موقع السودان الجيوسياسي، يجعل منه بلدًا ذا أهمية لدول المنطقة والإقليم، من حيث تقاطعات مصالح هذه الدول مع السودان، سواء كان ذلك في الجوانب الأمنية أو الاقتصادية أو السياسية، مما يجعل من الفضاء الرقمي السوداني ساحة لنشر دعاية تروج لمصالح هذه الدول أو تدعم حلفائها في الداخل السوداني، وهو ما وثقته قاعدة تقارير «مرصد بيم» وتقارير شركات التكنلوجيا الكُبرى.
في هذا السياق، كان فريق «مرصد بيم» قبل وبعد نشوب الصراع في السودان، نشر ثلاثة تقارير تحقق عن شبكات تضليل في موقع تويتر تستهدف الرأي العام السوداني تروج لمصالح دولة الإمارات تهاجم قوى سياسية وتدعم الدعم السريع.
تتبنى الشبكات المذكورة الدعاية الإعلامية لـ«الدعم السريع» القائلة بأنها تحارب «فلول النظام البائد» والجماعات الإسلامية المتطرفة.
بينما تنشر شبكة الحسابات المعنية محتوى يروج لمصالح اقتصادية لدولة الإمارات في السودان، فكان «ميناء أبوعمامة» الواقع على ساحل البحر الأحمر، ومشروع «الهواد الزراعي» أكثر الأجندة الاقتصادية تداولاً من قبل الشبكة.
أثر هذا الكم الهائل من المعلومات المضللة التي تم تداولها منذ الخامس عشر من أبريل، سلبًا على اتجاهات الرأي العام السوداني، حول حقيقة الحرب التي تدور في البلاد والموقف منها. حيث تباينت اتجاهات الرأي العام وفق روايات طرفي القتال أو الفاعلين فيه من ميدان السياسية، وهو الأمر الذي انعكس سلبًا على نجاح أي جهود تقود إلى إيقاف الحرب.
وبينما تدخل الحرب شهرها السابع، غدًا الاثنين، مخلفةً ورائها أكثر من تسعة آلاف قتيل ودمار هائل للبنية التحتية، ونحو 6 ملايين نازح ولاجئ وآلاف الجرحى، لا تزال غرف التضليل مستمرة في دعايتها.