينشر أسماء الضباط أو الجنود الذين يزعم أنهم انضموا إلى صفوف «الدعم السريع»، كما لم ينشر أيّ معلومات تؤيد صحة هذه المزاعم. ويتبنى الحساب نهجًا ترويجيًا لمصلحة قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي»، ويقدمه بوصفه القائد القادم للسودان، فيما تنشر حسابات الشبكة محتوى حساب «Abdulaziz Aljabrah» لضمان انتشاره.

ومن الملاحظة العامة، يتضح أنّ حسابي «Bandar» و«Abdulaziz Aljabrah» يتخذان نهجًا معاديًا للحركات الإسلامية في المنطقة العربية وشمال إفريقيا، ويظهر ذلك جليًا في المحتوى الذي يقدمه الحسابان، لا سيما في السياق السوداني، إذ يربطان الحرب، ربطًا مباشرًا، بالحركة الإسلامية في السودان. وتجدر الإشارة إلى أنّ حساب «Bandar» أوقف من قبل إدارة «إكس»، إلى جانب العديد من الحسابات الأخرى التي تضخم محتوى الشبكة، في أثناء العمل على إعداد هذا التقرير.

ومع أن حسابي «Bandar» و«Abdulaziz Aljabrah» ينشران محتوى يدعم أهداف الشبكة التضليلية، إلا أن بقية الحسابات لا تكتفي بالنشر فقط، إنما تنتج، هي الأخرى، محتوى يدعم أهداف الشبكة، إذ نجد –مثلًا– أن حساب مثل حساب «بت الفرسان» الذي أنشئ في يونيو 2018، ينشر محتوى داعمًا لقوات الدعم السريع ومعاديًا للجيش السوداني، فقد نشر الحساب العديد من المعلومات المضللة التي تحقق منها فريق المرصد خلال العام الماضي؛ ولاحظ الفريق أن الحساب يتابع حسابات مثل «قنقر نيوز» الداعم لهذه الشبكة، فيما تنشر حسابات الشبكة، مثل حساب «سارة محمد» محتوى حساب «بت الفرسان» لضمان انتشاره، إذ أنّ السمة الأبرز لأغلب حسابات الشبكة، هي نشر محتوى الشبكة إلى جانب مشاركته من الحسابات الأخرى.

ومن ضمن حسابات الشبكة الفاعلة أيضًا في نشر المحتوى الذي يخدم أهدافها، رصد الفريق حساب «ألحان موسى» الذي يركز على إظهار دور إيجابي للإمارات العربية المتحدة في السودان، ويحاول تصوير العلاقات بين البلدين كأنه «نموذج للتضامن الإنساني»، بحسب وصف الحساب. وينشر الحساب محتوى داعم لـ«الدعم السريع» ومؤيد للدور الإماراتي في السودان، كما يهاجم الجيش السوداني والقوات التابعة له؛ وإلى جانب نشر محتوى خاص به، ينشر الحساب ويضخّم محتوى حسابات الشبكة الأخرى مثل حساب «قنقر نيوز».

ولاحظ فريق المرصد أيضًا نشاط مجموعة من الحسابات، أهمها حساب «sara malik elsaeed». وتعرّف صاحبة الحساب نفسها بأنها إعلامية وناشطة حقوقية وباحثة في مجال العلاقات الدولية والدراسات الدبلوماسية. ويعمل الحساب على نشر محتوى يخدم أهداف الشبكة، بما في ذلك دعم قوات الدعم السريع ومهاجمة الجيش السوداني.

وعقب العقوبات التي فرضتها الخارجية الأمريكية مؤخرًا على السودان تحت مزاعم اتهام الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية في حربه ضد «الدعم السريع»، نشط الحساب في نشر محتوى بشأن الأمر، مستغلًا الأخبار المتداولة بشأن انتشار «الكوليرا» في الخرطوم، إذ نشر ادعاءات بشأن هذه الحالات قائلًا إنها ليست «كوليرا» إنما حالات تسمم جراء التلوث الكيميائي الذي تسببت فيه أسلحة الجيش.

ومن ضمن الحسابات أيضًا حساب «Remaz ali ReRe» الذي يتابع بقية حسابات الشبكة، مثل حساب «Abdulaziz Aljabrah» وحساب «sara malik elsaeed»، ويعمل الحساب على تضخيم محتوى هذه الحسابات، كما يتبنى أهداف الشبكة، ويعمل على نشر محتوى يعزز تقدم قوات الدعم السريع وغلبتها العسكرية.

محتوى آخر:

ومن ضمن ملاحظات فريق المرصد أن بعض حسابات الشبكة كانت –قبل نشاطها في نشر محتوى يدعم قوات الدعم السريع ويُهاجم الجيش السوداني على نحو منسق– تعمل على نشر نوع آخر من المحتوى؛ إذ درجت هذه الحسابات على نشر محتوى عن الحوثيين في اليمن.

ولاحظ الفريق، مثلًا أن أن حساب «حليمة بت الطيب» –وهو أحد الحسابات النشطة في الشبكة– نشَر، في يوليو 2023، منشورًا عن جماعة الحوثي في اليمن، تتهمها فيه بارتكاب «مجازر مروعة» وتصفها بـ«الوحشية». وفي السياق نفسه، يُذكر أن بعض حسابات الشبكة تحاول أن تربط بين جماعة الحوثي والجيش السوداني، إذ نشر حساب «sara malik elsaeed» مقطع فيديو على أنه تقرير من منظمة باسم «واعيين» عن «تسليح الحوثيين والإيرانيين لكتائب البراء في السودان بتدبير من ياسر العطا».

فيما نشر حساب «Remaz ali ReRe» محتوى بشأن استنساخ إيران كيانات وتنظيمات على شاكلة «حزب الله» في لبنان و«الحشد الشعبي» في العراق و«الحوثيين» في اليمن، يزعم فيه أن كتيبة «البراء بن مالك» امتدادٌ لهذا المشروع في السودان، في محاولة لتعزيز سردية بشأن تعاون بعض الفصائل المساندة للجيش السوداني مع إيران ومشروعها في المنطقة.

محتوى مضلل لتحقيق أهداف الشبكة:

لضمان تحقيق أهدافها ووصول محتواها على نحو أسرع وإلى جمهور أوسع، عملت الشبكة على نشر العديد من المعلومات المضللة في هيئة صور ومقاطع فيديو أو حتى تصريحات مفبركة. ونجد أن حساب مثل «بت الفرسان» نشر العديد من المعلومات المضللة على نحو منظم، تركز في أغلب الأحيان، على إظهار «التفوق الميداني لقوات الدعم السريع» إلى جانب الأهداف العامة للشبكة، مثل مهاجمة القوى السياسية المحسوبة على الحركة الإسلامية ومهاجمة الجيش وإظهاره متقهقرًا.

وخلال فبراير الماضي، نشر الحساب مقطع فيديو تظهر فيه مجموعة من الجنود وحولهم معدات عسكرية، فيما يتعرضون للقصف – مدعيةً أن المقطع يوثق قصف من «الدعم السريع» على منطقة «الكدرو» بالخرطوم بحري شمال العاصمة. وتحقق فريق المرصد من مقطع الفيديو، وتبيّن أنه مضلل، إذ نُشر للمرة الأولى في العام 2020، ولا صلة له بالحرب الجارية، ولكن هدف نشره إلى إظهار الغلبة العسكرية لـ«الدعم السريع».

وينشر الحساب معلومات مغلوطة بهدف إظهار الجيش ضعيفًا في مناطق سيطرته، إذ نشر الحساب، خلال العام الماضي، صورةً لميناء «عثمان دقنة» وهو يحترق، زاعمًا أنها صورة حديثة للميناء بعد أن أضرم فيه عمال النيران، احتجاجًا على انعدام السيولة المالية، جراء «الأزمة الاقتصادية التي تضرب المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش». وتبيّن أن الصورة  قديمة، نُشرت في مايو 2022، ولا صلة لها بالأحداث الجارية.

ولاحظ فريق المرصد أيضًا أن حسابات الشبكة اعتمدت، في كثير من الأحيان، على الذكاء الصناعي في إنشاء المحتوى المضلل الذي تستخدمه في حملاتها، إذ نشر حساب «ياسمين محمد عثمان» –وهو أحد الحسابات التي تضخم محتوى الشبكة من خلال النشر والمشاركة– صورةً على منصة «إكس» لمنطقة تبدو عليها آثار القصف والدمار، زاعمًا أنها مدينة «بابنوسة» بعد عامين من الحرب. وتبيّن أنّ الصورة مولّدة بالذكاء الصناعي.

كشف تحليل الحسابات المرتبطة بالشبكة عن درجة عالية من التنسيق تهدف إلى تضخيم المحتوى المشترك، وذلك من خلال النشر وإعادة النشر، واستخدام الوسوم الموحدة، والتوقيت المتزامن للنشر، إلى جانب أساليب أخرى. وقد مكّننا هذا التحليل من تحديد الحسابات المحورية داخل الشبكة، ومن بينها حساب «توماس»، الذي لم يُسجل أي نشاط يُذكر منذ إنشائه في يونيو 2024، سواء من حيث النشر أو إعادة النشر، ورغم ذلك يُعد من أكثر الحسابات متابعةً لحسابات الشبكة وتلقى منها عددًا كبيرًا من المتابعات، مما يرجّح احتمال كونه حسابًا مشغلًا أو يُستخدم لأغراض تنسيقية داخل الشبكة.

السمات المشتركة بين الحسابات:

  1. تتفاعل الحسابات بعضها مع بعض بالمتابعة والإعجاب وإعادة نشر المحتوى. 
  2. تنشر الحسابات محتوى يتضمن الوسوم نفسها في أوقات متقاربة فيما يبدو سلوكًا منسقًا.
  3. تنشر الحسابات محتوى داعمًا لـ«الدعم السريع».
  4. تنشر الحسابات محتوى داعمًا للإمارات وتشاد.
  5. تنشر الحسابات محتوى يهاجم الجيش السوداني والقوى السياسية المحسوبة على الحركة الإسلامية.
  6. تستخدم الشبكة وسومًا متشابهة، مثل: «#الامارات_مع_السودان» «#الامارات_شريك_السلام» و«الكيزان_سبب_الحرب» و«كن_أنت_الجاهزية»، و«#جاهزية_من_اجل_القضية».

ويُظهر الرسم البياني أدناه، والمعد بأداة «Meltwater»، مدى انتشار وسم «#جاهزية_من_اجل_القضية».

يوضح مخطط الشبكة أدناه نمط التفاعل بين الحسابات التي تم رصدها ضمن هذه الشبكة من حيث علاقات المتابعة. يشير كل سهم إلى أن الحساب المُصدِر يتابع الحساب المُستقبِل. ويُلاحظ بوضوح تمركز عدد من الحسابات المحورية داخل الشبكة، ويتجلى ذلك في كثافة الأسهم الواردة والصادرة منها، مما يعكس دورها المركزي في بنية الشبكة. ويتضح أن أبرز الحسابات المركزية هي:

  1. Abdulaziz Aljabrah 
  2. توماس
  3. عالية الطيب
  4. بت الفرسان

جدول يوضح بعض الحسابات الفاعِلة في الشبكة:

اسم الحساب 

اسم المستخدم 

اسم الحساب 

اسم المستخدم

بت الفرسان

@bitalfursan

Bandar

@2NONO2021

Abdulaziz Aljabrah

@ajabrah2030

قنقر نيوز

@GANER_NEWs

سارة محمد

@SaraSaritacasro

ياسمين محمد

@yassmiina_a

بلاد النور 

@bladalnoor2022

زاهية 

@zahiaelhily2

همس 

@hms12001

سماح علي

@samahAloob

Jamila Albaz

@jamilaalbaz

زينب الميرغني 

@zainabalmrghani

مريم النور 

@mariam_Alnour

Amna Albashir

@Amna_albashir

هدير عبد القادر

@nesyyaan

منى أحمد محمد

@Tiiigan

ألحان موسى

@Alhan_mousa

sara malik elsaeed

@karmen_saeed

Remaz ali ReRe

@RemazaliReRe

عالية الطيب

@Aayla_Altayeb

ومن خلال متابعة الحسابات وتحليل المحتوى الذي نشرته والوسوم التي استعملتها، تبيّن أن هذه الحسابات تعمل على نشر سرديات تُناصر «الدعم السريع» وتهاجم الجيش السوداني. كما استغلت الشبكة في نشاطها العديد من الأحداث الجارية لدعم سرديّتها، مما ساهم في انتشار المعلومات التي نشرتها، بما في ذلك محتوى يدعم العلاقات مع دول مثل تشاد والإمارات، إلى جانب معلومات مضللة لدعم السردية التي تتبناها.

«مرصد بيم» يكشف عن منصة باسم «ملفات عربية» تمارس التضليل ضد الجيش السوداني

مع تزايد الاعتماد على وسائل الإعلام الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي، كمصدر أساسي للمعلومات، تتفاقم مشكلة الانتشار السريع للمعلومات غير الدقيقة أو المضللة، مما يساهم في تشويه الحقائق وإرباك الجمهور، ويؤدي -في المحصلة- إلى تأثيرات سلبية في عملية صنع القرار وإدراك الجمهور للقضايا المهمة.

تعد الحروب والنزاعات المسلحة بيئة خصبة لانتشار الشائعات والمعلومات المضللة التي تهدف إلى التأثير في الرأي العام، أو ما يعرف بـ«التضليل الحربي» أو «الدعاية الحربية». ومنذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، نشطت حملات تضليل تعمل على نشر المحتوى المضلل وتداوله، للتشويش على الجمهور وخداعه. وعمل فريق «مرصد بيم»، عبر مجموعة من التقارير، على رصد هذه الحملات الممنهجة وكشفها للجمهور.

في هذا السياق، لاحظ فريق «مرصد بيم» نشاطًا مريبًا لمنصة إخبارية إلكترونية تنشط في نشر معلومات غير دقيقة ومضللة أحيانًا عن الأوضاع في السودان، مستندةً إلى مصادر غير موثوقة، مما خلق حالةً من الضبابية حول ما تقدمه من محتوى. ويعرض هذا التقرير تحليلًا معمقًا لهذه المنصة وأهدافها والمصادر التي استعانت بها، بالإضافة إلى مدى توافق منهجها مع الدعاية الحربية لأحد طرفي  النزاع.

تبرز منصة «ملفات عربية» التي تملك حسابات على منصتي «إكس» و«فيسبوك» كمصدر لافت للانتباه بما تنشره من محتوى يتعلق بالدول العربية. ومنذ إنشائها في مايو 2020، اتخذت منصة «ملفات عربية»، عبر حسابها على «إكس» تحديدًا، منحًى تضليليًا في تناول الأحداث الجارية في السودان، إذ سلطت الضوء على الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» مع التركيز على مهاجمة أحد طرفي النزاع دون الآخر.

تحليل الحسابات:

لاحظ «مرصد بيم» تعدد حسابات منصة «ملفات عربية» على شبكة الإنترنت، مما يُظهر إستراتيجية متنوعة الأساليب للوصول إلى الجمهور، بدءًا من موقعها الإلكتروني الذي يقدم محتوًى مركزيًا بشأن أنشطة المنصة، ويمكِن للجمهور العثور على مقالات عن مواضيع مختلفة تتعلق بالعالم العربي على الموقع.

أما على منصة «إكس» (المعروفة سابقًا باسم «تويتر»)، فنجد أن  حساب «ملفات عربية» ظل نشطًا مع متابعين يبلغ عددهم نحو (33.5) ألف متابع. ونشر الحساب نحو (14.4) ألف تغريدة، بمعدل نشر يومي، منذ انضمامه إلى المنصة في مايو 2020. وصاحبَ هذا النشاط المكثف تفاعل مع الأحداث الجارية في السودان بطريقة مضللة، وهو ما يسعى هذا التقرير إلى كشفه. 

أما في منصة «فيسبوك» فيتابع حساب «ملفات عربية» متابعون أقلّ مقارنةً بمنصة «إكس»، إذ يبلغ عددهم (8.5) ألف متابع. وانضم الحساب إلى «فيسبوك» في يونيو 2020. والمثير للاهتمام هو أنّ اسم الحساب تغيّر مرتين في العام نفسه، مع العلم بأن الحساب غير نشط منذ 2020.

وفي منصة «يوتيوب»، يركز حساب «ملفات عربية» على إنتاج مقاطع فيديو لنشرها على المنصات الأخرى. ويحظى الحساب بـ(2.92) ألف مشترك مع (4.9) ألف فيديو، فيما بلغ عدد مشاهداته أكثر من (933) ألف مشاهدة.

ومن تحليل «مرصد بيم» لطبيعة حسابات منصة «ملفات عربية» ومدى انتشارها، يتضح أنّ المنصة تحاول الاستفادة من تنوع الوسائط الاجتماعية للوصول إلى جمهور واسع مع التركيز على التفاعل السريع والمحتوى المتنوع.

تحليل الخطاب:

من خلال متابعة دقيقة لنشاط حسابات «ملفات عربية» منذ أبريل المنصرم وحتى أواخر مايو 2024، لا سيما حسابها على «إكس»، اتضح لفريق بيم أن منصة «ملفات عربية» تركز، بدرجة كبيرة، على نشر محتوى يهاجم الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه. ويعتمد حساب المنصة، اعتمادًا ملحوظًا، على نشر تقارير مصوّرة معدّة بعناية لتأليب الرأي العام على الجيش السوداني وتقويض الثقة فيه، إذ تحاول هذه التقارير أن تصوّر الجيش السوداني كقوة تأتمر بأوامر الحركة الإسلامية السودانية ورئيسها «علي كرتي»، مما يساهم في تشكيل صورة سلبية عن الجيش لدى الرأي العام، تتوافق مع ادعاءات الطرف الآخر «قوات الدعم السريع»، وتعزز الاتهامات الموجهة إلى الجيش من خصومه بـ«التحيز إلى الإسلاميين والتطرف الديني».

ويكشف تحليل محتوى الحساب عن نمط معين في سرد الأحداث، إذ تحاول أن تعرض صورة سلبية عن الجيش السوداني، مع التركيز على إبراز دوره المزعوم في زعزعة الاستقرار وتبعيته لقادة الحركة الإسلامية. ويكشف هذا التوجه الإعلامي عن تحيزات معينة أو ارتباطات محتملة بجهات معادية للجيش السوداني. ويصيغ الحساب المعلومات التي يريد إيصالها إلى الجمهور، عبر مقاطع فيديو، مما يزيد من جاذبيتها للمتلقي ويعزز فرص انتشارها. كما لاحظ «فريق بيم» أن حساب «ملفات عربية» ينشر تلك السرديات دون ذكر أي أدلة واضحة تؤكد صحة الادعاءات التي ينشرها.

حركة الشباب الصومالية و جماعات أرهابية :

عمد حساب «ملفات عربية» على منصة «إكس» إلى نشر مقاطع فيديو تسرد، بطريقة شيقة، معلومات غير دقيقة وبلا أيّ دليل؛ ما يثير الريبة إزاء المحتوى. ووجد «فريق بيم» أن الحساب نشر مقطع فيديو زعم فيه أن الجيش، وباتفاق مسبق مع «علي كرتي»، استجلب مرتزقة صوماليين من «حركة الشباب الصومالية» للقتال في صفوفه في الحرب المشتعلة بينه وبين قوات «الدعم السريع». وسرد مقطع الفيديو مزاعم معلقة بلا دليل عن وجود مجموعات من «حركة الشباب الصومالية» المصنفة «جماعةً إرهابية» من دون ذكر أيّ أسانيد تعضد تلك السردية، وهو ما يقدح في صحة الادعاء.

وفي سياق متصل، واصل حساب «ملفات عربية» نشر محتوى غير دقيق ينسبه إلى مصادر يصفها بـ«المطلعة» من دون ذكر هذه المصادر أو تعريفها. ونشر الحساب في مايو الماضي مقطع فيديو زعم فيه وجود مخطط لتدمير البنى التحتية ممن أسماهم «جماعات إرهابية» قال إنها داخل الجيش السوداني. ويتضمن مقطع الفيديو بعض المنشورات في محاولة لتعضيد المزاعم الواردة فيه، إلا أن تلك المنشورات مأخوذة من حسابات معروفة بالتضليل لمصلحة قوات «الدعم السريع»، وعمل «مرصد بيم» على تفنيد بعض المعلومات المضللة التي استندت إليها المنصة في تقريرها، من قبل.

 

واصل حساب «ملفات عربية» في نشر معلومات متداولة عن وجود «جماعات إرهابية وتكفيرية» داخل الجيش السوداني، من دون تقديم أي دليل واضح يؤكد صحة هذا الادعاء، ما خلق حالةّ من الضبابية حول صحة هذه المعلومات أو دقتها. ونجد كذلك أنّ الحساب تناول، ضمنيًا، سردية تفوّق قوات «الدعم السريع» على الجيش، في ما تداوله عن استجلاب الجيش «مرتزقة أجانب» لسد تلك الفجوة وتحقيق التوازن.

وتجدر الإشارة في هذا السياق أيضًا إلى أن الحساب يستخدم مفردة «كيزان» لوصف المنتمين إلى الحركة الإسلامية، وهو لفظ يستخدم في السودان لتوصيف أفراد الحركة الإسلامية وعناصر نظام الرئيس المخلوع «عمر البشير» الذي أطاحت به ثورة شعبية اندلعت في أواخر العام 2018؛ وهو ما يبدو غريبًا بعض الشيء، فمن غير المعتاد أن تتناول منصات غير سودانية موضوعًا عن أعضاء الحركة الإسلامية بوصفهم «كيزان».

انقسامات داخل الجيش :

وفي سياق متصل أيضًا، واصل حساب «ملفات عربية» نشر مقاطع فيديو أخرى، من بينها مقطع فيديو حوى مزاعم بشأن انقسامات داخل الجيش وتسريبات عن احتمالية سقوط كلٍّ من الفاشر «عاصمة شمال دارفور» والأبيض «عاصمة شمال كردفان» في قبضة قوات «الدعم السريع»، من دون أن تسند هذه المزاعم بأيّ دليل أو تنسب تسريباتها المزعومة إلى أيّ مصدر موثوق، فقط مجرد سرد لما تداولته بعض الحسابات على منصة «إكس». ويُذكر أن مقطع الفيديو المذكور شاركته حسابات موالية لقوات «الدعم السريع».

ولاحظ فريق «مرصد بيم» أيضًا تشابهًا بين محتوى حساب «ملفات عربية» ومحتوى «شبكة مكونة من حسابات إماراتية إسرائيلية» كان المرصد قد نشر تقريرًا بشأنها في يونيو الماضي. ويتجلى أحد أوجه الشبه في الادعاءات المتعلقة بسيطرة من يصفهم الحساب بـ«الجماعات الإرهابية والتكفيرية»، مثل «الأخوان المسلمين» أو «القاعدة» و«داعش»، على الجيش السوداني دون ذكر أدلة واضحة تؤكد صحة هذا الادعاء.

أجندة أخرى :

 يعمل حساب «ملفات عربية» على نشر العديد من مقاطع الفيديو والتقارير حول جماعة «الإخوان المسلمين» وعرض سرديات على نوايا الجماعة فرض هيمنتها وسيطرتها على بعض البلدان كما يغطي الحساب بشكل مستمر مجريات الأحداث في إيران خصوصًا عقب التطورات الأخيرة واغتيال رئيس المكتب  السياسي « لحماس » «إسماعيل هنية »   كما يعمل الحساب على النشر بشكل مكثف عن جماعة « الحوثي»  وعن ما تفعله داخل اليمن بحق المواطنين وعلاقتها بإيران

حسابات داعمة:

لاحظ فريق «مرصد بيم» أيضًا أن حساب «ملفات عربية» على «إكس» مدعوم من مجموعة من الحسابات والصفحات المحسوبة على الآلة الدعائية لقوات «الدعم السريع»، ويتعامل حساب «ملفات عربية» مع بعض تلك الحسابات على أنها «مصادر موثوقة للمعلومات»، مثل حساب «الجنا الفقر» الذي يعد أحد أبرز الحسابات التي تعمل على التضليل الحربي لمصلحة قوات «الدعم السريع» على منصة «إكس». وهذا التشابه الملحوظ في المحتوى دفع بعض الحسابات الداعمة لقوات «الدعم السريع» إلى نشر المحتوى الذي تقدمه منصة «ملفات عربية» ومشاركته. ومن ضمن تلك الحسابات أيضًا  حساب «بشر تكيزو» الذي ينشط في الدعاية الحربية لـ«الدعم السريع»، وكذلك حسابات مثل «سيد السنوسي» و«على أحمد» و«Adil» وغيرها من الحسابات التي تشارك ما ينشره حساب «ملفات عربية». وليس واضحًا ما إن كان هناك تنسيق مسبق بين تلك الحسابات لنشر محتوى المنصة أم لا، ولكن من الواضح أن تلك الحسابات رأت في ما تنشره المنصة ما يدعم توجهها، لذا تعمل على إعادة نشره.

الخلاصة: 

بناءً على جهود «مرصد بيم» في متابعة منصة «ملفات عربية» وتحليل محتوى حساباتها، اتضح للمرصد أن المنصة تعمل على نشر معلومات مضللة بشأن وجود «جماعات إرهابية» داخل الجيش السوداني، من دون ذكر أسانيد واضحة وموثوقة تعضد ما تنشره من ادعاءات. كما تستمد المنصة معلوماتها، فيما يخص النزاع في السودان، من حسابات على منصة «إكس» عُرفت بنشر محتوى غير دقيق مع الدعاية والتضليل لمصلحة قوات «الدعم السريع». وتساهم المنصة، بما تقدمه من محتوى، في نشر المعلومات المضللة بشأن النزاع الذي يشهده السودان منذ أبريل من العام الماضي.

تحقيق لـ«مرصد بيم» بالتعاون مع «ڤالنت» يكشف عن شبكة تضليل بمنصة إكس تروج لـ«الدعم السريع» وتهاجم جماعة الإخوان بالسودان

يكشف «مرصد بيم» بالتعاون مع «ڤالنت» عن شبكة تضليل على منصة إكس تروج للدعاية الإعلامية لقوات الدعم السريع وتهاجم جماعة الإخوان المسلمين في السودان معتبرة أنها تختطف قرار الجيش. كذلك ربطت الشبكة التي تعمل عبر أسلوب السلوك الزائف المنسق، عودة العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وطهران، بادعاءات تفيد أن الأخيرة تحاول إيجاد موطئ قدم  لها على البحر الأحمر مقابل مد الجيش بالسلاح، مشيرة إلى أن وجود طهران على البحر الأحمر يمثل تهديداً للأمن القومي السعودي.

يأتي استهداف حملات التضليل المنسقة للفضاء الرقمي السوداني والتي تكررت على مدى السنوات الأخيرة، في إطار موقع البلاد الجيوسياسي الحساس، في محاولة للتأثير على الرأي العام السوداني واختراقه، لتحقيق مصالح تلك القوى الأجنبية والتي ترتبط عادةً بقوى داخلية. 

وكانت دراسة بيئة المعلومات المضللة التي نشرها «مرصد بيم» سلطت الضوء على الفاعلين الدوليين في المشهد الإعلامي السوداني، موضحة نشاط بعض الدول في الفضاء الرقمي السوداني بنشر معلومات كاذبة ومضللة.

وفي هذا السياق، بدايةً من سبتمبر الماضي، لاحظ فريق «مرصد بيم» عبر رصده لوسائل التواصل الاجتماعي، نشاط عشرات الحسابات في منصة إكس والتي تنشر محتوى يروج لدعاية الدعم السريع الإعلامية، فيما يهاجم جماعة الإخوان المسلمين في السودان ويحتفي في الوقت نفسه بالمناسبات الرسمية للمملكة العربية السعودية.

كما تنشط الحسابات موضع التحقق، في نشر محتوى يتعلق بعودة العلاقات بين الخرطوم وطهران، مشيرة إلى أن طهران تسعى لكسب موطئ قدم في البحر الأحمر وهو الأمر الذي يمثل تهديداً للأمن القومي السعودي.

طهران تستثمر الحرب في السودان منفذًا إلى البحر الأحمر

العنوان المذكور يعود لمقال أوردته صحيفة العرب اللندنية في 9 أغسطس الماضي، إبان إعلان الخرطوم وطهران نيتهما استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، وهو يمثل السردية الرئيسية للادعاء والتي تداولتها مجموعة من الحسابات تحت وسم “#ايران_تدعم_البرهان”.

ومن خلال البحث في منصة إكس،  توصلنا إلى أن حساب باسم أمجد طه نشر تغريدة تحوى وسم #إيران_تدعم_البرهان مرفقا معها مقطع فيديو قديم لقناة العربية يفيد بوصول سفن حربية إيرانية إلى البحر الأحمر، مدعين أنها تحمل أسلحة تزود بها الجيش وفق اتفاق قديم بين الحرس الثوري الإيراني وجماعات موالية لنظام البشير، ثم نشطت مجموعة من الحسابات في تداول الوسم مرفق معه نصوص تم انتقائها من المقال المذكور.

تحققنا من هوية أمجد طه ووجدنا أنه الرئيس الإقليمي لـ«المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط»، وهو يقيم في لندن بحسب حسابه على منصة إكس، كان ينشط بقوة في مهاجمة قطر إبان الأزمة السعودية الإماراتية القطرية، يدعم التطبيع مع إسرائيل ويهاجم حركة المقاومة الإسلامية في الوقت الحالي إبان الحرب الدائرة منذ أكتوبر الماضي في غزة.

أيضًا تحققنا من مقطع الفيديو المرفق مع التغريدة، ووجدنا أنه يعود للعام 2012 بعد قصف إسرائيل لمصنع اليرموك بالعاصمة السودانية الخرطوم، وكانت السفن الإيرانية رست في ميناء بورتسودان لمدة ثلاثة أيام.

 كما أن المقطع في نهايته يتضمن مقتطع من تصريح صدر حديثًا لوزير سابق في نظام البشير يقول فيه إن الجيش ليس لديه خيارات، وبالتالي يبحث عن أي علاقة يمكن أن توفر له إمداد حربي في معركته مع الدعم السريع.

اتضح لنا أن مقطع الفيديو تم تركيبه وإنتاجه ليخدم ويؤكد ما جاء في مقال الصحيفة وهو تسلم الجيش سلاحًا من إيران مقابل تمديد نفوذها في البحر الأحمر.

كذلك عملت الحسابات التي شاركت في الوسم على إعادة تغريد أو نشر محتوى مجتزأ من المقال يؤكد ذات الرواية، وتشكك في الأسباب الحقيقية التي تدفع إيران لفتح العلاقات مع الجيش السوداني، قائلة إن «الكيزان» جماعة الإخوان المسلمين في السودان يخططون لمنح إيران السيطرة على البحر الأحمر والقاعدة البحرية جنوب بورتسودان مقابل شحنات من الأسلحة.

وادعت أحد الحسابات المؤيدة لقوات الدعم السريع، أن العلاقات بين إيران والسودان كانت دائمًا تشكل خطرًا على الاستقرار والأمن الشامل في المنطقة، وخاصة السعودية. زعم أيضًا، أن إيران تخطط لاحتلال بورتسودان وفتح جبهة جديدة مع السعودية من جهة البحر.

في البحث عن الحسابات محل التحقيق، وجدنا أنها نشرت تغريدة احتفالًا باليوم الوطني السعودي تهنئ فيها المملكة، بيد أن الصور المصاحبة للتغريدة تعود لقائد الدعم السريع وقيادات المملكة، كما تنشر بعض الحسابات أخبار الزيارات الرسمية لقادة المملكة العربية السعودية. 

الدعم السريع تحارب جماعات الإخوان الإرهابية

عملت مجموعة الحسابات محل التحقيق على نشر محتوى يدعم رواية الدعم السريع الإعلامية القائلة «بأنها تحارب جماعات إسلامية متطرفة، وتحملها مسؤولية اندلاع الحرب في السودان، وذلك باختطافها لقرار الجيش السوداني». 

وبالرجوع إلى محتوى الحسابات، وجدنا أنها تشارك بيانات الدعم السريع وقائدها، كما تغطي التطورات الحربية الميدانية، وتنشر محتوى تهاجم فيه جماعة الإخوان والجيش السوداني، كما تنشر مجموعة الحسابات محتوى مضللًا عن التطورات السياسية داخليًا وخارجيًا.

وبمزيد من البحث والتدقيق في الحسابات محل التحقيق، وجدنا أن مجموعة منها نشطت عبر وسم « #حميدتي_قاهر_الكيزان»، إذ تنشر من خلاله محتوى  يروج  لقائد الدعم السريع وتقول إنه يحارب جماعات «الفلول»، وأنه «أطلق نداء لشرفاء الجيش لعزل قيادة الإخوان وتكوين قيادة جديدة، حتى ينعم السودان بالأمن والاستقرار».  

السمات المشتركة بين الحسابات

  • تتفاعل الحسابات مع بعضها البعض بالمتابعة والإعجاب وإعادة نشر المحتوى. 
  • تنشر الحسابات المحتوى الذي يحتوي على وسم في وقت متقارب يبدو أنه منظم.
  • تتابع بعض الحسابات حسابي الدعم السريع وقائدها على تويتر، كما تتفاعل مع المحتوى الصادر عنها بالإعجاب وإعادة النشر.
  • معظم الحسابات تستخدم أسماء مستعارة، مكتوبة باللغة العربية العامية السودانية.
  • معظم الحسابات تضع صورًا لشهداء الثورة السودانية، كما يضع بعضها صورًا لقائد الدعم السريع.

السمات المتباينة بين الحسابات

  • بعض الحسابات يبدو أنها «بوت» حيث تستخدم أسماء مكتوبة باللغة انجليزية، ويختلف اسم الحساب عن اسم المستخدم.
  • معظم الحسابات المكتوبة باللغة الإنجليزية حسابات قديمة تم إنشاؤها بين الأعوام 2010-2014، وبالتدقيق في محتوى قديم نشرته وجدنا أنها كانت تنشر محتوى باللغة الإنجليزية.
  • بعض الحسابات حذفت المحتوى القديم وبدأت النشر في العام 2022، رغم أن تاريخ إنشائها كان بين الأعوام 2010-2014.
  • بعض الحسابات شاركت محتوى موحد في أكتوبر الماضي عبر وسم “#ييييع_خخخي” في ذات التوقيت ويبدو إنها مجموعة بوتات يتم التحكم فيها.

تزامن النشر

  • بالتدقيق في مواقيت النشر التي نشطت فيها الحسابات لنشر محتوى عبر الوسوم المذكورة، نجد أنها تنشط في مواقيت متقاربة، حيث أن بعض الحسابات التي نعتقد أنها مجموعة بوتات يتم التحكم فيها، نشرت 15 منشورًا  في 25 أكتوبر الماضي في الساعة 5:47، أي أن مجموعة التغريدات نشرت في نفس الساعة والدقيقة والثانية. 
  • بعض الحسابات التي يتابعها عدد كبير وأسماء مستخدميها مكتوبة بالعامية السودانية، لم تتزامن مواقيت نشاطها في الوقت نفسه، لكنها تنشط في أوقات متقاربة.

الخلاصة:

من خلال تحليل المحتوى ومتابعة الحسابات والوسوم التي نشرت عبرها، يبدو أنها تريد تدعيم وجهة النظر القائلة بأن عودة العلاقات بين السودان وإيران تهدف إلى دعم طهران للجيش السوداني وجماعات الحركة الإسلامية بالسلاح في حربهما ضد الدعم السريع، وفي المقابل إعطاء طهران موضع قدم في البحر الأحمر.

تدعي الحسابات، أن العلاقات بين الخرطوم وطهران تمثل تهديدًا للأمن القومي السعودي، كما شاركت بعض الحسابات تغريدات تحتفل فيها باليوم الوطني السعودي، وتروج لصور قديمة تجمع قيادات من المملكة بقائد الدعم السريع، أيضا تدعم الحسابات رواية الدعم السريع الإعلامية وتروج لأخبار المعارك من جهة الدعم السريع.

بناء على كل ذلك، يتضح أن مجموعة الحسابات تستخدم أسلوب السلوك الزائف المنسق وتنشط عبر وسوم مضللة للنشر والترويج ومناصرة فكرة أو رأي محدد يخدم أجندة صانع المحتوى.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، الجدول أدناه يعرض أمثلة لبعض حسابات الشبكة، التي تتبع الأنماط المذكورة آنفاً:

اسم الحساب 

اسم المستخدم

اسم الحساب

اسم المستخدم

حجازي أحمد

@ejazi77

TutupBotolLimun

@YOZAMAHADIKA

Eptihal

@Epthal979

READ BIO or unfollow

@celemheed

ود البحير

@wdalbehair 

سيد السنوسي

@Sayedsanosi

أنس هيثم

@annshaithm

anggo poden

@anggopondiu

دنيا زائلة ولضمي

@srhgtrhjn

بت الفرسان

@bitalfursan

مطر بدون براق

@ZoalRSF

سيد السنوسي

@Sayedsanosi

Irvan kurniawan

@ippankondeonde

Abipe

@Mfrizcha_adi

ULTIMORAIDER

@ULTIMORAIDER

pemain pedang thifan

@dewymelany475

Teehee

@geegeyhi22

melody

@snaileymailey6

ألجنا الفقر

@alaaty88

Dina Ardhani

@dinaardhani

تدعم الأجندة السياسية للانقلاب .. (بيم ريبورتس) تكشف عن شبكة جديدة على فيسبوك

عرّفت شركة (ميتا) المالكة لمنصة (فيسبوك)، السلوك الذي يحوي جهودًا منسقة للتلاعب بالنقاش العام، لتحقيق هدف استراتيجي، عبر حسابات زائفة، بـ “السلوك الزائف المنسق”. وهو ببساطة أن تنشط بعض الحسابات، التي قد تكون حقيقية أو مزيفة، في إنشاء محتوى معين، أو في التفاعل مع محتوى آخر بطريقة منسقة، بهدف إلهاء المتابعين، أو نشر معلومات مضللة، أو الترويج لأجندة بعينها.

نشرنا في (بيم ريبورتس) شبكتين تروجان لمحتوى (الدعم السريع) على منصتي (فيسبوك) و(تويتر)، بالعمل على زيادة التفاعل والانتشار، عبر التلاعب بخوارزمية (فيسبوك).

إقرأ المزيد

في هذا التقرير، نعرض شبكة أخرى من الحسابات والصفحات، تعمل بطريقة منسقة، لنشر محتوى يروج للأجندة السياسية للانقلاب. تتكون الشبكة من صفحتين رئيستين، وعدد من الحسابات الشخصية، تنشر وتشارك بعض التقارير بشكل ممنهج، للترويج للأجندة السياسية للانقلاب.

صفحة المرصد السوداني:

تأسست صفحة (المرصد السوداني) في يناير 2022م، ويُديرها سبعة مديرين من داخل السودان. تعمل الصفحة على ترويج كل ما يدعم انقلاب 25 أكتوبر، واصفة إياه بـ “إجراءات أكتوبر التصحيحية”، مروجة لذلك عبر إنشاء وسم “#إجراءات_أكتوبر_التصحيحية”. وكذلك، تنشر الصفحة محتوى يبث خطابًا مضادًا للحراك الثوري، عبر إنشاء مقاطع فيديو، ونشر إحصاءات مزيفة لأعداد المشاركين في المواكب.

نشرت الصفحة مقطع فيديو من إنشائها، معنونة إياه بـ “25 أكتوبر .. ثورة أخرى”، موضحة أن الفيديو يستعرض أحداث السودان في ظل حكم انقلاب 25 أكتوبر، ولكن، بعد رؤية الفيديو، يتضح أنه يروج لما تعتبره الصفحة (إنجازات للقائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان)، بداية من رئاسته لمنظمة (إيقاد)، مرورًا بمشاركته في تشييع الملكة اليزابيث الثانية، ونهاية بمشاركته في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

أيضًا، نشرت الصفحة مقالًا منسوبًا لمحمد ناجي الأصم، القيادي في تجمع المهنيين. لاحقًا، نفى الأصم صلته بهذا المقال.

صفحة مستقبل 21 - Future 21:

تأسست صفحة (مستقبل 21 – Future 21) في فبراير 2022، بعد أقل من شهر على تأسيس صفحة (المرصد السوداني). للصفحة مدير واحد يقيم في السودان. في بعض الأحيان، تنشر هذه الصفحة محتوى موحد مع صفحة (المرصد السوداني)، وبالتزامن معها.

حسابات تنسق فيما بينها لنشر محتوى الصفحة:

تنشط حسابات شخصية، في مشاركة محتوى الصفحتين، في المجموعات المختلفة على منصة (فيسبوك). لهذه الحسابات الملامح التالية:

  • معظم الحسابات تغلق حائطها الشخصي.
  • تشارك هذه الحسابات منشورات الصفحتين أعلاه فقط.

تقصى فريق البحث في (بيم ريبورتس) عن هذه الشبكة. فحصنا مجموعة (المرصد السوداني) التي تديرها الصفحة ذاتها، وجدنا أن المجموعة يديرها حساب آخر باسم (نجلاء عمرابي). بتفحص حساب نجلاء، وجدنا أنها تشارك منشورات الصفحتين (المرصد السوداني) و(مستقبل 21 – Future 21)، بالإضافة إلى بعض المحتوى الذي يوحي بسوء أخلاق المتظاهرين.

أيضًا، تفحصنا إحدى مجموعات (واتساب) الخاصة بصفحة (المرصد السوداني)، وجدنا أن أحد مديري المجموعة، يضع شعار صفحة (مستقبل 21 – Future 21) كصورة شخصية له على واتساب، كما يتضح في الصورة أدناه. يمكن التأكد من ذلك عبر رابط إحدى مجموعات الصفحة هنا.

بعض حسابات الشبكة:

اسم الحساب

رابط الحساب

Facebook ID

Hamad Eltaieb

الرابط

100077905372578

Nour Eldin Farah

الرابط

100079127550891

Baha Yousif

الرابط

100079134307198

Nouha Ahmmed

الرابط

100079238041960

مصطفى ماجد

الرابط

100078710695158

أحمد الفاضل

الرابط

100078305581379

رؤي عبدالباسط

الرابط

100077676356032

مهدي أبو يارا

الرابط

100076976325314

Adam Elhaj

الرابط

100078182812361

أنور الباشا

الرابط

100078291871140

مجاهد سنهوري

الرابط

100077909267073

حسن علي

الرابط

100082084843385

كيف تعمل شبكة (حسابات مزيفة) على التلاعب بالتفاعلات الخاصة بمحتوى (الدعم السريع) في موقع فيسبوك؟

نشر (مرصد بيم) الأسبوع الماضي تقريرًا عن شبكة من الحسابات المزيفة التي تروج لأنشطة (الدعم السريع) في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر). وتنشط الشبكة المذكورة بالتقرير السابق في التفاعل مع منشورات حساب قوات الدعم السريع في تويتر، فيما يبدو وكأنه محاولة لتلميعها.

في هذا التقرير، ننشر شبكة أخرى من الحسابات المزيفة، تنشط في التلاعب بخوارزمية (فيسبوك)، عبر التفاعل بطريقة ممنهجة مع المحتوى الذي تنشره صفحة (قوات الدعم السريع – Rapid Support Forces)، وصفحات ومنشورات أخرى متعلقة بأنشطة الدعم السريع. تستخدم هذه الحسابات رمز التفاعل (أحببته)، كتفاعل موحد على جميع المنشورات التي تنشرها الصفحة.

ملامح حسابات الشبكة

  • أبرز الملامح المشتركة لحسابات الشبكة كالتالي:
  1. تَستخدم معظم الحسابات أسماء سيدات.
  2. تَذكر جميع الحسابات أمكنة عمل وهمية، وأماكن الدراسة الجامعية.
  3. تَذكر الحسابات أماكن وجودها، بالإضافة إلى أماكن ولادتها.
  4. تُعرِّف جميع الحسابات نفسها بأن حالتها الاجتماعية (عزباء).

وكذلك، تنشر الحسابات منشورات موحدة بطريقة منتظمة، لا علاقة لها بمحتوى (الدعم السريع)، كنوع من تضليل المتابعين، ومن أجل الظهور في شكل حساب حقيقي. الصور أدناه تعرض مثالاً للنشر المنتظم لمنشورات موحدة:

أيضا، تتفاعل هذه الحسابات برمز التفاعل (أحببته)، على المنشورات التي يُذكر فيها قائد الدعم السريع (حميدتي) في صفحات أخرى لا تخص (الدعم السريع)، وذلك لإظهار أن العديد من مستخدمي (فيسبوك) معجبون بالمحتوى الذي يُذكر فيه (حميدتي)، ومِن ثَمًّ التأثير على تفاعل المستخدمين العاديين مع المنشور.

الصورة أدناه تعرض تفاعل حسابات الشبكة على منشور بصفحة (الجزيرة – السودان):

تلاعب بخوارزمية فيسبوك

خوارزمية (فيسبوك) هي برنامج حاسوبي، يحدد المنشورات التي يراها مستخدمو (فيسبوك) في كل مرة يتحققون فيها من مستجدات المنشورات الخاصة بهم، كما تحدد ترتيب ظهور هذه المنشورات.

بشكل أساسي، تُقيّم خوارزمية (فيسبوك) كل منشور على حدةٍ، إذ يسجل المنشورات، ثم يرتبها بترتيب تنازلي غير زمني، حسب اهتمام كل مستخدم بصورة منفردة.

ببساطة، هذه الخوارزمية ترتب أولوية المنشورات التي تظهر لك عندما تدخل إلى موقع (فيسبوك)، بناء على تفاعلك السابق مع المنشورات، وتَفاعُل أصدقاؤك مع منشورات أخرى، بالإضافة إلى سجل البحث، ونوع المحتوى.

بعد معرفة طريقة عمل خوارزمية (فيسبوك)، يمكن أن نستنتج أن حسابات الشبكة المذكورة أعلاه، تستخدم “سلوكًا زائفًا منسقًا” للتلاعب بالخوارزمية. يُعرِّف (فيسبوك) السلوك الزائف المنسق على أنه “جهود منسقة للتلاعب بالنقاش العام، لتحقيق هدف استراتيجي، عبر حسابات زائفة”.

وكما نشرنا في الأسبوع الماضي عن شبكة تروج لأنشطة قوات الدعم السريع في تويتر، وقبل ذلك في فبراير الماضي، عن سعيها لتلميع صورتها باستخدام مركز أبحاث أجنبي؛ يتضح أن هذه القوات تستخدم العديد من الأساليب غير المشروعة، للترويج لأنشطتها، أو لغسيل سمعتها، أو لغيرها من غاياتها الخاصة.

حسابات الشبكة

اسم الحساب

رابط الحساب

Facebook ID

اعتكاف وليد

الرابط

100085150557054

كميلة خليل

الرابط

100085220093908

لورين تميم

الرابط

100085424413167

ماجي مروان

الرابط

100085253331325

ماهيتاب نيار

الرابط

100085225133155

ميس يزيد

الرابط

100085417542496

هياتم إلياس

الرابط

100085255164755

هيام عيسى

الرابط

100085703312758

ياسمين يعقوب

الرابط

100085600985299

مزو الحسن

الرابط

100085222671723

سمية بدوي

الرابط

100085297338822

ريم خالد

الرابط

100085517227652

عبير جبريل

الرابط

100085294848653

سمية بدوي

الرابط

100085110057326

ايمان طارق

الرابط

100085500938263

كيف يجري التمهيد لحملات الاستهداف والاعتقال لمناهضي الانقلاب بسلسلة من المعلومات المضللة؟

قبل يوم واحد من اعتقال السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني، محمد مختار الخطيب، وعضو اللجنة المركزية للحزب، صالح محمود، انتشرت بوسائل التواصل الاجتماعي سلسلة من المعلومات المضللة حول أنشطة الحزب الشيوعي، وتأسست أغلب المعلومات المضللة الرائجة، على بيان صادر عن الحزب، عن لقاء جمع بين القياديين الخطيب ومحمود بقائد حركة وجيش تحرير السودان، عبدالواحد نور، وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان، عبدالعزيز الحلو. 

في وقت لاحق من نفس الاسبوع، روجت صفحات عديدة بموقع فيسبوك، معلومات مضللة وأعادت نشر صور قديمة، للقيادي بحزب البعث ، والمسؤول السابق بلجنة تفكيك التمكين، وجدي صالح.

فهل جرى استخدام سلسلة المعلومات المضللة المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعي تمهيداً لاستهداف الأشخاص المذكورين بهذه المعلومات المضللة؟

حملة استهداف اسفيري موجهة ضد وجدي صالح

تداول العديد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، اليوم السبت، صوراً لأمين سر (حزب البعث العربي الاشتراكي)، وجدي صالح، يحمل فيها شهادة بمعية أحمد إبراهيم الطاهر، القيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول. وأرفق بعض المتداولين للصور تعليقا ذاكرين فيه أن الصورة لوجدي صالح حينما كان “شريكا إنقاذيا”، حسب وصفهم. وكان حساب “الداعية” (محمد هاشم الحكيم) من بين من ارفقوا هذا الوصف.

وجد فريق البحث في (بيم ريبورتس) أن أول حساب نشر هذه الصور هو حساب شخص يدعى (Husam Mohamed)، و يبلغ عدد متابعيه (1290).

تشير (بيم ريبورتس) إلى أن وجدي صالح قد أجرى لقاءً صحفيا يوم 16 مايو الجاري، متحدثا عن العملية السياسية وما يترتب عليها. منذ لحظة نشر محتوى اللقاء، نشطت العديد من الحسابات والصفحات على (فيسبوك) على نشر منشور مفبرك، مثل صفحة (منبرشات) التي يتابعها 127,515 متابع ومتابعة.

تحرى فريق البحث في (بيم ريبورتس) عن الصور المتداولة، وجدنا أن الصور تعود لمراسم توزيع شهادات تسجيل الأحزاب بالعام 2009م، إبان الفترة الإنتقالية التي تلت اتفاقية السلام الشامل، حسبما توضح اللافتة بالصورة أدناه. وبلغ عدد الأحزاب التي تسلمت شهادات تسجيلها في ذلك الحفل (37) حزبا، بينها (الحركة الشعبية لتحرير السودان، وحزب الأمة القومي، والحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، والحزب الشيوعي السوداني، والبعث السوداني، وحزب المؤتمر السوداني، والحزب الناصري، والحزب الوحدودي الناصري، والحزب الاتحادي الموحد، والحزب الوطني الاتحادي، والحزب الوطني الديمقراطي، ومؤتمر البجا، والأسود الحرة، وحزب الشرق الديمقراطي الذي ترأسه آمنة ضرار، وحزب سانو، والمنبر الديمقراطي لجنوب السودان، وحزب البعث القيادة القُطرية، وحزب البعث قُطر السودان).

صورة توضح لافتة مراسم تسليم شهادات تسجيل الأحزاب

معلومات مضللة موجهة ضد الحزب الشيوعي

في ذات السياق، تداول العديد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) منشورا يشير إلى أن الحزب الشيوعي السوداني يخطط لـ”حرب عصابات” بالخرطوم. ذكر المنشور المتداول أن “الهدف من العملية العسكرية هو الاستيلاء على السلطة بالقوة، وفقا لما ذكره دبلوماسي غربي بسفارة غربية”، بحسب نص المنشور.

للتأكد من صحة المنشور، تواصل فريق البحث مع (صديق يوسف)، عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي السوداني، الذي نفى بدوره هذه المزاعم.

تقصى فريق البحث في (بيم ريبورتس) لمعرفة مصدر المنشور، وجدنا أن المنشور قد نُشر بصيغته بالصورة أدناه، بتاريخ 14 مايو الجاري، وأول من نشر المنشور هو حساب بإسم “لبنى يوسف“، ويتابعه 1,782 متابع.

صورة توضح صيغة المنشور المتداول

حسابات تروج المنشور بطريقة ممنهجة

وجد فريق البحث في (بيم ريبورتس) حسابين يتداولان المنشور بكثافة في مجموعات موقع (فيسبوك) كما لو أنها عملية ممنهجة لنشر المنشور المفبرك، كما هو موضح بالصور أدناه:

يشير فريق البحث في (بيم ريبورتس) إلى أن هذا النوع من النشاط يتم توصيفه بأنه عملية سلوك زائف منسق، ويتم في إطار عملية واسعة من التضليل المعلوماتي. 

هل تنشط شبكات مصنوعة للتلاعب بالنقاش العام حول حوار الآلية الثلاثية؟

قبيل أيام قليلة تفصل بين الموعد المعلن من قبل الآلية الثلاثية لبدء الحوار السوداني- السوداني، نشطت العشرات من الحسابات والصفحات الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) في نشر وتداول منشور تدعي بأنه (وثيقة مسربة) من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونتامس)، لأسماء الشخصيات التي اختارتها البعثة للمشاركة في الحوار.

وكانت البعثة الأممية، قد أطلقت، يناير الماضي، عملية مشاورات واسعة مع القوى السياسية والمجتمع المدني في السودان، تهدف للخروج من الواقع السياسي المعقد الذي خلفه انقلاب 25 أكتوبر، وفي وقت لاحق انضم الاتحاد الأفريقي والإيقاد للعملية التي ابتدرتها يونتامس، فيما بات يعرف بـ(الآلية الثلاثية).

وفي أثناء المشاورات، واجه رئيس بعثة اليونتامس في السودان، فولكر بيرتس، حملة استعداء ممنهجة قادتها صحيفة القوات المسلحة، في أعقاب تصريح لرئيس المجلس السيادي، عبدالفتاح البرهان، بطرد فولكر، الذي قدم إحاطة لمجلس الأمن الدولي، حول وضع حقوق الإنسان في البلاد والمطالبات بإنهاء الحكم العسكري.

تلاعب بالنقاش العام

منذ فجر اليوم الثلاثاء، نشطت العديد من الصفحات والحسابات الشخصية على موقع (فيسبوك)، في تداول المنشور التالي:

جرى تداول المنشور أعلاه ، بصيغته هذه، أيضا على عدد من مجموعات تطبيق التراسل الفوري (واتساب).

ولاقى المنشور رواجاً واسعاً ، ودارت حوله العديد من النقاشات على موقع (فيسبوك) دون التحقق من مدى صحته، وبدأ النقاش حوله وكأنه محاولة لتوجيه الرأي العام، والتلاعب بالنقاش العام فيما يتعلق بحوار الآلية الثلاثية.

للتحقق من صحة المنشور الرائج، تواصل فريق البحث في (بيم ريبورتس) مع الصحفية (شمائل النور) – أحد المذكورين في المنشور- ونفت علمها بالقائمة، وبأنها لم توجه لها دعوة لفعالية كهذه. في حين قال الكاتب والسياسي (الشفيع خضر)، لفريق (بيم ريبورتس) إنه “لم يسمع بها من قبل”. فيما ذكر الدكتور (معاوية شداد) أنه سمع عن القائمة لأول مرة من الوسائط قبل ساعة من كتابة هذا التقرير.

الصفحات التي تداولت المنشور وروجته:

م

الصفحة\المجموعة\الحساب الشخصي

عدد المتابعين

1

الخبر السريع

310,637

2

نادر البدوي

50,621

3

الساقية برس

5,627

4

اسراء عمر

2,292

5

Now news

29,342

6

حدث اليوم

10,935

7

تسعة 9 طويلة

13,147

يشير فريق البحث في (بيم ريبورتس) أن صفحة (الخبر السريع) المذكورة أعلاه كانت تحمل إسم (قوات الدعم السريع_قدس) و (الدعم السريع)، من ثم تغير اسمها إلى (Quick news) و أخيرا إلى (الخبر السريع) في العام 2019م، كما يتضح بالصورة أدناه.

حملة ممنهجة

لاحظ فريق البحث في بيم ريبورتس، أن الحسابات أدناه من الممكن أن تكون متورطة في حملة ممنهجة لنشر هذا المنشور المفبرك. فقد تداولت هذه الحسابات المنشور المفبرك أعلاه بكثافة بين مجموعات موقع (فيسبوك)، فيما يبدو أنه “سلوك زائف منسق”، والسلوك الزائف المنسق، وفقاً لفيسبوك، هو “جهود منسقة للتلاعب بالنقاش العام، لتحقيق هدف استراتيجي، عبر حسابات زائفة”. 

الحساب

رمز الحساب على فيسبوك

رابط الحساب

سيدة بأخلاقي

100073116493614

رابط الحساب

يوسف ال كوسا

100050535832316

رابط الحساب

حبة حبة المجنونة

100036941899083

رابط الحساب

Mazar Ahmed

100077767566474

رابط الحساب

الصور أدناه تعرض بعضا من السلوك الزائف المنسق