Category: ميديا

«مرصد بيم» يكشف عن شبكة تضليل «إسرائيلية – إماراتية» على منصة «إكس» تتهم الجيش السوداني بالتورط مع جماعات إرهابية

10 يونيو 2024 – في خضم صراع الأجندة السياسي الدائر على شبكة الإنترنت المرتبطة بالحرب في السودان، كشف «مرصد بيم» عن شبكة تضليل «إسرائيلية إماراتية» نشطة على منصة إكس درجت على مهاجمة الجيش السوداني ومحاولة ربطه بجماعة الإخوان المسلمين، كما تروج الشبكة لوجود كيانات إرهابية متطرفة وكيانات تابعة لـ«داعش» تشارك في الحرب الدائرة حاليًا في  السودان، إلى جانب الجيش، وهو الادعاء الذي لم نجد أية أدلة تدعمه.  

يأتي استهداف حملات التضليل المنسقة للفضاء الرقمي السوداني والتي تكررت على مدى السنوات الأخيرة، في إطار موقع البلاد الجيوسياسي الحساس، في محاولة للتأثير على الرأي العام السوداني واختراقه، لتحقيق مصالح قوى داخلية وخارجية. 

وكانت دراسة بيئة المعلومات المضللة التي نشرها «مرصد بيم» عام 2022 قد سلطت الضوء على الفاعلين الدوليين في المشهد الإعلامي السوداني، موضحة نشاط بعض الدول في الفضاء الرقمي السوداني بنشر معلومات كاذبة ومضللة.

في هذا السياق، لاحظ فريق «مرصد بيم» ، نشاط عدد كبير من الحسابات على منصة التواصل الاجتماعي إكس تنشر محتوى تهاجم فيه الجيش وترسم فيه حلقة وصل بين الجيش وجماعة «الإخوان المسلمين» متناولة في ذلك بعض الأحداث الجارية في السودان وتصويرها على أنها ممارسات جماعة الإخوان المسلمين و«داعش» في السودان ضد المواطن السوداني والأقليات المسيحية، وتقوم كذلك بربطها وتشبيهها، بأعمال وسلوك حركة المقاومة الفلسطينية «حماس».

تستهدف الشبكة بصورة مباشرة الدفاع عن «إسرائيل» عبر عرض انتهاكات تحدث في السودان والادعاء بأنها انتهاكات يقوم بها الجيش السوداني والجماعات الإسلامية المتطرفة وأن العالم يغض الطرف عن هذه الانتهاكات، بينما يتم التركيز فقط على انتهاكات  «إسرائيل» في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

حريق كنيسة المخلص في أم درمان ودور الإخوان المسلمين

في شهر مارس الماضي نشر حساب على منصة التواصل الاجتماعي إكس باسم امجد طه وهو إماراتي الجنسية ويعرف نفسه بأنه خبير في الشؤون الاستراتيجية في الشرق الأوسط بنشر محتوى  تضمن مقطع فيديو لحريق نشب في كنيسة في مدينة أم درمان.

 صاحب المنشور علق قائلًا: عاجل: «هذه واحدة من أكبر الكنائس في أفريقيا في أم درمان، #السودان والتي تم قصفها وإحراقها للتو من قبل القوات المسلحة السودانية التي تديرها جماعة الإخوان المسلمين على غرار إرهابيي #حماس في #غزة. أنا واثق من أن الأمم المتحدة ستتدخل. غدًا، من المرجح أن نشهد احتجاجات واسعة النطاق تطالب بوضع حد للتهجير القسري للمسيحيين في السودان».

عقب نشره لذلك المنشور، قامت مجموعة من الحسابات «الإماراتية» و «الإسرائيلية» بإعادة نشره أو كتابته في صفحاتهم الشخصية، تداولت مقطع فيديو الحريق بنفس النص الذي أورده «أمجد طه» وحرصت تلك الحسابات على توجيه الرأي العام  لفكرة العداء الديني ضد الأقليات المسيحية في السودان في ظل الحرب الدائرة وأن الجيش يعمل على استهداف الكنائس ودور العبادة لغير المسلمين بحسب وصفهم. بل وربطت حسابات إسرائيلية بين نشاط الجيش السوداني وجماعة الإخوان المسلمين التي أشاروا إلى أنها تفرض سيطرتها على الجيش، وبين نشاط  «حماس».

ويشير «مرصد بيم» إلى أن الحريق الذي جرى تداوله في هذه الحملة المضللة هو حريق نشب في كنيسة المخلص في مدينة أم درمان بالفعل ولكن ذلك الحريق نشب في شهر نوفمبر من العام الماضي وتم تداول المقطع من جديد في مارس من هذا العام على أنه حدث جديد. بالإضافة إلى ذلك، أن الجيش والدعم السريع تبادلا الاتهامات بشأن مسؤولية استهداف الكنيسة، حيث ذهبت بعض الاتهامات لتحميل الدعم السريع المسؤولية، بينما أشارت تقارير إلى قيام الجيش باستهداف الكنسية، وبالرغم من عدم وجود حقيقة واضحة، إلا أن الادعاء بأن الجيش والمجموعات المرتبطة به يتحملون مسؤولية ما حدث للكنيسة لا يوجد ما يدعمه من أدلة.

عمل المنشور كذلك على الترويج لوجود كيانات إرهابية متطرفة في قيادة الجيش تعمل بشكل ممنهج على استهداف غير المسلمين وعملت على تصوير الحرب على أنها حرب دينية، كما لاحظ المرصد أيضًا أن غالبية هذه الحسابات التي تداولت هذا المنشور هي حسابات إماراتية وإسرائيلية.

يعمل حساب امجد طه  أيضًا على نشر ما يبدو أنها متابعة للحالة الإنسانية في السودان وما يحدث داخليًا في السودان من نتائج الحرب منذ أبريل من العام الماضي، غير أن هذا النشر بشأن الأوضاع الإنسانية غالبًا ما يأخذ صيغة اتهامات للجيش من غير ذكر الطرف الآخر للحرب، ألا وهو الدعم السريع.

صور أفراد الجيش مع جمجمة بشرية ودوره في دعم السردية:

قام حساب أمجد طه وحسابات أخرى عقب ذلك بنشر صورة لمجند يرتدي زي الجيش السوداني ويضع  قدمه فوق جمجمة بشرية وعلق على الصورة قائلًا، “هذه الحادثة ليست في #غزة ولا علاقة لها بـ #إسرائيل؛ لقد حدث ذلك في #السودان، حيث يقود الإخوان المسلمون الجيش. وكما هو الحال مع  «حماس»، فقد قتلوا مدنيين والتقطوا صورًا عالية الدقة لجمجمة. ولكن كما أن هناك من ينكر الهولوكوست و7 أكتوبر، هناك أيضًا من ينكر هذه الأفعال في السودان. فهل هناك دعوات لوقف إطلاق النار في هذا الوضع؟”.

من الملاحظ أن هناك ربط بين ما يجري في السودان وما يجري في فلسطين في محاولة لتصوير الجيش و «حماس » على أنها جماعات إرهابية تستهدف المدنيين. يلاحظ أن الصور سابقة الذكر تعرضت لكثير من اللغط حيث أن الحسابات في مواقع  التواصل الاجتماعي تداولتها على أنها صورة لفرد من جماعة “غاضبون بلا حدود”، البعض الآخر تداولها على أنها صورة لمجند فى الجيش غير أنه لا يوجد دليل قاطع يثبت مصدر الصورة لذا من الصعب وضع ذلك في سردية الادعاء بأنها صور لإرهابيين في الجيش فقط خلال مطابقة السلوك بين تلك الجماعات وبعض الأفراد غير المعروف أو المؤكد انتمائهم للجيش.

تقرير سكاي نيوز وتعزيز سردية وجود داعش في السودان:

عقب كل تلك السرديات المضللة التي هيأت ذهنية المتلقي لفكرة وجود جماعات إرهابية تكفيرية عبر النشر المكثف والمنسق عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس من قبل حسابات إماراتية وإسرائيلية في أواخر مارس الماضي، جاء تقرير قناة سكاي نيوز الفضائية المملوكة مناصفة بين شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي وسكاي نيوز البريطانية  بعنوان: «قطع للرؤوس وذبح في الشوارع.. هل دخل داعش في حرب السودان؟».

 عرض التقرير في مقدمته مقطع فيديو يُظهر جنودًا مسلحين من تنظيم كتيبة أنصار دولة الشريعة المعروف بـ«داعش» على ظهور مركبات قتالية، وأضاف التقرير أن الكتيبة نعت من وصفته بنائب أمير الكتيبة مصعب حسن الملقب بـ«أبو أسامة» والذي قالت إنه قُتل في معارك الخرطوم، وتابع التقرير: «وهو أمر لا ينفصل عن خروج العديد من السجناء التابعين للتنظيمات المتطرفة  «كالقاعدة» و«داعش»، بعدما قام عناصر نظام البشير بفتحها في أبريل الماضي بعد اندلاع الحرب». كما أشار التقرير إلى أن من بين الفارين أيضًا مقاتلين من جنسيات عربية وإفريقية كانوا قد أدينوا بجرائم إرهاب سابقة.

كما عرض التقرير فيديوهات أخرى تُظهر صورًا لمجند يرتدي زي الجيش ويضع قدمه على جمجمة بشرية، وفيديوهات أخرى قالت إنها لعمليات قطع رؤوس وشبهت كل ذلك بما تفعله التنظيمات المتطرفة مثل تنظيمي «القاعدة وداعش». من هنا صاغ التقرير سردية تكاد تكون مطابقة للفكرة التي تحاول هذه الشبكة نشرها، فسردية التقرير الذي نشرته سكاي نيوز اعتمدت على الكثير من المعلومات المضللة لتدعم ما جاء به. فمثلًا، نجد أن الفيديو الذي يوضح وجود «داعش» في السودان هو في الحقيقة فيديو مضلل من الصومال ولا علاقة له بالسودان.

بالإضافة إلى ذلك أن خبر نعي أمير كتيبة  «داعش» في السودان الذي تضمنه تقرير سكاي نيوز لم يرد من جهة رسمية ولا يوجد ما يؤكد صحته. ولخلط الأوراق أكثر، عرضت القناة صورًا ومقاطع فيديو حقيقية لمجند بالجيش، وبعض الجنود يحملون رؤوسًا مقطوعة وربطت بين كل ذلك وسلوك «القاعدة». لكن القناة لم تشر صراحة إلى أن الصور ومقاطع الفيديو هي لجنود يتبعون إلى  «داعش أو القاعدة» ، بل أحالت الأمر إلى ما أسمتها جهات داخلية لم تكشف عنها صراحة وقالت بأنهم أدانوا هذا الفعل وحملوا المسؤولية لجماعة «الإخوان المسلمون» بالسودان والجماعات المتطرفة المرتبطة بـ«داعش والقاعدة».

 وكان «مرصد بيم» قد عمل على تقرير مفصل للتضليل الذي تضمنه تقرير سكاي نيوز. كما يعزز التقرير فكرة وجود تنظيمات إرهابية تدعم الجيش وتحارب معه ولكنها لم تأت بأي دليل قاطع يدعم تلك السردية.

السمات المشتركة بين الحسابات

  • تتفاعل الحسابات مع بعضها البعض بالمتابعة والإعجاب وإعادة نشر المحتوى. 
  • تنشر الحسابات المحتوى الذي يحتوي على وسم في وقت متقارب يبدو أنه منظم.
  • تستعمل الحسابات هاشتاقات متشابهة (#Gaza # sudan #Hamas#Israel) .
  • أغلب الحسابات إن لم تكن جميعها تنشر باللغة الانجليزية.

السمات المتباينة بين الحسابات:

وعلى سبيل المثال لا الحصر، الجدول أدناه يعرض أمثلة لبعض حسابات الشبكة، التي تتبع الأنماط المذكورة آنفاً:

  • معظم الحسابات متفاوتة في تاريخ الإنشاء بعضها تم إنشاؤه عام 2016 والبعض الآخر حديث الإنشاء في 2023.
  • بعض الحسابات لا تستعمل الهاشتاقات.

الخلاصة:

من خلال تحليل المحتوى ومتابعة الحسابات والوسوم التي نشرت عبرها، تبين لنا أن هذه الحسابات تعمل على نشر سردية تهاجم الجيش باعتباره يعمل تحت أمرة جماعات إرهابية وهذه الجماعات تعمل على توجيه الجيش لاستهداف الأقليات غير المسلمة. كما استغلت الشبكة في نشاطها العديد من الأحداث الجارية لدعم سرديتها الأمر الذي أسهم في انتشار ما نشرته من معلومات.

 ويشير «مرصد بيم» إلى أن هذا التقرير يعمل فقط على تفنيد القرائن التي جاءت بها السردية التي نشرتها هذه الحسابات وتقرير سكاي نيوز عربية، حول مشاركة جماعات إرهابية في حرب السودان وربط ذلك بالحرب الإسرائيلية على غزة.

اسم الحساب

اسم المستخدم 

اسم الحساب 

اسم المستخدم 

BTM NEWS KE

@btmnewske

tosca blue  IHS

toscablu3@

The Global 202

@theglobal202

    Tim Cooke 

sqlblues@

أمجد طه 

amjadt25@

Louants

@louants

Prince(X)

Prince85X@

    Kevin Keating

@KevinKeatingUSA

Saul Seguel

SeguelSaul@

عمررحمون 

  @Rahmon83

PaolaQ

 @PaolaqQm

A. H.

    @amigirl76

سياسات المحتوى على فيسبوك.. بين حرية التعبير ومكافحة خطاب الكراهية والتحريض

بالتزامن مع الحرب الدائرة على الأرض في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تشهد وسائل التواصل الاجتماعي حربًا أخرى لا تقل ضراوة، حيث تنشط منصات الدعاية الحربية وخطابات الكراهية بصورة مكثفة، مستغلة مختلف أدوات التضليل ونشر الخطاب المحرض والمعلومات المزيفة للنيل من الخصوم السياسيين والعسكريين.

وتعتبر هذه المعركة الرقمية، جزءاً لا يتجزأ من الصراع الأكبر، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الرأي العام وتوجهات الجمهور، ما يضيف بعدًا جديدًا وخطيرًا للصراع، في السياق الاجتماعي على وجه الخصوص.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر خطاب الكراهية

منذ بدء انتشارها بشكل هائل، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي توفر منصات واسعة النطاق يمكن من خلالها نشر الرسائل بسرعة فائقة، سواء كانت إيجابية أو سلبية. وأظهرت دراسات أن انتشار خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تشكيل مجتمعات افتراضية متشددة، تتبادل الأفكار المتطرفة والعنيفة. كما أن المنصات تتيح للفرد العادي الوصول إلى جمهور واسع بدون رقابة تذكر، مما يسهل نشر الأفكار السامة والتحريضية.

وتتخذ هذه العوامل أبعادًا أكثر خطورة في ظل التهميش الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في السودان. يعيش كثير من السودانيين في ظل ظروف صعبة، تجعلهم عرضة بشكل أكبر للانجذاب نحو الخطابات المتطرفة التي تعد وسيلة للتعبير عن استيائهم وغضبهم. وبالتالي، يمكن أن يؤدي انتشار خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى تفاقم التوترات والصراعات في المجتمعات وزعزعة استقرارها.

إغلاق المنصات وجهود مكافحة التحريض

تعمل منصات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، للتصدي لخطاب الكراهية عبر مراقبة المحتوى المنشور وإزالة المحتوى الذي يخرق سياسات الاستخدام.

لدى شركة «ميتا»، التي يتبع لها فيسبوك، سياسة استخدام خاصة بالمنظمات والأفراد الخطرين، تهدف إلى منع وإعاقة الأضرار في العالم الواقعي من خلال حظر المنظمات والأفراد الذين يعلنون عن «مهام عنيفة» أو يشاركون في أعمال عنف. تتضمن هذه السياسة حظر وجود هؤلاء المستخدمين على منصات «ميتا» مثل فيسبوك وانستغرام وإزالة المحتوى الذي يشيد بهم أو يدعمهم.

وكانت منصة فيسبوك في أغسطس الماضي قد أغلقت الصفحة الرسمية لمستشار قائد قوات الدعم السريع، يوسف عزت الماهري. جاءت الخطوة بعد إغلاق صفحات قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» وصفحة قوات الدعم السريع ومستشارها عمران عبدالله، وذلك في سياق الانتهاكات العنيفة وواسعة النطاق التي ارتكبتها الدعم السريع في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

كما أغلق فيسبوك في مايو 2024، صفحة «الانصرافي» التي اعتاد صاحبها نقل بث مباشر يتناول تحليلات سياسية وعسكرية، متحدثًا عن تحركات الجيش السوداني.

وعلى الرغم من أن الشركة لم توضح الأسباب وراء إغلاق صفحة الانصرافي، إلا أن هذا القرار ربما يمكن تفسيره بناءً على اعتياد الانصرافي نشر خطابات تحريض على العنف، الذي يتنافى مع سياسات المنصة، مثل الاحتفاء بالقصف الجوي والعمليات العسكرية للجيش. كما درج على توظيف التكوينات العرقية في تحليلاته، ولعل من أبرز أمثلة ذلك حديثه عن نائب قائد الجيش السوداني، شمس الدين الكباشي، ردًا على الأصوات التي أشارت إلى عدم كفاءة البرهان لقيادة الجيش، حيث قال إن ولاء الفريق الكباشي للجيش السوداني لن يصمد أمام ولائه القبلي في حال وصلت الحرب إلى مرحلة «بقاء أو فناء عنصر في السودان»، على حد قوله.

تحليل خطاب الكراهية وأسلوب نشره

وكان تقرير «بيم ريبورتس» الذي تناول أنماط خطاب الكراهية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي في ظل الحرب، أشار إلى انتشار آليات تبرير للعنف ذات طابع تحريضي. تضمنت هذه الآليات وصف مجموعات إثنية بالحيوانات، والحشرات، وحتى الفيروسات والكائنات الطفيلية التي يجب التخلص منها، وهي أساليب شائعة تهدف إلى نزع الإنسانية عن الفئة المستهدفة لتبرير العنف الموجه ضدها أو التحريض عليها.

كما يستخدم ناشرو المحتوى أسلوب التخويف في خطاباتهم، حيث يتهمون قبائل ومجموعات عرقية معينة بالتسبب في الحرب، ويصفونها بصفات تثير الخوف مثل الحقد والشر.

ولم يقتصر التخويف في الخطاب العرقي على الاتهام المباشر، بل يتم اللجوء إلى أساليب متعددة ومدروسة للتأثير على مشاعر ووجهات نظر الأفراد، منها التعميم المفرط، حيث يتم تحويل الأفراد المنتمين إلى مجموعة عرقية معينة إلى نمط واحد يتم وصفه بشكل سلبي، بدلاً من الحديث عن الأفراد أو الجماعات الفاعلة. هذا التعميم يخلق تصوراً جامداً ويُسهّل شيطنة المجموعة المستهدفة، مما يقدم أفرادها كـ”تهديد وجودي” للمكونات الأخرى.

سياسات المحتوى على «فيسبوك»

تعد سياسات فيسبوك لمكافحة خطاب الكراهية والتحريض جزءًا من جهودها للحفاظ على بيئة آمنة للمستخدمين، إلا أن تطبيق هذه السياسات يواجه تحديات كبيرة، خاصة في سياق النزاعات المعقدة مثل النزاع السوداني. إذ يتمحور التحدي الأساسي حول تحقيق التوازن بين حرية التعبير وضرورة منع انتشار الخطاب الضار الذي يمكن أن يؤدي إلى العنف.

في 11 أبريل 2024، أعلنت لجنة المراقبة الخاصة بشركة “ميتا” عن قرارها بإلغاء قرار “ميتا” بالسماح بنشر مقطع فيديو يظهر رجالا مسلحين في السودان من قوات الدعم السريع وهم يعتقلون شخصًا داخل مركبة عسكرية.

وتتعلق القضية بفيديو يظهر رجالًا مسلحين في السودان يعتقلون شخصًا داخل مركبة عسكرية، وحثت اللجنة على تطوير حل قابل للتوسع لتحديد المحتوى بشكل نشط يكشف عن الأسرى في الحروب.

وعبرت اللجنة أيضًا عن قلقها إزاء فشل “ميتا” في إزالة الفيديو، وذكرت في بيانها قيام ثلاثة مستخدمين على فيسبوك بالإبلاغ عن المحتوى. ومع ذلك، لم يتم إعطاء أولوية لمراجعة المحتوى.

ووجدت اللجنة أن المحتوى ينتهك قواعد “ميتا” بشأن المنظمات والأفراد الخطرين، وأن إزالة الفيديو إجراء ضروري.

جهود مستمرة

تعمل ميتا على مكافحة خطاب الكراهية على منصاتها، خاصة خلال فترات النزاعات والحروب . كما تعمل الشركة من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوظيف فرق المراجعة البشرية، والتعاون مع منظمات المجتمع المدني، على توفير بيئة رقمية أكثر أمانًا لمستخدميها.

ومع ذلك، يبقى التحدي كبيراً في مواجهة الكم الهائل من المحتوى الذي يتم نشره يومياً، ويتطلب الأمر جهوداً مستمرة وتحسينات دائمة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

يرى النقاد أن جهود محاربة خطاب الكراهية على منصات التواصل الاجتماعي غير كافية، وتتمثل أبرز أوجه قصورها في نقص الاستثمار في الموارد البشرية والتقنية اللازمة لإزالة المحتوى المبلغ عنه، كما قد يغيب مراعاة السياق الثقافي واللغوي في تقييم المحتوى ما يؤدي لتأخير التعامل مع المحتوى الضار مما يسمح له بالانتشار.

وتعتبر الاستجابة البطيئة للمحتوى المبلغ عنه أيضاً واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجهها ميتا في مكافحة خطاب الكراهية والمحتوى الخطير، خاصة خلال فترات النزاعات والحروب في الدول التي لا تملك قوانين محاسبة لسياسات هذه الشركات.

ظلت  مكافحة خطاب الكراهية على منصات التواصل الاجتماعي عاملاً مهماً في تعزيز السلم الاجتماعي، ما يجعل سرعة وفعالية استجابة ميتا للمحتوى الضار عاملاً مهماً في الحد من التحريض على العنف والكراهية بين أفراد المجتمع.

كما أن تحسين استجابة ميتا وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي لخطاب الكراهية والمحتوى الخطير ليس مجرد ضرورة تقنية، بل هو خطوة مهمة نحو بناء مجتمعات أكثر أماناً وعدلاً.

ما مدى دقة تقرير «سكاي نيوز عربية» عن مشاركة «داعش» في حرب السودان؟

ما مدى دقة تقرير «سكاي نيوز عربية» عن مشاركة «داعش» في حرب السودان؟

 نشرت قناة سكاي نيوز عربية تقريراً مصورًا بعنوان: «قطع للرؤوس وذبح في الشوارع.. هل دخل داعش في حرب السودان؟».

 استهلت مقدمة التقرير الإعلامية السودانية تسابيح خاطر قائلة: «بالأدلة المؤكدة، يشارك تنظيم داعش الإرهابي في حرب السودان، حيث ينتشر مُقاتلوه في شوارع البلاد»، وأضافت «هذا ما كشفته صحيفة الصيحة السودانية، بعد إعلان كتيبة أنصار دولة الشريعة عن مشاركة التنظيم الإرهابي في الحرب المستمرة منذ عدة أشهر».

كما عرض التقرير في مقدمته مقطع فيديو يُظهر جنودًا مسلحين من تنظيم كتيبة أنصار دولة الشريعة المعروف بـ(داعش) على ظهور مركبات قتالية. 

وأضاف التقرير أن الكتيبة نعت من وصفته بنائب أمير الكتيبة مصعب حسن الملقب بـ(أبو أسامة) والذي قالت إنه قُتل في معارك الخرطوم، وتابع التقرير: «وهو أمر لا ينفصل عن خروج العديد من السجناء التابعين للتنظيمات المتطرفة كالقاعدة وداعش، بعدما قام عناصر نظام البشير بفتحها في أبريل الماضي بعد اندلاع الحرب». كما أشار التقرير إلى أن من بين الفارين أيضًا مقاتلين من جنسيات عربية وإفريقية كانوا قد أدينوا بجرائم إرهاب سابقة.

ويشير «مرصد بيم» إلى أن كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كانا قد تبادلا الاتهامات بشأن هروب آلاف المحكومين بجرائم مختلفة من السجون. استندت القناة في تقريرها على تقرير نشرته صحيفة الصيحة في شهر سبتمبر من العام الماضي تحت عنوان: «حرب السودان..(داعش) على الخط!!».

كانت تقارير صحفية في العام 2018 قد أشارت إلى أن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي قد قام بشراء الصحيفة.

كما أشارت القناة في تقريرها إلى أن تقارير أممية أفادت بأن تمويل عمليات (داعش) في السودان تتم من خلال شركات في تركيا، مستندة في ذلك على تقرير نشره موقع “Africa Defense Forum “. 

وعرضت القناة في تقريرها مقطع فيديو مصور يظهر فيه رئيس حزب (دولة القانون والشريعة) السوداني، محمد على الجزولي، المعتقل لدى قوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي، تحت عنوان: (علي الجزولي أقر في شريط مصور أنه أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي). 

يذكر أن الجزولي كان قد أعلن في عام 2015 تأييده لتنظيم (داعش) خلال إحدى خطبه في صلاة الجمعة بأحد مساجد العاصمة السودانية الخرطوم. ومع ذلك، نفى الجزولي في مقابلة صحفية لاحقًا تشجيع عشرات الطلاب على الالتحاق بالتنظيم المتشدد والقتال في سوريا والعراق وليبيا. كما جرى سجنه لعدة أشهر من قبل النظام المخلوع بعد إعلان تأييده (داعش).

كما عرض التقرير فيديوهات أخرى تُظهر صورًا لمجند من الجيش يضع قدم على جمجمة بشرية، وفيديوهات أخرى قالت إنها لعمليات قطع رؤوس وشبهت كل ذلك بما تفعله التنظيمات المتطرفة مثل تنظيمي (القاعدة وداعش).

كذلك ربط التقرير بين الحركة الإسلامية السودانية التي تعادل تنظيم (الإخوان المسلمون) في العالم العربي وتنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن الخرطوم كانت (خلال حكم الإخوان) تؤوي زعيمي تنظيم القاعدة السابقين، أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وهو الأمر الذي ساهم في وضع اسم السودان على قائمة الإرهاب، بحسب التقرير.

وتشير «بيم ريبورتس» إلى أن زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن كان قد أقام في السودان في حقبة التسعينات إبان حكم النظام المخلوع قبل أن يطلب منه مغادرة البلاد لاحقًا.

للتحقق من صحة التقرير استمع فريق «مرصد بيم» إلى التقرير التلفزيوني الذي نشرته القناة كاملاً وتوصلنا إلى أن التقرير حوى جملة من الأخطاء والمعلومات غير المؤكدة، مستندًا على تقرير أعدته صحيفة الصيحة السودانية وتقارير إعلامية أخرى لم تؤكد بشكل واضح مشاركة تنظيمي (القاعدة وداعش) في الحرب السودانية.

كما عرض التقرير مقاطع فيديو مضللة وصورا تم استخدامها خارج سياقها.

ونفندها كالتالي: 

  • استهلت مذيعة التقرير حديثها بجملة: «بالأدلة المؤكدة، يشارك تنظيم داعش الإرهابي في حرب السودان، حيث ينتشر مُقاتلوه في شوارع البلاد» وأضافت «هكذا عنونت صحيفة الصيحة السودانية بعد إعلان كتيبة دولة الشريعة عن اشتراك التنظيم في حرب السودان المستمرة». 
  • وبالتزامن مع هذا الحديث عرضت القناة مقطع فيديو يظهر جنودًا من تنظيم (القاعدة) زعمت أنه لـ(داعش) مع ادعاء قالت فيه بأن تنظيم (داعش) نعى (أميره بالسودان). 

تحققنا من مقطع الفيديو وتوصلنا إلى أنه قديم حيث تم نشره في العام 2016 مع ادعاء يفيد بأنه من الصومال إبان مقتل أحد قيادات حركة الشباب الصومالي، وليس للفيديو أي علاقة بالسودان.

  • كما أن الصورة المتداولة للنعي المزعوم لأمير كتيبة داعش في السودان تم تداولها أول مرة في سبتمر الماضي نشرتها صحيفة الراكوبة بيد أنها لم تورد ما يؤكد صحة صدورها عنهم وقالت أنها نقلتها من حسابات على منصات التواصل الإجتماعي.
  • دعمت مقدمة التقرير حديثها بفرضية أن نظام البشير هو من أطلق سراح السجناء بمن فيهم قادة مطلوبين لجرائم إرهاب، ويشير «مرصد بيم» في هذا الصدد إلى أن نظام البشير تم إسقاطه في العام 2019 بثورة شعبية وأعقبته حكومة مدنية ثم انقلاب عسكري نفذه الجيش والدعم السريع وأنه في أبريل الماضي كانت السلطة بيد الجيش والدعم السريع.
  • كما أن طرفي القتال الجيش والدعم السريع قد تبادلا الاتهامات بشأن مسؤولية إطلاق سراح السجناء، ولا يوجد دليل قطعي يؤكد أن نظام البشير هو من أطلق سراحهم. 
  • زعمت القناة أن نتيجة فتح السجون في أبريل الماضي خرج بسببها قادة من تنظيمات داعش والقاعدة وربطت القناة ذلك بقولها إن الدعم السريع اعتقلت في مايو الماضي آخر أمير لـ(داعش) بالسودان محمد على الجزولي، وعرضت القناة مقطع فيديو للجزولي مع عنوان تقول فيه (محمد على الجزولي أقر في شريط مصور أنه أحد قادة داعش).
  • الفيديو الذي عرضته القناة مقتطع من فيديو مصور عرضته قوات الدعم السريع لمحمد على الجزولي وهو يعترف بانتمائه لـ(داعش)، غير أن اعتراف معتقل وأقواله لا يُعتد بها ولا يمكن أخذها كإفادة لكن تعمدت القناة انتقاء ذلك وربطه بالتيار الإسلامي العريض الذي جزء من عضويته الحركة الإسلامية السودانية.
  • ولخلط الأوراق أكثر، عرضت القناة صورًا ومقاطع فيديو حقيقية لمجند بالجيش، وبعض الجنود يحملون رؤوس مقطوعة وربطت بين كل ذلك وسلوك القاعدة، لكن القناة لم تشير صراحة إلى أن الصور ومقاطع الفيديو هي لجنود يتبعون إلى (داعش او القاعدة)، بل أحالت الأمر إلى من سمتهم جهات داخلية لم تكشف عنها صراحة وقالت بأنهم أدانوا هذا الفعل وحملوا المسؤولية لجماعة (الإخوان المسلمون) بالسودان والجماعات المتطرفة المرتبطة بها مثل (داعش والقاعدة).

الخلاصة:

شمل التقرير الذي أعدته قناة سكاي نيوز عربية على جملة من الأخطاء والمعلومات المضللة، والتي تم ربطها بسياقات متباينة ومضللة لتؤكد على أن تنظيمي (داعش والقاعدة) يقاتلان في السودان ونسبت القناة تقريرها لتقارير مؤسسات صحفية غير مؤكدة.

كما بثت القناة مقطع فيديو قديم جرت أحداثه في الصومال قبل 7 أعوام وربطته بسياق معلومات تتحدث عن السودان في خضم الحرب المستمرة منذ أبريل الماضي. 

تحقيق لـ«مرصد بيم» بالتعاون مع «ڤالنت» يكشف عن شبكة تضليل بمنصة إكس تروج لـ«الدعم السريع» وتهاجم جماعة الإخوان بالسودان

يكشف «مرصد بيم» بالتعاون مع «ڤالنت» عن شبكة تضليل على منصة إكس تروج للدعاية الإعلامية لقوات الدعم السريع وتهاجم جماعة الإخوان المسلمين في السودان معتبرة أنها تختطف قرار الجيش. كذلك ربطت الشبكة التي تعمل عبر أسلوب السلوك الزائف المنسق، عودة العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وطهران، بادعاءات تفيد أن الأخيرة تحاول إيجاد موطئ قدم  لها على البحر الأحمر مقابل مد الجيش بالسلاح، مشيرة إلى أن وجود طهران على البحر الأحمر يمثل تهديداً للأمن القومي السعودي.

يأتي استهداف حملات التضليل المنسقة للفضاء الرقمي السوداني والتي تكررت على مدى السنوات الأخيرة، في إطار موقع البلاد الجيوسياسي الحساس، في محاولة للتأثير على الرأي العام السوداني واختراقه، لتحقيق مصالح تلك القوى الأجنبية والتي ترتبط عادةً بقوى داخلية. 

وكانت دراسة بيئة المعلومات المضللة التي نشرها «مرصد بيم» سلطت الضوء على الفاعلين الدوليين في المشهد الإعلامي السوداني، موضحة نشاط بعض الدول في الفضاء الرقمي السوداني بنشر معلومات كاذبة ومضللة.

وفي هذا السياق، بدايةً من سبتمبر الماضي، لاحظ فريق «مرصد بيم» عبر رصده لوسائل التواصل الاجتماعي، نشاط عشرات الحسابات في منصة إكس والتي تنشر محتوى يروج لدعاية الدعم السريع الإعلامية، فيما يهاجم جماعة الإخوان المسلمين في السودان ويحتفي في الوقت نفسه بالمناسبات الرسمية للمملكة العربية السعودية.

كما تنشط الحسابات موضع التحقق، في نشر محتوى يتعلق بعودة العلاقات بين الخرطوم وطهران، مشيرة إلى أن طهران تسعى لكسب موطئ قدم في البحر الأحمر وهو الأمر الذي يمثل تهديداً للأمن القومي السعودي.

طهران تستثمر الحرب في السودان منفذًا إلى البحر الأحمر

العنوان المذكور يعود لمقال أوردته صحيفة العرب اللندنية في 9 أغسطس الماضي، إبان إعلان الخرطوم وطهران نيتهما استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، وهو يمثل السردية الرئيسية للادعاء والتي تداولتها مجموعة من الحسابات تحت وسم “#ايران_تدعم_البرهان”.

ومن خلال البحث في منصة إكس،  توصلنا إلى أن حساب باسم أمجد طه نشر تغريدة تحوى وسم #إيران_تدعم_البرهان مرفقا معها مقطع فيديو قديم لقناة العربية يفيد بوصول سفن حربية إيرانية إلى البحر الأحمر، مدعين أنها تحمل أسلحة تزود بها الجيش وفق اتفاق قديم بين الحرس الثوري الإيراني وجماعات موالية لنظام البشير، ثم نشطت مجموعة من الحسابات في تداول الوسم مرفق معه نصوص تم انتقائها من المقال المذكور.

تحققنا من هوية أمجد طه ووجدنا أنه الرئيس الإقليمي لـ«المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط»، وهو يقيم في لندن بحسب حسابه على منصة إكس، كان ينشط بقوة في مهاجمة قطر إبان الأزمة السعودية الإماراتية القطرية، يدعم التطبيع مع إسرائيل ويهاجم حركة المقاومة الإسلامية في الوقت الحالي إبان الحرب الدائرة منذ أكتوبر الماضي في غزة.

أيضًا تحققنا من مقطع الفيديو المرفق مع التغريدة، ووجدنا أنه يعود للعام 2012 بعد قصف إسرائيل لمصنع اليرموك بالعاصمة السودانية الخرطوم، وكانت السفن الإيرانية رست في ميناء بورتسودان لمدة ثلاثة أيام.

 كما أن المقطع في نهايته يتضمن مقتطع من تصريح صدر حديثًا لوزير سابق في نظام البشير يقول فيه إن الجيش ليس لديه خيارات، وبالتالي يبحث عن أي علاقة يمكن أن توفر له إمداد حربي في معركته مع الدعم السريع.

اتضح لنا أن مقطع الفيديو تم تركيبه وإنتاجه ليخدم ويؤكد ما جاء في مقال الصحيفة وهو تسلم الجيش سلاحًا من إيران مقابل تمديد نفوذها في البحر الأحمر.

كذلك عملت الحسابات التي شاركت في الوسم على إعادة تغريد أو نشر محتوى مجتزأ من المقال يؤكد ذات الرواية، وتشكك في الأسباب الحقيقية التي تدفع إيران لفتح العلاقات مع الجيش السوداني، قائلة إن «الكيزان» جماعة الإخوان المسلمين في السودان يخططون لمنح إيران السيطرة على البحر الأحمر والقاعدة البحرية جنوب بورتسودان مقابل شحنات من الأسلحة.

وادعت أحد الحسابات المؤيدة لقوات الدعم السريع، أن العلاقات بين إيران والسودان كانت دائمًا تشكل خطرًا على الاستقرار والأمن الشامل في المنطقة، وخاصة السعودية. زعم أيضًا، أن إيران تخطط لاحتلال بورتسودان وفتح جبهة جديدة مع السعودية من جهة البحر.

في البحث عن الحسابات محل التحقيق، وجدنا أنها نشرت تغريدة احتفالًا باليوم الوطني السعودي تهنئ فيها المملكة، بيد أن الصور المصاحبة للتغريدة تعود لقائد الدعم السريع وقيادات المملكة، كما تنشر بعض الحسابات أخبار الزيارات الرسمية لقادة المملكة العربية السعودية. 

الدعم السريع تحارب جماعات الإخوان الإرهابية

عملت مجموعة الحسابات محل التحقيق على نشر محتوى يدعم رواية الدعم السريع الإعلامية القائلة «بأنها تحارب جماعات إسلامية متطرفة، وتحملها مسؤولية اندلاع الحرب في السودان، وذلك باختطافها لقرار الجيش السوداني». 

وبالرجوع إلى محتوى الحسابات، وجدنا أنها تشارك بيانات الدعم السريع وقائدها، كما تغطي التطورات الحربية الميدانية، وتنشر محتوى تهاجم فيه جماعة الإخوان والجيش السوداني، كما تنشر مجموعة الحسابات محتوى مضللًا عن التطورات السياسية داخليًا وخارجيًا.

وبمزيد من البحث والتدقيق في الحسابات محل التحقيق، وجدنا أن مجموعة منها نشطت عبر وسم « #حميدتي_قاهر_الكيزان»، إذ تنشر من خلاله محتوى  يروج  لقائد الدعم السريع وتقول إنه يحارب جماعات «الفلول»، وأنه «أطلق نداء لشرفاء الجيش لعزل قيادة الإخوان وتكوين قيادة جديدة، حتى ينعم السودان بالأمن والاستقرار».  

السمات المشتركة بين الحسابات

  • تتفاعل الحسابات مع بعضها البعض بالمتابعة والإعجاب وإعادة نشر المحتوى. 
  • تنشر الحسابات المحتوى الذي يحتوي على وسم في وقت متقارب يبدو أنه منظم.
  • تتابع بعض الحسابات حسابي الدعم السريع وقائدها على تويتر، كما تتفاعل مع المحتوى الصادر عنها بالإعجاب وإعادة النشر.
  • معظم الحسابات تستخدم أسماء مستعارة، مكتوبة باللغة العربية العامية السودانية.
  • معظم الحسابات تضع صورًا لشهداء الثورة السودانية، كما يضع بعضها صورًا لقائد الدعم السريع.

السمات المتباينة بين الحسابات

  • بعض الحسابات يبدو أنها «بوت» حيث تستخدم أسماء مكتوبة باللغة انجليزية، ويختلف اسم الحساب عن اسم المستخدم.
  • معظم الحسابات المكتوبة باللغة الإنجليزية حسابات قديمة تم إنشاؤها بين الأعوام 2010-2014، وبالتدقيق في محتوى قديم نشرته وجدنا أنها كانت تنشر محتوى باللغة الإنجليزية.
  • بعض الحسابات حذفت المحتوى القديم وبدأت النشر في العام 2022، رغم أن تاريخ إنشائها كان بين الأعوام 2010-2014.
  • بعض الحسابات شاركت محتوى موحد في أكتوبر الماضي عبر وسم “#ييييع_خخخي” في ذات التوقيت ويبدو إنها مجموعة بوتات يتم التحكم فيها.

تزامن النشر

  • بالتدقيق في مواقيت النشر التي نشطت فيها الحسابات لنشر محتوى عبر الوسوم المذكورة، نجد أنها تنشط في مواقيت متقاربة، حيث أن بعض الحسابات التي نعتقد أنها مجموعة بوتات يتم التحكم فيها، نشرت 15 منشورًا  في 25 أكتوبر الماضي في الساعة 5:47، أي أن مجموعة التغريدات نشرت في نفس الساعة والدقيقة والثانية. 
  • بعض الحسابات التي يتابعها عدد كبير وأسماء مستخدميها مكتوبة بالعامية السودانية، لم تتزامن مواقيت نشاطها في الوقت نفسه، لكنها تنشط في أوقات متقاربة.

الخلاصة:

من خلال تحليل المحتوى ومتابعة الحسابات والوسوم التي نشرت عبرها، يبدو أنها تريد تدعيم وجهة النظر القائلة بأن عودة العلاقات بين السودان وإيران تهدف إلى دعم طهران للجيش السوداني وجماعات الحركة الإسلامية بالسلاح في حربهما ضد الدعم السريع، وفي المقابل إعطاء طهران موضع قدم في البحر الأحمر.

تدعي الحسابات، أن العلاقات بين الخرطوم وطهران تمثل تهديدًا للأمن القومي السعودي، كما شاركت بعض الحسابات تغريدات تحتفل فيها باليوم الوطني السعودي، وتروج لصور قديمة تجمع قيادات من المملكة بقائد الدعم السريع، أيضا تدعم الحسابات رواية الدعم السريع الإعلامية وتروج لأخبار المعارك من جهة الدعم السريع.

بناء على كل ذلك، يتضح أن مجموعة الحسابات تستخدم أسلوب السلوك الزائف المنسق وتنشط عبر وسوم مضللة للنشر والترويج ومناصرة فكرة أو رأي محدد يخدم أجندة صانع المحتوى.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، الجدول أدناه يعرض أمثلة لبعض حسابات الشبكة، التي تتبع الأنماط المذكورة آنفاً:

اسم الحساب 

اسم المستخدم

اسم الحساب

اسم المستخدم

حجازي أحمد

@ejazi77

TutupBotolLimun

@YOZAMAHADIKA

Eptihal

@Epthal979

READ BIO or unfollow

@celemheed

ود البحير

@wdalbehair 

سيد السنوسي

@Sayedsanosi

أنس هيثم

@annshaithm

anggo poden

@anggopondiu

دنيا زائلة ولضمي

@srhgtrhjn

بت الفرسان

@bitalfursan

مطر بدون براق

@ZoalRSF

سيد السنوسي

@Sayedsanosi

Irvan kurniawan

@ippankondeonde

Abipe

@Mfrizcha_adi

ULTIMORAIDER

@ULTIMORAIDER

pemain pedang thifan

@dewymelany475

Teehee

@geegeyhi22

melody

@snaileymailey6

ألجنا الفقر

@alaaty88

Dina Ardhani

@dinaardhani

«بيم ريبورتس» و«أوسينت سودان» تحللان مقاطع فيديو متداولة للفرقة 16 مشاة بنيالا

تداول عدد من رواد موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» «وإكس» مقاطع فيديو تظهر رتلًا من الآليات العسكرية وحشدًا من الجنود في منطقة اشتباك مسلح، مدّعين أنها تُظهر سقوط الفرقة 16مشاة «نيالا» التابعة للجيش السوداني على يد قوات «الدعم السريع».

وكانت «الدعم السريع» قد نشرت على حسابها بموقع إكس مقطعي فيديو بتاريخ «26 و27» أكتوبر الجاري، يظهر فيهما نائبها عبد الرحيم دقلو باعتباره يتحدث من داخل الفرقة 16 مشاة.

حلل فريقا «مرصد بيم» و«أوسينت سودان» استخبارات السودان مفتوحة المصدر – ثلاثة مقاطع فيديو انتشرت مؤخرًا باعتبارها من داخل الفرقة 16 مشاة بنيالا، ومن خلال تحديد الموقع الجغرافي عن طريق مطابقة المعالم الواضحة في الفيديو بمثيلتها في صور الأقمار الصناعية يتضح الآتي:

يُظهر مقطع الفيديو (1) المنشور بواسطة حساب «الدعم السريع» على موقع إكس وجود قواتهم أمام البوابة الرئيسية من الجهة الشرقية للفرقة 16 مشاة.

كما يُظهر مقطع الفيديو (2) وجود قوات «الدعم السريع» أمام بوابة الفرقة 16 مشاة من جهة الشرق «شمال البوابة الرئيسية التي ظهرت في مقطع الفيديو1».

بينما يُظهر مقطع الفيديو (3) تجول قوات «الدعم السريع» داخل أسوار الفرقة 16 مشاة بجوار المنشآت الرئيسية مع سماع دوي إطلاق النيران.

يظهر في الفيديو رقم (3) غرفة الحراسة، بالإضافة إلي ميدان لكرة القدم، ونصب تذكاري، وهي أبرز المعالم التي أظهرتها مقاطع الفيديو، بالإضافة إلى معالم ثانوية أخرى، وبعد تحديد موقعها الجغرافي، يتضح أنها من داخل الفرقة 16 مشاة، كما هو مشار إليه في الصور بالإرقام «1-2-3».

وبعد مطابقة الصور وجمع الأدلة البصرية، يتضح من مقاطع الفيديو الثلاثة المنشورة، أنها بالفعل لقوات «الدعم السريع» من داخل أسوار الفرقة 16 مشاة نيالا التابعة للجيش السوداني.

التقرير الشهري من «بيم ريبورتس» لأبرز الشائعات والمعلومات المضللة في الفضاء الرقمي السوداني

تنشر «بيم ريبورتس» منذ أغسطس الماضي، تقريرًا شهريًا، تُفصِّل فيه أبرز الادعاءات الكاذبة وعمليات التضليل التي يتم رصدها، حيث يأتي ذلك في خضم حرب إعلامية شرسة تدور بين الأطراف المتقاتلة على الأرض.

يغطي هذا التقرير الادعاءات الخاطئة والمضللة في الفضاء الرقمي السوداني، لشهر «سبتمبر 2023»، كما يقدم تحليلًا مختصرًا لأبرز اتجاهات التضليل وأبرز الأدوات المرصودة.

وكانت «بيم ريبورتس» قد نشرت تقريرًا عن الأخبار المضللة التي تم تداولها في الفضاء الرقمي السوداني خلال شهر سبتمبر، وتنوعت تلك التقارير من حيث «الأساليب والأدوات المستخدمة في عمليات التضليل، والاتجاهات، والفاعلين في عملية التضليل» في الفضاء الرقمي السوداني، شملت الفئات التي استهدفها التضليل عدد من الفاعلين في الشأن السوداني كيانات وأفراد، سياسية وعسكرية.

  • الأساليب والأدوات: 

تعددت أساليب وأدوات التضليل التي استخدمها الفاعلون رصدنا منها:

1.صياغة وفبركة البيانات والتصريحات ونسبها إلى قادة سياسيين وعسكريين ومؤسسات دولية. 

2.إعادة نشر صور قديمة على أنها بتاريخ حديث في سياق منفصل عن تاريخها القديم.

3.إعادة نشر تصريحات قديمة لقادة عسكريين أو سياسيين في سياق منفصل عن ما وردت فيه.

4.نشر معلومات مضللة تتعلق برحلات خارجية أجراها قادة سياسيين وعسكريين لدول المنطقة.

  • الفاعلون في حملات التضليل:

أشارات الدراسات والتقارير التي أجراها «مرصد بيم» أن جهات داخلية وخارجية فاعلة في عمليات التضليل في الفضاء الرقمي السوداني، وحددت الدراسات أن الفاعلين الداخليين يمكن حصرهم في أربعة فئات «جهات داعمة للدعم السريع – جهات داعمة للجيش وجهاز المخابرات العامة – جهات ذات توجه إسلامي – وجهات تناهض الحكم العسكري»، بينما أشارت الدراسة إلى أن الفاعلين الأجانب، في الفضاء الرقمي السوداني هم:«روسيا – الإمارات العربية المتحدة – مصر- إثيوبيا». 

في سبتمبر الماضي رصد فريق «مرصد بيم» عبر مراقبته لوسائل التواصل الاجتماعي عدد من حملات التضليل تقودها جهات وأفراد تهدف إلى تضليل الرأي العام وتغييب الحقيقة، تستهدف القوى المدنية الفاعلة في الشأن السياسي السوداني، وطرفي النزاع «الجيش» و«الدعم السريع»، كما تنشر الحملة معلومات مضللة تتعلق بالمرافق العامة في مناطق الصراع، وأيضاً نشرت الحملة معلومات مفبركة منسوبة إلى دبلوماسيين عملو سابقا في السودان، أيضاً رصد فريقنا أن بعض الحملات المعنية تتبنى الدعاية الحربية للجيش السوداني والدعم السريع.

 

وفيما يلي استعراض لأبرز الحملات التضليلية التي شهدها شهر سبتمبر:

 

  1. الحملات التي استهدفت القوى المدنية:

رصد فريق «مرصد بيم» حملة تضليل تستهدف «قوى الحرية والتغيير» المجلس المركزي، وبعض قيادات هذه القوى،  جاءت هذه الحملة  بالتزامن مع بدء قوى الحرية والتغيير سلسلة زيارات خارجية لعدد من دول المنطقة والجوار، شملت الحملة فبركة تصريحات لقادة تلك الدول تتعلق باستقبال الوفد أو الأجندة التي استهدفتها الزيارة، وفي السياق نفسه عملت الحملة على عملية تضليل بشأن اعتذار بعض الدول عن استقبال وفد القوى المدنية. 

على سبيل المثال، نشطت هذه الحملة في نشر معلومات خاطئة ومضللة، تتعلق بتصريح رئيس وزراء «قطر» يقول فيه إنه تم استقبال وفد الحرية والتغيير بصورة غير رسمية، كما نشطت الحملة في نشر معلومات مضللة بشأن اعتذار «الكويت» عن استقبال وفد الحرية والتغيير.

عملت الحملة أيضًا على فبركة تصريحات منسوبة إلي قادة قوى الحرية والتغيير.

على سبيل المثال نشرت الحملة المعنية تصريحًا منسوبًا إلى رئيس حزب التجمع الاتحادي «بابكر فيصل» يفيد بأن الأخير صرح قائلاً: «لا يحق للبرهان حل قوات الدعم السريع لأنها أنشئت بقانون» تحقق فريق مرصد بيم من صحة التصريح وتوصلنا إلى أنه مفبرك.

نشرت مجموعة الحسابات خبرًا منسوبًا إلى قناة «الجزيرة» وإلى مصدر عسكري يفيد بأنه سيتم حل «الحرية والتغيير» نسبة للخيانة العظمى، تحقق فريق «مرصد بيم» من الخبر وتوصلنا إلى أنه مفبرك. 

كما طال التضليل الأحزاب السياسية والشخصيات القيادية فيها، حيث نشرت مجموعة من الحسابات خبرًا يفيد بأن شركة «ميتا» فيسبوك أغلقت حسابي حزب المؤتمر السوداني والحساب الشخصي لنائب رئيس الحزب «خالد عمر يوسف»، تحقق فريق «مرصد بيم» من الادعاء وتوصلنا إلى أنه مفبرك. 

 

  1. حملات استهدفت شخصيات وقادة حركات مسلحة: 

عملت هذه الحملة على استهداف شخصيات سياسية خارجية مهتمة بالشأن السوداني، كما استهدفت قادة يتبعون لحركات مسلحة. 

  • نشرت مجموعة من الحسابات ادعاء يفيد بأن وزير مالية حكومة الأمر الواقع «جبريل إبراهيم» صرح بإنه بعد فقدان الدعم الخارجي سيتم تمويل الحركات المسلحة من أموال الضرائب، تحقق فريق «مرصد بيم» من الادعاء وتوصلنا إلى أنه مفبرك.
  • وفي السياق ذاته تداولت عدد من الحسابات صورة إطارية تحوى تصريح لرئيس «تجمع أحزاب وحركات شرق السودان»، «شيبة ضرار» يفيد بأن الأخير صرح قائلاً «أمهلنا الحكومة 48 ساعة إن لم تستجب لمطالبنا سنغلق الإقليم بالخرسانة» تحقق فريق «مرصد بيم» من التصريح وتوصلنا إلى أنه مضلل، حيث ورد في وقت وسياق منفصل عما صرح به ضرار. 

تداولت عدد من الحسابات تصريحًا منسوبًا للمدير السابق لمكتب المبعوث الأمريكي للسودان، «كاميرون هدسون»، قائلًا: «الترجمة العملية لقرار حل الدعم السريع تحديدًا هو أن أي تفاوض قادم مع المليشيا إن حدث فهو تفاوض استسلام لا يمكن للبرهان تحديداً أن يتخذ هكذا قرار»، تحقق فريق «مرصد بيم» من الادعاء وتوصلنا إلى أنه مفبرك.

كما طالت عمليات التضليل المؤسسات العامة، حيث نشرت مجموعة من الحسابات صورة مبنى محترق مدعين أنه لـ«جامعة السودان الفرع الجنوبي»، تحقق فريق«مرصد بيم» من الادعاء وتوصلنا إلى أنه مضلل.

 

3.حملات استهدفت الجانب العسكري:

رصد فريق «مرصد بيم» في سبتمبر الماضي عدد من الحملات المنظمة التي استهدفت الجانب العسكري والموقف العملياتي من الحرب الدائرة في السودان، كما عملت الحملات على نشر معلومات مضللة تستهدف القادة العسكريين في طرفي الصراع، ويبدو من خلال المحتوى العام للحملات أنها يتم صناعتها بغرض تدعيم الموقف العسكري لأحدى طرفى النزاع، أو لاستهداف قادة عسكريين من الجيش، ومثله الدعم السريع، ومن خلال التقارير التي تم رصدها في سبتمبر الماضي يمكن تقسيم هذه الحملات إلى عمليات تضليل استهدفت: 

 

الجيش السوداني: 

نشرت مجموعة من الحسابات صورة لطائرة محترقة مدعين أنها تتبع للجيش السوداني وتم اسقاطها من قبل «الدعم السريع»، تحقق فريق «مرصد بيم» من الصورة وتبين أن الصورة مضللة، وهي تعود لإسقاط طائرة حربية في أوكرانيا ولم تكن في السودان. 

تداولت عدد من الحسابات على موقع فيسبوك صورة إطارية لقناة «الجزيرة» تحوي تصريحاً منسوبًا للقائد العام للجيش يفيد بأن الأخير صرح قائلاً «أدعو من هذا المنبر جميع الدول للضغط على قيادة الدعم السريع لاجبارها للجلوس للتفاوض»، تحقق فريق «مرصد بيم» من الادعاء وتوصلنا إلي أنه مفبرك. 

بالتزامن مع زيارة القائد العام للجيش لجمهورية جنوب السودان نشطت عدد من الحسابات في نشر وتداول مقطع فيديو يظهر تلاسناً بين البرهان وسلفاكير، مدعين أن المقطع بتاريخ زيارة البرهان الأخيرة إلي جوبا.

تحقق فريق مرصد بيم من صحة الفيديو وتوصلنا إلى أن الفيديو مضلل، حيث أن المقطع قديم تم نشره في العام 2021، وتم تداوله في ذاك التوقيت لأغراض تضليل الرأي العام.

الحملات التي استهدفت الدعم السريع: 

الدعم السريع بوصفه فاعلاً في الشأن السوداني ميدانيا وإعلاميا تم استهدافه بعدد من الحملات التي رصدها فريق «مرصد بيم» خلال شهر سبتمر، التالي ملخص هذه الحملات:

  • نشطت مجموعة من الحسابات في نشر معلومات مفبركة عقب إعلان وزارة «الخزانة الأمريكية » عن إصدار سلسلة عقوبات طالت شخصيات نافذة في «الدعم السريع» نشرت الحملة ادعاء يفيد بأن المحكمة الجنائية أصدرت مذكر توقيف ضد قائد ثاني الدعم السريع «عبدالرحيم دقلو» وطالبت كينيا بتسليمة، تحقق فريق «مرصد بيم» من صحة الادعاء وتوصلنا إلى أنه مفبرك. 
  • نشرت مجموعة من الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لموقع تم حرقه بالكامل مدعين أنه مقر قوات الدعم السريع في نيالا، وقد تم قصفه من قبل الجيش. 

تحقق فريق «مرصد بيم» من الصورة وتوصلنا إلي أنها مضللة، حيث أن الصورة تعود لحريق نشب في سوق بولاية شمال دارفور الفاشر. 

  • في السياق نفسه، نشرت مجموعة من الحسابات صورة إطارية لقناة الجزيرة السودان تحوى خبرًا يفيد بأن الجيش السوداني قصف الجزء الغربي من كبري شمبات ليفصل مدينة بحرى عن أم درمان. 
  • تحقق فريق مرصد بيم من الادعاء وتوصلنا إلي أنه مفبرك. 

حملات تتبنى الدعاية الحربية الإعلامية  للجيش: 

 

 

الدعاية الحربية الإعلامية هي أسلوب من أساليب الحرب الإعلامية التي تستخدمها الجيوش في حالات الحرب، وفي السياق ذاته رصد فريقنا حملة من المعلومات المضللة نشرتها حسابات تتبنى الدعاية الحربية للجيش. 

نشرت مجموعة من الحسابات بالتزامن مع زيارة «قائد الجيش» إلى دولة تركيا، مقطع فيديو يظهر مراسم استقبال رسمية قام بها الرئيس التركي لقائد الجيش البرهان. 

تحقق فريق «مرصد بيم» من مقطع الفيديو وتبين لنا أنه مضلل، حيث يعود المقطع إلى العام 2021، أثناء زيارة قائد الجيش إلى« تركيا»، ولكن تم استخدام المقطع في وقت وسياق غير الذي ورد فيه، وقد يكون ذلك بغرض الدعاية الإعلامية أو الترويج لوجهة نظر مجددة يتبناها صانع المعلومة المضللة. 

في السياق نفسه، تداولت مجموعة من الحسابات صورة لطائرات مسيرة انتحارية، مدعين أنها إمداد عسكري وصل للجيش السوداني.

تحقق فريق «مرصد بيم» من الصورة وتوصلنا إلي أنها تعود لشحنة طائرات مسيرة تم إرسالها إلي «أوكرانيا»، ولم تكن للصورة علاقة بالسودان، كما لاحظ فريق «مرصد بيم» أن الصورة تم تداولها  بالتزامن مع انتشار مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مسيرات تستهدف «الدعم السريع» في الخرطوم.

 

  • الخلاصة:- 

خلال شهر سبتمبر الماضي رصد فريق «مرصد بيم» أربع حملات تضليل تنشر فيض من المعلومات الكاذبة والمضللة، تستهدف الرأي العام السوداني بغرض التأثير فيه، أو من أجل تغيير اتجاهاته. 

لاحظ فريق «مرصد بيم» من خلال متابعته للحسابات المعنية، أن الحملات تنشط في نشر معلومات مضللة بالتزامن مع الأحداث الكبرى او بعد تصريحات القادة السياسيين والعسكريين، أو بالتزامن مع الأحداث الميدانية العسكرية. 

كما لاحظ فريقنا من خلال المحتوى الذي يتم نشره، وعبر مراقبته للحسابات المعنية، أن الفاعلين في نشر دعاية التضليل هم فاعلون محليون، و أن الأساليب المستخدمة في صنع المعلومات المضللة عادة ما تتعلق بالتصريحات أو إعادة نشر محتوى قديم تاريخ حديث. 

كما لاحظ فرينا، أن الحملات المعنية تتبنى اتجاهات تخدم أو تتوافق مع الدعاية الإعلامية لطرفي الصراع. 





  • فيما يلي جدول بالتقارير التي نشرها«مرصد بيم» خلال شهر سبتمبر الماضي:

1.ما صحة تعليق رئيس الوزراء القطري بأنه تم استقبال وفد الحرية والتغيير بشكل غير رسمي لأنهم لا يمثلون طرف في الصراع؟ 

مفبرك

https://shorturl.at/uzMUW

2.ما صحة رفض الكويت منح وفد «الحرية والتغيير» تأشيرة دخول إلى أراضيها؟

مضلل.


3.ما حقيقة صورة متداولة لإسقاط طائرة «انتونوف» تابعة للجيش بواسطة «الدعم السريع»؟

مضلل

https://shorturl.at/quQ12




https://bit.ly/46tD1D6

4.ما حقيقة صورة متداولة لقصف سلاح الجو السوداني لرئاسة «الدعم السريع» بنيالا؟

مضلل

https://bit.ly/3LITSKf

5. ما صحة مقطع فيديو متداول يتضمن تلاسنًا بين «البرهان» و«سلفاكير»؟

مضلل

https://bit.ly/469DaM9

6.ما صحة تصريح محمد الفكي “العقوبات الأمريكية مجحفة في حق قوات الدعم السريع لأنها قوات تم إنشاؤها من أموال دافعي الضرائب في السودان “؟ 

مضلل

https://bit.ly/45dY5MI

7. ما صحة تصريح «بابكر فيصل»: لا يحق للبرهان حل قوات الدعم السريع لأنها أنشئت بقانون أجازه آخر برلمان منتخب؟

مفبرك

https://bit.ly/45tegGt

 

8. ما صحة تصريح «كاميرون هدسون» حول قرار «البرهان» القاضي بحل «الدعم السريع»؟ 

مفبرك

https://bit.ly/48u8o2l

9. ما حقيقة مقطع فيديو متداول تحت عنوان «منهوبات أهل الخرطوم»؟

مضلل

https://bit.ly/46diZNm

10. ما صحة قصف الجيش للمدخل الغربي لجسر شمبات الرابط بين امدرمان والخرطوم بحري؟.

مفبرك

https://bit.ly/3RGidnS

11.ما صحة تصريح مصدر عسكري لـ«الجزيرة»”سيتم حل الحرية والتغيير إستناداً على الخيانة العظمى مع المتمردين”؟مفبرك

https://bit.ly/46raVZ8

12.ما حقيقة مقطع فيديو متداول على أنه من مراسم استقبال «البرهان» في زيارته الأخيرة إلى «تركيا»؟ 

مضلل

https://tinyurl.com/54nndbp8



13.ما صحة صورة تحمل شعار حزب المؤتمر الوطني «االمحلول» باعتبارها اجتماع «لجنة التعامل» مع الأمم المتحدة ببورتسودان؟ 

مضلل


https://tinyurl.com/mwb944ty

14. ما صحة تصريح «جبريل ابراهيم»”يجب تمويل حركات الكفاح المسلح من إيرادات الضرائب والمحليات والجمارك”؟.

مفبرك

https://tinyurl.com/2xzk7mtr

15. ما حقيقة صور متداولة لمسيرة وصلت للجيش السوداني؟ 

مضلل

https://tinyurl.com/4ds8urbj

16. ما حقيقة تحريك المحكمة الجنائية مذكرة توقيف ضد عبد الرحيم دقلو ؟

مفبرك

https://tinyurl.com/z9px3yth

17. ما صحة تصريح «شيبة ضرار»: أمهلنا الحكومة «48» ساعة وإن لم تستجب سنغلق الإقليم بالخرسانة والسيخ؟

مضلل

https://tinyurl.com/4z739u7j

18.ما حقيقة صور متداولة لإسقاط طائرة تتبع للجيش السوداني؟ 

مضلل

https://tinyurl.com/jeysbrvp

19. ما حقيقة تصريح البرهان بدعوة المجتمع الدولي للضغط على قيادة «الدعم السريع» لإجبارها على التفاوض؟

مفبرك

https://tinyurl.com/r5h9kypj

20. ما حقيقة حذف فيسبوك حسابي « حزب المؤتمر السوداني» و« خالد عمر يوسف» لتعاونهما مع « الدعم السريع»

مفبرك

https://tinyurl.com/5f4j3aja

21. ما حقيقة صورة متداولة احتراق مبنى «القسم الجنوبي» بجامعة السودان؟

مضلل

https://tinyurl.com/4e6bs733

22. ما حقيقة مقطع فيديو متداول لقصف الجيش قوات «الدعم السريع» في أمدرمان؟

مضلل

https://tinyurl.com/26t4mvue

 

«بيم ريبورتس» تبدأ نشر سلسلة تقارير شهرية لأبرز الشائعات والمعلومات المضللة في الفضاء الرقمي السوداني

تنشر «بيم ريبورتس» بدايةً من سبتمبر الجاري، تقريرًا شهريًا، تفصِّل فيه أبرز الادعاءات الكاذبة وعمليات التضليل التي تم رصدها، حيث يأتي ذلك في خضم حرب إعلامية شرسة تدور بين الأطراف المتقاتلة على الأرض. 

وتشير «بيم ريبورتس» إلى أن عمليات التضليل والادعاءات الكاذبة التي رصدتها في هذا التقرير لشهر أغسطس الماضي، لا تنحصر فقط على الفاعلين المحليين، وإنما امتدت إلى فاعلين خارجيين يحاولون توجيه دفة الأحداث في البلد الأفريقي الذي يشهد حربًا دامية منذ منتصف أبريل الماضي. 

تم إنجاز هذا التقرير بواسطة «بيم ريبورتس»،ضمن مشروع تعاون مشترك بين كل من: « بيم ريبورتس، تومسون فاونديشن،  ڤالنت ونقابة الصحفيين السودانيين»، وذلك بهدف مكافحة الشائعات والتضليل في الفضاء الرقمي السوداني.

يغطي هذا التقرير الادعاءات الخاطئة والمضللة في الفضاء الرقمي السوداني، لشهر «أغسطس 2023». كما يقدم تحليلًا مختصرًا لأبرز اتجاهات التضليل وأبرز الأدوات المرصودة.

 وكانت «بيم ريبورتس» قد أعدت 23  تقريرًا عن الأخبار المضللة التي تم تداولها في الفضاء الرقمي السوداني خلال شهر أغسطس، وتنوعت تلك التقارير من حيث «الفئة، الأساليب والأدوات المستخدمة في عمليات التضليل، والفاعلون في عملية التضليل» في الفضاء الرقمي السوداني.

تفصيلًا، نشرت «بيم ريبورتس» 13 تقريرًا عن عمليات تضليل استهدفت الجيش السوداني، و تقريرين عن عمليات التضليل استهدفا قوات «الدعم السريع». في وقت، لم تسلم القوى المدنية من تلك الحملات، حيث  نشرت «بيم ريبورتس» 8 تقارير عن عمليات التضليل التي استهدفت القوى السياسية المدنية. 

  • الأساليب:

 تنوعت أساليب وطرق التضليل في الحملات المذكورة، وتمثلت في:

1-  فبركة بيانات أو تصريحات ونسبها إلى المسؤولين في القوى العسكرية، أو الفاعلين من القوى المدنية. 

2- إعادة نشر مقاطع فيديو قديمة على أنها بتاريخ حديث في سياق منفصل عن تاريخها القديم.

3- إعادة نشر تصريحات قديمة لقادة عسكريين أو سياسيين في سياق منفصل عن ما وردت فيه.

4- انتقاء جزء من أخبار وردت من مؤسسات صحفية مع إغفال المحتوى الكامل للخبر. 

5- نشر أخبار مضللة تتعلق بالخدمات العامة في مناطق الصراع .

  • الفاعلون في عمليات تضليل: 

كانت «بيم ريبورتس» نشرت في أواخر العام الماضي دراسة «بيئة المعلومات المضللة في الفضاء الرقمي السوداني» صنفت فيها الفاعلين في الفضاء الرقمي السوداني إلى فاعلين محليين وفاعلين أجانب، حيث أشارت الدراسة إلى أن الفاعلين المحليين يشملون: «الدعم السريع – الجيش وجهاز المخابرات العامة – جهات ذات توجه إسلامي – وجهات تناهض الحكم العسكري»، بينما رصدت الدراسة الفاعلين الأجانب، ويمثلون: «روسيا – الإمارات العربية المتحدة – مصر- إثيوبيا». 

بينما تدور مواجهات عسكرية في السودان منذ منتصف أبريل الماضي، تدور بالمقابل حرب إعلامية موازية، تنشط فيها جهات، محلية ودولية بغرض خلق الدعاية الحربية، أو نشر معلومات خاطئة ومضللة عن الخصوم السياسيين.

رصدت «بيم ريبورتس» في أغسطس الماضي عدد كبير من عمليات التضليل وفبركة الأخبار والتصريحات، استهدفت هذه العمليات كيانات بعينها، بعضها استهدف الجيش بفبركة التصريحات والبيانات، وبعضها الآخر استهدف القوى المدنية والسياسية، حيث تعرضت لموجة تضليل ممنهجة.

كما استهدفت بعض عمليات التضليل قوات «الدعم السريع»، مستخدمين عددًا من الأدوات والأساليب لصنع الشائعات، وفيما يلي سوف نتناول تلك العمليات بشيء من الشرح والتفسير.

  1. عمليات التضليل التي استهدفت الجيش:

 الجيش من القوى الفاعلة في الساحة السياسية السودانية، منذ ثورة ديسمبر وحتى اليوم، وبالتالي هو فاعل في الفضاء الرقمي السوداني، لذلك نشطت عمليات التضليل ضده في الفضاء الرقمي وأخذ التضليل أشكالًا مختلفة منها؛ صياغة تصريحات ونسبها لشخصيات بارزة في الجيش وقد قامت العديد من الصفحات في موقعي «تويتر وفيسبوك» بتنفيذ تلك الحملات.

استغلت تلك الصفحات التداول الواسع للمعلومات المصاحبة لبيانات الجيش وقادته، وعملت على صياغة تصريحات وبيانات غير صحيحة منها. ومن الملاحظ أيضًا، أن تلك العمليات تنشط بفعالية، في أعقاب ادلاء أيًا من قيادات الجيش بتصريح أو تقديم تنوير حول الوضع الميداني.

من أشكال التضليل التي صاحبت عمليات التضليل أيضًا، إعادة نشر البيانات والفيديوهات القديمة على أنها جديدة ومرتبطة بالوضع الراهن، الأمر الذي يخلق لبسًا في ذهن المتلقي، خصوصًا أن بعض البيانات القديمة التي تم نشرها تضاربت في محتواها عما يدور الآن في السودان.

 كما أخذ التضليل، شكلًا آخر، متمثلًا في نشر معلومات حول الوضع الميداني، حيث صيغت بيانات عن تقدم الجيش حينًا وعن انهزامه حينًا آخر. وارتبطت تلك الادعاءات المضللة، أيضًا بالأوقات التي تشتد فيها وتيرة المعارك بين الجيش و«الدعم السريع».

 

2- العمليات التي استهدفت القوى المدينة: 

  في المقابل، تعرضت القوى المدنية الفاعلة في الساحة السياسية محليًا، لموجة من حملات التضليل أيضًا، إذ تم استهداف القادة السياسيين بعدد من الشائعات المضللة من خلال نسب تصريحات لأشخاص بعينهم أو تحريف تصريح صادر منهم، بحيث يعطي معنى مغايرًا عن معناه الأساسي.

وأخذ التضليل طابعًا آخر، يتمثل في صياغة  أخبار عن القوى المدنية على لسان الدول التي تستضيف المفاوضات حول الشأن السوداني، حيث حوى بعضها على سبيل المثال، بيانًا منسوبًا لوزارة الدفاع الإثيوبية توضح فيه تحطم طائرة في شمال إثيوبيا بها قادة من القوى المدنية.

وطال التضليل أيضًا، المنظمات الدولية العاملة في السودان حيث تم تداول مجتزأ من بيان صادر عن منظمة أطباء بلا حدود خارج سياقه، وتوسع التضليل ليشمل نطاقات خارجية، حيث صيغت تصريحات عن الوضع العسكري ونسبت لمحلل سياسي أمريكي والذي تبين فيما بعد أنه غير صحيح بل والشخص المنسوب له الادعاء ليس له وجود في الحقيقة.

 كما طال التضليل الأوضاع المتعلقة بالخدمات في مناطق الصراع بمدينة الخرطوم، حيث عملت بعض الحملات على إيراد معلومات مضللة حول توافر وانقطاع الخدمات العامة، وتم تداول العديد من الأخبار الزائفة التي أربكت المواطنين.

3- العمليات التي استهدفت «الدعم السريع»:

 تعرضت قوات «الدعم السريع» مثلها مثل القوى الفاعلة في الشأن السوداني  لموجة من حملات التضليل، لكنها لم تكن كثيفة من ناحية تزييف المعلومات، بقدر ما ساهمت كثرة النشرة والتداول للأخبار و مواضيع مرتبطة بـ«الدعم السريع» إلى تعتيم الرؤية وغياب الحقيقة، وذلك بانتقاء عناصر محددة من الأخبار التي أوردتها مؤسسات صحفية، تتعلق بعلاقة «الدعم السريع» مع مرتزقة «فاغنر» الروسية، في الفترة التي سبقت مقتل زعيمها «بريغوجين».

ففي هذا التقرير كان الخبر صحيحًا، لكن صاحب النشر الكثير من اللغط، وذلك عن طريق انتقاء عناصر من الخبر مع إغفال أخرى، الأمر الذي خلق صعوبة في تبيين الحقيقة كاملة.

من جانب آخر، تم تداول بعض الأخبار المضللة حول موقف طرفي القتال من بعضهما البعض، حيث نشطت بعض الصفحات في تداول بعض التصريحات القديمة التي صرح بها الجيش حول «الدعم السريع» وتم نشرها في سياق اتصالها بالوضع الراهن، رغم أنها وردت في سياق منفصل.

في سياق متصل لاحظ فريق «مرصد بيم» ظاهرة رافقت عددًا مقدرًا من مواد التضليل المنشورة، وهي عملية تزييف الصور الإطارية للقنوات الإخبارية الناشطة في الشأن السوداني، الأمر الذي صعّب على المتلقي اكتشاف عملية التضليل، لأن الخبر المتداول يأتي في إطار قناة درج على تلقي المعلومات منها. كما رصد فريقنا عددًا من الأخبار والمعلومات المضللة التي أوردتها قنوات إخبارية مثل (العربية-الحدث). 

  • الخلاصة: 

تتنوع أشكال عمليات التضليل المدعومة من جهات وأفراد بغرض تضليل الرأي العام وتغييب الحقيقة أو جعل الوصول إليها أمرا صعبا ومع توالي الأحداث وكثرتها تتطور أشكال التضليل وهذا ما ينطبق على شكل التضليل الممارس الآن في الفضاء الرقمي السوداني. 

  • فيما يلي جدول بالتقارير التي نشرها «مرصد بيم» خلال شهر أغسطس الماضي:

1

https://bit.ly/3sBp3jT

ما حقيقة مقطع فيديو متداول على أنه خطاب لقائد الجيش بتاريخ اليوم؟

(1 أغسطس)

2

https://bit.ly/3r40oUD

ما صحة تصريح محمد الفكي بأن قوى الثورة ستعلن عن رئيس وزراء خلال أسبوعين؟ (2 أغسطس)

3

https://bit.ly/3sCtHyj

ما صحة تصريح الناطق الرسمي باسم الجيش “الخيار الأقرب لوقف الحرب هو التفاوض وليس قوة السلاح “؟ (3 أغسطس)

4

https://bit.ly/47UfZHf

ما صحة تصريح (مبارك الفاضل): “لا يمكن تحقيق النصر على تمرد قبلي إلا بتحرير الجيش من أبناء المكونات الاجتماعية للتمرد”؟(3 أغسطس)

5

https://bit.ly/3OXnOTI

ما حقيقة تصريح (ياسر العطا): “نحن الآن في وضع حرج للغاية نطلب من المستنفرين التدخل العاجل”(6 أغسطس)

6

https://bit.ly/45ADx2d

ما صحة خبر أوردته (العربية-السودان) يفيد بانقطاع الكهرباء والاتصالات والانترنت في الخرطوم؟( 8 أغسطس)

7

https://bit.ly/45BtA4C

ما حقيقة تصريح الناطق الرسمي باسم الجيش “نطالب المجتمع الدولي بإدانة المليشيا لارتكابها مجزرة في حق المستنفرين الجدد “؟( 10 أغسطس)

8

https://rb.gy/fkpdf

ما صحة تصريح” الجيش السوداني: لن نستغني عن خدمات قوات الدعم السريع لأن البلاد في أشد الحاجة لأبنائها”؟( 10 أغسطس)

9

https://rb.gy/hs1u0

ما حقيقة تصريح “منظمة أطباء بلا حدود” لـ”الحدث”: مشكلات أمنية تمنعنا من التحرك بسهولة في السودان، الأسبوع القادم سنبدأ الخروج من السودان”؟(10 أغسطس)

10

https://rb.gy/itz39

ما حقيقة التصريح المنسوب لشخص يدعى راندي مايك تويست لـ(قناة BZ tv) حول حرب السودان؟(13 أغسطس)

11

https://rb.gy/tfcyx

ما حقيقة صور متداولة ل(البرهان) مع مواطنين في الباقير على أنها بتاريخ اليوم؟(14 أغسطس)

12

https://rb.gy/7inh7

ما حقيقة تصريح الناطق الرسمي باسم الجيش “المليشيا أصبحت تمارس معنا اشياء غير لائقة”؟ (16 أغسطس)

13

https://rebrand.ly/7imnrhc

ما حقيقة مقطع فيديو متداول لـ«رموز» النظام المخلوع في ولاية كسلا؟(19 أغسطس)

14

https://rebrand.ly/g0wpt3u

ما صحة خبر متداول منسوب لـ(رويترز) عن مصادر أمريكية تكشف عن عمليات كبرى مرتقبة للجيش السوداني؟ (19 أغسطس)

15

https://rebrand.ly/j58wr9u

ماصحة فيديو متداول حول دخول قوات الدعم السريع لمستشفى المدرعات بالشجرة؟(20 أغسطس)

16

https://rebrand.ly/ccn7h5c

ما حقيقة مقطع فيديو متداول لقائد الفرقة السادسة عشرة مشاة بنيالا على أنه بتاريخ اليوم؟(20 أغسطس)

17

https://rebrand.ly/rjzdro4

ما صحة تصريح الناطق باسم الجيش: نطمئن شعبنا بأن قواتنا ستقاوم وتدافع عن المناطق الأخرى حتى إذا سقطت المدرعات(22 أغسطس)

18

https://rebrand.ly/rq9qun8

ما صحة تصريح الناطق باسم الجيش: “انسحبنا تكتيكياً من المدرعات بسبب هطول الأمطار الغزيرة التي حجبت الرؤية تماما وسنعيد الكرة بعد تحسن الأجواء”؟(22 أغسطس)

19

https://rebrand.ly/uc7gd9e

ما صحة إعلان وزارة الدفاع الإثيوبية تحطم طائرة على متنها وفد مفاوضات سوداني من الجانب المدني؟(25 اغسطس)

20

https://rebrand.ly/uc7gd9e

ما صحة تصريح قائد الجيش”نحن على مشارف مسح التمرد نهائياً بإذن الله”؟(27 أغسطس)

21

https://rebrand.ly/z5ctz6n

ما صحة تصريح «الكباشي» لقناة القاهرة الإخبارية: «المعركة سوف تحسمها البندقية»؟(27 أغسطس)

22

https://rebrand.ly/pw4pdlm

ما صحة نقل وول ستريت جورنال لخبر أن قائد فاغنر«بريغوجين» حصل قبل وفاته على ذهب من الدعم السريع وطالب بالمزيد؟(28 أغسطس)

23

https://rebrand.ly/vwb4koh

ما صحة فيديو متداول على أنه للقوات الجوية السودانية وهي تقصف متحرك امداد للدعم السريع قادم من ليبيا؟ (28 أغسطس)

   

كيف تحاول شبكة تروج لمصالح الإمارات على تويتر توجيه الرأي العام بدول أفريقية وعربية؟

تَهدف وسائل التواصل الاجتماعي في الأساس إلى خلق مساحات للتعبير الحر عن الرأي والرأي الآخر، إلا أنها في الوقت نفسه قد تُستخدم كأداة في متناول الحكومات لنشر الدعاية السياسية وتغيير اتجاهات الرأي العام.

 

تَستخدم العديد من الجهات، المحلية والإقليمية والدولية، عمليات التضليل الإعلامي، كسلاحٍ سياسي لتمرير أجندتها، وتحقيق مصالح ومكتسبات سياسية، أو اقتصادية، أو عسكرية، وهو ما وثقته قاعدة بيانات تقارير (مرصد بيم)، بالإضافة إلى تقارير المؤسسات الدولية، وشركات التكنولوجيا الكبرى. 

 

وعطفاً على تقرير سابق نشرته (بيم ريبورتس) عن شبكة تضليل، تُروج لمصالح دولة الإمارات، وتهاجم قوى سياسية سودانية في (تويتر)، فقد رصد فريق (مرصد بيم) عملية معلوماتية في (تويتر) تُمثل امتداداً لتلك الشبكة، تستهدف الرأي العام في عدد من الدول العربية والافريقية وتأثر فيه.

تسعى هذه الشبكة للترويج لدور الإمارات في المنطقة باعتبارها راعية للسلام، وتدعم أنظمة سياسية وكيانات وشخصيات موالية لأبوظبي، بالإضافة إلى مهاجمة شخصيات وجماعات تنتسب للإسلام السياسي، أو ذات مواقف معادية للاتجاه السياسي للإمارات في بلدانها.

تنشط شبكة الحسابات ذات الصلة بالعملية المعلوماتية المشار إليها في هذا التقرير، في (السودان وتونس وموريتانيا واليمن وليبيا).

 

السودان  

في فبراير الماضي نشر فريق مرصد بيم تحقيق عن شبكة تضليل تروج لمصالح الإمارات وتهاجم قوى سياسية في السودان. وامتداداً لهذه الشبكة رصد فريقنا نشاط جديد تعاود عبره الشبكة  التغريد في الفضاء الرقمي السوداني في موقع (تويتر) تسعى من خلاله إلى إرباك الرأي العام السوداني والترويج لعلاقات أبوظبي بالنظام العسكري في الخرطوم مستخدمة وسم: (#السودان_في_قلب_الإمارات)  ، تنشر فيه الشبكة محتوى يفيد بأن دولة الإمارات تدعم الوفاق والسلام والاستقرار في السودان. وتتضمن التغريدات صوراً  تجمع رئيس دولة الإمارات (محمد بن زايد) وقائد الجيش السوداني (عبد الفتاح البرهان). 

 

وفي مسعى لتلميع صورة حلفاء أبوظبي على ما يبدو، نشطت الشبكة تحت وسم (#البرهان_في_الإمارات)، وذلك وبالتزامن مع زيارة قائد الجيش (عبدالفتاح البرهان) إلى دولة الإمارات، في فبراير من العام الحالي، حيث نشرت الحسابات المعنية عدداً من التغريدات التي يفيد محتواها بمتانة العلاقات السودانية – الإماراتية وأن الإمارات تولي اهتماما كبيرا للسودان وأنها تدعم العملية السياسية الجارية في السودان لتحقيق الوفاق والاستقرار على حد تعبيرهم. 

لاحظ فريق مرصد بيم أن عدداً من الحسابات المكونة للشبكة نشطت في وقت سابق في هجوم ممنهج على القوى المدنية السياسية في السودان، على عكس ذلك نشرت هذه الحسابات محتوى إيجابي عبر تغريدات تضمنت صورا لقائد الجيش في السودان، يبدو وكأنها تدعم قوى الانقلاب العسكري في السودان.

 

بعد اندلاع الحرب في السودان بتاريخ 15 أبريل، نشر فريق (مرصد بيم) تحقيقاً وضح فيه عودة نشاط لشبكة الحسابات المعنية عبر عدد كبير من التغريدات التي تستهدف الرأي العام السوداني،  تروج فيه لمصالح الإمارات وتتبني الدعاية الإعلامية لصالح  قوات الدعم السريع، وتهاجم الجيش السوداني. 

 

تونس 

في تونس نشطت شبكة الحسابات عبر عدد من التغريدات تهاجم عبرها شخصيات وتنظيمات سياسية تونسية، وتدعم أخرى، حيث وجد فريقنا أن نشاط الشبكة في الفضاء الرقمي التونسي يستهدف حركة النهضة التونسية وزعيمها (راشد الغنوشي) وذلك بربط نشاط الحركة بنشاط جماعة الإخوان المسلمين. كما تنشر شبكة الحسابات محتوى يدعم سياسة الرئيس التونسي (قيس سعيد)، هذا بالإضافة إلى الترويج لدعاية أبوظبي بأنها داعمة لاستقرار الشعوب العربية.

 

 

 

اليمن   

كما هو مشار إليه في تقرير(مرصد بيم) السابق بأن شبكة حسابات تدعم أجندة دولة الإمارات هاجمت جماعة أنصار الله الحوثي في موقع (تويتر). 

وفي امتداد بحثنا عن الشبكة المعنية رصد فريق (مرصد بيم) نشاطا مستمر وتغريد عالي عبر عدد من الحسابات، تروج فيه لسياسات أبوظبي في الجمهورية اليمنية وتهاجم جماعة انصار الله الحوثي. 

 

موريتانيا  

 في الفضاء الرقمي لدولة موريتانيا رصد فريق (مرصد بيم) نشاطاً لشبكة الحسابات المعنية عبر عدد من التغريدات، تهاجم فيها تنظيمات سياسية وشخصيات سياسية. كما تدعم تنظيمات سياسية أخرى، هذا إضافة إلى ترويجها لدور أبوظبي في  نواكشوط باعتباره داعم للموريتانيين. 

وفي السياق نفسه، ومن خلال  البحث في الحسابات المعنية لاحظ فريقنا نشاطاً للحسابات في مارس من العام الحالي، نشرت الحسابات عدد من التغريدات هاجمت فيها السياسي والناشط الحقوقي (بيرم ولد الداه اعبيد ) رئيس(مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية AIR). تذهب التغريدات في محتواها إلى أن (بيرم) يسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في موريتانيا وذلك من خلال استغلال منصبه السياسي. 

وبالعودة إلى تاريخ نشر سابق في شهر نوفمبر من العام 2022م رصد فريق (مرصد بيم) نشاطا للشبكة عبر عدد من التغريدات تتضمن محتوى يروج لإنجازات الرئيس الموريتاني الحالي (محمد ولد الغزواني). كذلك لاحظ فريقنا أن الحسابات نشرت عددا من التغريدات يفيد محتواها بوحدة مصالح الشعبين الإماراتي والموريتاني، وأن العلاقات الإماراتية الموريتانية تتسم بالصدق والمحبة والأخوة بين البلدين الشقيقين. كما هو موضح في الصور.

 

ليبيا 

في الفضاء الرقمي الليبي رصد فريق (مرصد بيم) نشاطاً للشبكة المعنية عبر عدد من التغريدات تروج فيها لدور أبوظبي في دعم الأمن والاستقرار في الجمهورية الليبية، وتهاجم عبرها شخصيات سياسية. 

أيضاً لاحظ فريقنا أن الحسابات نشرت عدد من التغريدات التي تروج للدور الإماراتي في ليبيا باعتباره دورا إيجابيا يسعى لتوحيد الصف ولم الشمل بين الفرقاء السياسيين في ليبيا. 

 

كما هو موضح في الصور أدناه

سمات الشبكة 

تتكون الشبكة من عدد كبير من الحسابات، تجمعها ملامح مشتركة، وتتباين بعض السمات الأخرى بحسب نشاط الشبكة. 

 

الملامح العامة للشبكة:

 

  • تتفاعل معظم الحسابات مع بعضها البعض بالمتابعة الإعجاب وإعادة التغريد 

  • معظم الحسابات تضع صور شخصية لفتيات مع إخفاء ملامح وجوههن.

  • معظم الحسابات قديمة ويعود تاريخ إنشائها بين العام 2009-2014 ، وقد تم حذف التغريدات والنشاط عموما ما قبل العام 2022 .

  • تكتب معظم الحسابات تغريداتها باللغة العربية الفصحى ، ويكون المحتوى موحد عند معظم الحسابات. 

  • معظم الحسابات لديها نشاط عال وتغرد بصورة يومية.

  • تشترك معظم الحسابات في عدد التغريدات وتتراوح معظم التغريدات بين 1000-إلى 1500 تغريدة. 

  • معظم الحسابات تقوم بإعادة التغريد والتفاعل مع حسابات حقيقية. 

  • معظم الأسماء المستخدمة أو المعرفة للحسابات الموجودة في الشبكة تعتمد أسماء غير عربية، كما أن بعضها تستخدم لغة إنجليزية ركيكة. 

 

 السمات المحددة:

 

لاحظ فريق (مرصد بيم) أن اللغة التي تغرد بها الحسابات في تفاعلها العادي تكون ذات ارتباط باللهجة المحلية للدولة التي تنشط فيها الشبكة. على سبيل المثال نشر حساب باسم (bayan moustafa ) عددا من التغريدات خلال شهر( فبراير) الماضي تروج هذه التغريدات للإمارات باعتبارها دولة سلام في المنطقة. 

لاحظنا أن التغريدات التي تروج للإمارات بصورة عامة كتبت باللغة العربية الفصحى، و أن بعض التغريدات التي تروج لدور الإمارات في ليبيا،  يكتب جزء من التغريدة باللهجة المحلية الليبية. وأيضا وجدنا أن الحساب يستخدم اللهجة المحلية الليبية في حالات التفاعل العادي. 

  • المحتوى الذي تنشره شبكة الحسابات يتفق جميعه من حيث المضمون، ويختلف في أسلوب الكتابة.

  • معظم التغريدات التي تستهدف جماعة الإخوان في تونس تحتوي على عبارات خاطئة في التركيب اللغوي. 

  • يتم وضع العلم الليبي ضمن النص في معظم التغريدات التي تستهدف دولة ليبيا. 

  •  

بناء على ما تم ذكره يتضح من خلال الملامح العامة لهذه الحسابات غير المحصورة، أنها تعمل مع ضمن شبكة ضخمة تعمل على الترويج لمصالح أبوظبي وسياساتها في المنطقة العربية والأفريقية وتهاجم شخصيات وتنظيمات سياسية تختلف في أجندتها مع السياسات الإماراتية. بالإضافة إلى الترويج لشخصيات وأنظمة سياسية تتوافق سياساتها ومصالحها مع أبوظبي عبر استخدام  أسلوب (السلوك الزائف المنسق) في نهج جديد متطور ومعقد. 

على سبيل المثال لا الحصر بعض الحسابات التي تتبع للشبكة المذكورة 

الرقم 

اسم الحساب

twitter ID 

الرقم 

اسم الحساب

twitter ID 

1

لوفي 

34750094

26

جميلة

228063155

2

خاطفة القلوب

53597973

27

nour Abdelhak

2302535203

3

Tokyo

53919172

28

moda eljazwi

1649019216

4

ميسي العرب

57469360

29

جميلة عبد القادر

1162114886

5

أحمد ولد الشيخ

362546972

30

hoor eltrhony

49500734

6

الكفاح

451714877

31

abeer alahmadee

100217446

7

أمير الإحساس

545899672

32

basma bojerma

217471790

8

nouha salehe

607348316

33

حكاية عطر

801481434

9

نبض الأمل

1347036890

34

الأميرة النائمة

2582521092

10

البرق الخاطف

732134190

35

ضحكات متناثرة

2953013017

11

night tune

2346562762

36

ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ

91327172

12

كبرياء امرأه

2917480855

37

الافعى السامة

44388844

13

رقية الرشيدي

552805181

38

صديقي الملك

4445026033

14

omaima abdelkader

763981998742384640

39

ياسمينا

79137078

15

ضوء القمر 

770654562

40

وردة

98780583

16

moda eljazwi

1649019216

41

ليلى

62090115

17

hoor eltrhony

49500734

42

حياتى ملكى

3314813864

18

bayan moustafa

27101426

43

بريق الأمل

4479788061

19

دنيا الفيتوري

2934480662

44

السالكة محمد

501058338

20

Khadiga Eltrhoni

54843837

45

hasena Hadi

455209005

21

SARA MSALM

3014116489

46

مراهقة عاشقة

71509177

22

basma bojerma

217471790

47

فتاة راقية

76759267

23

manal khlifa

1168206834

48

المهاجر

850767480708640769

24

بسمة عياشي 

189772048

49

عنقود الحياة

24905696

25

khadija El Mahfoud     

420006869

50

هاجر مسعد

2431434175

 

 

كيف تدور الحرب الإعلامية الموازية بين الجيش السوداني والدعم السريع؟

بالتزامن مع المعارك المستعرة في شوارع الخرطوم المكتظة و ولايات البلاد المختلفة منذ يوم السبت الماضي بين الجيش السوداني و(الدعم السريع)، يخوض طرفا الصراع في السودان حربا أخرى، ساحتها منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، لبث دعايتيهما في السيطرة على المواقع الجغرافية، وإبداء المواقف السياسية، وتبادل الاتهامات بشأن المسؤولية عن الانتهاكات، ومن أطلق الرصاصة الأولى.

بداية الاشتباكات

عند التاسعة تقريباً من صباح السبت 15 أبريل، دوى صوت الرصاص في جنوب الخرطوم، وفي مناطق أخرى مختلفة من العاصمة التي كانت تشهد حشدا للآليات العسكرية لأيام قبل ذلك، وخلال ذلك اليوم تبادل الطرفان الاتهامات بشأن مسؤولية إطلاق الرصاص.

بعد 3 ساعات من الاشتباكات حملت الدعم السريع، الجيش، مسؤولية اندلاع المواجهات، وقالت في بيان إنها “فوجئت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل الى مقر وجود القوات في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم”. واعتبرت ذلك سببا للتحرك العسكري في جميع أنحاء البلاد.

استغرق رد الجيش مفندا 3 ساعات أخرى، متهما (الدعم السريع) بمحاولة السيطرة على مواقع استراتيجية تشمل القصر الجمهوري، والقيادة العامة للجيش. وبحسب هذه الرواية، اعتبر أن ما قامت به قوات الدعم السريع تمرد على سلطة الدولة، وحملها مسؤولية جر البلاد إلى العنف.

بيان الجيش حول استهداف سكن البرهان

قاعدة مروي الجوية

تضارب الحقائق امتد من مسؤولية بدء المعارك، إلى السيطرة على الأرض، فكانت قاعدة مروي الجوية شمالي البلاد، التي شهدت اشتباكات متزامنة مع المعركة في الخرطوم، إحدى أبرز المواقع التي تنازع الجيش والدعم السريع حقيقة السيطرة عليها.

تكررت خلال الأيام الماضية البيانات ومقاطع الفيديو من الطرفين التي تظهر جنودا من القوتين “يؤكدون” سيطرتهم على مطار وقاعدة مروي الجوية، بينها مقطع فيديو من الجيش ليل 18 أبريل، وكذلك الأربعاء الماضي.

بيانات الدعم السريع

بيان رقم (2)
بيان رقم (3)

بيانات الجيش

القصر الجمهوري

ظل القصر الجمهوري وسط الخرطوم منطقة اشتباك يسعى كل من الجيش والدعم السريع لبسط سيطرته عليه، وتبادلا البيانات المؤكدة لذلك.

في نهار 17 أبريل نفى الجيش أن يكون الدعم السريع قد سيطر على القصر الجمهوري أو قصر الضيافة، واصفا ما تنشره صفحات الدعم بأنها “شائعات”.

في اليوم التالي، نشرت قوات (الدعم السريع) مقطع فيديو لقواتها أمام القصر الجمهوري، وذلك بعد يوم من فيديو آخر لأحد جنودها في محيط القصر ويسمع في الخلفية أصوات الاشتباكات، فيما لا تزال الاشتباكات جارية في محيطه.

مطار الخرطوم

من المطار الوحيد في العاصمة، تتصاعد الأدخنة ظاهرة للعيان بدلا عن ارتفاع الطائرات من مدرجاته، أما مقاطع الفيديو فتظهر اندلاع النيران في الطائرات الرابضة على المدرج.

في اليوم الأول انتشرت صورة مجندين اثنين في صالة الوصول بالمطار، ودارت الاشتباكات في المدرج مودية بحياة مسافرين وصلوا على متن رحلة قادمة من المملكة العربية السعودية.

لم يتحمل أي من الطرفان مسؤولية إطلاق النار الذي أدى لمقتل المسافرين، لكن كلا منهما أكد سيطرته على المرفق الاستراتيجي مفندا ادعاءات الآخر، فيما لا تزال المعارك جارية في محيطه حتى يوم أمس الأربعاء.

الإذاعة والتلفزيون

أكد شهود عيان في أحياء أمدرمان القريبة من الإذاعة والتلفزيون احتدام الاشتباكات في المنطقة، وتداول سكان المنطقة على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تظهر تخوفهم من حدة القتال.

القوتان المتقاتلتان حاولتا تأكيد السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون بالبيانات على منصات التواصل الاجتماعي، وفي بث تلفزيون السودان والنيل الأزرق.

ففي اليوم الأول للاشتباكات ظهر المذيع مبارك خاطر في استديو أخبار التلفزيون لدقائق، ليعلن وقوع اشتباكات قرب المقر وينقطع البث عقب ذلك.

ويوم الاثنين نشر تلفزيون السودان تصريحا للناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد نبيل عبد الله. 

فيما ظهرت صورة الناطق باسم الدعم السريع الرائد نجم الدين إسماعيل على تلفزيون النيل الأزرق مساء الاثنين أيضا، دون نشر اي تصريح.

قبل أن تنشر صفحة الجيش السوداني على فيسبوك مقطع فيديو للرائد نجم الدين إسماعيل يعلن فيه انشقاقه عن الدعم السريع وعودته إلى الجيش السوداني.

البيانات المتضاربة

الدعم السريع:

الجيش:

بث الدعاية

منذ اليوم الأول أطلق الطرفان اتهامات تجاه بعضهما، لوصم كل منهما أمام المجتمع الدولي والإقليمي، وسحب الرأي العام لصالحه.

الدعم السريع ركز على وصف حربه أنها ضد “قيادة الجيش” وليس الجيش كله، وبحسب روايته، فإن من يقاتلهم هم “إسلاميون متطرفون“، ونفى عن نفسه تهم استهداف البعثات الدبلوماسية، متهما ذات الإسلاميين بتنفيذ ذلك و”ارتداء زيه”.

فيما اتهمت وزارة الخارجية في بيان الثلاثاء الماضي الدعم السريع باستهداف مقار البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية.

الدعم السريغ يتهم الجيش بموالاة الإسلاميين

فيما تركزت رواية الجيش على وصف “قيادة قوات الدعم السريع” بأنها متمردة، معلنة إنهاء انتداب ضباط القوات النظامية بأفرعها المختلفة إلى الدعم السريع، وداعية إياهم لتسليم أسلحتهم، قبل أن يعلن البرهان “العفو مقابل وضع السلاح” لكل أفراد الدعم.

الجيش في المقابل اتهم قوات الدعم السريع بالانفلات، وحملها مسؤولية استهداف البعثات الدبلوماسية، ومسؤولية مقتل موظفي صندوق الغذاء العالمي في كبكابية شمال دارفور.

الجيش يتهم الدعم السريع بالانفلات واستهداف البعثات الدبلوماسية

انتصارات دائمة

المقدم مصعب طه الأمين، ضابط بالجيش السوداني قتل في القيادة العامة للجيش، واحد من كثيرين لم تعرف أعدادهم بعد على الرغم من انتشار كتابات التعازي والنعي وسط كتابات السودانيين في مواقع التواصل، لأقارب من القوات النظامية المتقاتلة، لقوا حتفهم خلال الصراع المستعر.

عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني هنادي فضل تنعي قريبها الضابط مصعب الأمين «المشنور للأصدقاء»

ففي كل بيانات الجيش والدعم السريع، يذكر التقدم والسيطرة على مواقع جديدة وانشقاق الجنود من القوتين أو تسليمهم، وتغيب أخبار وإحصائيات القتلى والمصابين منهما.

الرؤية السياسية ضبابية

رغم استمرار القتال ليومه الخامس، لا يتحدث الجيش أو الدعم السريع عن خطة سياسية، ويغيب التصريح بالدافع السياسي الحقيقي وراء المعركة، التي سبقها خلاف سياسي بحت، في حين يخبرنا التاريخ ألا حرب تحدث من أجل الدافع الحربي وحده، خصوصا إذا ما كانت حربا أهلية بين أبناء البلد نفسه.

فقبل اندلاع المواجهات، كان مقررا المضي في اتفاق سياسي لتقاسم السلطة بين القوى السياسية وإنشاء مجلس أعلى للقوات المسلحة يضم الجيش والدعم السريع، قبل أن تقف قضية الإصلاح الأمني عقبة أمام إتمام الاتفاق ويتأجل توقيعه.

الدعاية السياسية للجيش، اعتبرت ما يحدث “ظروفا صعبة” بسبب “تمرد غير مبرر” من الدعم السريع، وأن قيادة الجيش مازالت ملتزمة بـ”المسار السياسي”، و”ألا تراجع أو نكوص” عن تنفيذه. لكن هذا المسار السياسي لا تتضح تفاصيله، ولا يعاد ذكره في بيانات الناطق الرسمي أو تصريحات قادة الجيش.

أما قوات الدعم السريع فتؤكد في بياناتها أنها ما أجرت هذا التحرك إلا لمواجهة “الإسلاميين”، وأنها ملتزمة بالعملية السياسية، ذات العملية التي لم يكمل الطرفان ما طلب منهما لإنجازها والوصول لاتفاق حول قضية الإصلاح العسكري.

لكن هذا التصريح لا يفصل أبدا ما هي خطة هذا الفصيل المسلح السياسية إن أكمل حربه ضد قيادة الجيش التي يتهمها بالانقلاب وموالاة الإسلاميين.

ومع تواصل المواجهات، تستمر الأطراف في خلق استقطاب إعلامي أكبر، عبر التضليل وفبركة الأخبار، واستعمال الدعاية السياسية والعسكرية لتقوية مواقفها.

نقابة الصحفيين السودانيين تدعو لإسكات صوت الرصاص

دعت نقابة الصحفيين السودانيين، في بيان أصدرته، يوم السبت، (طرفي الصراع) القائم لوقف إطلاق النار و”تحكيم صوت العقل”، قبل أن تندد بحالة التردي الأمني الماثلة في البلاد منذ عقود، وصولاً للصراع الدائر حالياً.

وكانت نقابة الصحفيين، قد أعلنت عن لقاء جمع عدداً من الأجسام المطلبية في مقرها بالخرطوم يوم الجمعة الماضي، حيث توافقت الأجسام “على التصدي لمحاولات خلق الفتنة وزعزعة استقرار البلاد والوقوف ضد الحرب والانفلات الأمني وظاهرة الإفلات من العقاب”، وفق ما ذكر البيان. 

وفي خضم خلافات متصاعدة منذ عدة أسابيع وسط السلطة العسكرية الحاكمة، بدأت صباح السبت، وعلى نحو بدا مباغتاً، اشتباكات مسلحة جنوبي العاصمة الخرطوم، سرعان ما امتدت إلى أنحاء مختلفة من البلاد خلفت عدداً غير معلوم من الضحايا المدنيين، بالإضافة إلى العسكريين.

ولاحقاً مع تسارع الأحداث الأمنية والعسكرية في البلاد، أعلن الجيش السوداني، أن الدعم السريع أصبحت قوات متمردة، قبل أن يعلن قائده عبد الفتاح البرهان حلها، بحسب ما ذكر جهاز المخابرات العامة.

الأجسام والنقابات الموقعة على البيان والتنسيق في دار نقابة الصحفيين السودانيين

1. نقابة الصحفيين السودانيين

2. اللجنة التسييرية لنقابة المحامين 

3. لجان المنطقة الصناعية بحري

4. تضامن نقابات السودان 

5. اللجنة التمهيدية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا 

6. اللجنة التسييرية للاتحاد العام للمهندسين السودانيين.

7. لجنة المعلمين السودانيين.

8. اتحاد الكتاب السودانيين

9. اللجنة التمهيدية للنقابة العامة لصيادلة ولاية الخرطوم 

10.هيئة محامي دارفور

11. الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم