«مرصد بيم» ينشر التقرير الشهري لأبرز الشائعات والمعلومات المضللة في الفضاء الرقمي السوداني

  

ينشر «مرصد بيم» ، تقريرًا شهريًا،يحلل فيه أبرز الادعاءات المضللة والمزيفة التي تم نشرها خلال الشهر . يأتي ذلك، خلال حرب ضارية تدور في السودان منذ أبريل 2023 تصاحبها حرب اعلامية شرسة يرد بها التضليل وخلق أفق  عام ضابي .

يغطي التقرير التالي، الادعاءات الخاطئة والمضللة في الفضاء الرقمي السوداني، لشهر مارس «2024». كما يقدم تحليلًا مختصرًا لأبرز اتجاهات التضليل والأدوات المستخدمة فيه.

الأساليب والأدوات:

تعددت الأساليب والأدوات التي تم استخدامها في عمليات التضليل رصدنا منها الآتي:

  1. فبركة البيانات ونسبتها للفاعلين في الشأن السوداني سواء كانوا في الجانب العسكري أو المدني.
  2. نشر معلومات مضللة تتعلق بمحادثات الخارجية الرامية لإيقاف الحرب.
  3. إعادة نشر مقاطع فيديو قديمة على أنها بتاريخ حديث في سياق منفصل عن تاريخها القديم.

الفاعلون في حملات التضليل:

أشارت الدراسات والتقارير التي عمل عليها «مرصد بيم»، إلى أن هناك جهات داخلية وخارجية، فاعلة في عمليات التضليل في الفضاء الرقمي السوداني. وحددت الدراسات الفاعلين على المستوى الداخلي في فئات شملت: «جهات مناصرة للدعم السريع، جهات داعمة للجيش، وجهات ذات توجه إسلامي، وجهات تناهض الحكم العسكري». بينما أشارت الدراسة إلى أن الفاعلين الأجانب، في الفضاء الرقمي السوداني، هم: «روسيا – دولة الإمارات العربية المتحدة – مصر- إثيوبيا ». تعمل كل هذه القوى/الجهات على نشر المعلومات الزائفة والمضللة التي تخلق أفقاً ضبابيًّا حول ماهية الوضع في السودان .

وبالطبع منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل الماضي درجت حملات التضليل على تكثيف نشاطها وتنسيقه أكثر لأجندة متنوعة أهمها بالطبع التضليل نفسه وتغيب الحقيقة  أضف إلى ذلك نشر الدعاية الحربية الداعمة لأحد طرفي النزاع استغلت في ذلك كل الوسائل الممكنة والتي يمكن أن توصل المعلومات المضللة بطريقة أسرع وفيما يلي سوف نتناول بالشرح تلك الحملات والجهات التي دعمتها أو استهدفتها خلال شهر مارس المنصرم :

حملات التضليل التي استهدفت الجيش :

الحملات التي استهدفت الجيش في هذا الشهر عملت على استغلال غزارة المعلومات الواردة من المؤسسة العسكرية حتى تصنع منها ادعاءات مضللة ذات بعد جهوي يوحي بأن الجيش يتنبى سياسية جهوية معينة ويعمل على حماية السودان في أقاليم معينة ونجد ذلك جليًا  في مقطع الفيديو المضلل الذي تم فيه تحريف حديث مساعد قائد الجيش ياسر العطا حيث تمت مشاركة المقطع المضلل مع نص يفيد بالآتي  “إذا نحن توافقنا معهم عرب الوسط والشمال والشرق اوكي، واذا لم نتوافق معهم يفصلو ويشيلو دارفور ونصف كردفان وجبال النوبة والجزء الأكبر من الأنقسنا ويعملو دولة العطاوة و مرة الجنيد ومرة شنو، معليش الأخ من المحاميد ” الفيديو كان مقتطعًا إذ أن العطا كان يتحدث عن مؤامرة تلك هي أبعادها ونجد أن ذلك المقطع الانتقائي لاقى انتشارا واسعا لما حواه من محتوى حساس أثار حفيظة الكثيرين.

في سياق متصل، عملت الحملات فيما بعد على خلق تصور عن وجود خلاف داخل المؤسسة العسكرية على أساس جهوي عرقي مستغلة في ذلك نفس الادعاء السابق ولكن في هذه المرة تم صياغة الادعاء على أنه أثر مباشر لتصريح العطا فتم تداول صورتين لـ«الجزيرة السودان» تضمنا خبرًا عن انشقاقات في الجيش والحركات المسلحة بسبب تصريحات ياسر العطا. وبالطبع فإن الصور مفبركة وكان فريقنا قد بحث في مدى صحتها وتأكد من فبركتها إلا أن تزامن نشرها في أعقاب مقطع الفيديو المضلل أسهم في انتشارها بشكل واسع. ومن هنا نلاحظ أن الحملات تعمل في شكل متسق يراعي التراتبية والتوقيت الصحيح لنشر الشائعة.

حملات التضليل التي استهدفت القوى المدنية:

يلاحظ في مارس تكثيف نشاط حملات التضليل ضد القوى المدنية خصوصًا عقب التقدمات الأخيرة للجيش في مواقع مختلفة في أم درمان الأمر الذي اعتبرته بعض حملات التضليل ردًا قويًا على القوى المدنية التي نادت بإنهاء الحرب عبر الطرق السلمية ومن هنا استعرت حملات التضليل التي أريد بها اغتيال القوى المدنية سياسيًا.

 

على سبيل المثال نجد أنه تم تداول ادعاء يحوي صورة على أنها صورة لحمدوك بعد أن تم وضعه في استراحة الأمن المصري خوفًا من تعرض اللاجئين السودانيين له. 

 الادعاء مفبرك. حيث تواصل فريقنا مع عضو تنسيقية تقدم ووزير شؤون مجلس الوزراء الأسبق (عمر مانيس) الذي يظهر في الصورة ضمن الوفد المرافق لعبد الله حمدوك، وقد نفى صحة الادعاء وأكد بأن الصورة في الفندق الذي يقيم به حمدوك وليس لها أي علاقة باستراحة المخابرات المصرية.