Day: July 25, 2022

هل تحولت لجان التحقيق الرسمية إلى ملفات باردة لحماية المجرمين؟

بقيت أحداث العنف والحرق والنهب والقتل خارج نطاق القانون- بين عامي 2019م ـ 2022م- والتي راح ضحيتها المئات بجانب الخسائر المادية الفادحة، مجرد ملفات باردة حبيسة في أدراج حوالي 18 لجنة تحقيق رسمية اُعلِن عن تشكيلها على مدار الفترة الانتقالية، وفي أعقاب انقلاب 25 أكتوبر الماضي.

كانت كلما اشتدت وتيرة القتل ودُمرت الحيوات والأرض والزرع والمسكن وارتفعت الأصوات الغاضبة، أعلنت الحكومة عن ميلاد لجنة تحقيق جديدة، مقابل إخفاق القوات الأمنية في حماية المدنيين عند اندلاع أعمال عنف أهلي، أو تعمد القوات نفسها ارتكاب جرائم مثل أحداث فض اعتصام القيادة العامة بالمقار الرئيسية للجيش بالعاصمة السودانية الخرطوم، في الثالث من يونيو 2019م.

في سبتمبر 2019م، شكّل رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، لجنة تحقيق مستقلة للتقصي حول جريمة فض اعتصام القيادة العامة، أوكل رئاستها للخبير القانوني  والدستوري، نبيل أديب، كان من المنتظر أن تُصدر تقريرها خلال 3 أشهر، لم تنهِ أعمالها في الوقت المحدد، وظل يُجدد لها إلى حين انقلاب 25 أكتوبر الماضي.

رغم التشكيك الذي أبداه الرأي العام السوداني، في قدرة لجنة وطنية في التحقيق بأحداث القيادة العامة، يتولى من يتهمهم ذوو الضحايا بارتكاب الجريمة نفسها، قيادة الدولة، إلا أن أجواء الثورة المعيشة وقتها والأمد القصير لإصدار نتائج التحقيق، منح اللجنة بعض المقبولية. 

لكن، مع عجز لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة عن إصدار تقريرها واتساع دائرة العُنف في البلاد، وتفاقم الاضطرابات السياسية والاجتماعية، التي يروح ضحيتها مواطنين عُزل، باتت لجان التحقيق، تُمثل الترياق المُضاد للمطالبات بتحقيق العدالة وإيقاف الإفلات من العقاب، للدرجة التي فقدت فيها تلك اللجان مصداقيتها، وصار يُنظر إليها على كونها مخرجاً آمناً لمرتكبي الجرائم، خاصة المتعلقة بالقوات العسكرية وبعض المليشيات المسلحة. حيث تحولت لجان التحقيق إلى ملفات باردة تحت الأدراج لحفظ الجرائم والإفلات من العقاب، فيما يظل ذوو الضحايا في انتظار عدالة لا تأتي لأكثر من ثلاث سنوات.

مع مقتل أكثر من 100 شخص في أحداث العنف الأهلي بإقليم النيل الأزرق و3 بولاية كسلا، الأسبوع الماضي، عادت لجان التحقيق إلى الواجهة مرةً أخرى، ربما لتؤدي نفس المهمة القديمة، وهي حفظ ملفات الجرائم طي الأدراج، وترك الجناة مطلقي السراح، وإطلاق الوعود بتحقيق العدالة بالنسبة لذوي الضحايا.

خط زمني يوضح لجان التحقيق بين عامي 2019 و 2022

مع ارتفاع وتيرة حالة السيولة الأمنية في البلاد منذ انقلاب 25 أكتوبر، واتساع نطاق الإفلات من العقاب، تظل أحداث العنف الأخيرة بإقليم النيل الأزرق و ولاية كسلا، امتداداً لحالة تسكين الجرائم في ملفات باردة وإطلاق يد العنف التي لا تطالها العدالة. كما أنها تمثل حيلة السلطة العسكرية الحاكمة في البلاد، للبقاء تحت لافتة ظاهرية لسيادة حكم القانون.

ما صحة منشور إلغاء الاعتراف بالجامعات السودانية؟

ما صحة منشور إلغاء الاعتراف بالجامعات السودانية؟

تداول العديد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري (فيسبوك) و(واتساب) منشورا يدّعي إلغاء الاعتراف بالعديد من الجامعات في البلدان العربية، وجاء السودان من ضمنها. نص المنشور على التالي:

راج المنشور على نطاق واسع في العديد من الصفحات التي تغطي الأحداث في البلدان العربية، ولاقى انتشاراً كبيراً.

للتحقق من صحة المنشور، تقصى فريق (بيم ريبورتس) حول محتوى المنشور.  وتوصل إلى أن نفس المحتوى قد أثار جدلا واسعا في الأوساط السورية، قبل شهر تقريبا. فقد نشرت سفارة جمهورية العراق في دمشق، في 19 يونيو المنصرم، منشورا أعلنت فيه دليل الجامعات المعتمدة لطلاب البعثات الخارجية، من ذوي الجنسية العراقية. وصنف الدليل الجامعات المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، لغرض ابتعاث الطلاب العراقيين، على الأساس التالي:

  1. أول (1000) جامعة من تصنيف (Academic Ranking of World University) الذي تصدره جامعة شنغهاي جباتونغ الصينية في العام الدراسي نفسه.
  2. أول (500) جامعة من تصنيف مؤسسة التايمز البريطانية للجامعات العالمية (Times (Higher Education World University rankings في العام الدراسي نفسه. 
  3. أول (250) جامعة من تصنيف (QS World University Rankings) في العام الدراسي نفسه.

بحث فريق (بيم ريبورتس) عن الجامعات السودانية في التصنيفات أعلاه، وتوصلنا إلى أن جميع الجامعات السودانية غير موجودة ضمن مدى معايير التصنيفات المذكورة. ولذلك، فإن الطلاب العراقيين لا يمكنهم الدراسة في الجامعات السودانية ضمن برنامج الابتعاث التابع للحكومة العراقية، بينما يمكن لخريجي الجامعات السودانية أن يدرسوا في الجامعات العراقية كما هو متبع وفقا للإجراءات الطبيعية. لذلك، حدث سوء فهم للإجراءات المعلنة، على أساس أنها عدم اعتراف مُطلق بالجامعات السودانية. ولكن الحقيقة، أن السلطات العراقية لا زالت تعترف بالجامعات السودانية، ولكنها اعتمدت الجامعات ذات التصنيف الأعلى، من أجل ابتعاث الطلاب العراقيين إليها.

يذكر أن سفير جمهورية السودان إلتقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي، في يونيو المنصرم. وناقشا سويا تطوير مسارات التعاون الأكاديمي، حسب وصف وزارة التعليم العراقية.

الخلاصة

ما صحة منشور إلغاء الاعتراف بالجامعات السودانية؟

مضلل